أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض حمادي - الخضر والغلام المغدور














المزيد.....

الخضر والغلام المغدور


رياض حمادي

الحوار المتمدن-العدد: 3744 - 2012 / 5 / 31 - 14:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نزل موسى ومعلمه الخضر من على السفينة بعد أن خرقها وأحدث فيها عيبا , فلقيا غلاما صغيراً جميل الوجه يلعب مع رفاقه الصبية فاستل الخضر سكينه واقتلع رأسه وأفاد شاهد عيان آخر بأن الخضر ظل يضرب رأس الغلام بالجدار حتى مات. ذُعر الصبية من هول المنظر ففروا خائفين لإخبار أهل القرية بما حدث, بينما وقف موسى فاغراً فاهه ومنكراً عمل الخضر قائلاً له :

" أقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً . "

رد عليه الخضر : " إنك لا تفقه شيئا . لهذا الغلام أبوين مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً ." !

لم يستوعب موسى الأمر ولكنه رضخ لتبرير معلمه ومضيا في طريقهما. الخضر يقوم بأفعال غريبة وموسى يفغر فاهه في كل مرة ويستنكر .
وصل الأطفال إلى بيت الغلام لاهثين وراحوا يسردون لأبيه وأمه ما حدث لرفيق لعبهم. شهق كلاهما شهقة مرعبة وراحوا ينتحبون على زهرة دنياهم الوحيد . ثم راحوا يتساءلون عن القاتل وسبب القتل .

قال لهما غلاما سمع ما كان يدور بين موسى والخضر من حديث أن القاتل شيخ عجوز غريب الهيئة بصحبته شاب يافع.

" وهل عرفت سبب القتل " سألت الأم .
" نعم . قال الشيخ بأن ابنكم أرهقكم طغيانا وكفرا وخشي عليكما منه فلعله يعيدكم بعد إيمانكم كافرين "
قال الأب : " نحن لم نشتكي لأحد . ثم كيف لغلام لم يبلغ الحلم أن يردنا كافرين . وهب أنه حاول ذلك هل يكون جزاءه القتل ! "
" لقد كان قرة أعيننا ولم يحدث شيئا منكرا فلماذا قتلته يا إلهي " شهقت الأم .

" إنه القضاء والقدر فلا تعترضي على قدر الله . " قال أحد الشيوخ . وأعقب آخر :

" أعرف ذلك الشيخ , يقال له الخضر . إنه رجل حكيم قضى حياته في تعليم الناس وله طرق عجيبة في حل المشاكل . ولعل قتل ابنكم كان إحدى تلك الطرق كي يعلم الشاب المرافق له درسا عن العلاقة بين المظهر والجوهر أو بين الظاهر والباطن . "

انصرف الجميع بعدها لمكان الحادث لدفن الغلام . مرت السنوات وذكرى الولد لم تخبوا من ذاكرة أبيه وأمه. تعلم موسى الدرس على مضض بينما لم تعلم الحادثة أبويه شيئا . على العكس لقد جعلهم مقتل ابنهم على ذلك النحو يعاودون التفكير في قضية الإيمان .

لكن هذا لم يردع الخضر أبدا. يقال بأنه مازال حيا يرزق , وما زال يلقي محاضراته ودروسه العجيبة من على أشهر المنابر , وافتتح الكثير من القنوات والجامعات وألف الكثير من الكتب حول الطرق السليمة لحل المشاكل .

19/4/2012
__________________________________________________
على هامش السرد :

" (فانطلقا) بعد خروجهما من السفينة يمشيان (حتى إذا لقيا غلاما) لم يبلغ الحنث يلعب مع الصبيان أحسنهم وجها (فقتله) الخضر بأن ذبحه بالسكين أو اقتلع رأسه بيده أو ضرب رأسه بالجدار أقوال وأتى هنا بالفاء العاطفة لأن القتل عقب اللقاء وجواب إذا (قال) موسى (أقتلت نفسا زكية) أي طاهرة لم تبلغ حد التكليف وفي قراءة ذكية بتشديد الياء بلا ألف (بغير نفس) أي لم تقتل نفسا (لقد جئت شيئا نكرا) بسكون الكاف وضمها أي منكرا " - تفسير الجلالين .

{وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً } الكهف80
" وأما الغلام الذي قتلته فكان في علم الله كافرًا، وكان أبوه وأمه مؤمِنَيْن، فخشينا لو بقي الغلام حيًا لَحمل والديه على الكفر والطغيان؛ لأجل محبتهما إياه أو للحاجة إليه. " - التفسير الميسر .



#رياض_حمادي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة الشعر
- إضاءات معتمة
- فرعون الديموقراطي
- نحو إيران در
- المباراة المقدسة !
- القتل في القرآن و السنة (2 – 2 )
- القتل في القرآن و السنة (1 – 2 )
- الوجود والعدم – الذات والموضوع
- - الفتنة .. جدلية الدين والسياسة في الإسلام المبكر-
- معادلة النهضة – بين الماضوية و الحداثة
- أكبر عمليات النصب في تاريخ الدين الإسلامي
- موقف القرآن من اللباس - الحجاب ليس فريضة إسلامية
- قراءة جديدة لموقف القرآن من الخمر
- القرآن والحديث – الإنسان كحيوان محرِّف


المزيد.....




- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...
- حبس رئيس الأساقفة في أرمينيا بتهمة تنفيذ محاولة انقلاب
- الجيش الإسرائيلي كان يريد قتل خامنئي خلال الحرب لكن المرشد ا ...
- قائد الثورة: الكيان الصهيوني انهار وسحق تقريباً تحت ضربات ال ...
- السيد الحوثي: نبارك لأمتنا الإسلامية بانتصار إيران العظيم عل ...
- الجهاد الاسلامي تنعى القائد الإيراني محمد سعيد إيزادي
- ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات وتا ...
- شاهد.. المرشد الأعلى في إيران يعلن النصر على إسرائيل
- إسرائيل ترفض فتح المسجد الإبراهيمي كاملا للمسلمين برأس السنة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض حمادي - الخضر والغلام المغدور