أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عليان عليان - فوز شافيز : هزيمة للنيوليبرالية وانتصار للشعوب ضد جلاديها















المزيد.....

فوز شافيز : هزيمة للنيوليبرالية وانتصار للشعوب ضد جلاديها


عليان عليان

الحوار المتمدن-العدد: 3876 - 2012 / 10 / 10 - 00:53
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


لقد زفت نتائج الانتخابات الرئاسية الفنزويلية بفوز الرئيس هوجو شافيز على منافسه اليميني كابريلس رادونسكي بواقع 54,42 في المائة من الأصوات مقابل 44,97 بالمائة لصالح مرشح المعارضة ، زفت البشرى ليس للشعب الفنزويلي فحسب ، بل ولكافة شعوب ألقارة اللاتينية ولكافة قوى الحرية والتقدم في العالم أجمع ، وحققت هزيمة جديدة للادارة الأمريكية وللمشروع النيوليبرالي وأدواته في فنزويلا.
وكان انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية هذه المرة مختلفاً عن أية انتخابات سابقة لعدة أسباب أبرزها:
أولاً : أن قوى المعارضة المرتبطة بالولايات وحدت نفسها على نحو غير مسبوق وراء مرشح رئيسي لها ، ووفرت له الدعم المادي والاعلامي واللوجستي منذ عدة شهور.
ثانياً: أن مرشح المعارضة رغم نهجه النيوليبرالي المعادي لمصالح أغلبية الشعب الفنزويلي ، إلا أنه عمل على كسب جزء ولو بسيط من القاعدة الشعبية لشافيز ، من خلال زعمه أنه ينتمي ليسار الوسط وأنه سيحافظ على برنامج التأمينات الصحية والاجتماعية الذي أنجزه شافيز .
ثالثاً: أن المعارضة اليمينية المرتهنة للإدارة الأمريكية عملت على استثمار إصابة شافيز بمرض السرطان - الذي شفي منه وفق التقارير الطبية الكوبية - لكن أوساط المعارضة هذه نفخت في قضية مرضه وعملت على استثمارها انتخابياً ، وتحريض الشعب بضرورة أن لا يكون على رأس الدولة شخص مريض بمرض عضال.
ثالثاً : حصول تراجع نسبي في برنامج شافيز الاقتصادي الاجتماعي وحدوث بعض الإنحناءات في الخط البياني لتجربته ، رغم ان هذه الانحناءات لم تؤثر على الاتجاه الصاعد لهذا الخط.
رابعاً: الدور الأمريكي المعادي لشافيز وتجربته ، حيث لم تنفك وسائل الاعلام الأمريكية ، وما تبقى من أدواتها في بعض دول أمريكا اللاتينية -التي لم تجتاحها رياح التغيير الاشتراكي بعد - تحرض الشعب الفنزويلي ضد انتخاب شافيز رئيساً للمرة الثالثة .
لكن هذه العوامل تبخرت في معظمها لصالح شافيز ، والذي انتصر في هذه الانتخابات- كما انتصر عدة مرات قبلها - ارتباطاً بعدة عوامل أشار إليها العديد من الخبراء والباحثين وأبرزها :
أولاً: أن هنالك فرز طبقي حاد في فنزويلا ، منذ فوز شافيز في الانتخابات الرئاسية الاولى عام 1999 ، وتبنيه لبرنامج طموح في العدالة الاجتماعية والاصلاح الزراعي ، ثم طرحه لاحقا ًنظرياً وعملياً "اشتراكية القرن الواحد وعشرين ".
وهذا الفرز يميل ديمغرافياً لصالح شافيز الذي تنتظم تحت قيادة حزبه الاشتراكي قوى طبقية منحازة لشافيز وبرامجه ، ومنخرطة في إطار عدد كبير من الأحزاب اليسارية والوطنية التقدميىة ، قوى كانت مسحوقة قبل عام 1998 ، وتعيش أوضاعاً غايةً في البؤس على صعد الفقر والبطالة والأمية والحرمان من التعليم والصحة ، ناهيك عن السكن في بيوت من الصفيح وعلى رأسها طبقة الفلاحين والعمال ، والصيادين وصغار الكسبة وجزء كبير من الطبقة الوسطى .
وفي المقابل تحالف طبقي معارض يضم الاقطاع وأصحاب ومتنفذي ومديري شركات النفط ، والأرستقراطية العمالية ومثقفي الليبرالية الجديدة اللذين فقدوا امتيازاتهم الهائلة ، بعد وصول شافيز للحكم واستمراره في السلطة بطرق ديمقراطية .
ثانياً: أن شافيز نقل فنزويلا غالبية الشعب الفنزويلي من وضع اقتصادي واجتماعي مزري إلى حالة متقدمة وبهذا الصدد نشير إلى ما يلي:
1-انتزع الثروة النفطية من يد الفئات البرجوازية والشركات الأمريكية ومن يد الأرستقراطية العمالية ، عبر البدء بفرض ضرائب عالية عليها للوصول إلى تأميمها ، ومن ثم وظف الثروة في خدمة عموم الشعب الفنزويلي.
2- أنهى سياسة الارتهان لصندوق النقد والبنك الدوليين ، ولبقية آليات العولمة الامبريالية، حيث أعاد الاعتبار للقطاع العام وألغى ما سبق خصخصته من مؤسسات هذا القطاع من قبل الحكومات السابقة ، والتي جرى بيعها للأجانب بأرخص الأثمان ، وتصدى بقوة لسياسات تحرير السوق والتجارة ، وكذلك لسياسات وإجراءات الهيمنة للشركات متعدية الجنسية من خلال فرض ضرائب عالية عليها ، وإخضاعها لقوانين البلاد.
3-عمل على تنفيذ برنامج بوليفاري واشتراكي تخلص من خلاله من الثغرات التي شابت التطبيق الاشتراكي في بلدان أخرى ، من خلال استناد هذا البرنامج إلى مبدأ المجتمع التعاوني ، بهدف نقل المزيد من السلطة والثروة إلى مختلف القوى الاجتماعية الشعبية ، دون الوقوع في نموذج الملكية البروقراطية المركزية للدولة .
4- لم تعتمد فنزويلا في ظل رئاسته ، في دخلها القومي على الثروة النفطية فقط حيث ازداد الإنتاج غير النفطي ، من صناعة وزراعة وغيرهما، حيث سجل القطاعان العام والخاص نسب نمو مرتفعة بواقع 19 في المائة للأول وحوالي 19 في المائة للثاني ، وازدادت احتياطيات النقد الأجنبي من 11 مليار دولار مع نهاية عام 2003 إلى حوالي 32 مليار دولار عام 2005 ، في حين كشفت اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية نمو الاقتصاد في فنزويلا بنسبة (5 ) في المائة خلال العام الجاري 2012 وهي نسبة أعلى من المعدل المتوقع ، بالنسبة للمنطقة والذي لا يتجاوز 3,2 بالمائة.
5- أقر تشافيز توزيع الأراضي غير المزروعة على الفلاحين ، وعمل على تقليم أظافر الاقطاع المتحالف مع البرجوازية التابعة للادارة الأمريكية عبر تغيير معادلة الملكية للأراضي الزراعية ، حيث أن 60 في المائة من الأراضي الصالحة للزراعة كانت تحت سيطرة 10 في المائة من السكان .
6- قطع شوطاً طويلاً في إنجاز برنامج صحي طموح وغير مسبوق شمل تأمينات صحية لمعظم فئات الشعب ، بدعم من كوبا التي وفرت آلاف الاطباء للعمل في المستشفيات ، سواءً في الريف او المدينة.
7- قطع شوطاً كبيراً في إنجاز برنامج تعليمي متطور بدعم من كوبا على قاعدة مجانية التعليم في كافة مراحله ، ولم يعد التعليم حكراً على فئة دون غيرها ، لدرجة ان الامية في هذا البلد شارفت على الإنتهاء.
وفي هذا السياق أنشأ مدارس خاصة " المدارس البوليفارية " التي تضم أكثر من مليون طفل ، كلهم من الطبقات الفقيرة.
8-أخذ بيد الصيادين الفقراء ، عبر تخصيص 80 كيلو متر من الشاطيء الفنزويلي للصيادين التقليديين ، لكي يحميهم من مافيات الصيد التي تمتلك سفناً ضخمة وتستنزف الثروة السمكية.
9- وظف 33 مليار دولار في دعم مليوني أسرة فقيرة في برامج ضمان اجتماعي ، في التعليم والصحة والسكن والمواصلات والخدمات وضمان الشيخوخة ، وعمل على إيجاد فرص عمل لأبناء الفقراء والطبقة الوسطى موسعاً بذلك القاعدة الاجتماعية لبرنامجه ، لحوالي 10 ملايين مواطن فقير ومعدم .
كما أنشأ مجموعة من البنوك الصغيرة ، مهمتها تقديم القروض الميسرة جداً للفقراء والنساء من أجل إقامة مشاريع صغيرة .
10- سن دستوراً جديداً لفنزويلا يتجاوز في منسوبه الديمقراطي معظم دساتير العالم ، من زاوية أنه يتيح أوسع مشاركة شعبية في كافة شؤون البلاد ، ومن زاوية إتاحة الفرصة للشعب إزاحة الحكومة حتى قبل حلول موعد الانتخابات.
ولم يكتف شافيز بهذه الانجازات بل راكم إنجازات أخرى على صعد السياسة الخارجية ، من حيث التصدي لسياسات الهيمنة الأمريكية وللنهج النيوليبرالي المعولم ، حيث شكل "إقليم قاعدة " لإخراج معظم دول أمريكا اللاتينية وبعض دول أمريكا الوسطى من دائرة الهيمنة الأمريكية ، وأعاد الاعتبار لمنهج رواد النضال الأوائل في هذه القارة " سيمون بوليفار وخوسيه مارتي " .
وقد تمكنت هذه الدول اللاتينية بفضل نضالات شعوبها ، وبالاستناد إلى الدعم الفنزويلي اللامحدود ، من شق طريقها نحو الاشتراكية ، وغدت في مجموعها بمثابة شوكة في حلق الامبريالية الأمريكية ، بعد أن كانت في السابق مجرد مزارع موز للعم سام ، وحديقة خلفية للولايات المتحدة الأمريكية.
لقد أنجز شافيز كل ما تقدم عبر برنامجه الاجتماعي الاقتصادي الطموح وعبر منهجه المتطور ، وعبر علاقته التحالفية مع الحليف الموثوق" كوبا الاشتراكية " .. ويسجل له أنه طور نموذجا اقتصاديا وفكرياً تصدى ولا يزال يتصدى للنهج النيولبيرالي ، في الوقت الذي عجزت فيه العديد من أحزاب الاشتراكية والاشتراكية الديمقراطية في اوروبا ، من تطوير نهج من هذا القبيل ورضخت بالتالي ، لمعطيات النهج النيوليبرالي وتكيفت معه.
ويسجل لشافيز انه صديق للشعوب في مختلف القارات ولقضاياها وفي هذا السياق يسجل له موقفه المشرف ، والذي لا ينسى عندما وقف مع الشعب الفلسطيني عام 2008 ، في مواجهة العدوان الصهيوني على قطاع غزة عندما قام بطرد السفير الإسرائيلي من فنزويلا ، وباشر بتقديم المساعادات العينية والطبية وغيرها لقطاع غزة .
كما يسجل له موقفه المشرف الحصار الغربي على العراق قبل عام 2003 وموقفه المتضامن مع ايران وبقية الدول النامية في إنجاز برامج نووية للأغراض السلمية ، وكذلك موقفه المتضامن مع المقاومة في كل من فلسطين ولبنان والعراق .
وأخيراً : على شافيز وهو يحتفل مع الملايين من أبناء شعبه بفوه في الانتخابات ، أن ينتبه جيداً لبعض الثغرات ، ممثلةً بارتفاع نسبي في البطالة ، وفي عدم إيجاد حل جذري لمشكلة انقطاع الكهرباء ، وخروج بعض القوى من تحالفه الانتخابي .
تلك الثغرات التي تسلل منها خصمه ومكنته من جعل الفارق في النتائج بينهما ليس كبيراً ، على النحو الذي كان بين تشافيز ومنافسه السابق مانويل روزاليس في انتخابات عام 2006 عندما حصل تشافيز على 61 في المائة من الأصوات مقابل 38 في المائة لخصمه.



