أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رياض حمادي - سياسة الزواج الاستراتيجي في العلاقات اليمنية السعودية















المزيد.....

سياسة الزواج الاستراتيجي في العلاقات اليمنية السعودية


رياض حمادي

الحوار المتمدن-العدد: 3868 - 2012 / 10 / 2 - 19:16
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أذكر أن هيكل علق على طرد السادات للخبراء السوفيت قبل حرب 73 بالقول أن السادات أغضب السوفيت ولم يكسب ود الأمريكان وبتعبير آخر إن جاز , قرار كهذا كان يمكن للأمريكان أن يدفعوا مقابله لكن وبما أن القرار قد تم فإنه في علم السياسة - والسياسة الأمريكية على وجه التحديد - لا يُدفع للقرارات السياسية آجلا . قرار كهذا كان يراد به كسب ود الأمريكان بغض النظر عن التبريرات التي قيلت حوله وهو قرار يعده خبراء السياسة اعتباطيا ومتسرعا ولا يمت بصلة للقرارات السياسية القائمة على قانون ينص على أن المصلحة هي الاستراتيجيا الوحيدة والسرمدية في علم السياسة .تلك الاستراتيجيا لخصها تشرشل بقوله :
لا يوجد أعداء دائمين أو أصدقاء دائمين يوجد مصلحة دائمة .

قاعدة المصلحة هو ما تعمل به أميركا وسائر الدول المتقدمة أو تلك التي تسير قدما نحو التقدم أما في المنطقة العربية فهذه السياسة ما زالت غريبة على نحو ما ويتم تأويلها أو تفسيرها بطرق أكثر غرابة منها أن السلام " خيارنا الاستراتيجي " مع طرف لا يقيم للسلام وزناً . ومنها أن مصلحة دول الخليج والسعودية على وجه التحديد تكمن في إغضاب العرب من أجل كسب ود الأمريكان وحليفتها إسرائيل فهذه المحميات ترى أن بقاء عروشها مرهون بيد أمريكا وليس بيد شعوبها وهي محقة في ذلك كون الذي أسسها قادر على إسقاطها. والسعودية ترى أيضاً أنه ليس من مصلحتها كسب ود اليمنيين فسياستها الاستراتيجية قائمة على إغضابهم الدائم منذ تأسيس المملكة .

وعلى هذا المنوال التأويلي الغريب لإستراتيجية المصلحة - الذي يخلط أو لا يفرق بين العلاقات بين الدول والعلاقات الزوجية الكاثوليكية - سار علي عبدالله صالح وعلى هديها يسير خلفه هادي فيما يتعلق بالعلاقات السعودية اليمنية شعارهم في ذلك " ليس من مصلحة اليمن عداء السعودية أو إغضابها " حتى لو لم يتم كسب ودها .

قد يرد معترض بأن المصلحة هي ما يحكم العلاقات اليمنية السعودية . وقد يكون في اعتراضه نوع من الصحة فلعله من مصلحة " الشقيقة " أن تعمل على خنق الاقتصاد اليمني وتنغيص حياة اليمنيين طوال هذه العقود . وقد يكون من مصلحتها منع أو تهديد شركات تنقيب البترول الأجنبية من التنقيب عن البترول في اليمن طوال فترة الثمانينات كما ذكر رياض نجيب الريس في أحد كتبه . وقد يكون من مصلحتها طرد أكثر من مليون عامل في تسعينات القرن العشرين . وقد يكون من مصلحتها العمل على إفشال عدة مشاريع تنموية في اليمن . وقد يكون من مصلحتها قتل الحمدي بما يحمله من رؤية تقدمية مستقبلية لليمن. وقد يكون من مصلحتها الوقوف في وجه جميع الثورات التي قامت في اليمن وإفشال أهدافها بكل السبل . لكن في المقابل ما هي مصلحة اليمن في كل ما سبق من أمثلة وهي غيض من فيض هذه العلاقات " الأخوية " ؟!!

" هادي يرفض لقاء نجاد في نيويورك " بهذا العنوان العريض أراد هادي أن يؤكد ويجدد أواصر الزواج الكاثوليكي المقدس مع " الشقيقة " السعودية . قرار رفض عبد ربه اللقاء بنجاد لم يكن بإيعاز من السعودية - بعد أخذ الإذن منها - فنحن لنا إرادتنا وقراراتنا الإستراتيجية أيضا ولا نحتاج لطلب إذن اتخاذها من أحد طالما وأن القرار سيرضي " الشقيقة " وأمريكا. لكن أحيانا سياسية إرضاء " الشقيقة " يكون على مبدأ " ملكي أكثر من الملكيين " حينما يذهب أو يلعب قادتنا دورا أبعد مما هو مطلوب منهم .

