أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عليان عليان - إعجاز المقاومة في خطاب نصر الله















المزيد.....

إعجاز المقاومة في خطاب نصر الله


عليان عليان

الحوار المتمدن-العدد: 3736 - 2012 / 5 / 23 - 21:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أعاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير - بمناسبة الانتهاء من الإعمار التاريخي للضاحية الجنوبية - الاعتبار لثابت رئيسي ، غاب عن ذاكرة البعض في الأمة العربية جراء التمسك بالمفاوضات وخطاب السلام البائس، ألا وهو ثابت المقاومة كأداة رئيسية لمواجهة المشروع الصهيوني ، وبعد أن انشغلت مخرجات الربيع العربي في الحديث عن القضايا الداخلية دون إيلاء أهمية تذكر للصراع العربي مع العدو الصهيوني ، إلا ما ندر ناهيك عن الحديث الممجوج ، عن الالتزام بالمعاهدات والاتفاقات الموقعة مع هذا العدو.

إن معجزة إعادة عمار الضاحية والدور الرائد الذي لعبه حزب الله في المعالجة السريعة للآثار التدميرية للحرب على المواطنين تشكل بحد ذاتها فعلاً مقاوماً بامتياز، خاصةً إذا أخذنا بعين الاعتبار أن العدو الصهيوني ومعه قوى الانعزال المحلية في تحالف 14 آذار راهن على الآثار التدميرية للضاحية ، وقرى الجنوب كمدخل لعزل المقاومة عن حاضنتها الجماهيرية.

لقد توقف نصر الله في خطابه أمام التفاصيل الدقيقة وديناميكية الحركة الإعجازية لاستيعاب ما حصل من آثار تدميرية هائلة محصلتها تدمير مائة ألف وحدة سكنية ، بين تدمير جزئي أوكلي عبر إيجاد المأوى السريع لمن تهدمت بيوتهم ، سواء في الضاحية أو في الجنوب في زمن قياسي ، أذهل العدو والانعزاليين وأفشل رهاناتهم وفي الذاكرة عودة آلاف الجنوبيين المهجرين إلى قراهم ومنازلهم المدمرة ، في ذات اليوم الذي وضعت فيه الحرب أوزارها ، دون أن تهتز لهم قناة معلنين مجدداً التفافهم حول المقاومة ومشروعها الاستراتيجي.


وتبدت قدرة المقاومة (ثانياً ) في المعلومات والمعطيات والأرقام الجديدة التي كشف عنها نصر الله بشأن القصف الإسرائيلي للضاحية والجنوب ، ذلك القصف الذي لم يفلح في تغيير مسار المعركة لصالح العدو ، والتي انتهت ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي – الصهيوني ، بتحقيق حزب الله نصراً حقيقياً على جحافل العدو التي هربت من ميدان المعركة تجر أذيال الخزي والهزيمة.


إن الأرقام التي ساقها سيد المقاومة حسن نصر الله – ومصدرها إحصاءات العدو نفسه ، وإحصاءات الجيش اللبناني والمقاومة - تجعل كل عربي حر وشريف ، وغير ملوث بالاحتقانات الطائفية يرفع رأسه عالياً وتولد لديه القناعة الكاملة ،أن هذا العدو قابل للهزيمة باستمرار وأن المشروع الصهيوني في فلسطين والمنطقة إلى زوال إذا ما توفرت إرادة المقاومة ، في إطار مشروع استراتيجي للمقاومة والتحرير.
تبين الأرقام التي ساقها نصر الله في خطابه بشأن القصف الإسرائيلي للجنوب والضاحية بأن الضاحية والجنوب تعرضا لعشرة آلاف غارة بالطائرات الحربية، و 3000 غارة بالطائرات المروحية ، وضمن كل غارة أعداد كبيرة من الصواريخ.

وفي سياق مقارن مع حرب عام 1967 تقول الأرقام التي ساقها نصر الله أن عدد الطلعات الجوية الإسرائيلية- وليس الغارات - على الدول العربية المشاركة في حرب 1967 وهي مصر وسوريا الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن عام بلغت 4338 طلعة جوية بينما بلغ عدد الطلعات الجوية ، على جزء كبير من الجنوب وجزء كبير من البقاع ، والضاحية الجنوبية ( 25 كيلو متر مربع ) وبعض الأهداف في جبل لبنان والشمال في حرب تموز 2006 بلغ ( 15500 ) طلعة جوية.
وفي حين أطلق العدو الصهيوني عام 1967 (75 ) ألف قذيفة مدفعية على الأهداف العربية ، أطلق في حرب تموز 2006 في منطقة العمليات الصغيرة وحدها ، في جنوب لبنان مائة وسبعين ألف قذيفة مدفعية، ما أدى إلى نفاذ مخزون قذائف المدفعية عند جيش العدو، حيث احتاج إلى قطار جوي لنقل القذائف والذخائر والصواريخ.، هذا كله ناهيك أن العدو ألقى حوالي خمسة عشر مليون لغم على أراضي الجنوب.

