أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فايز رشيد - عندما تقرع تركيا طبول الحرب














المزيد.....

عندما تقرع تركيا طبول الحرب


فايز رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3880 - 2012 / 10 / 14 - 20:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بالرغم من تأكيد رجب طيب أردوغان بأن تركيا لن تقوم بشن حرب على سوريا , لكنه في تصريحٍ آخر لم يستبعد إمكانية قيام الحرب معها.الناتو بدوره أصدر بياناً ذكر فيه"بأنه سيحمي دولةً عضواً فيه".التصعيد العسكري التركي من خلال مواصلة القصف لمواقع الجيش السوري النظامي جاء وفقاً لبيانات تركية: رداً على سقوط قذيفة من سوريا على الأراضي التركية وتسببت في مقتل خمسة أشخاص مدنيين.تركيا ألحقت قصفها للحدود السورية بحادثة اجبار طائرة مدنية سورية على الهبوط في تركيا بواسطة الطائرات الحربية التركية. الطائرة المدنية كانت في طريقها من موسكو الى دمشق, الأمر الذي اغضب كلا من سوريا وروسيا, وعلى أثر ذلك قام بوتين بالغاء زيارة كانت مقررة له الى أنقرة.تركيا ادّعت : أن الطائرة السورية كانت تحمل مواد غير مدنية .
بداية،فإن حادثة سقوط القذيفة , ممكنة الحصول بين أية دولتين:قتل المدنيين الأتراك أمرٌ موسف بالطبع لكن من يضمن أن الجيش السوري هو الذي أطلق القذيفة؟وبخاصة أن منطقة شمال سوريا تتواجد فيها مجموعات كبيرة مما يسمى"بجيش سوريا الحر" , ومن التجمعات الأصولية المتطرفة , التي أخذت على عاتقها إسقاط النظام السوري.في 7 أكتوبر الحالي(الأحد) نشرت صحيفة"يورت " التركية مقالاً جاء فيه:أن القاذفة التي تم استخدامها لإطلاق قذيفة الهاون التي سقطت على الأراضي التركية،تستخدم فقط من دول حلف الناتو،واعتبرت الصحيفة:أن حكومة رجب طيب أردوغان هي من أرسلت مدفع الهاون والقذائف لعناصر"الجيش السوري الحر".من جانب آخر أوضحت الصحيفة التركية: أن التصعيد الذي مارسته حكومة حزب العدالة والتنمية إثر الحادث،يثبت استعداد رئيس الوزراء التركي لهذه العملية الاستفزازية, وانتظاره الفرصة للتدخل العسكري في سوريا،محذرة من أن"هذه الحكومة تجر تركيا إلى حافة حرب من شأنها تفجير المنطقة".أحزاب المعارضة التركية حذرت أيضاً من حرب قادمة على سوريا تُعد لها أنقرة.
من ناحية أخرى : كشفت وثيقة سرية جرى نشرها في بعض الصحف : أن اتفاقا أمريكيا – تركيا – كرديا جرى التوقيع عليه ويقضي : بانشاء كونفدرالية في سوريا واقامة مطارات عسكرية في المناطق الكردية في سوريا .
الخبر الذي نقلته صحيفة "يورت " والتحليل الذي نشرته والمعتمد حتماً على مصادر موثوقة يستوقف المراقب:فتركيا منذ بداية الأزمة السورية جعلت من أراضيها مرتعاً لكافة الأصوليين المتطرفين ومن كل الجنسيات و"لجيش سوريا الحر" للقتال ضد النظام السوري .وجعلت من جوها فضاءً لمعركة إعلامية دولية يجري شنها على البلد العربي.تركيا وعلى ما يبدو تعتبر سوريا"مقاطعة تركية" وتعتقد أن"الخلافة العثمانية"مازالت في اوجها, ولذلك استذكر رجب طيب أردوغان في مؤتمر حزبه(في الخطاب الذي امتد لثلاث ساعات) السلاطين العثمانيين وذكر معظمهم بالاسم. رغم كل هذا التدخل التركي في الشأن السوري الداخلي فإن سوريا تحرص على أمن الحدود التركية-السورية.ولم يسبق طيلة سنة ونصف هي عمر الأزمة،أن انطلقت قذيفة نظامية سورية على الأراضي التركية , باستثناء حادثة الطائرة التي تم إسقاطها في المجال الجوي السوري،وهذه لها ملابساتها المحيطة بها والمعروفة تماماً لدى رجب طيب أردوغان وحكومته , التي أرسلت الطائرة للتجسس على المواقع العسكرية السورية.
جدير بالذكر القول:بأن أفضل العلاقات نسجتها تركيا مع دولة جارة،كانت مع سوريا(بالطبع قبل بدء الأحداث) فإلى جانب العلاقات الاقتصادية المتطورة بين الجانبين في الأصل , تم توقيع العديد من الاتفاقيات الجديدة بينهما في زيارات المسؤولين من كلا البلدين إلى الآخر،ومن تم رفع كافة القيود المفروضة على حركة المسافرين إلى كل منهما من الطرف الآخر،تم إلغاء كافة سمات الدخول والتأشيرات بين البلدين،وهذا بدوره يؤشر الى أن أسباباً كثيرة وكبيرة تقف وراء التحول في الموقف التركي من سوريا،ولعل من أهما:الضغوطات الأمريكية الناتوية على تركيا لتغيير موقفها من سوريا إلى النقيض , في استهداف واضح لسوريا البلد والوطن وموقفها من تيار المقاومة في المنطقة.بالتالي ليس صدفةً التهديدات الإسرائيلية المتكررة لإيران وللمقاومة اللبنانية بتوجيه ضربات عسكرية إلى الطرفين الأخيرين.
تركيا مستميتة لدخول السوق الأوروبية المشتركة،لكن الغرب ما يزال يتعامل معها بفوقية وباعتبارها دولة من دول"العالم الثالث" .هذا بالرغم أنها جزءا كبيراً من أراضيها يقع في القارة الأوروبية،لكن كانت أوروبا حريصة على انضمامها لحلف الناتو العسكري , للاستفادة من قدرتها العسكرية أولاً ومن جغرافيتها ثانياً.إن من حيث القواعد العسكرية أو من حيث استراتيجية موقعها بالقرب من مصدر النفط الرئيسي على صعيد العالم.ألا يبدو ذلك متناقضاً:الاستفادة منها لتكون جزءاً من السياسات العسكرية للناتو،ومنع استفادتها الاقتصادية من السوق الأوروبية المشتركة.
الإساءة التي حرصت عليها تركيا لعلاقاتها مع سوريا انسحبت على علاقاتها مع إيران أيضاً:أليس غريباً ذلك؟لا مصادفات في السياسة بين الدول،فكل سياسة يتم انتهاجها عن قصد وبعد تمحيص شديد لكل عناصرها ومقدار ما يترتب على ذلك من تداعيات في المجالين:الإيجابي والسسلبي. طبول الحرب التي تقرعها تركيا ليست مصادفة كذلك،إنها مؤشر لاحتمال قوي لشن الحرب في المستقبل القريب.
* * *
* *
*



