علاليش علمانية تبحث عن أعيادها ...

أم الزين بنشيخة المسكيني

الحوار المتمدن-العدد: 3884 - 2012 / 10 / 18 - 23:42
المحور: كتابات ساخرة
    

و اكتظّت الطوابير . و طال وقوف الشاحنات على حافة الميناء الكبير ..ضوضاء و غوغاء و ضجيج و ثغاء منذ صلاة الصبح .. جاؤوا من دار الحرب الى دار الاسلام .جاؤوا على ظهر البحر لا لغة لهم غير الثّغاء العلماني . و لا وجوه لهم غير أُليات ذات هندسة جمالية مثيرة اّلشكل ..الاسم علّوش روماني ..و اللقب شيوعي الأصل ..و الوجهة عيد اسلامي حنيف .. و الرتبة قربان ابراهيمي توحيدي ..علاليش ديمقراطية هجّروها بحرا الى بلاد ثورية من أجل أعياد شرعية ..لا أحد منهم يعلم في أيّ بطن سيبيت هذا العيد ؟ في بطن متخمة أرهقها الكوليسترول من فرط دهس اللحوم في أحشاء قديمة مثقلة بالفساد المالي .. أم في بطون الجياع فيقطّع لحمه اربا اربا صغيرة الحجم حتى يدوم أكله على طول الشتاء الحزين ..
من سيعيّد هذا العام ؟ و من يقدر على شراء علّوش في حجم عيد كبير يليق بهيبة الدولة و يستوفي شروط السنّة الشريفة ؟هل تكبر أعيادهم و تصغر أيّامهم؟ ..أم يكبر جوعهم و تصغر الحياة في قلوبهم ؟ ..و تكبر فيهم أوهامهم و تصغر حقائقهم و عقولهم؟
هؤلاء العلاليش أعزّهم الله.. هل ستكبُر أُلياتهم الى وقت العيد بما يناسب الانتظارات الانتخابية ؟ هؤلاء العلاليش ..هل سيكونون على عدد الجياع للعدالة الانتقالية ؟ أم أنّهم سيُسرّحون مع عدم سماع الدعوى و تؤجّل قضيّتهم مثل بقية قضايا الثورة ؟ هل سيتمتعون بالثُّغاء الديمقراطي أم سيسنّون قانونا لايقاف سيل حرية التعبير ؟ هل سيقبلون بمبدأ المساواة بين الذكر و الأنثى في الذبيحة أم أنّ النعاج ستكون مجرّد مكمّل في العيد ؟
من هم هؤلاء العلاليش ؟ هل لحمهم حلال على الأمة الاسلامية ؟ .أليسوا من أهل الذمّة ؟ ما حكم الفقه في هذا اللحم المسيحي الأشقر ؟هل جاؤوا يستعمروننا ثانية في شكل علاليش سافرة المؤخّرة ؟ماذا تنتظرون من علاليش من أصل غربي و من بلاد كافرة و من سلالة شيوعية .. حذار سوف يصير كل من يأكل من لحمهم قادرا على الاحتجاج و الاعتصام ..سيكثر المعارضون و المعتصمون أمام قصر الحكومة بمجرّد حلول العيد ..أجّلوا أعيادكم اذن ..لم يحن الأوان بعدُ لتقديم قرابين جديدة ..لم يحن بعدُ وقت العيد في بلادكم ..
و ماذا تخبّئ هذه العلاليش في أحشائها ؟ علف مركّز أم عشب بيولوجي أم مشاريع سياسية غامضة ؟ انّ هذه العلاليش تخبّئ علاليش أخرى و ستنجب الكثير من العلاليش من نوع غير حيواني أصلا ..لماذا نصرّ على الاكثار من المجازر و القرابين ؟ متعطّشون الى مزيد من الدماء ..يستهوينا مشهد المذابح و نحرص دوما على رحي السكاكين جيّدا ..يرئفون بعلاليش العيد أكثر من رأفتهم بعلاليش أخرى ..متمسكون بحقّهم الشرعي في الذبح ..و تشتدّ بهم شهوة القرم ..حنينهم الى السلخ أقوى من حنينهم الى الشعر العربي .. و يحرصون على اضرام النيران ..و تراهم لا ينفكون عن جمع الحطب ..حطب في كل مكان ..تغريهم رائحة الشواء أكثر ممّ تغريهم عطور النساء ..
أبقى علينا الله هذه السنّة الحميدة و لينعم علينا بقُطعان جُدد تُضاف الى القطيع المبارك ..فمن تعوّد لحم القطيع سوف يشتاقه أبدا و سيبقى ثُغاؤه ثُغاءا ديمقراطيا لا يملّ من الأعياد ..

#أم_الزين_بنشيخة_المسكيني (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل