أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عليان عليان - مع الحراك الشعبي في سوريا وضد التدخل الأجنبي















المزيد.....

مع الحراك الشعبي في سوريا وضد التدخل الأجنبي


عليان عليان

الحوار المتمدن-العدد: 3414 - 2011 / 7 / 2 - 18:26
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


لم يواجه المثقفون العرب والقوى السياسية والنقابية العربية مشكلة في تحديد موقف لصالح الثورة في كل من تونس ومصر واليمن وليبيا، لكنهم واجهوا مشكلة واختلفوا في تحديد موقف جماعي حيال الحركة الاحتجاجية في سوريا، حيث شهدنا ولا نزال نشهد انقساماً عامودياً وأفقياً، ففي حين ذهب البعض الى ادانة قمع النظام السوري للجماهير السورية، وتأييد مطالب الحركة الاحتجاجية، وقف البعض الآخر موقف المشكك في الحركة وأهدافها ، في حين ذهب البعض الى محاولة تقديم قراءة موضوعية لما يحدث في في سوريا، دون أن يتخل عن موقفه في دعم الحراك الشعبي، ودون الوقوع في براثن المخططات الغربية واستهدافاتها.
وحتى لا يساء الفهم ابتداء ، ورغم تثمين العديد وأنا منهم لمواقف النظام القومية، على صعيد الممانعة ودعم المقاومة في كل من لبنان وفلسطين والعراق، فإن لجوء النظام الى القمع واستسهال القتل أمر مدان جداً وان اللجوء الى الحل الامني فورا، هو من سهل مهمة التدخل الخارجي، وهو الذي فسح المجال أمام المؤامرات الخارجية مع ضرورة التاكيد أن الحركة الاحتجاجية هي حركة عفوية، وصادقة وبريئة وليست من صنع مؤامرات خارجية وأن مطالبها في الحرية والكرامة عادلة جدا، ومع ضرورة الاشارة هنا أن الى أن الموقف الممانع يفقد قيمته في ظل الاستمرار في تغييب
الحريات. ً
وسر الخلاف في توحد المواقف حيال الثورتين المصرية والتونسية، وتناقضها حيال سوريا يكمن في أن النظامين في كل من تونس ومصر مرتبطين بالادارة الأميركية، وبعلاقات متقدمة مع الكيان الصهيوني ناهيك أن نظام مبارك مرتبط بمعاهدة كامب ديفيد التي أخرجت مصر العروبة من معادلة الصراع مع العدو الصهيوني وجعلت من النظام أداة طيعة لتمرير المخططات الصهيو- أميركية، في حين ان النظام السوري لعب دوراً ممانعاً وداعماً للمقاومة ولم يرتبط بمعاهدة مع الكيان الصهيوني، ولم يسمح بممارسة أي فعل تطبيعي معه.
قد يجادل البعض في تشخيص النظام السوري على النحو الذي ذكرت، تحت تأثير الدم والقمع الرهيب والمدان الذي مارسته أو تمارسه أجهزة الأمن السورية والذي راح ضحيته مئات الشهداء، أو تحت تأثير المواقف المسبقة والمبيتة من النظام قبل اندلاع الحركة الاحتجاجية في آذار- مارس الماضي، لكن شئنا أم أبينا فهو رغم سياسته الداخلية المرفوضة من قبل مساحة واسعة في الشارع السوري، إلا أنه قدم الدعم للمقاومة الفلسطينية والدعم السياسي والمادي لحزب الله، ورفض حتى اللحظة التسوية بالشروط الصهيو- أميركية، ناهيك أنه ساهم في افشال مشروع الشرق الاوسط الجديد
الذي بشرت بقربه كونداليزا رايس ابان العدوان الصهيوني على لبنان عام 2006، وفي الذاكرة ما قالته في اجابتها على أسئلة الصحافيين أثناء قدومها الى بيروت أثناء العدوان" أن الدماء التي تسيل في لبنان جراء الحرب، هي دماء مخاض الولادة للشرق الأوسط الجديد" مما عرض سوريا في حينه لسلة عقوبات أميركية وحصار اوروبي ومحاولات لعزلها دولياً، من بوابة محكمة الحريري الدولية !!
لكن هذه المواقف للنظام كما أسلفت تفقد وزنها وقيمتها، إذا لم يستجب لمطالب شعبه في الحرية والكرامة وما يهم هنا هو كيفية اخراج سوريا العروبة من دوامة القمع، ووصول الشعب السوري الى ديمقراطية عنوانها التعددية وتداول السلطة وفق عقد اجتماعي، يراعي بشكل رئيسي الثوابت الوطنية والقومية وبخاصة الموقف من قضيتي الحريات والصراع العربي- الصهيوني.
ومن واقع الحرص على سوريا الوطن والدولة والدور، وادراكاً من العديد من القوى والمثقفين أن اميركا لا تتحرك بناء على دوافع حقوق الانسان، خاصة وأنها صاحبة السجل الاجرامي الرئيسي بهذا الصدد وأنها تستهدف تقسيم الوطن وتدمير الدولة وكنتنتها وشطب الدور، خدمة لمصلحة الكيان الصهيوني فإنه يتوجب على النظام السوري ان يتوقف عن مسلسل القتل للشعب، وأن يميز في تعامله ما بين الحركة الاحتجاجية وما بين المسلحين الذين ينتمون الى بقايا رفعت الاسد وعبد الحليم خدام وبعض السلفيين المرتبطين بالخارج وان يستجيب لمطالب التغيير والاصلاح، التي
تتبناها المعارضة الوطنية في الداخل وبعضها في الخارج لان عدم الاستجابة لها يسهل مهمة بعض أطراف المعارضة الخارجية، المرتبطة بواشنطن والممولة منها التي تستهدف معاقبة سوريا من بوابة مجلس الأمن، توطئة لتدخل استعماري أداته حلف الناتو، خدمة للمشروع الصهيو- أميركي في المنطقة ومن ثم تكرار السيناريو الأطلسي في ليبيا.
ولا نبالغ إذ نقول أن التوصيات التي خرج بها، مؤتمر قوى المعارضة الوطنية في دمشق في السابع والعشرين من شهر حزيران الماضي ، تشكل خشبة إنقاذ لسوريا الوطن والدولة والدور، خاصة أنه لا يمكن لأحد أن يشكك بأجندة الرموز الوطنية المعارضة التي شاركت في مؤتمر دمشق من أمثال ميشيل كيلو وحسن عبد العظيم ولؤي حسين وغيرهم ، ناهيك أن " وثيقة العهد" الصادرة عن المؤتمر أكدت بوضوح جازم رفض المؤتمرين أي دعوة للتدويل أو للتدخل الخارجي في شؤون سورية، وأن الحلول الأمنية هي التي تسهل وتشجع التدخل الأجنبي"، هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن هذه الرموز رغم اعتراضها على البنية الأمنية الداخلية وقانون الطواريء وغيره، ورغم تعرضها للملاحقة والاعتقال، إلأ انها سبق وأن ثمنت مواقف النظام القومية، في دعم المقاومة وفي رفض الاملاءات الاميركية.
ما تضمنته وثيقة العهد هي في التحليل النهائي مطالبة جريئة- ومن داخل دمشق نفسها وليس من انطاليا أو استنبول أو بلجيكا- للرئيس الأسد بأن ينقل طروحاته حول الاصلاح من دائرة الاعلان الى دائرة التطبيق، وأن يتحدى المعوقات الداخلية التي تقف في طريق الاصلاح، وبأن تكون لجان الاصلاح ومضامينه هي محصلة حوار وطني وليس نتيجة لقرار فوقي.
لقد تضمنت وثيقة "العهد" توصيات تضمن انقاذ سوريا من محنتها، فالمؤتمرون أعلنوا أنهم لم يكونوا وراء الانتفاضة الشعبية السلمية، لكنهم يؤكدون على دعمها، وأكدوا على انهاء اللجوء الى الحل الأمني وسحب قوى الأمن والجيش من المدن والبلدات السورية، وعلى تشكيل لجان تحقيق في قمع الحركة الاحتجاجية والإفراج عن المعتقلين ورفض وإدانة التحريض الطائفي، كشرط لا يمكن تجاوزه لتحقيق الاصلاح ولإنجاز ديمقراطية تعددية..
وأخيراً: فإن سماح النظام السوري بعقد مثل هذا المؤتمر لأول مرة في دمشق،- تحت ضغط الحراك الشعبي وفي ضوء التداعيات الاقليمية والدولية لما يحدث في سورية، وبخاصة الخشية من حدوث تغير في الموقفين الروسي والصيني- يشي بأن النظام اتخذ قراره بإجراء الحوار مع المعارضة الوطنية في الداخل، حول قضايا الاصلاح والتغيير، خاصة وأن خطاب الرئيس بشار الأسد الأخير، انطوى على عناوين استجابة أولية، بشأن إمكانية اجراء حوار وطني حول تعديل الدستور.
[email protected]



#عليان_عليان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفاق امبريالي وازدواجية معايير في خطاب أوباما
- أتفاق المصالحة الفلسطيني بين المعوقات وضمانات التطبيق
- إحياء يوم الأسير يكون باستمرار المقاومة
- الثورة الليبية في خطر
- انتفاضة العراق: من الأسباب الى النتائج
- ثورة ليبيا رافعة لتجذير الثورات العربية
- تواطؤ أميركي وخذلان عربي رسمي للشعب الليبي


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عليان عليان - مع الحراك الشعبي في سوريا وضد التدخل الأجنبي