أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواز قادري - -هدنة العيد-














المزيد.....

-هدنة العيد-


فواز قادري

الحوار المتمدن-العدد: 3888 - 2012 / 10 / 22 - 09:16
المحور: الادب والفن
    


لا أعرف كيف تفتّقت هذه الحيلة الخبيثة، في ذهن المبعوث العربي والأممي؟، رغم أنّها محاولة فاشلة
من الإبراهيمي لغسل ضمير العالم، العربي والدولي من الدم السوري، غسيل لضمير ميت لن تليه حالة دفن كما هو مُتعارف عليه! ومن جهة أخرى، غسيل لقذارة راكمتها المجازر التي لا تعد ولا تحصى، غسيل تكون النظافة فيه في أحسن أحوالها، على وزن نظافة "غسيل الأموال"!.
فخّ الإبراهيمي سنقع فيه في حالتي الرفض والقبول، هدنة العيد، هي بكل بساطة في حالة قبولها، شرعنة قتل شعبنا! واستغلال بشع لحاجاته الإنسانية التي لم يفعل العالم من أجلها شيئاً، ناهيك عن استغلال النظام لها في محاولة تغيير أوضاع جيوشه على الأرض وعدم التزامه بها أصلاً، وفي حالة رفضها، ستعطي النظام فرصة كي يبدو إنسانياً أمام العالم ومتعاوناً، وتبدأ معزوفات الدول الأبواق بمديح سلوكه الإنساني ولن تنتهي! وستكون ملفّات جرائمه قد وضعت على الرف.
هذا إذا قبل النظام بالهدنة! ولا نستبعد أن يقوم برفضها إذا شعر أنه لن يستفيد منها على أكمل وجه، وفي الحالتين سيكون المجرم الذي يتدلّل على العالم، هو الرابح الأكبر من هذه المهادنات!.
هدنة الإبراهيمي فخ العجز والتمييع وتطمين القاتل، اختصار مشين لمأساة شعبنا، لا أحد يختلف على حاجة شعبنا إلى إجازة من الموت حتى لو كانت قصيرة، حين نوافق على هذا المقترح الذي يبدو في ظاهره إنسانياً، علينا التسليم بكل وسائل التسويف الذي يمارسها العالم وإقرارنا بفعل شيئاً من أجل شعبنا وما علينا إلا شكره على إنجازه العظيم لمنحنا إجازة قصيرة من الموت!.
أن نرفض أو نوافق، سيكون النظام المجرم هو الرابح في الحالتين، الإجابة على السؤال الخطأ، ستكون بالضرورة خاطئة!، ألا تعني هذه المبادرة؟ موافقة النظام الدولي الصامت على قتل السوريين في كل الأيام وبكل أدوات القتل: طائرات، براميل متفجرات، قنابل عنقوديّة، مجنزرات، مدافع، سكاكين (الأسلحة المحظورة هي حيلة أخرى، هل علينا أن ننتظر تصنيف العالم لبراميل القتل الجماعي، من أجل منعها في حروب قادمة؟) مطلبنا أن يوقف الإبراهيمي كل أشكال القتل والتدمير للسوريين إن استطاع! وفي كل الأوقات، وإن لم يستطع ولن يستطيع، ليرفع يديه الدبلماسيّتين عن دمنا! وليدع ضمير العالم في سباته الطويل!. علينا أن نطرح سؤالنا الموجع على العالم، حتى وإن لم نجد إجابة عليه ونحمّله وزر مشاركته في قتلنا، بكلّ وضوح وصراحة، لا أن نقبل الوقوع في فخّ الإبراهيمي طائعين، سيستفيد النظام من الهدنة كثيراً ونحن لن نستفيد عملياً شيئاً، حتى في دفن شهدائنا كم يليق بهم!.

00

سورية النبيّة والمجازر

تتكاثر المجازر العلنية نتيجة لقصف الطيران، إلى الدرجة التي أصبح فيها قتل مئات السوريين يوميّاً خبراً عابراً في وسائل الإعلام، وتتكاثر أيضاً المجازر التي تُكتشف بعد أيام أو أسابيع من ارتكابها في أكثر من مكان، مجازر عشوائيّة لا تستثني الصغير ولا الكبير ولا الأجنّة في بطون الأمّهات، وهذه أيضاً تمرّ مرور الكرام، ولم تعد تهزّ حتى صوت المذيع الذي يُخبر عنها، آخر هذه المجازر، مجزرة مدينة ديرالزور التي لم يسمع أهل المدينة أنفسهم بها، نتيجة للحصار الخانق عليها ولتقطيع أوصالها، مثلها مثل الكثير من البلدات والمدن والقرى.

ديرالزور النبيّة، هُمّشت في الحياة وتُهمّش في الموت، مئات الشهداء في حيّ من أحيائها ولا يسمع بهم أحد! تُكتشف عشرات الجثث بعد أسابيع ملقاة في بريّة الله مشوّهة ولم يُكتشف مكان بقيّة الجثث إلى الآن، أجساد الأطفال والنساء والشباب والشيوخ أكلت النيران ملامحها، حتى الله لا يستطيع النظر إليها، لم يعد القليل من أبناء المدينة الذين تبقّوا فيها، يعرف أخبار أقرب المُقربين إليه، عائلته وأقربائه وجيرانه، نتيجة للهروب من حيّ إلى حيّ والهروب إلى الريف ومن ثمّ العودة ثانية، المهاجرون إلى المحافظات الأخرى يُقدّر عددهم بمئات الألوف، إلى آخر طاحونة الموت التي لا تتوقّف.
من الطبيعي أن تكتشف المجازر متأخّرة مثل هكذ ظروف، وما سيُكتشف لاحقاً سيتجاوز أعداد الشهداء المُعلن عنها بكثير، مع العلم أن الكثير من شهداء مجزرة دير الزور لم يتم التعرّف عليهم.

أكتب وأمحو، أكتب وأمحو طوال الليل، لم نتفق أنا وقلبي، قلبي يصرخ وأنا أحاول تقديم ورود الأمل في عزائنا لمن تبقّى حيّاً هناك.


أريد أبكي بس خلص الدمع
أريد أسولف ما يطلع الصوت
حُزنّا مو مثل أي حزن
وموتنا ما يشبه الموت.



#فواز_قادري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الميادين
- صباحات تُشبه خريفاً سوريّاً
- -أنا أخو الوزير-
- صباح الخير أيّتها المرأة الحامل
- إشراقات
- آآآخ يا عمّو آآخ!
- يوم في حياة شهيد
- سورية قصيدة حرّة
- صمتكم يقتل المزيد من السوريين.. كاتبة عربية وكاتب صهيوني نمو ...
- صباح عليكِ
- انشغالات يوميّة
- مطر رحيم في الصيف، على مدينة محاصرة. *
- حوار غير ودّيّ، بين الوردة واليأس
- هذا ليس كلّ شيء
- صور حديثة جداً.. لمدينة تحت القصف
- ومع ذلك
- صوتكِ أعلى من الحرية
- صمت أدونيس المتقطّع
- أحتال على الحزن قليلاً
- مركب ليبيا مركب اليمن مراكب تلحق بالمراكب


المزيد.....




- من الكوميديا إلى كوكب تحكمه القردة، قائمة بأفضل الأفلام التي ...
- انهيار فنانة مصرية على الهواء بسبب عالم أزهري
- الزنداني.. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان
- الضحكة كلها على قناة واحدة.. استقبل الان قناة سبيس تون الجدي ...
- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا
- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواز قادري - -هدنة العيد-