سنو المراهقة المقلقة تلك (4)

مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 3871 - 2012 / 10 / 5 - 20:49
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    

المراهقون محاطون برسائل مثيرة للشهوة. فالجنس يستعمل لاعلان اى شئ من الاحذية الى الجينزات. والموسيقى العصرية ملانة بالايحاءات الجنسية. وفى التلفزيون يمضى الراشدون الفاتنون من اتصال جنسى الى اخر. ولكن هل هذا لائق؟
قالت مجلة اميركية بارزة ان " البث الضخم للمحتوى الجنسى ". فى برامج التلفزيون التى يجرى عرضها فى الوقت الذى يشاهد فيه معظم الناس التلفزيون هو " نزعة مزعجة وغير مسؤولة الى حد بعيد فى وضع البرامج. " وقد دعت ذلك مجلة الجمعية الطبية الاميركية " استغلالا للمراهقين من قبل وسائل الاعلام المستعملة للتسلية ونشر الاعلانات. "
يجب ان تتأكدوا من ان اولادكم يعلمون انه لا يعيش كل شخص على هذا النحو. وحتى,كما يدعى, لو كان نصف فتيات اميركا اللواتى بلغن ال 17 سنة من العمر قد مارسن الجنس من قبل, فهذا يعنى ان النصف الاخر لم يمارسه بعد. وكما قال وزير التربية السابق للولايات المتحدة وليم ج. بينيت " لا يفعل ذلك كل شخص, ويجب ان نرغب فى منح تلك الصغيرات - نصف صغيراتنا البالغات السابعة عشرة من العمر - الدعم والتقوية ايضا. "
واشار الى انه فى دراسة اجريت فى مستشفى غرايدى التذكارى فى اتلانتا, جورجيا, الولايات المتحدة الامميركية, 9 من 10 فتيات تحت سن ال16 " اردن ان يتعلمن كيف يقلن لا فهل يمكنكم ان تساعدوا اولادكم على الصيرورة مقتنعين بأنه, ليس مجرد رد الفعل الضعيف وغير الاكيد, بل لا القاطعة والصريحة هى الرد الصائب الوحيد على اى اقتراح فاسد ادبيا؟ هل يمكنكم ان تساعدوهم ليدركوا ان الناس ذوى الشأن سيحترموهم لاجل ذلك؟ وكما قالت مراهقة تدعى اميلى لصحيفة فى كاليفورنيا : " الاشخاص المحترمون اكثر لا يمارسون الجنس. "
يجب ان تساعدوا صغاركم ليدركوا ان الجنس قوة جبارة - جبارة جدا بحيث انتجت الجنس البشرى بكامله. ولكن ذلك لا يعنى انه لا يمكن ضبطها, وبالاحرى, يعنى انه كسيارة سبور عالية القدرة, يجب تستعمالها على نحو لائق, بحسب قانون السير. فتجاهل القوانين فى طريق جبلى لولبى يمكن ان يؤدى الى كارثة. وتجاهل قوانين السلوك الجنسى المعطاة من الله ستكون له نتائج مماثلة . فكيف يمكنكم ان تساعدوا اولادكم, الذين تحبونهم كثيرا جدا, على ادراك هذا الواقع؟
ناقشوا مع ولدكم المراهق المثال الحسن للفتاة الشولمية الشابة الجميلة, فى سفر نشيد الانشاد. لقد تمكنت ان تقول بفخر : " انا سور وثدياى كبرجين. " فمن الناحية الادبية كانت كسور قلعة لا يمكن تسلقه بأبراج لا يمكن بلوغها. وفى عينى زوجها المقبل, " كواجدة سلامة. " نعم, ان سلام العقل الذى لا يزعجه ألم الندم المبرح هو فائدة عظمى للطهارة. - نشيد الانشاد 8 عدد 10.
ولكن كيف يمكن ان يبقى الحدث ثابتا من الناحية الادبية, كسور؟ قبل ان تنشأ امور كهذا يوما ما, يجب ان تتأكدوا من صغاركم الذين ينضجون يعرفون الحاجة الى اتخاذ التدابير الوقائية بتجنب الظروف التى يمكن ان تؤدى الى الفساد الادبى, والتى غالبا ما تؤدى اليه. على سبيل المثال, يجب ان يعرفوا انه كما تؤدى القيادة تحت تأثير السكر الى كارثة, كذلك يمكن الوصول الى كارثة فى حفلة للمراهقين حيث يكون الاخرون قد جلبوا الكحول او حيث لا يوجد راشد مسؤول.
وكذلك ساعدوهم ليقدروا ان كينونة المرء وحده فى بيت او شقة مع حدث من الجنس الاخر تفتح الباب للتجربة. ويلزم الاحداث ان يروا بوضوح الخطر الادبى للسماح لأى شخص هم غير متزوجين به بأن يضع يده او يدها على اعضائهم الخاصة, بما فيها الثديان, اوضحوا لهم ان الاغواء كثيرا ما يبدأ باللمس المثير جنسيا لاعضاء كهذه للجسم.