#فايز_رشيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عفوا سيادة الرئيس مرسي ...لن تستطيع !
- عبد الناصر...كم نحبك ونفتقدك
- إلغاء أوسلو... والمطلوب
- هل يساهم الربيع العربي....في تصفية القضية الفلسطينية؟
- السلطة وتعديل اتفاقية
- مذبحة صبرا وشاتيلا...لن ننسى
- اختراع اللاجئين اليهود
- ذكرى اتفاقية أوسلوالمشؤومة
- ليت كل هذه الحماسة....للقدس!
- ورطة نتنياهو
- جلادون إسرائيليون بإسم قضاة !
- عقدة التمثيل الفلسطيني
- استهداف عباس وانتظار بيتان الفلسطيني
- سيناء وبداية التحدي
- الجدل الإسرئيلي حول إيران
- الاحتلال ومعاناة أطفالنا
- مرّة أخرى...أهم سفراء لفلسطين؟
- هجوم سيناء....فتش عن إسرائيل
- بوتين والحريات في روسيا
- الصهيوني رومني


المزيد.....




- أميرة أبو المجد: كتب الطفل العربية تنقصها مفاهيم الحرية والد ...
- زيلينسكي يعلن عقد قمة للقادة الأوروبيين في كييف
- -مُنصف بعد ظلم سنين للملاك-.. نجيب ساويرس يعلق على تعديلات ق ...
- مصر.. القبض على متهم جديد في حادث انفجار خط الغاز بأكتوبر
- البيت الأبيض يأمل بأن تتفق روسيا وأوكرانيا على وقف إطلاق الن ...
- لقطة -مقززة-.. سيدة تهاجم مرشح ترامب السابق لمنصب المدعي الف ...
- الولايات المتحدة.. إطلاق سراح طالبة تركية احتجزتها إدارة اله ...
- منشور للسفارة الأمريكية في اليمن يثير التكهنات ويخلق جدلا وا ...
- البنتاغون يأمر بسحب كتب محددة من مكتباته
- -لوفتهانزا- الألمانية تمدد تعليق رحلاتها من وإلى إسرائيل


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فايز رشيد - عندما تقرع تركيا طبول الحرب