أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رياض حمادي - أسئلة الربيع العربي (*)















المزيد.....

أسئلة الربيع العربي (*)


رياض حمادي

الحوار المتمدن-العدد: 3849 - 2012 / 9 / 13 - 14:18
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


خلال عقود مضت دار جدال في أميركا بين تيارين سياسيين تيار ينتصر لدعم الحكام الطغاة على حساب الشعوب وقد ساد هذا التيار خلال عقود طويلة امتدت حتى نهاية القرن المنصرم وتيار آخر برز بصورة جلية مع العقد الأخير من القرن المنصرم وبداية القرن الحالي يرى ضرورة الانتصار للشعوب على حساب الأنظمة الطاغية خصوصا في المنطقة العربية ذلك أن سمعة أميركا تدهورت في الآونة الأخيرة وتحتاج إلى عملية إعادة هيكلة لمصداقيتها .

انتصر التيار الأول لصالح الطغاة لأن الأجندة الخارجية لسياسة الولايات المتحدة كانت تستدعي ذلك وسبب هذا الانتصار أن كثير من الحكام العرب لم يكونوا يحملون أي مشروع نهضوي وبالتالي هم مشاريع تأخر وتخلف كونهم منشغلين ببناء مشاريعهم الخاصة التي تسعى لتوريث الحكم ونهب الثروات وهذا ما كانت تسعى إليه تلك الأجندة وقتها لتعطي مزيدا من الوقت لربيبتها إسرائيل حتى تبني وتعزز قوتها ووجودها في المنطقة . قد يسأل البعض لماذا تتخلى أميركا عن أنظمة حليفة لها خدمتها واستفادت منها كثيرا في الماضي . من يسأل هذا السؤال لا يعرف شيئا عن تاريخ السياسة الأميركية في تعاملها مع الكروت الحارقة مثل شاه إيران وصدام حسين وغيرهم .

وانتصر التيار الآخر مؤخرا لسببين الأول أن الأجندة الحالية تستدعي مواجهة بين المذهبين السني والشيعي خصوصا بعد أن عجزت القوى الغربية في القضاء أو الحد من المشروع النووي الإيراني . وهي في هذه الحالة بحاجة لصعود السنة . هذا لا يعني بالضرورة أنها أسهمت في صعودهم فالمتأمل في تاريخ المنطقة السياسي والفكري يعلم جيدا أن الفكر الديني في صعود والفكر العلمي العلماني والليبرالي في هبوط منذ عقود وقد أسهمت الأنظمة السابقة في هذا الصعود للفكر الديني وتغذيته بالصراع فيما بينها من جهة وضد الفكر الليبرالي العلماني من جهة أخرى حتى يتسنى لها المكوث على قمة السلطة لأطول مدى ممكن . أما السبب الثاني فأمريكا تدرك أن التيارات الإسلامية العربية لا تحمل مشروع تقدم نهضوي واضح وأقصى ما يمكن أن تحققه هو نمو محدود في الاقتصاد . كما أن أمريكا تعلم أن نجاح التجارب الإسلامية في النهوض والتقدم مرهون بشروط معظمها غير متوفر في الحالات المصرية والليبية واليمنية على سبيل المثال . وأن للتجربة التركية عوامل أسهمت في نجاحها منها بنية الفكر العلماني الذي رسخ الكثير من القيم الحضارية وتأثير العلمانية الغربية الأوروبية نتيجة للحدود المشتركة بينهما يضاف إلى ذلك عامل المذهب الديني الصوفي المعتدل والمتسامح الذي تتبناه تركيا . وقد فصلنا هذه العوامل في مقال سابق بعنوان " التجربة التركية ". (**)

لو كان الخيار لأميركا بين صعود التيار الديني الإسلامي على قمة السلطة السياسية وصعود التيار الليبرالي العلماني لاختارت الأول لكونها تعلم أن التيار الثاني يحمل مشروع نهضة ند كفيل بأن يسابق به العالم الغربي فأمريكا تعلم أن مفتاح تقدم المنطقة يكمن في العلمانية والديموقراطية الليبرالية والتيار الإسلامي نقيض لمضمون هذه الأفكار .

تحليل طبيعة بعض الثورات العربية والإشارة أو الشك إلى وجود خيوط تديرها من الخارج لا يعد وقوفا مع الأنظمة الفاسدة . نعم هناك من يقوم بذلك خدمة للأنظمة القمعية لكن هناك من حلل طبيعة بعض هذه الثورات نتيجة تحليل لمشاهدات ومعطيات على أرض الواقع . وبالتالي هؤلاء لا يعطون ذريعة ولا يشجعون الأنظمة على المزيد من سفك الدماء فآلة الأنظمة القمعية لا تحتاج مبررا ولا تشجيعا من أحد .