والإعجاز المقاوم الثالث ، في خطاب نصر الله، هو إعجاز التحدي المبني على إستراتيجية الحشد والتعبئة والتنظيم ، وقد تبدى ذلك في تهديد نصر الله للكيان الصهيوني بأنه إذا ما تعرضت الضاحية الجنوبية للقصف مجدداً ، فإن المقاومة ستقصف تل أبيب ، وتقصف أهدافاً محددة فيها ،وأنها قادرة على قصف أي مكان في فلسطين المحتلة بأحدث الصواريخ.

وقيمة هذا التحدي أنه يخلق توازناً للردع ، مع العدو الصهيوني هذا من جهة ومن جهة أخرى ، يجعل العدو الصهيوني يحسب ألف حساب قبل قصف الضاحية في أي مواجهة مستقبلية.

ولم تغب فلسطين كالعادة عن خطاب نصر الله فقد عبر عن تضامنه مع الأسرى الفلسطينيين في إضرابهم، وعز عليه أن يعاد بناء الضاحية في الوقت الذي لا تزال فيه معظم منازل غزة مدمرة داعياً العرب إلى اشتقاق أساليب جديدة ، لإعادة اعمار القطاع وعدم التذرع بالحصار الإسرائيلي له.

وفي الموضوع السوري أعاد السيد نصر الله التأكيد على أن المدخل لتحقيق الإصلاح في سوريا ، يكمن في الحوار بين الحكم والمعارضة مصيباً كبد الحقيقة بقوله " أن بعض الجهات الإقليمية والدول الغربية تتدخل في الشأن السوري ، ليس حرصاً على الديمقراطية والإصلاح بل لأنها تريد الثأر من الدولة والشعب والقيادة والجيش الذي ساند المقاومة في لبنان وفلسطين، والتي أفشلت مشروع الشرق الأوسط الجديد.

وأخيراً: لقد استثمرت بعض الأطراف وخاصةً دول النفط ما يجري في سوريا باتجاه تشويه حزب الله ودوره المقاوم ، عبر الزعم الكاذب والرخيص أن مقاتلي حزب الله يقاتلون في سوريا لمصلحة النظام وأن الحزب يمد الأمن والجيش السوري بالذخائر ، دون تقديم أي دليل بشأن ذلك متجاهلةً أيضاً حقيقة أن حزب الله هو الذي يعتمد في تسليحه على القناة السورية ، وأن الجيش السوري لا ينقصه العدد ولا العدة .
وهاهي الجهات الطائفية السلفية المغرضة التي تمنت هزيمة المقاومة في حرب تموز 2006 وصرخت بأعلى صوتها آنذاك بعدم نصرة ما أسمتها " بالرافضة"، هاهي توزع كراساتها وتستل حناجرها مجدداً لتحذر من خطر الحزب المزعوم في " تشييع" السنة وتزعم في المساجد بالترهات المهينة للعقول ، بأن " إسرائيل " هزمت نفسها شكلياً أمام حزب الله لتلميع صورته ، وأن صواريخه لم تكن سوى فتاشات لم تلحق أي ضرر( بإسرائيل)!!

لكن هذا التشويه المتعمد للمقاومة ، لن ينطل على جماهير الأمة التي تشكل فلسطين بوصلتها، لأنها تدرك أن التناقض الجوهري هو بين الأمة العربية والكيان الصهيوني ، وليس بين السنة والشيعة وأن النفخ في الموضوع الطائفي مشبوه ، ويصب في خانة المخطط التفتيتي الذي بشر به كيسنجر منذ سبعينات القرن الماضي.

[email protected]



#عليان_عليان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حمدين صباحي والبرنامج الذي يشبه صاحبه
- أسرى الحرية يهزمون إرادة الجلاد الصهيوني
- مقال : الانتخابات الرئاسية في مصر شأن عربي بامتياز
- مقال : أسرى الحرية يخوضون معركة كسر عظم مع السجان الصهيوني
- التطبيع من تهافت المفتي جمعة إلى مبررات الهباش
- أسرى الحرية يواصلون الدق على جدران الخزان
- ترشح عمر سليمان إهانة لثورة 25 يناير المصرية وأهدافها
- يوم الأرض محطة للمراجعة وتجذير النضال الوطني الفلسطيني
- قمة العار في بغداد
- معركة الكرامة ملحمة نضالية لاستنهاض الهمم
- البرنامج النووي الإيراني والابتزاز الإسرائيلي لواشنطن
- العدوان على غزة مقدمة لإستراتيجية إسرائيلية جديدة
- فضيحة الإفراج عن النشطاء الأميركيين في مصر
- المصالحة الفلسطينية خطوة إلى الأمام وعشرة إلى الخلف
- خضر عدنان عنوان مشرق لأسرى الحرية
- محاكمة مصرية للادارة الأميركية من بوابة التمويل الأجنبي
- مجزرة بور سعيد محطة من محطات الثورة المضادة
- تدويل الأزمة السورية من بوابة المبادرة العربية
- لجاان المصالحة الفلسطينية بين الإنجاز والمراوحة في المكان
- فعلها مشعل ولم تفعلها المؤتمرات الشعبية العربية


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عليان عليان - إعجاز المقاومة في خطاب نصر الله