مصر -ديار كفر- .. يحكمها الأمريكان والإخوان !!!

مجدى نجيب وهبة

الحوار المتمدن-العدد: 3898 - 2012 / 11 / 1 - 14:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

** ياعينى عليكى يامصر .. فقد إستباحت أرضك وعرضك وشرفك .. ياعينى عليكى يامصر ، حتى نرى اليوم الذى يعلن فيه أحد القيادات السلفية الجهادية أن "مصر ديار كفر لأنها على حد زعمهم لا تطبق شرع الله" .. وأن ثورة الوكسة والندامة التى إندلعت فى 25 يناير لم تكن للمطالبة بشرع الله ، بل للعيش والحرية والعدالة الإجتماعية .. وقال "حكامهم قديما وحديثا .. حتى مرسى ، وهنا يقصد بكلمة "حتى مرسى" .. إنه من ضمن جماعة الإخوان المسلمين .. بدلوا دينهم وإتخذوا الديمقراطية و القانون بدلا من دين محمد ... وضعوا لهم الدساتير "الألهة الورقية" .. وعبدوا الشعب لها" ... وكما يتضح من سخريته إنه يناشد الرئيس مرسى "إخوان مسلمين" ، بالعمل فورا على تطبيق شرع الله .. بصفته رئيس حزب الحرية والعدالة قبل توليه رئاسة مصر ..

** ياعينى عليكى يامصر .. بعد أن هيمنت جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر على جميع مؤسساتك .. وصاروا يهددون كل من يعترض طريق الإخوان أو ينتقدون رئيس الإخوان "محمد مرسى" بصفته رئيسا للجماعة الشرعية فى مصر .. أو كل من يخرج عن شريعتهم ..

** ياعينى عليكى يامصر ، بعد أن تسلمك الإخوان بأوامر من أمريكا وبمباركة ودعم المجلس العسكرى المقال برئاسة المشير طنطاوى والفريق عنان .. فى صفقة أطلقت عليها راقصة السيربتيز "هيلارى كلينتون" ، واللقيط "أوباما" ، الربيع العربى .. والحقيقة التى إكتشفها الجميع بعد فوات الأوان ، إنها لم تكن بثورة إطلاقا .. بل هى فوضى قام بها جماعة الإخوان ودعمهم الإعلام العفن ، وكاميراته الفضائية .. تساندهم قوى خارجية تتزعمهم أمريكا لأهداف معروفة للجميع .. بل وأعلنت عنها أمريكا لإسقاط وتخريب مصر ..

** ياعينى عليكى يامصر .. بعد أن سقطتى فى تحالفات مثيرة للدهشة .. وصراعات قذرة للإستحواذ على جسدك بين الليبراليون والإسلاميون .. الذى يشتبكون مع بعضهم الأن .. وبين العلمانيين ضد الإخوان .. والسلفيين ضد العلمانيين .. والتحالف الأمريكى الإخوانى القطرى الذى يدعم التى تعادى إسرائيل "الطفل المدلل لأمريكا" .. والتحالف بين أمريكا والسعودية والسلفيين لإرهاب الأقباط وطردهم .. إنه الكشرى المخلوط بمياة الصرف الصحى .. أو الفوضى الهدامة التى صرحت بها "كونداليزا رايس" وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة ...

** ياعينى عليكى يامصر .. بعد أن أسقطتك الإعلام المأجور وكاميراتهم العفنة التى ساهمت بقدر كبير وأساسى فى الدعاية للإخوان والتحريض ضد الوطن .. ووصلت ذروة التحريض بعد تنحى الرئيس "مبارك" .. فلم نرى فى هذا الإعلام إلا الكوادر التنظيمية لجماعة الإخوان المسلمين .. والجماعات السلفية .. وحركة 6 إبريل .. والوطنية للتغيير .. وجماعة البرادعى .. بل وكل التنظيمات الجهادية وميليشيات الإخوان المسلحة ، وهى ترصدهم وتضخم فى أعدادهم .. وتتجاهل كل أبناء هذا الوطن .. وكأن مصر أصبحت فجأة كلها إخوان متأسلمين وسلفيين وجهاديين .. وللأسف بعد أن أدوا دورهم المرسوم لهم .. بدأت عمليات تصفيات للأفراد فى البرامج التليفزيونية والصحف .. والأن هم يولولون ويصرخون لحمايتهم من الإخوان والسلفيين والإرهابيين ...