مصطلح " الربيع العربي " خرج من الغرب والإعلام العربي لا يكف عن استخدام كلمة " ثورة " لوصف ما حدث ويحدث في ليبيا وسوريا ومصر وتونس واليمن . كون بعض وسائل الإعلام الغربي تستخدم مصطلح كرايسيس crisis أو أنريست unrest لوصف ما يحدث في هذه البلدان فهذا لا يعد تأييدا للأنظمة القائمة ضد الثورات فعلينا تأمل مضمون خطاب الإعلام لا عناوينه الرئيسية ثم علينا تقييم دور الإعلام مع أو ضد من خلال الضيوف الذين يستضيفهم والتقارير التي يعدها وفي المحصلة فإن الأعمى يعرف أن الإعلام الغربي يصب في مصلحة الثورات العربية ولو لم يسميها بالثورات . هذا فضلا عن أن الغرب شجع بقوة بعض الثورات في مصر وليبيا وسوريا ووقف صامتا أو غير متحمس تجاه بعضها وترك مسألة التعاطي معها لعملاءه الإقليميين والسبب أن هؤلاء العملاء يرون ضررا من هذه الثورات على حكمهم في المنطقة كثورة البحرين واليمن .

مقدمات الربيع العربي :

لا أحبذ مصطلح " المؤامرة " لكن استبعاد " نظرية المؤامرة " لا ينفي عدم وجود صراع سياسي مستمر يتخذ أبعادا وأشكالا شتى بين منظومات وقوى تتخذ من المنطقة العربية كرة تتقاذفها. وعليه كنت أعتقد بأن التمهيد للربيع العربي بدأ بويكيليكس عن طريق فضح سياسات الحكام العرب وتأجيج الشعوب العربية ضدهم وبعد تفكير استنتجت أن ويكيليكس لم يكن سوى حلقة ثانية أكثر تركيزا وأشد عمقا وتفصيلا في حين كانت " الجزيرة " القطرية الحلقة الأولى في هذا المسلسل . الجزيرة بحجرها الذي قذفته في مياه العرب الراكدة أسهمت إيجابيا في التمهيد لما يحدث اليوم وويكيليكس أسهم هو الآخر إيجابيا في صب المزيد من الفحم في أتون الفرن المتأجج أصلا ويتحين الفرصة للانفجار لكن يظل السؤال قائما :

البلدان العربية كلها خاضعة لقانون وشرط الضغط الذي يولد الانفجار , لكن لماذا انفجرت بلدان عربية ولم تنفجر أخرى ؟!
أليست البلدان الأميرية والمشيخية والملكية والعسكرية والجملوكية عفنة بما فيه الكفاية وتفوح منها رائحة الفساد منذ عقود فلماذا لم يمنحها العربي زيارته ؟!

الربيع العربي الجزئي له بُعدين من حيث تأثيره على المصالح الأميركية فبعض الثورات العربية أثرت إيجابا في هذه المصالح مثل ما يحدث في سوريا اليوم وبعضه لا يضيرها أو لا يؤثر عليها سلبا . الربيع العربي الذي كان كفيلا بالإضرار بمصالح أميركا ذلك الذي يدعوا لرحيل قواتها من المنطقة وتحرير الخليج من سفنها وغواصاتها وبارجاتها وحاملات طائراتها وأساطيلها . وكون هذا الربيع لم يحدث . فلنا أن نتساءل ونستغرب ولن تشفي غليلنا إجابة مثل أن شروط مثل هذا الربيع لم تنضج بعد .

لن يستحق الربيع العربي تسميته ما لم يستكمل دوره في المطالبة برحيل القوات العسكرية الأميركية من الخليج العربي حينها فقط يمكننا أن نؤمن فعلا بأنه ربيع عربي نظيف لم يلوث بخيوط غريبة أو غربية تديره من وراء الستار. وحتى لو لم يكن لهذه الخيوط وجود فإن ما يحدث في سوريا اليوم ومنذ أكثر من سنة لا يخدم بأي حال لا سوريا ولا المصالح العربية ما يحدث يصب في خدمة أميركا وحلفاءها وعملاءها فقط .
_____________________________________________________________
(*)يعتبر هذا المقال جواب لأهم الأسئلة التي طرحها مقال الصديق عبدالإله تقي بعنوان " عشرة أسئلة سورية حيرت النظام " وكنا قد سبقناه بالإجابة على بعضها في مقال سابق لمقاله بعنوان " أسئلة الربيع العربي ثورات أم تصفية حسابات " . تجدونه على الحوار المتمدن ومدونتي ثورةلوجي .
(**) للاطلاع على المقال في مدونتي ثورةلوجي على الرابط
https://rmkaradi.wordpress.com/2011/12/09/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D8%B1%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9/



#رياض_حمادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دورة الحرب والسلام
- اليمن بين التسول والاستثمار
- قصة الثورة أو مشروع التحطيم الذاتي
- عملقة الأقزام - مسلسل التشهير والتكفير اليمني
- دين الثوابت
- الطوطمية والوثنية المعاصرة - السياسة والتحليل النفسي (*)
- نظرية الثورة
- تحت سقيفة بني ساعدة
- شجرة العقل – عندما كان آدم مجنونا
- إله راسه ناشف !
- في انتظار ثورة
- ثورات أم تصفية حسابات ؟!
- حمَّامات الجنة
- الحرية فيفتي فيفتي
- دولة الحمير العلمانية - هذه الأمة يجب أن تأخذ درسا في النهيق
- القراءة الرمزية والعلمية للنصوص المقدسة
- حل لمشكلة التناقض في النصوص الإسلامية
- الله يأمر بسجن النساء !
- الخضر والغلام المغدور
- قصة الشعر


المزيد.....




- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس
- السيسي يدشن تنصيبه الثالث بقرار رفع أسعار الوقود


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رياض حمادي - أسئلة الربيع العربي (*)