تبرير رفض لقاء هادي لنجاد سببه " نشر إيران للفوضى والتدخل في الشئون اليمنية " إذا كان هذا هو السبب الحقيقي فإن السعودية تعيث في اليمن فسادا وتتدخل في شئونها الصغيرة والكبيرة منذ عقود والطائرات الأميركية بدون طيار تحلق في سماء اليمن بكل حرية وتقتل من تشاء ممن تشتبه فيهم من اليمنيين فلماذا لا تتخذ اليمن نفس السياسة إزاء " الشقيقة" وأمريكا إلا إذا كانت العلاقة علاقة زواج وليس علاقة سياسة قائمة على المصلحة فإنه في هذه الحالة من الطبيعي أن يغار الزوج على زوجته من لقاء الغرباء .
كان من مصلحة علي صالح استمرار علاقة الزواج الكاثوليكي بين اليمن والسعودية لأنه يرى فيه مصلحة شخصية وأُسرية كما يمكن تبرير استمرار نفس العلاقة بظروف المرحلة الانتقالية التي تمر بها اليمن لكن على قادتنا أن يدركوا أن مصلحة اليمن لا تكمن في الطلاق البائن ولكن في الجمع بين زوجتين بشرط العدل بينهما. خصوصا وأن الزوج لديه الفحولة اللازمة للتعدد .

الاتجاه نحو إيران سيمنح اليمن فرصة تجريب " زواج المتعة " السياسي مع إيران بعد عقود من الزواج الكاثوليكي مع " الشقيقة ". هذا القرار سيغضب السعودية ولكنه سيجعل من اليمن رجل - مذكر كما اسمه - يحظى بزوجتين تتنافسان على شرف إرضاءه .

لا أدري إلى متى سيستمر هذا التأويل لسياسة المصلحة الإستراتيجية وإن كانت المؤشرات تشير إلى أنه سيستمر طويلا إلى أن يقيض الله لليمن قائد أو قادة يفهمون المعنى الحقيقي لهذه السياسة. وعندما يحين ذلك الوقت سيعون أن السعودية وإيران بحاجة لليمن وليس العكس وأن مسك العصا من النصف هو التفسير الحقيقي لهذه السياسة . فليس ضروريا أن تكسب عداء الدولتين إذا لم تكسب ودهما. والسبب أن مصطلح " الود " و " الحب "مصطلح دخيل على السياسة ومجاله العلاقات الزوجية وليس العلاقات بين الدول وعلم السياسة .

لا يمكن الربط بين العلاقات السياسية والزوجية إلا على سبيل الاستعارة والتشبيه وذلك مثل ما فعل الدكتور سعد الدين إبراهيم - في مقال قديم له أغضب طرفي العلاقة خصوصا السادات - عندما استعار العلاقات الزوجية - حب وود وخصام وفراق وطلاق - ليتساءل إلى أين وصلت العلاقة بين أمريكا ومصر في عهد السادات.
حتى العلاقات الزوجية التي تتم وفقا للشرع الإسلامي يمكن لها أن تنتهي ويمكن للود والحب أن يتغيرا إلى النقيض فيكون الخصام والفراق والطلاق أما في السياسة فالعلاقة الوحيدة كما أسلفنا هي علاقة المصلحة ولا مكان لها لمثل هذه المصطلحات إلا على سبيل الاستعارة والتشبيه .

أذكر أيضا فيما قرأت أن هيكل علق على فترة الحرب الباردة بين القطبين أمريكا والسوفيت بأنها كانت فترة وفرصة مناسبة للعرب كي يستغلوها للحصول على حقوقهم. كما كانت فرصة كفيلة بحل قضية فلسطين لو كان العرب يفهمون أو يُعَرِّفون العلاقات السياسية بين الدول خلافا لفهمهم للعلاقات الزوجية الكاثوليكية . ونحن نعيش في ظل حرب باردة وساخنة من نوع آخر بين الشيعة والسنة إيران والسعودية وأميركا ووضعنا الجيوبوليتيكي يتيح لنا إمكانية استغلال هذا الصراع لمصلحتنا . استغلال مثل هذا الصراع مباح أيضا في السياسة والعلاقات بين الدول لكن ما ينقصنا ليس الفتاوى الفقهية بقدر ما ينقصنا الإرادة السياسية .



#رياض_حمادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة الربيع العربي (*)
- دورة الحرب والسلام
- اليمن بين التسول والاستثمار
- قصة الثورة أو مشروع التحطيم الذاتي
- عملقة الأقزام - مسلسل التشهير والتكفير اليمني
- دين الثوابت
- الطوطمية والوثنية المعاصرة - السياسة والتحليل النفسي (*)
- نظرية الثورة
- تحت سقيفة بني ساعدة
- شجرة العقل – عندما كان آدم مجنونا
- إله راسه ناشف !
- في انتظار ثورة
- ثورات أم تصفية حسابات ؟!
- حمَّامات الجنة
- الحرية فيفتي فيفتي
- دولة الحمير العلمانية - هذه الأمة يجب أن تأخذ درسا في النهيق
- القراءة الرمزية والعلمية للنصوص المقدسة
- حل لمشكلة التناقض في النصوص الإسلامية
- الله يأمر بسجن النساء !
- الخضر والغلام المغدور


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رياض حمادي - سياسة الزواج الاستراتيجي في العلاقات اليمنية السعودية