أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض حمادي - حل لمشكلة التناقض في النصوص الإسلامية














المزيد.....

حل لمشكلة التناقض في النصوص الإسلامية


رياض حمادي

الحوار المتمدن-العدد: 3752 - 2012 / 6 / 8 - 20:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التناقض حل وليس مشكلة :

هناك من قضى عمره في الدفاع عن التناقض في القرآن محاولا إثبات عدم وجوده بطرق تأويلية ملتوية حجتهم في ذلك الآية " { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً }النساء82

التناقض في القرآن – في كثير من القضايا - من الكثرة والوضوح بحيث لا يتيح المجال للدفاع عنه. وعندما يكون التناقض على هذا النحو ينبغي التفكير بطرق مختلفة لا في الدفاع عن عدم وجوده . وجهة نظري - التي لم يسبق لي أن اطلعت على مثيل لها - ترى أن التناقض حل وليس مشكلة . فالنص القرآني أتى لحل تناقضات الواقع – أو الواقع المتناقض - في سياقات تاريخية مختلفة ومتغيرة وحل هذه التناقضات لا يمكن أن يكون بدون نص متناقض ذلك أن إرضاء جميع الأطراف يتطلب المرونة والتعارض والتناقض. هذا التناقض يقدم حلولا ترضي الأطراف المتناقضة. أما الآية التي يستشهدون بها على تأكيد القرآن لعدم تعارضه فهي تشير إلى عدم وجود الاختلاف لا إلى عدم وجود التناقض. والاختلاف لا يعني التناقض. كما أن وجود آية في نص تنفي وجود اختلاف أو تناقض في هذا النص ليست دليلا على نفي وجود الاختلاف أو التناقض .

التناقض القرآني المشار إليه في سياق موضوع نظرية التطور مثلاً يعطي الطرفين المتناقضين أدلة تدعم توجهاتهم فمن كان يؤمن بتطور المخلوقات من خلية أولية سيجد نصوصا تدعم توجهه – مثلما فعل صاحب كتاب " أبي آدم " - الدكتور عبد الصبور شاهين الذي قال بالتطور الموجه . ومن كان لا يؤمن بمثل هذا التطور ويؤمن بالخلق الكامل / الجاهز / المستقل من قبل الله سيجد أيضا نصوصاً تدعم اعتقاده . هذا التناقض يكون حلا لسببين :

الأول أنه يحيلنا إلى البحث عن طرف ثالث محايد هو العلم لحسم هذا التناقض وكأن تناقض القرآن الهدف منه إحالتنا إلى العلم . أو التعامل مع الحالة في سياق التاريخ المعاش لا في سياق الميتاتاريخ ( الحالة التاريخية في سياقها القرآني )

والسبب الثاني أن التناقض هنا أو في غيره من القضايا الأخرى , يؤصل لمنهج ولا يؤسس لحالات محددة يُحتذى بها. وكأن النص "المقدس" يعطينا الإذن للتناقض معه في سبيل الخروج بحل لأي معضلة تواجهنا . ليس الهدف من التناقض تثبيت الحالات المتناقضة لتكون مقدسة أو صالحة لكل زمان ومكان بل الهدف منه تأسيس أو تأصيل منهج للخروج بحلول ولو عن طريق التناقض المستمر.

والخلاصة إما أن هناك تطور للخلق وبالتالي تكون مرجعيتنا علمية للحكم على هذا التطور أو أنه لا وجود لهذا التطور وهنا ستكون مرجعيتنا دينية بحتة وعليكم اختيار مرجعيتكم . في القرآن هناك نصوص تتطابق مع العلم ونصوص تعارضه , سواء في نفس القضية أو في قضايا مختلفة , وللخروج من معضلة التعارض أو التناقض في القضايا الدنيوية علينا بتحديد المرجعية, مرجعية العلم أم مرجعية النص المقدس .

نسخ القرآن للقرآن - أو تناقضه – ونسخ السنة للقرآن – أو تناقضها معه – هو تأسيس لمنهج النسخ أو التناقض المستمر . وبهذا لا تكون الشريعة الإسلامية أو هي بهذا المنهج لم ترد لنفسها أن تكون منهجا للتشريع الثابت . بكلمة أخرى الشريعة الإسلامية ليست إطارا ثابتا لمحتوى ثابت إذ سرعان ما يتغير المحتوى ينمو ويتطور ويتضخم وهو ما يستدعي تكيف الإطار معه . وفي حال أقررنا بتأطير التشريع الإسلامي فإن هذا الإطار من المرونة بحيث يسمح بتمدده إلى حدود غير متوقعة طالما يضع نصب عينيه مصلحة الناس في الزمان والمكان المتغيرين باستمرار . وبهذا يمكن القول أن الرسالة لم تنتهي بتوقف الوحي – الرسالة - أو بموت الرسول . ولا يمكن الحديث عن اكتمال الرسالة إلا باكتمال المنهج , ذلك المنهج المرن غير الثابت والذي يسمح لنفسه بمناقضة نفسه .



#رياض_حمادي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله يأمر بسجن النساء !
- الخضر والغلام المغدور
- قصة الشعر
- إضاءات معتمة
- فرعون الديموقراطي
- نحو إيران در
- المباراة المقدسة !
- القتل في القرآن و السنة (2 – 2 )
- القتل في القرآن و السنة (1 – 2 )
- الوجود والعدم – الذات والموضوع
- - الفتنة .. جدلية الدين والسياسة في الإسلام المبكر-
- معادلة النهضة – بين الماضوية و الحداثة
- أكبر عمليات النصب في تاريخ الدين الإسلامي
- موقف القرآن من اللباس - الحجاب ليس فريضة إسلامية
- قراءة جديدة لموقف القرآن من الخمر
- القرآن والحديث – الإنسان كحيوان محرِّف


المزيد.....




- إسرائيل ترفض فتح المسجد الإبراهيمي كاملا للمسلمين برأس السنة ...
- فنزويلا: المعارضة خططت لهجوم على معبد يهودي في كراكاس لاتهام ...
- الجيش اللبناني يعلن توقيف أحد أبرز قياديي تنظيم الدولة الإسل ...
- هيا غني مع الأطفال.. تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل سا ...
- ألمانيا: السوري المشتبه بتنفيذه عملية الطعن بمدينة بيليفيلد ...
- المواطنون المسيحيون يؤكدون دعمهم للقيادة وللقوات المسلحة الا ...
- مفتي القاعدة السابق: هذه الرؤى جعلت بن لادن يعتقد أنه المهدي ...
- حزب الله يُصدر بيانًا حول -النصر الإلهي- للجمهورية الإسلامية ...
- بعد تفجير انتحاري داخل كنيسة بدمشق.. هل المسيحيون مهددون في ...
- -رحل صدام والجمهورية الإسلامية لا تزال موجودة-.. دبلوماسي سا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض حمادي - حل لمشكلة التناقض في النصوص الإسلامية