أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - اسمي محمد رفيق..!














المزيد.....

اسمي محمد رفيق..!


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3890 - 2012 / 10 / 24 - 18:06
المحور: الادب والفن
    



-رحل محمد رفيق..!

تسمع العبارة، من أحد زملائك في العمل، كي تتابعه بأسئلتك الدقيقة، الملحاحة، عسى أن تبعد بها شبح الموت عن أحد الزملاء الذين تعرفت عليهم، منذأولى تغطية صحفية، كلفت بها، من قبل قسم عملك في صحيفة "الخليج"، حين اقترب منك وقتها، حاملاً جهاز الكاميراعلى كتفه، وهويمدُّإليك يده، معرفاً بنفسه" اسمي محمد رفيق مصورجريدة الخليج" متسائلاً بأدب وحياء بارزين: هل أنت الصحفي الجديد؟، كي تبادله التعريف بالذات، ليعودإليك بين الفينة والأخرى يستشيرك في نوع وعدد لقطات المشاهد المطلوبة، ثم وقبل أن ينتهي من أداء مهمته، يعودإليك بحنوباد، مستفسراً في ما إذا كنت في حاجة إلى مساعدة منه؟..

وسرعان ماتتتالى صورالرجل في ذاكرتك، بقامته المتوسطة، وسحنته، وابتسامته المنكسرة، وسيمائه التي يهيمن عليها الخجل، وهويلوح لك بالسلام أنّى مرّ من قربك، أوخصك بزيارة عابرة، يسأل عن الزميل المعنيّ بالتغطية الصحفية التي سيتولى فيها مهمة التصوير، أويناقشك في أمريهمُّ صحتك، يقدم استشارته المتواضعة، إليك، لاسيما حينما تتعلق بالسمنة التي بات يعاني منها هوالآخر، في السنوات الأخيرة، وبات يروم التخفيف من وزنه، وهويواري لهاثه بعد مسيرخطوات ما، لاسيماعندما يرتقي درجات المبنى، أويسأل عن الأهلين، وأحوالهم، وكأن بينكما تاريخاً طويلاً من المعرفة، والذكريات، شأن أصحاب القلوب الكبيرة..!.

وأمام سيل إجابات متحدثك، تتأكد، أن التفاصيل التي تسمعها، إنَّما هي تتعلق بالرجل نفسه، حيث أنه عنَّ بباله أن يسافرإلى مسقط رأسه في الهند، في إجازة مستبقة، ليست في موعدها، من دون أن يكون معانياً من أي مرض، بل وأن الأكثرإيلاماً أنه قد تعرض لنوبة قلبية، بعيد ساعات فقط من وصوله إلى بلده الذي بات يعود إليه، منذ ثلاثة وثلاثين عاماً من عمله في الصحيفة، في مجردإجازات، ليكون ذا وطنين، وطن الولادة والنشأة الأولى، والوطن الثاني الذي عاش فيه، أكثرمما عاش في وطنه الأول.

وإذا كان الرجل مشهوداً له، بحسن السيرة، والخصال الحميدة، حياتياً، ،بشهادة معارفه، وكل من عمل معه، فإنه كان معروفاً في الوقت نفسه، بمهنيته العالية، تلك المهنية التي كانت تريح أي صحفي يقترن اسمهما معاً، في مهمة صحفية واحدة، أو نشاط واحد، وهذاما بسجل له-في المقابل-حسن سيرة في العمل، مادام أنه كان يعيش حالة هيام عالية، مع عالم تتوزعه العدسة، ووجوه الناس، ليكون أحد من أرشفوا المكان الإماراتي، عبرثلاثة عقود ونيف، هي –في الأصل-عمرنهضة هذا المكان...!.

تغادرمكتبك، بعد يوم من العمل، كي تشدَّك صورة الرجل، في لوحة الإعلانات، وإلى جانبها تفاصيل معلومات غيابته الأخيرة، حيث أن الإجازة التي استعجلها، كانت إجازة بلاعودة، إجازة لجسده الطاهر، كي يعود إلى ترابه الأول، يحتضنه، بعد أن أدى مهمته الإعلامية،على أكمل وجه، سفيراًصادقاً، طيباً، أميناً، ترك كل هذا الأثرفي نفوس من عرفوه، كما تركت اللحظات التي اقتنصتهاعينه من أثرلن يمحى في ذاكرة المكان....!.

-رحل محمد رفيق..!
العبارة نفسها التي كنت تريد أن تشكك بها، ها أنت نفسك صرت تكررها، متناولاً إياها في إهاب اليقين، كي تكون مفتاحاً من قبلك إلى وقت طويل، تحكي فيهاللمعارف المشتركين، عن أثرشخصي، تركه هذا المصورغيرالعابر، في روزنامة روحك، ماجعلك، توثق بالكلمة بعض رائحته، واسمه، عساك تسترد بذلك، جزءاً من دين روحي له، في ذمتك، كاعتراف ضمني منك، بعلوروحه،وانتمائه إلى هؤلاء المائزين،عبرسلوكهم، وإخلاصهم الحياتي والمهني، في آن..!.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة نبيلة وعظمى وأسرة عربية و دولية متآمرة..!
- الشاعرفي أحزانه العالية
- الشاعروقصيدته:أيهما يكتب الآخر..!
- اللغة في النص الفيسبوكي:
- الكتابة الاستذكارية
- سنة كاملة على غياب مشعل التمو*
- رؤية المبدع
- أسئلة التجنيس الأدبي فضاء الولادة الجديدة
- كاسرات الصمت
- المحنة والامتحان:
- ديوان الحياة
- هذا الدم الكردي النبيل...!
- كاميراالصحفي
- جبهة الكتابة:
- الكتابة تحت الطلب
- النص الفيسبوكي وإشكال التجنيس:*
- تجليات الوعي بالموت: محاولة إعادة كتابة المصطلح
- بدلاً عن محمد غانم-
- طائر الباتروس-1-
- الأكاديمية العليا للجريمة..!.


المزيد.....




- -موسم طانطان- في المغرب يحتفي بتقاليد الرُّحل وثقافة الصحراء ...
- “احداث قوية” مسلسل قيامة عثمان الحلقة 164 عبر قناة Atv الترك ...
- ناقد مغربي يدعو إلى تفعيل -سينما المقاومة- ويتوقع تغييرا في ...
- بعد جدل الصفعة.. هكذا تفاعل مشاهير مع معجبين اقتحموا المسرح ...
- -إلى القضاء-.. محامي عمرو دياب يكشف عن تعرض فنان آخر للشد من ...
- إلغاء حبس غادة والي وتأييد الغرامة في سرقة رسومات فنان روسي ...
- اعلان 2 الأحد ح164.. المؤسس عثمان الحلقة 164 مترجمة على قصة ...
- المجزرة المروّعة في النصيرات.. هل هي ترجمة لوعيد غالانت بالت ...
- -قد تنقذ مسيرته بعد صفعة الأوسكار-.. -مفاجأة- في فيلم ويل سم ...
- -فورين بوليسي-: الناتو يدرس إمكانية استحداث منصب -الممثل الخ ...


المزيد.....

- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - اسمي محمد رفيق..!