يجب ىان تساعدوا اولادكم الاحباء ليدركوا ان الحب الحقيقى يعنى اكثر من الجنس الى حد بعيد وان الجنس خارج الزواج هو خطأ فادح. فبعض الاحداث ينهمكون فى الجنس قبل صنع عهد الزواج. ويمكن ان يمارسوا الجنس مع عدد من الشركاء دون ان يتزوجوا على الاطلاق. ثم, اذ تمر السنون يدركون انهم بحاجة حقا الى رفيق زواج, يجدون انفسهم وحيدين ومتروكين. صحيح انه لا احد طلب على الاطلاق التزاما منهم. ولكن لم يصنع احد على الاطلاق التزاما معهم ايضا.
يجب ان يعرف ابناؤكم وبناتكم ان عذراويتهم هى اثمن بكثير من ان تطرح كالماء القذر. ساعدوا ولدكم ليرى ان التمتع الكامل بالجنس يمكن ان يأتى فقط ضمن التنرتيب المقدس للزواج. وبلغة شعرية جميلة يقول الكتاب المقدس : " اشرب مياها من جبك ومياها جارية من بئرك. لا تفض ينابيعك الى الخارج سواقى مياه فى الشوارع. ليكن ينبوعك مباركا وافرح بامرأة شبابك. " - امثال 5 عدد 15, 16 ,18.
كوالدين محبين, يجب ان تبذلوا جهدا خصوصيا لتعلموا هذه الحقائق. وهذا تحد خصوصى اليوم, لأن الحبل بين غير المتزوجات يجرى قبوله عامة. تقول ليليان, ممرضة مختصة بالتوليد, ةانه لم تعد تفاجئها رؤية الذعر فى عينى اب غير متزوج عمره 15 سنة عندما يدفع جد فخور بين يديه الابن المولود الجديد الذى ليس مستعدا, راغبا, ولا قادرا ان يقبله.
اشار احد معلقى التلفزيون ان الكثير من النساء العوازب الصغيرات جدا بأولاد ولكن بلا ازواج, كثيرا ما يكن غير قادرات على انهاء المدرسة, العمل, او منح اولادهن تربية لائقة. وهؤلاء الامهات المراهقات, قال, " واقعات فى شرك مأساتهن الشخصية . . . والفقر محتوم تقريبا ويميل ان يدوم فى دورة رهيبة. "
سيكون لسلوككم انتم تأثير قوى فى اولادكم. واحيانا يمكن ان يصح ذلك بطرائق اخبث مما تدركون. فماذا يحدث عندما تكون للأب عادة النظر للنساء الجذابات؟ او عندما تقول الام, " ياله من رجل جذاب "
عندما لايمر رجل يحلو للعين؟ هل يشجع والدان كهذين اولادهما المراهقين على الكينونة طاهرين؟ اذا كانت الهيئة الجسدية هى ما تعجبون به على نحو خصوصى, فهل يجب ان تفاجأوا اذا وضع اولادكم الصفات الجسدية قبل الاداب, اللطف, المحبة الحقيقية.
ان تعليم صغاركم ما يلزم ان يعرفوه عن الجنس يشمل اذا اكثر بكثير مما يمكن ان تكونوا قد اعتقدتم. انه يتضمن موقفكم, الروح التى تخلقونها فى البيت, رغبتكم فى تعليم صغاركم باكرا, بالاضافة الى المثال الذى ترسمونه. ومن الواضح ان كل ذلك يتطلب الوقت والجهد, لكن المكافأة عظيمة.
ولكن ىماذا اذا كان اولادكم ناضجين تقريبا, وانتم لم تناقشوا معهم بعد هذه الامور؟ يمكنكم ان تقولوا ببساطة " لقد اخطأت حقا اذ انتظرت طويلا جدا للتكلم معك عن هذه الامور, لكننى اريد كثيرا ان تحصل على افضل حياة ممكنة بحيث يجب ان احاول الان. "
فعلا, ان مناقشة هذه الامور مع اولادكم عندما يكونون اكبر سنا افضل من عدم مناقشتها على الاطلاق. فالارشاد الادبى لصغاركم سؤولية اساسية وامتياز. قال رون موليا من جامعة نيويورك : " اى والد يستعفى من حق التكلم الى ولده عن الجنس يتخلى عن احد الاختبارات الاكثر روعة التى يمكن ان يحصل عليها. "
لا يجب ان يجرى صدكم من قبل حدث يقول : " انا اعرف كل ذلك " فلا خرافات باحة المدرسة ولا حكايات فريق من النظراء ولا حتى اختبار التطبيق العملى للجنس بديل للارشاد الادبى السليم. والحقيقة ان الجهل يمكن ان يؤدى الى كارثة.
يمكن ان يتطلب تدريب ولدكم جهدا كبيرا, ولكن يمكن ان تكون المكافأة رائعة.

#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات