أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عليان عليان - مجزرة بور سعيد محطة من محطات الثورة المضادة















المزيد.....

مجزرة بور سعيد محطة من محطات الثورة المضادة


عليان عليان

الحوار المتمدن-العدد: 3631 - 2012 / 2 / 7 - 15:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم يفاجأ الكثيرون في مصر والوطن العربي، بمجزرة بورسعيد التي راح ضحيتها ما يزيد عن 80 شهيدا،ً ومئات الجرحى وذلك انطلاقاً من قراءتهم لمجريات المرحلة المسماة" انتقالية" بعد نجاح ثورة 25 يناير في إسقاط رأس النظام وبعض أزلامه.
وبات واضحاً من واقع المعطيات التي جرى الكشف عنها أن بلطجية وفلول النظام السابق، الذين يتلقون التعليمات من أركان حكومة سجن طرة "حبيب العادلي وجمال مبارك وعلاء مبارك وغيرهم" هم من نفذوا المجزرة بتواطؤ مع مدير أمن ومحافظ بور سعيد- اللذان تغيبا عن المباراة- وهم من أشعلوا الفتنة بعد انتهاء المباراة ارتباطاً بحيثيات محددة من نوع: عدم تفتيش الجمهور أثناء الدخول للمدرجات، ما مكن البلطجية من إدخال عدة القتل من سيوف وخناجر وشماريخ وإغلاق البوابات ولحمها، حتى لا يتمكن جمهور الاهلي " الألتراس" من الخروج.
ولا يوجد دليل منطقي يشير إلى أن المجزرة التي حصلت تندرج في سياق شغب الملاعب، ففريق المصري البورسعيدي فاز في المباراة والفريق الفائز معني بالاحتفال، وليس بالضرب والاشتباك وفوزه أربك سيناريو البلطجية، الذين توقعوا هزيمة المصري فبادروا لاستثمار دخول جمهور المصري لساحة الملعب للاحتفال بالفوز وقاموا بعمليات التقتيل، مستثمرين اللافتة التي رفعت من قبلهم ضد أهالي بور سعيد" أهل البالة مش رجالة" لإشعال الفتنة.
كما أنه وفق العديد من التقارير- التي لم يجر نفيها - فإن البعض جرى قتله بالأدوات الحادة، والبعض جرى قتله بضربات كاراتية خفية لا تظهر آثارها، ما يعني أن أفراداً من فلول النظام بلباس مدني مدربون على فنون القتال، هم من تولوا عمليات القتل وإلقاء مشجعين من جمهور الأهلي من الأسوار، التي تساوي في ارتفاعها أربعة أدوار من البناء، كل ذلك حدث دونما أدنى تدخل من قوات الأمن المركزي المتواجدة على جنبات الملعب، وذلك من أجل إغراق مصر في الفوضى وعدم تمكين الثورة من تحقيق أهدافها. .
ما حدث في بور سعيد محطة نوعية صارخة من محطات الثورة المضادة والمجلس الأعلى للقوات المسلحة منذ 11 فبراير 2011 يعمل ليلاً ونهاراً على إعادة الاعتبار للنظام القديم الذي ينتمي إليه سياسياً وطبقياً، وينتمي إليه في التبعية الذليلة للولايات المتحدة الأميركية وفي الالتزام بمعاهدة كامب ديفيد الضامنة لأمن الكيان الصهيوني والمقوضة لسيادة مصر، وفي ذات النظرة الاقتصادية التي تمجد الخصخصة وبيع القطاع العام، والشروع قدماً في سياسة الليبرالية الاقتصادية .
ومخطيء – في تقديري - من يقرأ دور المجلس العسكري على نحو مختلف فهذا المجلس عمل على احتواء الثورة بالانقلاب على رأس النظام وليس على النظام، وعمل على دغدغة مشاعر الجماهير الثائرة الذين رفعوا شعار" الشعب والجيش يد وحدة"، ليتبين هؤلاء الثوار أن نظام مبارك لا يزال باقياً لكن بدون مبارك وبعض أدواته، وبعد أن اكتشفوا تباطؤه المتعمد في تنفيذ مطالب وأهداف الثورة ومحاولاته المتكررة للالتفاف على متطلبات المرحلة الانتقالية عبر وثيقة الجمال والسلمي وغيرهما، وعدم التزامه بالمواعيد المحددة لنقل السلطة للمدنيين، و وبعد أن اكتشفوا بالملموس أن مجلس العسكر ولغ في دماء الثوار المصريين، على نحو قد يتجاوز ما ولغ به نظام مبارك من أجل وضع حد لمطالبهم الجذرية في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
وها نحن نشهد مجزرة تتلوها مجزرة يرتكبها مجلس الحكم العسكري عبر أدواته في الأمن المركزي وجهاز مباحث امن الدولة الذي غير اسمه ليصبح" الأمن الوطني" للتمويه، دونما تغيير في وظيفته القمعية التجسسية على الشعب ودونما إعادة هيكلة له، وبات الشعب المصري يتنقل من مجزرة إلى أخرى في محطاته المتتالية للدفاع عن الثورة ومن أجل استمرارها حتى تحقيق أهدافها، فمن مجزر ماسبيرو إلى مجزرة شارع محمد محمود إلى مجزرة بورسعيد والحبل على الجرار.
إن أبسط مراجعة لدور المجلس العسكري منذ 11 فبراير الماضي تقود إلى استخلاص رئيسي مؤداه هو " أن قيادة الجيش المصري هي رأس الثورة المضادة"، وارتباطاً بهذا الاستخلاص الذي توصلت إليه مختلف القوى الثورية المصرية، فقد أخذت على عاتقها في الذكرى السنوية الأولى للثورة الاستمرار في الثورة عبر شعاراتها الناظمة التي انطلقت من حناجر ملايين المصريين، في ميدان التحرير وبقية ميادين مصر" الشعب يريد إسقاط النظام.. الشعب يريد إسقاط المشير.. الشعب يريد إسقاط حكم العسكر".
وفي سياق المراجعة التي تؤكد الاستنتاج سالف الذكر نشير إلى ما يلي:
أولاً: لم يجر مجلس العسكر أي تغيير على بنية النظام القديم ولم ينجز أية إعادة هيكلة لأجهزة الأمن التابعة لوزارة الداخلية فظلت قيادات وكوادر القمع والفساد في ذات المواقع ، وظل المحافظون وقادة أجهزة الحكم المحلي المشهود لهم بالفساد والاستبداد في مواقعهم وظل بلطجية النظام على ذات مهامهم، يستدعون حسب الطلب حيث لم يجر القبض عليهم، في الوقت الذي يجري القبض على الآلاف من شباب الثورة وتقديمهم للمحاكمات العسكرية.
وظل إعلام النظام السابق كما هو، ومن يشاهد قناة التلفزيون المصري والإذاعة المصرية في ماسبيرو يكتشف هذه الحقيقة فالكادر الإعلامي العامل فيهما لم يتغير، وكل ما عمله هذا الكادر أنه نقل بندقية الولاء من مبارك إلى مجلس العسكر في إطار نفس السياسات لذات النظام.
ثانياً: وفر مجلس العسكر الملاذ الآمن لمبارك وعائلته في شرم الشيخ في مستشفى" خمس نجوم" وتلكأ فترة طويلة في الاستجابة لمطالب الثوار بمحاكمته، ومنح أسرة مبارك الوقت الكافي لتقوم بنقل اموالها إلى الخارج، ولم يخطو خطوة مهمة باتجاه استرداد مليارات هذه الأسرة وزبانيتها وأدواتها للخزينة المصرية.
ثالثاً: وعندما قدم مبارك ونجليه والعادلي للمحاكمة وفر لهم محكمة "على قد الأيد" قاضي كان يعمل بإمرة مبارك ومدعي عام كان هو الآخر بيد مبارك، يزمجر ويدعو لإعدام مبارك شكلاً، لكنه عملياً وفر له طوق النجاة، وسهل مهمة محامية فريد الديب عندما لم يحضر مئات الأدلة التي تجرم مبارك وزبانيته، بزعم أن المخابرات لم تحضرها وأن الوزارات السيادية رفضت إعطائها للمخابرات!!
باختصار شديد وفر المجلس العسكري محكمة لهم ضمن آليات وترتيبات تقود إلى البراءة أو الحكم المخفف، ناهيك أنه وفر إقامة مريحة جداً لمبارك في المركز الطبي العالمي على نفقة الحكومة الذي تبلغ الإقامة لليلة واحدة فيه خمسة آلاف جنيه.
وتجاهل مجلس العسكر حقيقتين رئيسيتين هما: أن مبارك لا يجب محاكمته على قضايا القتل والفساد فقط، بل يجب محاكمته على تخريب وتدمير وتجريف مصر سياسياً واقتصادياً على مدى أكثر من ثلاثين عاماً، وتحويلها من دولة قائدة للأمة وفاعلة في الإقليم إلى دولة تلعب دور الأداة لتنفيذ المشروع الصهيو- أميركي في المنطقة.
والحقيقة الثانية: أن مبارك وأدواته ونجليه- في ضوء ما تقدم- تقتضي محاكمتهم أمام محكمة ثورية، بقوانين مختلفة وبقضاة غير مشترين لينالوا الجزاء المطلوب جراء ما اقترفوه بحق الشعب المصري.
رابعاً: أن مجلس العسكر بدلاً من أن يدفع بعجلة الإنتاج وبدلاً من وقف بيع الغاز (لإسرائيل) بشكل شبه مجاني، راح يستجدي مجدداً المساعدات الأميركية والخليجية، في إصرار على ربط مصر مجدداً بعجلة التبعية متجاهلاً حقيقة أن أميركا وغيرها، ليست جمعية خيرية وأنها تنتظر منه التعجيل باحتواء الثورة ولجمها وعدم الحكم على مبارك بالسجن حتى توفر له الأموال.
ولمن لا يعلم نذكر بأن العديد من الشركات والمصانع المنتجة التي أعادها القضاء إلى وضعيتها السابقة، في إطار القطاع العام بعد أن تمت خصخصتها بثمن بخس في عهد مبارك،.. هذه الشركات يرفض مجلس العسكر عودتها للعمل والإنتاج حتى اللحظة، علماً بأن الدخل الذي يمكن أن ينجم عنها، وعن بيع الغاز بالسعر العالمي لدولة غير الكيان الصهيوني، سيفوق بكثير مجمل المساعدات الأميركية ومن ثم الإستغناء هذه المساعدات المشروط المذلة، التي لا يزال المجلس العسكري يطرق أبواب واشنطن من أجل استمرارها.
لقد انقلب السحر على الساحر وهاهي قوى الثورة في مصر بعد مجزرة بور سعيد تنتفض مجدداً لإسقاط النظام، وتصر على تسليم السلطة للمدنيين فوراً، وأمام حراكها المتصاعد اضطر مجلس العسكر إلى تقديم موعد الانتخابات الرئاسية والموافقة على أن تقدم طلبات الترشح في العاشر من مارس- آذار المقبل، واضطر إلى الاستجابة لمطلب الثوار بتوزيع رؤوس الفتنة على مختلف السجون وعدم إبقائهم مع بعضهم البعض في سجن طرة، وكذلك إجراء الترتيبات لنقل مبارك إلى مستشفى سجن طرة.
وأخيراً فإن المرحلة تقتضي توحيد القوى الثورية وعدم الإنشداد للمكاسب الآنية والحزبية الضيقة، وعدم خلق تعارض بين الشرعية الديمقراطية وشرعية الميادين الثورية.
لقد أخطأ نواب الأغلبية من حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الأخوان المسلمين خطأً جسيماً، عندما صرحوا أن شرعية الميادين الثورية انتهت بانتخابات مجلس الشعب وذلك لسببين رئيسيين هما: (أولاً) أن مجلس الشعب هو نتاج للثورة في ميدان التحرير وبقية ميادين مصر( وثانياً) لان الشرعية الديمقراطية ممثلة بمجلس الشعب لا تستطيع وحدها في هذه المرحلة القضاء على النظام السابق الذي لا يزال يتربع في مختلف مؤسسات الدولة، فالتنازلات التي قدمها المجلس العسكري بعد مجزرة بور سعيد هي نتيجة للضغط الذي شكله الشارع الثوري وما قدمه من تضحيات.
[email protected]



#عليان_عليان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تدويل الأزمة السورية من بوابة المبادرة العربية
- لجاان المصالحة الفلسطينية بين الإنجاز والمراوحة في المكان
- فعلها مشعل ولم تفعلها المؤتمرات الشعبية العربية
- الرباعية الدولية غطاء مستمر للاستيطان
- المصالحة الفلسطينية: العبرة في التطبيق
- سوريا وقطر والجامعة العربية....نقاط على الحروف
- حول مشاركة قوى اليسار في الثورات العربية – نظرة نقدية
- رداً على تخطئة الرفض العربي لقرار تقسيم فلسطين
- الثورة المضادة في مصر تكشر عن أنيابها
- حقائق على هامش قبول فلسطين عضواً في اليونسكو
- عرس حرية الأسرى وتهافت المشككين
- حياة القائد الوطني الفلسطيني أحمد سعدات في خطر
- الحركة الأسيرة في فلسطين تدق جدران الخزان
- خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الميزان
- الذهاب الفلسطيني لى الأمم المتحدة خطوة في الاتجاه الصحيح..ول ...
- لا خوف على ثورة مصر بعد جمعة تصحيح المسار
- نقاط على الحروف بشان شلال الدم في سوريا
- اتفاقات أوسلو: مصلحة استراتيجية اسرائيلية
- هل سيكون هجوم إيلات بداية للربيع المقاوم؟
- حوار الطرشان بشان الاستيطان


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عليان عليان - مجزرة بور سعيد محطة من محطات الثورة المضادة