أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أم الزين بنشيخة المسكيني - ماسح السيارات في زمن القحط الديمقراطي ..














المزيد.....

ماسح السيارات في زمن القحط الديمقراطي ..


أم الزين بنشيخة المسكيني

الحوار المتمدن-العدد: 3710 - 2012 / 4 / 27 - 00:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماسح السيارات في زمن القحط الديمقراطي ..
يجوب مفترق الطرقات .. حيث تتقطّع به السبل ..و يسكن حيثما يشتعل الضوء الأحمر ..رزقه يكسبه كلما توقفت السيارات استجابة لاشارة مرورية....انه ماسح لبلور السيارات: مؤقت وقوفه و مؤقت عمله و مؤقت وجوده و مؤقت قوته اليومي ..لا أحد يضمن له أكلة يومه غير بعض الأيادي الكريمة المتبقية في مدينة أصابها القحط الأنطولوجي ..فتراهم يغلقون شبابيك السيارات في وجهه ..بعضهم ينهره و الآخر يتجاهله و قليل منهم يمدّ له مائتين يتيمتين من المليمات التي لم تعد تساوي شيئا من ثمن الكسكروتات..
و فجأة و بمجرّد وقوفه بجانب بلّور سيارتك الأمامي ترى للتوّ و على الفور أرشيفا كاملا من الفوارق الطبقية و ترى الفقير فقيرا في فقره و الغني غنيا في قحطه و ترى عهود الاستبداد السابق ..و البؤس المؤبّد مكتوبا على وجهه..و ترى انهزام الحكومات في اطعام الأفواه الفاغرة ..و ترى انتحار الثورة على أجسام الجياع ..و ترى دماء الشهداء تسيل اعتباطا و هدرا ..هو لا يملك غير خرقة مبللة بدموع أمه وأنت تركب سيارة تصدح بمذياعها ..هو عاطل عن العمل اخترع لنفسه عملا و أنت تعمل و تأكل و تجحد عنه مليمات لا تغنيك ان خبئتها و لا تفقرك ان أعطيتها ..ها أنت متخم بالثورة و بالأحزاب و بالديمقراطيات و بالخطابات و الثقافات ..وهو لا همّ له غير ضمان كسكروت كفتاجي أو قهوة سوداء و سيغارة ينفثها آخر الليل على وطن بلا قلب .ها أنت مُصاب بالغثيان من فرط الايمان و بالدوار من شدة الكفر و ها أنت تفاخر بمعرفة الفرق الدقيق بين المسلم و الاسلامي و بين المسلم الحقيقي والمسلم المنافق و بين الاسلام الكئيب و الاسلام البهيج ..و أنت فرح لأنّك تعرف جيدا ماذا يريد العلماني و ماذا يريد السلفي و ماذا يريد الشيوعي ..وهو يبيت وحيدا هو و البؤس وجها لوجه و رأسا بذيل ..و بطنا خاوية بقلب ساخط ..أنت ممدّد في صالونك أمام البلازما وهو لا يملك غير بلازما دمائه ..
و أعجب لمن يبيت على الطوى و لا يشهر في وجهك سيفه كل صباح ..ان ماسح السيارات الذي تراه يوميا أيها السائق و المالك لسيارة و لوطن و لثورة و لنهار كامل من القحط الديمقراطي ..ظاهرة سياسية تعبّر عن سوء توزيع للثروات في بلدي و على سنين من الظلم الاجتماعي و المؤامرات الاقتصادية و السرقات المالية . يا من تغلق نافذة سيارتك و باب بيتك في وجه الجياع لا حق لك في أن تتكلم عن الثورة و لا عن الانسان ولا عن الاسلام و لا حتى على الكفر ..لست مسلما و لست ملحدا و لست ديمقراطيا بل أنت لا تستحق أن تنتمي الى حظيرة البشر لأنك لا تستطيع أن تتقاسم و لا أن تشترك مع غيرك في بهجة الحياة .انّ ماسح السيارات ينتمي الى عائلة واسعة من الأنماط الاجتماعية التي تمثل مظاهر البؤس و التعاسة الانسانية ..في وطن يموت الانسان فيه موتات عديدة دون أن ُتشيّع جنازته بما يليق بالجثامين ..بائعة العلكة طفلة في الثامنة تنام على الرصيف في قلب العاصمة قبل بيع علكاتها غير آبهة بمليماتها الملقاة حذوها ..و الأطفال الذين يبيعون المناديل الورقية في طرقات العاصمة أو أولئك الذين يبيعون خبز الطابونة كلما قصدت وجهة ما نحو الشمال الغربي . كل هؤلاء الأطفال الذين صاروا كهولا قبل الطفولة أين سيبيتون في الليلة القادمة ؟و ماذا سيأكلون ؟حتى الكفتاجي صار أكلا مستحيلا ..بعد غلاء الفلفل و البطاطا ..لم يتبق غير القرع..في بلاد لا يكبر فيها غير القرع ..و الخرافات الصفراء و الحنظل الليبيرالي و البنفسج الأسود ..



#أم_الزين_بنشيخة_المسكيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رقص عمومي ..
- حذو الوطن
- تراتيل على روح قديم ..
- غازات الحكومة ..هديّة للشهداء
- عذرا أيّها النهار ...
- الفنّ و الحدث :مقاربة تأويلية
- نجم و أغنية
- قرابين الجحيم
- كوميديا أبكت الجميع
- أخاديد .
- أيّها الحارق غرقا ..
- جرحى السماء ..
- رفقا بالمفاهيم ..
- لا طعم للموت
- نحن لسنا رُعاعا لأحد
- كي أنسى أسئلتي
- جماليات التلقّي
- تجاعيد ...
- أنت الأبد الضاحك من الآيات...
- جرحى الثورة ...تُعنفهم وزارة حقوق الانسان ؟؟؟


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أم الزين بنشيخة المسكيني - ماسح السيارات في زمن القحط الديمقراطي ..