أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جوري الخيام - تعرية ذاتية:أول السيل صفعة















المزيد.....

تعرية ذاتية:أول السيل صفعة


جوري الخيام

الحوار المتمدن-العدد: 3879 - 2012 / 10 / 13 - 03:23
المحور: سيرة ذاتية
    


دعوني أحكي لكم عن أغلى الذكريات دعوني أخبركم عن أول مرة يضربني رجل سميته حبيبي وزوجي وسمحت له باسم الله أن يعنفني لعل كماله يكمل نقصي ,دعوني أخبركم عن اول صفعة حطت على وجهي كوشم قاتم لا تمحيه مهما طالت.

يبدأ كل شئ بصفعة تبعث الظلام في خلايا الروح و العقل, وأول صفعة شئ لا ينسى كأول قبلة ,كأول شفاه لامست نهداي, كأول وظيفة لازلت أحس نارها تأكل وجه كرامتي وترميه في سلة النسيان المنتظر ولازات أثار يده الكبيرة وأصابعه القوية البنيان مرسومة على وجنتي كورم لاتراه العين المجردة يذكرني بأن النقص والعنف كانا قدرا أنا غيرته!

في إحدى ليالي الربيع من سنة ٢٠٠١ كنا نتسامر أمام التلفاز مارسنا الحب ....دخنَّا ...تعشَّينا وعشقنا بعضنا وكادت الأمسية تمر مرور السلام لولا أن الحديث أخذنا الى حلق أزين به بطني طلب مني أتوقف عن وضعه في صرتي لأنه لا يحبه تعجبت نغمته الجديدة .ذكرته أنه كاد يغمى عليه من الرغبة حين رآه أول مرة و أن ذلك حلق عمره أطول من علاقتنا وذكرته أنه يمنعني من ارتداء المايو أمام أي صديق .

كان الأمر قضية مبدأ بالنسبة لكلانا فأنا أتشبت بأول رمز من رموز حريتي و هو يقول أنه لا يرضى أن تلبس زوجته حلقاً في صرتها حتى إذا لم يره أحد, نفس المبدأ كان يشمل أشياء كثيرة منها الأصدقاء ,السيجارة , العدسات اللاصقة الملونة ‘إلى آخره وعندما تحسنت أمورنا دخل العمل في ذلك القوس المفتوح وأشياء كثيرة أخرى...ولأني قبلت بذلك وماجاوره فكان حقه أن يتمادى لأنه يعرف أن الله في صفه و يعرف أن لا أحدا سيدافع عن ناقصة دين وعقل مثلي لأجل أمور تافهة كهذه.

تغير الجو في البيت من مرح وجنس وحب إلى توتر واستنفار وتشنج قررت أن أنام لتنام المشاكل جنبي لكنه قرر أن يتبعني لنتصالح ...و هذا ما تظاهر به وما ظننته
إستلقى بجانبي يقبل بطني بعذوبة و يداعب صرتي بلسانه مرة وأصابعه مرة للحظات . قام فجأة و إتجه إلى الحمام...

لم ألا حظ أنه في نفس الوقت كان قد نجح في إزالة الحلق من صرتي إلا بعد أن رجع من الحمام وأخبرني أنه تخلص منه ونصحني أن لا أشتري آخر بكل تكبر واستفزاز....
لم يتوقف عند ذلك بل رجع إلى الغرفة كثور هائج وأخد يمارس قانون التخريب على كل ما احتفظت به من مذكرات وصور ورسائل من أصدقاء الصفوف الدراسية القدامى من المغرب, لم يعفي شيئا حتى ما لم تمزقه والدتي من مذكرات فقد انتهت يا حسرتي بين يديه!


كنت أحاول إيقافه لكل بنيانه الضخم كان عقبة أمام يداي الصغيرتين ,وعندما أزجعته كثيراً مسك شعري وأنزلني إلى الوراء بقوة إلى أن ظننت أنه سيقتلع رأسي من فوق عنقي فتوقفت عن الحركة واستسلمت لكفه التي هوت بكل ما تملك من قوة على وجهي مرة .. إتنين ..وثلاث مرات ربما أكثر لست أتذكر .
كل ما أردته وسط صداع الرأس المفاجئ والظلام هو أن أخرج من ذلك الجسد في تلك اللحظة وأن أصير من جديد تلك التي لا تفهم ما هو العنف ضد المرأة وما معنى الضعف!

سقت سيارتي بجنون تلاحقني كفه وأنا أهرب منها بعيداً لعل تلك الصفعة تتوقف عن إستعراض نفسها أمامي , لم أتوقف عن ذرف الدموع منذ طبعت يده وجهي لعلي أغرق و ألمي في بحر العبرات.

"الصباح رباح ...باقي اليوم خسارة"

قضيت ليلي عند أحد الأصدقاء وفي الصباح عدت لآخد شيئاً من الملابس والأغراض وأختفي مدة أعزل فيها نفسي عنه ليكون قرار الرحيل سهلاً و بدون رجعة , كان الحب بعيداً عني ذلك الصباح كل ما كنت أحمله معي هو كرهي( المؤقت) اتجاهه وكرامتي المجروحة .لم تكن عندي أية رغبة في رؤيته أو الحديث معه .ظننت أن تلك الصفعة كانت نهاية العالم وأن تلك الإهانة كانت ختام قطرانٍ لقصة حب جميلة و غريبة دامت ما يقارب السنة!

على غير عادته رجع إلى البيت ذاك الصباح سمعته يصعد الدرج ركضاً و يناديني كما يناديني دائما "مْشِيشَة ديالي" (قطتي) , دون تفكيروشعور إرتميت تحت السرير أنا وحقيبتي الصغيرة ,نسيت أن سيارتي في الخارج .كان يجب ألا أتحدت إليه ألا أقترب منه ,مرت لحظات قليلة قبل أن ينبطح على بطنه جانبي; أحاطني بذراعه بحزم ليمنعني من الهروب, أخد يواسيني ,يعتذر و يبكي عن ما صدر منه لست أدري كم من الوقت إحتاج لكي يقنعني أنه لا يريد أن يكون ولن يكون ذاك الرجل الذي يضرب زوجته ." وما ذاك الرجل سوى واحد من الناس لا يعرف أنه ذاك الرجل"....أقسم لي أنه يحس نفس الألم وأن ذاك لن يتكرر!وما كنت في ربيع العشرين أعرف شيئاً عن عنف الرجل و يبدو أني لم أكن أعرف شيئاً عن نفسي لأني رغم عمق الجرح وكبر الإهانة عدت إليه...أجل سامحته وطبعاً لم تكن آخر مرة بل كانت أول "قَتلة".

أرجعت ملابسي إلى الخزانة... لم أعرف أني وقعت معه ميثاقاً يشبه شيئاً ما معاهدة الحماية. توالت الصفعات واللكمات ,بشكل متباعد لكن أعنف, في السبع السنين التالية و كان الرحيل دائما ينتهي بعودتي إليه ووعودٍ كثير!

صحيح أن حياتي تغيرت كثيرا عندما رحلت إلى الولات المتحدة لكن كل شئ عاد تدريجيا إلى ما كان عليه في بيت والدي-سجن دائم وعنف كثير لإبقائنا في السجن- شهرا بعد شهر عندما أخدت علاقتي بحبيبي تأخد مسارا جديا شيئا فشيئا إلى أن تزوجنا في أقل من سنة . ومع أني كنت أغني لحرية المرأة وكرامتها إلا أني أعطيتها كلها قطعة بعد قطعة مرات غصبا و مرات حبا إرضاءا لرجل باسم الدين وخوفا من الاحكام العرفية.
وفهمت بعد سنين أني في حياته فعلاً كنت قطةً أليفة,تعوَّد أن يضربها ليؤدبها ويعود بعدها نادماً ليداعبها قليلاً أو كثيراً لترضى و تعود إليه من جديد .


بين قوسين:

"حكي فاضي و هضرة خاوية"

(مشكل مجتمعنا الأساسي هو تقبل المرأة لفكرة نقص عقلها ,حق الرجل ذو البنيان الاكبر في تأديب ونقلها لذلك المفهوم لذريتها ذكورا وإناثا , مما يجعل مبادئ التعايش في مجتمعنا مختلة لا تخضع قوانينها لمقاييس التطور و يبقى الرجل قواما يحق له كل شئ و لا يعيبه شئ إلا جيبه و يبقى نصفه الآخر ناقصا يعيبه كل شئ و يحتاج إلى شئ من العنف ليقترب من الإكتمال ,مع أنه لا يكتمل لأن الملاك ذو 600 جناح والنور الساطع قال ذلك للأعرابي منذ قرون!)

خلاصة :

ملعون دين محمد إذا وهذه العقلية التي تمخضها رحمه النسوية منها والذكوري!

تذكير:

(لأولئك الذين لايعرفون أنهم ذلك الرجل)

الضرب مهما كان خفيفا فهو عنف يدمرالنفسية.

رجاء :

"النصيحة ما كا تقتل ما كا تحيي"
توقفوا عن ضرب ابناءكم لأنهم يتشبعون بالعنف ويطورون إدمانا لا شعوريا اتجاهه لا يستطعون التخلص منه ولذلك عواقب وخيمة على نفسيتهم وعلاقاتهم بالآخرين ربما خوضت فيها يوما آخر.

يتبع...



#جوري_الخيام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أن تكون مغربيا...
- سارقة الفرح كانت هنا...
- جوريات : -عن الفرح والوطن-
- جوريات : -عن المال و الهوى-
- جوريات: عن الدين وحور العين..
- حب تحت العتبة
- - كش ملك-
- كلمات من حروف باكية...
- حقوق الضفدع ..
- يوميات بئر حكيم
- خد بيتاً من بيوتي ....مع بالغ حبي !
- حلوة يا حلب .....امشي يا أسماء!
- تعرية ذاتية : هدى وأحاديث لا تهم أحداً ...
- إن أبغض الأصوات عند وطني لصوت النهاري !
- تعرية ذاتية: من شابه أمي فقد كفر !!
- تعرية ذاتية - سيجارتي المحرمة -
- كارمن
- ثرثرة لادينية : حديث الشرفة
- مستديرة ...
- مصر في المزاد ...


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جوري الخيام - تعرية ذاتية:أول السيل صفعة