#عليان_عليان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة أولية في التصعيد الإسرائيلي ضد إيران واحتمالات الحرب
- مؤامرة صهيو - أمريكية لشطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين
- أوسلو وأخواتها : خسائر صافية للقضية الفلسطينية
- أسئلة على هامش الحراك الفلسطيني في مواجهة الغلاء
- قمة عدم الانحياز ومحاولة استعادة روحية باندونغ
- حراك سياسي وشعبي مصري مناهض للاقتراض من صندوق النقد الدولي
- قرار الرئيس مرسي خطوة في الاتجاه الصحيح ... ولكن ؟
- مقال : تهويد القدس والأقصى في إعلانات ومعطيات الكيان الصهيون ...
- السباق الأميركي لكسب ود تل أبيب
- نظاما السادات ومبارك عدوان لدودان لثورة 23 يوليو ومبادئها
- جولة كلينتون في المنطقة اسرائيلية بامتياز
- التمويل الأجنبي والتطبيع...من يدفع للزمار يحدد النغمة
- أسئلة وتحديات في مواجهة الرئيس المصري المنتخب
- مقال
- رداً على اتهامات سرجون والفنان وليام نصار الزائفة لفرقة -شرق ...
- إعلان بعبدا فوز بالنقاط لحزب الله على فريق (14) آذار
- محكمة مبارك محطة لإعادة انتاج النظام السابق
- في مواجهة مرشح الفلول أحمد شفيق
- إعجاز المقاومة في خطاب نصر الله
- حمدين صباحي والبرنامج الذي يشبه صاحبه


المزيد.....




- لقاء وحوار بين ترامب ورئيس بولندا حول حلف الناتو.. ماذا دار ...
- ملخص سريع لآخر تطورات الشرق الأوسط صباح الخميس
- الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
- هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يخرج التدريس من -العصر الفيكتو ...
- دراسة تكشف تجاوز حصيلة قتلى الروس في معارك -مفرمة اللحم- في ...
- تدمير عدد من الصواريخ والقذائف الصاروخية والمسيرات والمناطيد ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /18.04.2024/ ...
- -كنت أفكر بالمفاتيح-.. مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة ...
- تعرف على الخريطة الانتخابية للهند ذات المكونات المتشعبة
- ?-إم إس آي- تطلق شاشة جديدة لعشاق الألعاب


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عليان عليان - فوز شافيز : هزيمة للنيوليبرالية وانتصار للشعوب ضد جلاديها