أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عليان عليان - فعلها مشعل ولم تفعلها المؤتمرات الشعبية العربية















المزيد.....

فعلها مشعل ولم تفعلها المؤتمرات الشعبية العربية


عليان عليان

الحوار المتمدن-العدد: 3603 - 2012 / 1 / 10 - 15:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم تترك المؤتمرات الشعبية العربية واللجان المنبثقة عنها مناسبة أو حدثاَ قومياَ أو حراًكا ضد الاحتلال الأميركي للعراق، أو الصهيوني لفلسطين إلا وعالجته في بياناتها الختامية، او في بياناتها المناسبية.
ولم تدر هذه المؤتمرات ظهرها للثورات الشعبية العربية -التي يحلو للغرب وصفها بالربيع ، في محاولة بائسة منه لتلوينها باللون البرتقالي وغيره من الألوان على أمل احتوائها – حيث أصدرت المواقف الداعمة لتلك الثورات، في كل من تونس ومصر واليمن وغيرها مبشرة بغد عربي مشرق، وبالانعكاس الإيجابي الحتمي لها على الصراع العربي الصهيوني والقضية الفلسطينية.
هكذا كانت حال صيغة مؤتمر الأحزاب العربية الذي يضم مختلف ألوان الطيف السياسي العربي من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار مروراً بالوسط، وهكذا كان حال المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الإسلامي، لكن هذه المؤتمرات تكلست وجمدت أمام ما يحدث في سوريا الشقيقة.
أعلم كما يعلم غيري أن تحديد المواقف الجازمة حيال ما يحدث في سوريا ليس بالأمر السهل، كما حدث حيال تونس أو مصر أو اليمن وحتى ليبيا لعدة اعتبارات أبرزها:
أولاً: أن العديد من القوى والشخصيات المنضوية في تلك المؤتمرات تربطها علاقات تحالفية سابقة، مع نظام الحكم في سوريا ومن الصعب عليها أن نتقلب على تلك التحالفات، القائمة على أرضية سياسية محددة في مواجهة أعداء مشتركين.
ثانياً: لأن هنالك قواسم سياسية مشتركة بينها وبين النظام السوري تتصل بالموقف الداعم للمقاومة، في كل من فلسطين ولبنان والعراق وبالموقف من التطبيع مع العدو الصهيوني، ورفض التسوية بالشروط الصهيو- أميركية.
ثالثاً: ولأن النظام السوري سبق أن قدم الدعم السياسي واللوجستي لهذه المؤتمرات.
رابعاً: ولأن الجغرافيا السياسية في الحالة السورية تلعب دوراً حاسماً في هذا السياق، ولأن معظم القوى المكونة لهذه لمؤتمرات لا تحاكم الأمور في الدول العربية، من زاوية التغيير أو الإصلاح الديمقراطي المطلوب فحسب، بل من زاوية الموقف من الصراع العربي الصهيوني.
لكن كنا ننتظر من هذه المؤتمرات السالفة الذكر أن تتدخل مبكراً بمبادرات عملية متوازنة، لحقن الدماء في سوريا، تؤكد على دعم الإصلاح والتغيير المطلوب في سوريا، من خلال الحوار وفق ضوابط وآليات محددة ، وعلى رفض التدخل الدولي بأي شكل من الأشكال، وعلى الثوابت الوطنية والقومية لسوريا، خاصةً وأن العديد من مكونات هذه المؤتمرات، تربطها علاقات جيدة مع النظام في سوريا ومع قوى المعارضة على اختلاف تشكيلاتها، ما يؤهلها ويمكنها أن تلعب مثل هذا الدور، لكنها وللأسف تخلفت عن القيام به مفسحة المجال لأطراف في النظام العربي الرسمي - معادية بتكوينها لفكرة الثورة والديمقراطية- لأن تتدخل لصالح الحراك الشعبي في سوريا وفق برنامج هذه الأطراف، مما ألحق اكبر الضرر بسوريا وبالحراك الشعبي فيها .
ما تخلفت عنه المؤتمرات سالفة الذكر أقدم عليه بكل جرأة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، الذي تبين في المؤتمر الصحفي المشترك الأخير له مع أمين عام الجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، أنه كان على تواصل مع الرئيس السوري الأسد بغية إيجاد حلول للوضع المتأزم في سوريا، وعلى أرضية الحوار- وليس العنف- للوصول إلى التغيير الديمقراطي المنشود.
وتبين أيضاً أن مشعل سعى في وقت مبكر وبصمت بعيداً عن الاستعراض الإعلامي،لإقناع الحكومة السورية بالمبادرة العربية وببروتوكولها بعد إجراء التعديلات عليه، وأنه لم يكن مجرد ناقل رسائل بين العربي والرئيس الأسد.
وهذا الموقف لمشعل ينبغي تثمينه لعدة اعتبارات أبرزها:
أولاً: أنه والحركة التي يرأسها حافظ على البعد الخلقي في عدم الانقلاب على النظام السوري، الذي فتح لحماس أبواب دمشق يوم أن تم ترحيل قادة الحركة من عمان عام 1999 ، وسبق أن أدلى مشعل بتصريحات عبر فيها عن امتنانه بأثر رجعي لنظام الحكم في سوريا جراء سماحه "لحماس" بالتواجد وحرية الحركة داخل سوريا، لكنه في ذات الوقت لم يقف ضد مطالب الحراك الشعبي بشأن الديمقراطية الحقيقية في سوريا.
ثانياً: أنه لعب دور الوسيط المؤثر نسبياً، بين الجامعة العربية والنظام في سوريا رغم أنه ينتمي أيدولوجياً لأممية الإخوان المسلمين التي لها موقفها المعلن والواضح ضد النظام في سوريا ، ورغم أن الأخوان المسلمين في سوريا مكون أساسي في المعارضة السورية.
ثالثاً: أنه ضد تدويل الأزمة وضد التدخل الخارجي، ومع الحل العربي للازمة في سوريا على قاعدة تنفيذ البروتوكول العربي، ومن ثم اللجوء للحوار الشامل المفضي للتغيير الديمقراطي.
رابعاً: أنه – وحسب العديد من المصادر- سعى منذ البدايات لإقناع مختلف أطراف المعادلة السورية، باللجوء للحوار على أرضية ثوابت معينة للوصول إلى حل ديمقراطي جذري، للوضع المتأزم في سوريا.
خامساً: أنه سبق وأن تعرض لضغط ولنقد من بعض كوادر التيار الإسلامي ومن بعض أطراف النظام العربي الرسمي جراء عدم مغادرته دمشق، وعدم إصداره موقف علني يدين النظام السوري لكنه لم يرضخ لمثل هذه الضغوط، وبقي في دائرة الوسط التي تتيح له أن يلعب دوراً مؤثراً لإيجاد الحلول وليس تأزيم الأمور.
وسبق أن أقدم أحد كتاب المعارضة في سوريا على انتقاد صفقة الأسرى التي أنجزتها حركة حماس، زاعماً أنها سرقت الأضواء عن مجريات الحراك الشعبي في سوريا، لكن المسألة ليست مسألة سرقة أضواء، بل هي أبعد من ذلك أبعد من ذلك، بل كما يقول المثل العربي "وراء الأكمة ما ورائها".
وأخيراً نقول أن الوقت لم يفت فبإمكان القوى الشعبية العربية الخيرة الحريصة على وحدة وسيادة سوريا، وعلى عروبتها وثوابتها والتي ترفض تدويل الأزمة والتدخل الخارجي، والمقتنعة أن دول حلف الأطلسي الرئيسية هي دول استعمارية وليس جمعيات خيرية، بإمكان هذه القوى الشعبية أن تبني على ما قام به مشعل، وأن تتواصل مع قوى المعارضة التي ترفض التدخل الخارجي ، وأن تتدخل بمبادرات جريئة، تدعم المبادرة العربية التي تحاول بعض دول النفط حرفها عن مسارها عبر تطعيمها بآليات التدويل المشبوهة.
[email protected]



