أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عليان عليان - قرار الرئيس مرسي خطوة في الاتجاه الصحيح ... ولكن ؟















المزيد.....

قرار الرئيس مرسي خطوة في الاتجاه الصحيح ... ولكن ؟


عليان عليان

الحوار المتمدن-العدد: 3821 - 2012 / 8 / 16 - 00:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أقدم الرئيس المصري محمد مرسي على خطوة حاسمة – لم يكن أحد يتوقعها في هذه المرحلة – ألا وهي قراراته الجريئة بإحالة كل من وزير الدفاع المشير حسين طنطاوي ، ورئيس الأركان سامي عنان وبقية قادة الأسلحة الرئيسية إلى التقاعد ، ومن ثم تعيين اللواء عبد الفتاح السيسي – مدير المخابرات العسكرية السابق – وزيراً للدفاع وتعيين اللواء محمد العصار نائباً له ، وكذلك إلغاء الإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره المجلس العسكري عشية المرحلة الثانية من انتخابات الرئاسة.
وهو بهذه الخطوة حقق ما يلي :
أولاً: أنهى ازدواجية السلطة التي كرسها الإعلان الدستوري المكمل ذلك الإعلان الذي جرد الرئيس من معظم صلاحياته وأراد تحويله إلى شكل كاريكاتوري لا حول له ولا قوة ، وحصر مهماته في قضايا البروتوكول ، ناهيك عن تقييد دوره في تشكيل الحكومة بحيث يكون للعسكر الكلمة الرئيسية ، في تحديد من يملأ الوزارات السيادية وفي تحديد السياستين الأمنية والخارجية.
ووصلت الأمور بالمشير طنطاوي أن يتغيب عن عمد عن حضور اجتماعات الحكومة ، رفضاً منه أن يعمل تحت إمرة كل من الرئيس مرسي ورئيس وزراءه هشام قنديل ،لأن الأمور كبرت في رأسه وفي رأس زملائه في المجلس العسكري الذين اعتبروا أنفسهم الحكام الفعليين للبلاد ، على النحو الذي كان سائداً في تركيا.
ثانيا: وهو بهذه الخطوة ، بدد الصورة التي رسمتها بعض وسائل الإعلام بأنه شخص ضعيف ، وأنه وليس بوسعه أن يقدم على خطوات دراماتيكية ، على نحو لي ذراع العسكر وإقصائهم من سدة الحكم المغتصبة ومن دائرة صنع القرار.
ثالثاً: حقق الشعار المركزي الناظم لقوى الثورة التي دفعت من أجله عشرات الشهداء سواء في ميدان التحرير ، أو في شارع محمد محمود أو في ماسبيرو ، أو أمام مقر مجلس الوزراء ألا وهو " الشعب يريد إسقاط حكم العسكر " ذلك الحكم الذي سهل مهمة الفلول في خلق حالة من الانفلات الأمني ، وفي إصدار أحكام مخففة وشكلية ضد قيادات النظام البائد ، ناهيك عن تبرئة كل من مبارك ونجليه ورجل الأعمال حسين سالم ، من تهمتي الفساد المالي والتربح وغيرهما بذريعة تقادم القضية !!
وهذه الخطوات فتحت الطريق أمام الرئيس الحالي أو أي رئيس آخر في المستقبل لمزاولة مهامه الطبيعية والدستورية خلال فترة الرئاسة والفيصل في تقييم دور الرئيس الحالي يكمن في مدى تحقيق تطلعات الشعب المصري والأهداف التي قامت من أجلها ثورة يناير25 وهي الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ، فإذا ما نجح في تحقيق هذه الأهداف فإن الشعب المصري سينتخبه مجدداً وإذا أخفق فسيعاقبه الشعب بانتخاب غيره سواء كان قومياً أو يساريا ، أو ليبراليا أو إسلامياً من لون سياسي آخر في إطار التداول السلمي للسلطة.
لقد كانت أحداث سيناء الأخيرة التي راح ضحيتها غيلةً وغدراً ستة عشر جندياً مصرياً ، على يد مجموعات إرهابية خدمت بهذا العمل الجبان أهداف كل من الموساد الإسرائيلي والمجلس العسكري وبقية أطراف نظام مبارك البائد ، كانت تلك الأحداث هي الصاعق الذي فجر القرارات الدراماتيكية الأخيرة.
لقد استثمر المجلس العسكري ، وحكومة العدو الصهيوني وبقية الفلول الذين لا يزالوا يتربعون في مواقع إعلامية مهمة ، استثمروا حادثة سيناء لتحقيق عدة أهداف أبرزها:
أولاً: إظهار الرئيس المصري بمظهر العاجز وأنه غير قادر على ضبط الأوضاع في سيناء ، وتسويق هذه المسألة إعلامياً ودولياً ومن ثم تحميله مسؤولية مصرع الجنود المصريين حيث حاولوا هز صورته عبر الهتافات ضده ، أثناء تشييع جثامين الشهداء.
ثانياً: تسويق مسألة أن بقاء الصلاحيات بيد العسكر يشكل صمام الأمان للأمن والاستقرار في سيناء وعموم البلاد ، ووصلت الأمور بالبعض أن يطالب مرسي بالاستقالة على خلفية حادثة سيناء.
ثالثاً: ضرب العلاقة بين الحكم الجديد في مصر وبين قطاع غزة عبر التطوع الرخيص ، بتلفيق التهم للفصائل الفلسطينية بأنها ساهمت في التخطيط للعملية ودعمها وذلك من أجل إيجاد المسوغ لاستمرار محاصرة قطاع غزة ، على النحو الذي كان سائدا في عهد مبارك علماً أن التحقيقات من قبل الجانب المصري لم تثبت حتى اللحظة تورط الفلسطينيين في تلك العملية الإجرامية.