** ياعينى عليكى يامصر .. بعد أن نامت عيونك وأنتى مطمئنة .. أن العسكر يحميكى .. وإذا بك تستيقظين لترين أن العسكر إنحاز للكاميرا التى تدعم الإخوان .. وتمت صفقة أعلن عنها الجميع بين مجلس "طنطاوى" وإخوان "مرسى" ...

** ياعينى عليكى يامصر .. بعد أن تبدلت الكراسى والمقاعد .. فأمريكا إستخدمت الإخوان والبلطجية لإسقاط مصر .. والإخوان إستخدموا السلفيين فزاعة ضد أمريكا والأقباط .. لإبقاء أمريكا بجانبهم .. وهو نفس الدور الذى مارسه مبارك عندما إستخدم الإخوان لإرهاب الغرب والأقباط ..

** ياعينى عليكى يامصر .. بعد أن تأخونت مؤسساتك .. فيكفى أن يكون رئيس الدولة هو إخوان مسلمين .. سواء كان مرسى أو بديع .. وسواء كان فتوح أو الكتاتنى .. وسواء كان البرنس أو الشاعر .. وسواء كان الشاطر أو العريان .. الإسم لا يهم .. ولكن الفكر والإنتماء للجماعة هو المهم .. ومباركة أمريكا للإخوان هى الأهم .. فمصالحهم أمنة .. وأمريكا والغرب لن يعترضوا طريقهم .. حتى لو أبادوا الأقباط بالكامل .. وهى المعضلة التى يرفض كل أقباط المهجر التعامل معها .. وعلى رأسهم إعلامهم الساذج الأبله .. فأمريكا والغرب لن يعترضوا الإخوان أو السلفيين مهما فعلوا .. مادامت مصالحهم أمنة ... وهذا يفسر الفوضى التى تتحدى القانون فى مصر .. والتى يتزعمها جماعة الإخوان المسلمين ...

** ياعينى عليكى يامصر .. وأنتى تترحمين على شهداء نكسة 1967 .. أو نصر أكتوبر 1973 .. للدفاع عن أرض سيناء .. ونحن نرى أمام أعيين أن هناك دراسات تجرى على قدم وساق من أجل ضم قطاع غزة لمصر .. وإستيطان الشعب الغزاوى فى سيناء .. وتملكهم الأرض تحت أسماء عرب 48 ، أو عرب سيناء ... ويحدث ذلك أمام الجميع .. ولا تجد سيناء الأن من يدافع عنها أو يحميها ..

** ياعينى عليكى يامصر .. بعد أن ضحك الأمريكان وجمعيات حقوق الإنسان والمجتمع المدنى على الشعب المصرى .. وصفقوا وطبلوا وزمروا لما أطلق عليه "الربيع العربى" .. والذى إندلع بنفس السيناريو فى تونس واليمن ومصر وليبيا .. والأن يدور نسمات الربيع العربى فى سوريا لإسقاطها وتدميرها .. والجميع يتحدثون فى نفس الإعلام المصرى العاهر للمطالبة بتنحى الأسد حقنا للدماء .. ويتحدثون عن جيش سوريا الحر .. وهو فى الحقيقة هم مجموعات مرتزقة من جبال تورا بورا .. وعصابات من الجهاديين والمنتمين لتنظيم القاعدة ... إنه نفس السيناريو الذى يديره الإعلام المصرى والصحف المصرية بكل حقارة مثلما أداروه لإسقاط مصر فى براثن الإخوان ..

** نعم .. لقد قدم الإخوان والسلفيين خدمات لأمريكا وإسرائيل .. أضعاف أضعاف ما قدمه النظام السابق .. والبقاء لله فى كلمة مصر الحرة الوطنية .. فهى فى الحقيقة "ديار كفر" يحكمها الإخوان والأمريكان ..

مجدى نجيب وهبة

#مجدى_نجيب_وهبة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل