أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ميس اومازيغ - انها حقا فوظى خلاقة















المزيد.....

انها حقا فوظى خلاقة


ميس اومازيغ

الحوار المتمدن-العدد: 3886 - 2012 / 10 / 20 - 22:46
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


انها حقا فوظى خلاقة

اختلفت اراء مفكرينا في شمال افريقيا والشرق الأوسط حول ما اصطلح عليه بالفوظى الخلاقة ,كما اختلفت تحليلاتهم للمفهوم, بل ذهب البعظ حد انكار وجودها, وغلبت على هذه الأراء والتحليلات استنتاجات تصب في اتجاه ما يعرف بنضرية المؤامرة تجاه ما يسمى خلاف الواقع والتاريخ عالما عربيا, من ادعاء كون غاية هذه الفوظى اضعاف هذا العالم العربي عن طريق تفتيت مكوناته تمهيدا للأنقضاض على ما يتوفر عليه من ثروة نفطية .الى ادعاء كونها اداة الهاء خصوم اسرائيل في البحث عن حلول لمشاكل الشعوب التي يمثلونها و بالتالي تجنيبها ما قد يقدمون عليه يكون من شانه حملها على المواجهة سيما المواجهة العسكرية .

هذه الأستنتاجات لم ينفرد بها اليمين وحده ,بل شاركه ا ياها بعض ممن ينسبون انفسهم الى اليسار. وهي استنتاجات تعبر بوضوح عن عدم راهنية اصحابها ,وعدم مسايرتهم للتطورات التي تعرفها شعوب الأقطار المعنية. لدرجة افصاحهم عن كونهم تجوزوا في الزمن .حتى انهم لم يعتبروا من واقع الثورات التي عرفتها بعض هذه الأقطار والتي كان ورائها شباب نادى فيهم المنادي ان حيوا ننجزها ثورة للحرية والكرامة, فهبوا بعد ان كانت كلمة سواءا بينهم . لم يكن ورائها زعيم كارزمي كما لم تكن ورائها ايديولوجيا معينة. بالرغم من تواجد هذين على الساحة السياسية ومنذ زمان .لأن شباب الثورة سئم سماع اسطوانات ساساتهم المشروخة.


ان الملاحظ اللبيب لن يستشف مما انتهت اليه هذه الأستنتاجات الا غاية اصحابها الرامية الى الأبقاء على الأوظاع على حالتها, والأستسلام للعصابات الحاكمة تحت زعم ان التغيير انما يجب ان يصدرعن الشعوب ومن تلقاء انفسها .هذا الأدعاء الذي يخفي رغبة الساسة الفاشلين هؤلاء في تجديد المرديين البيعة لهم, وذلك لظمان حق الحصول على مقابل الصراخ والصياح للتنفيس على المواطن المقهور والذي كان دورهم مقابل الأعتراف بجماعاتهم المظخم حجمها باعتبارها احزابا سياسية .لنجد منهم باكيا على عراق صدام حسين مفظلا اياه على عراق الطوائف والمتفجرات ناسيا او متناسيا ان وظع العراق الحالي انما كان نتيجة ضرورية للدولة الواحدة ذات النظام الأوحد ,الرئيس الأوحد ,اللغة الأوحد والدين الأوحد .كما يتخذ وضعه الحالي فزاعة يخيف بها باقي الشعوب من مغبة الثورة دون نسيان الوضع في افغانستان وباكستان الذي ينسبه الى ما يعتبره غزوا امريكيا . مفظلا بالتالي الوضع الطالباني الهمجي على محاولات الغرب اخراج الشعبين المذكورين الى النور وتفادي سلوك حاملي المكانس على الذقون.كما لا يفوت هؤلاء فرصة الأشارة الى اوظاع الأقطار التي عرفت اقتلاع انظمتها الفاسدة مثل تونس مصر وليبيا لتكون سورية الورقة المعتمد عليها اكثر في التهويل والتخويف من مغبة كل محاولات التغيير بعيدا عن الهيآت السياسية المتواجدة على الساحة لما تعرفه من خراب و مآسي انسانية.



ان هذه الأستنتاجات لا تخرج عن كونها تعبيرا عن تشبع اصحابها بثقافة النظام الأستبدادي الذي الفوا ينهلون من سلوكه في تدبير شؤون الشعب. نظام عصابة يضم اقليم الدولة بكامله ,وانظمة عصابات في شكل هيآت سياسية . منها المناصرة مناصرة علنية ,ومنها التي تتقمص دور المعارضة وان كانت في حقيقتها لا تعدو ان تكون سوى معارضة شكلية. فلا الدولة دولة مؤسسات فاعلة , ولا احزاب احزاب اجهزة فاعلة . الدولة دولة الرئيس والزبانية ,والحزب حزب ممثله والزبانية.و الصفة المشتركـــــــة للطرفين هي الممثل الواحد الأوحد, والرأي الواحد الأوحد .لا الدولة تعتمد اراء مختصين في المجالات التي تتطلب دراسات معمقة , ولا هيآت سياسية تهتم بذلك .حتى اضحت الشعوب المعنية بالفوضى الخلاقة تعيش في واد وممثلوا انظتها وهيآتها السياسية يعشون في واد.


من انتم؟اليس هذا كلام المقبور الذي نصب نفسه ملك ملوك افريقيا؟ الم يوجه السؤال الى شعب يحكمه ولا يعرفه ؟ الم يقدم غير الماسوف عليه على ابادة اهل حلبجة من شعبه . من وقف في وجهه قبل اقدامــــــــه على فعله الأجرامي؟ الم يقل بشار الأسد بان عمليته الجراحية لابد وان تسيل خلالها دماء؟ دماء من يا عقلاء اليست دماء شعب يحكمه و لا يعرفه؟ انها انظمة وهيآت سياسية تعتقد انها تقود قطعانا من الأنعام وهي باقية على هذه الصفة وعلى الدوام .ولما وقعت الواقعة في الأقطار التي وظع شبابها امامهم سجلا جديدا للتاريخ انبهروا ,ففر منهم من الباب الخلفية من فر,واخرج غيره من الجحر, في انتظار مآل آخرين والذي لن يكون اهون طبعا .انه حكم الشعب ايا ما كانت حدته فهو لن يكون القصاص المستحق لمعاناته ومن ذوي القربى الذين منهم هؤلاء المحاولين تحريف مسار فكر الأنعتاق والديموقراطية الذي انعم به علينا اخونا الأنسان في شخص الحكيمين الأسرائلي والغربي.


ان الفوظى الخلاقة وكما يدركه جيدا الحكيمين المذكورين لن تحقق دولة المواطنة والديموقراطية بين عشية وضحاها, بالنضر الى الأدواء المتعددة للشعوب المعنية والتي سوف تظهر للعلن بمجرد ازالة غطاء السلامة المدعاة من قبل الممثل المستبد. لذلك لا غرابة في احتداد الفوظى وفق ما يتطلبه وضع كل قطر معني بها حتى يتبين لكل شعب بها الطريق الواجب سلوكه للحاق بركب الحضارة البشرية .لذلك ايضا لا غرابة في بروز تدافع سياسي غير منظم في عمومه في الأقطار التي اسقطت انظمتها حتى ليخال البعض ان مصير هذه الشعوب لن ينتهي الا بالأنتحار الجماعي. في حين ان النتيجة المتوخاة من الفوظى الخلاقة لابد لها من ان تتحقق وان كان المقابل باهظا غير ان ذلك افظل من الأبقاء على الأوضاع السابقة لما تشكله من تهديد للأمن والسلم العالميين عملا بمقولة ان الضغط يولد الأنفجار,وهذا لن يطالالأنظمة المستبدة وحدها .


طبعا ستفقد الشعوب المعنية بوصلتها لبعض الوقت وستهب الرياح على اقليم الدولة من كل الأتجاهات لكن الوظع الشاد لن يطول. سيما انها شعوب متجذرة في اعماق التاريخ . ولها حكماء لا يستهان بهم ينهلون من الفكر الجمعي الذي هو الخزان الذي لا ينضب ومنه ستتجلى عبقرية هذه الشعوب التي اريد لها من قبل حكام سيكوباتيين ان تعيش حياة الذل والمهانة.



#ميس_اومازيغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسلم قنبلة موقوتة
- الأسلام وتغييب العقل
- شريط وثورة مجانين
- مداخلة على هامش مقال
- عماء الأدلجة
- المواجهة العقلانية للأسلام
- مطلب الحرية الجنسية واقتحام العقبة
- عملية الفرز وبداية الفتنة
- المسلمون في بلاد الكفار
- مستقبل الشيخ الحاكم و المريد
- انشاء الله و yes we can
- الى اصدقائي في الحوار المتمدن
- هل من كابح للفتنة؟
- الفرصة الأخيرة
- اللوح المحفوظ (5)
- اللوح المحفوظ (4)
- اللوح المحفوظ (3)
- اللوح المحفوظ (2)
- اللوح المحفوظ(1)
- 1948 والقنبلة الأنشطارية


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ميس اومازيغ - انها حقا فوظى خلاقة