ووصلت الأمور بإعلاميي الفلول أن ينظموا مظاهرات مزقوا خلاها الكوفية الفلسطينية ، في حين طالب بعضهم بقصف قطاع غزة!! في محاولة بائسة منهم لتجييش الشعب المصري ضد الفلسطينيين لكن محاولاتهم باءت بالفشل ، حيث كشف استطلاع أجرته صحيفة اليوم السابع المصرية ، فشل هذه المحاولات حين رأى أكثر من 67 في المائة من العينة المصرية المستطلعة بأنه لا يمكن أن يكون للفلسطينيين صلة بتلك العملية.
كما أن إعلاميي الفلول باتوا ينفخون في مسألة كاذبة ألا وهي تهديد الفلسطينيين للاقتصاد المصري ، جراء تزويد مصر للقطاع ببعض المشتقات النفطية لتشغيل محطات للكهرباء ، متجاهلين عدة حقائق أبرزها:
أولاً: أن جل ما يحصل عليه الفلسطينيون في قطاع غزة لا يشكل بالمقياس النفطي 1 من أصل 1200 ، من الطاقة المصرية سواءً بالطرق الرسمية أو عبر الأنفاق.
ثانياً:أن السلطات الرسمية المصرية منذ أيام عهد مبارك البائد كانت تقبض ثمن الوقود المصدر إلى قطاع غزة من الجامعة العربية.
ثالثاً: أن الحكومات المصرية في عهد مبارك كانت تصدر الغاز للكيان الصهيوني بأسعار أقرب " للبلاش " وتوفر للكيان الصهيوني حوالي 50 في المائة من احتياجاته من الغاز.
و يبقى السؤال: لماذا هذا الانقسام في صفوف القوى السياسية حيال خطوة الرئيس مرسي الأخيرة ؟
وهنا يجب أن نفرق بين قوى سياسية وطنية وجذرية مثل الناصريين والاشتراكيين الثوريين وحركة السادس من أبريل وغيرها من الحركات والائتلافات الثورية ، وبين قوى الفلول أو بعض القوى التي حسبت نفسها على الثورة ، لكنها عملياً كانت في جيب النظام رغم تشدقها بمقولات اليسار وإساءتها الفظة لتلك المقولات.
فالقوى القومية واليسارية وعلى رأسها الناصريين - الذين أثبتوا حضورهم الكبير والمميز في الانتخابات الرئاسية رغم شح الإمكانات – مشدودة حتى الآن للخطيئة الكبرى التي ارتكبها حزب الحرية والعدالة - الذراع السياسي للأخوان المسلمين - عندما توافق مع المجلس العسكري والسلفيين على الإعلان الدستوري الذي جرى الاستفتاء عليه في مارس – آذار 2011 ، بالضد من إجماع القوى الوطنية والليبرالية حول ضرورة صياغة دستور جديد للبلاد (أولاً ) بدلاً من الذهاب للانتخابات حيث ترتب على هذا الإعلان تكريس المجلس العسكري لسطوته وإطالته للمرحلة الانتقالية وما تخللها من آلام وشهداء ، وتسهيل مهمة الفلول في الارتداد على الثورة .
وهذه القوى لم تتجاوز حتى اللحظة ما حصل في الماضي للتعامل مع معطيات المرحلة الجديدة ، وتخشى من أن يسعى الاخوان إلى تأبيد حكمهم للبلاد ، ويستثنى من هذه القوى الاشتراكيون الثوريون "التروتسكيون " واتحاد شباب الثورة اللذان ثمنا خطوة الرئيس مرسي واعتبراها تخدم الثورة وأهدافها.
أما القوى الأخرى فهي إما فلول أو أحزاب نمت وترعرعت بما تكرم عليها النظام البائد بمقعدين أو ثلاثة ، في مجلس الشعب السابق مثل حزبي الوفد والتجمع.
ولكن يرى العديد من المراقبين الحريصين على الثورة وأهدافها أنه حتى تحسب هذه الخطوة لصالح الثورة ، وليس لصالح الإنفراد بالسلطة وشمولية الحكم ، من قبل الأخوان المسلمين فإن ما هو مطلوب من الرئيس المصري وحكومته حتى تضع مصر قدميها على طريق الدولة المدنية ، وتشق طريقها نحو استكمال أهداف الثورة ... مطلوب منها أن تدرك أن عجلة ثورة 25 يناير لن تتوقف ، وأن تقوم بما يلي :
- عدم التعرض لحرية الإعلام طالما كان ملتزماً بالثورة وأهدافها.
- عدم التعرض للحراك السياسي والتنظيمي لقوى المعارضة الوطنية وإتاحة الفرصة كاملة أمامها للعمل .
- الدفع باتجاه إنجاز دستور يلبي مصالح ومكونات وتطلعات الشعب المصري السياسية ، والاجتماعية ، والديمقراطية وعلى رأسها التداول السلمي للسلطة.
- تقديم تطمينات للآخرين بعدم ممارسة شمولية الحكم " أخونة النظام " وذلك عبر إشراك قوى سياسية ومجتمعية أخرى في حكومات ما بعد إنجاز الدستور ، وعدم قصر قيادات المحليات والسفارات وغيرها على لون سياسي واحد.
- التحرر من قيود السلفيين ، الذين يسعون لفرض برنامجهم الاجتماعي في البلاد.
وتبقى هنالك أسئلة محددة ينتظر الرأي العام المصري والعربي الإجابة عليها : كيف انصاع كل من المشير طنطاوي والفريق عنان لقرارات الرئيس مرسي رغم كل ما يملكانه من سطوة وهيلمان القوة ؟ وهل هنالك علاقة للأمريكان كما يشاع بهذا الانصياع ؟ أم أن الرئيس مرسي كسب ولاء قيادات فاعلة وقيادات ميدانية في الجيش مكنته من اتخاذ مثل هذه القرارات ؟