#عليان_عليان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرباعية الدولية غطاء مستمر للاستيطان
- المصالحة الفلسطينية: العبرة في التطبيق
- سوريا وقطر والجامعة العربية....نقاط على الحروف
- حول مشاركة قوى اليسار في الثورات العربية – نظرة نقدية
- رداً على تخطئة الرفض العربي لقرار تقسيم فلسطين
- الثورة المضادة في مصر تكشر عن أنيابها
- حقائق على هامش قبول فلسطين عضواً في اليونسكو
- عرس حرية الأسرى وتهافت المشككين
- حياة القائد الوطني الفلسطيني أحمد سعدات في خطر
- الحركة الأسيرة في فلسطين تدق جدران الخزان
- خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الميزان
- الذهاب الفلسطيني لى الأمم المتحدة خطوة في الاتجاه الصحيح..ول ...
- لا خوف على ثورة مصر بعد جمعة تصحيح المسار
- نقاط على الحروف بشان شلال الدم في سوريا
- اتفاقات أوسلو: مصلحة استراتيجية اسرائيلية
- هل سيكون هجوم إيلات بداية للربيع المقاوم؟
- حوار الطرشان بشان الاستيطان
- مع الحراك الشعبي في سوريا وضد التدخل الأجنبي
- نفاق امبريالي وازدواجية معايير في خطاب أوباما
- أتفاق المصالحة الفلسطيني بين المعوقات وضمانات التطبيق


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عليان عليان - فعلها مشعل ولم تفعلها المؤتمرات الشعبية العربية