#عليان_عليان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقال : تهويد القدس والأقصى في إعلانات ومعطيات الكيان الصهيون ...
- السباق الأميركي لكسب ود تل أبيب
- نظاما السادات ومبارك عدوان لدودان لثورة 23 يوليو ومبادئها
- جولة كلينتون في المنطقة اسرائيلية بامتياز
- التمويل الأجنبي والتطبيع...من يدفع للزمار يحدد النغمة
- أسئلة وتحديات في مواجهة الرئيس المصري المنتخب
- مقال
- رداً على اتهامات سرجون والفنان وليام نصار الزائفة لفرقة -شرق ...
- إعلان بعبدا فوز بالنقاط لحزب الله على فريق (14) آذار
- محكمة مبارك محطة لإعادة انتاج النظام السابق
- في مواجهة مرشح الفلول أحمد شفيق
- إعجاز المقاومة في خطاب نصر الله
- حمدين صباحي والبرنامج الذي يشبه صاحبه
- أسرى الحرية يهزمون إرادة الجلاد الصهيوني
- مقال : الانتخابات الرئاسية في مصر شأن عربي بامتياز
- مقال : أسرى الحرية يخوضون معركة كسر عظم مع السجان الصهيوني
- التطبيع من تهافت المفتي جمعة إلى مبررات الهباش
- أسرى الحرية يواصلون الدق على جدران الخزان
- ترشح عمر سليمان إهانة لثورة 25 يناير المصرية وأهدافها
- يوم الأرض محطة للمراجعة وتجذير النضال الوطني الفلسطيني


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عليان عليان - قرار الرئيس مرسي خطوة في الاتجاه الصحيح ... ولكن ؟