|
حوار مع الروائي المغربي عبد القادر حمان
عزيزة رحموني
الحوار المتمدن-العدد: 3867 - 2012 / 10 / 1 - 21:09
المحور:
الادب والفن
الروائي المغربي عبد القادر الدحمني مبدع يقترف الكتابة عشقا و بوحا و تشريحا يجس به نبض مجتمعه باسلوب سلس شاعري، على هامش الأمسية التي خصصتها الاعلامية عزيزة رحموني لتوقيع روايته" احزان حمان" كان الحوار التالي:
س1: قبل البدء، الروائي عبدالقادر الدحمني ذات حوار قدم نفسه للقارئ كالتالي :"رجل يتسلق شعاع الشمس بعناد المجانين، ويكتب لهفته نشيدا للعابرين على رصيف الزمن الرمادي الأخرس" غيْر هذا، نودّ معرفة الإنسان فيك عن قرب و عن بداياتك و مسارك؟ ج: عبد القادر الدحمني مغربي من مواليد مدينة وزان... عشت طفولتي بدوار كمة قبيلة مصمودة، فتحت عيني أول الأمر على الطبيعة الخلابة والخضرة الزاهية لمقدمة جبال الريف، وعرفت أول ما عرفت كتب ومخطوطات جدي سيدي أحمد بن خالي العسري أحد علماء القبيلة وصلحائها، والتي كانت العائلة تحيطها بهالة من القدسية والتوقير، وألفت أذناي دندنة جدي ووالدي الدائمة بالقرآن الكريم فشغفت باللغة العربية والبيان القرآني الساحر منذ ذلك الوقت، فكان هذا الانبهار المبكر وذلك الشغف الوجداني الخيط الذي قادني لمملكة الكتاب وعمّدني قارئا نهما ثم كاتبا بعد ذلك.. انتقلت للسكن بمدينة سوق أربعاء الغرب سنة 1990، فوجدت رفقة جميلة تؤرقها الأسئلة ويستفزها المعنى والكلمات، فكانت المشتل الذي نمت فيه بذرة الإبداع وتفتقت فيه مجموعة من المواهب.. انطلاقا من دار الشباب ثم بعض المقاهي التي احتضنت ذلك الشغب الجميل، وعلى خطوات السابقين من أبناء المدينة كالمرحوم محمد زفزاف والقاص الحكيم مصطفى الكليتي بزغت أقلام جادة في مختلف الميادين كالقاص حميد الراتي والأديب والناقد محمد العياطي والصحفي الناقد خالد ديمال، والمفكر البارز خالد العسري، والقاص والشاعر منير أولاد الجيلالي، والصحفي المفكر ادريس الكنبوري... وغيرهم كثير. بداياتي كانت شعرية كأغلب الأدباء، دأبت على ارتكاب جنحة القول الشعري في الملتقيات الثقافية بمجموعة من المدن المغربية، وما لبثت لوثة السرد أن سكنتني وأحكمت طوقها على قلمي لتقودني طائعا مستسلما، غير أنني أتسلّل في الكثير من الأحيان من هذا السياج إلى غواية الشعر مشرعنا هذه الخيانة الجميلة التي يتيحها الإبداع الأدبي. درست الفلسفة بجامعة محمد الخامس بالرباط ثم حصلت على الإجازة في الأدب العربي من كلية ظهر المهراز بفاس، وأشتغل الآن أستاذا للغة العربية. كتبت روايتي الأولى بين سنتي 1996 و 1999 بعنوان "العائدون"، ولم يكتب لها النشر لحد الآن، ذلك أنني ربما أعتبرها بمثابة ورشة تدريبية على كتابة الرواية، ولذلك أحجمت عن إخراجها للناس. صدرت لي "عطش الليل" عن دار النشر المغربية سنة 2009 وهي التي كتبتها بين سنتي 2000 و2001، وهكذا انتظرَت في الرفوف تسع سنوات حتى تتوفّر "الباءة" المطلوبة للنشر في بلدي العزيز.. ثم أصدرت "أحزان حُمّان" عن دار الوطن سنة 2012، وقد كتبتها خلال ثلاث سنوات 2009- 2010- 2011، ومن الطريف أنني أنهيتها صبيحة هروب بن علي حتى كدت أعنونها ب "صباح الحرية". س2: قمتَ حديثا بتوقيع روايتك الثانية " أحزان حُمّان" بالرباط. لماذا مُنعت الرواية بمدن أخرى قبل ذلك ؟ ج: أولا تشكراتي الخالصة لمنظمي حفل التوقيع بالرباط، أما بخصوص المنع الذي طال روايتي بمدينة سوق أربعاء الغرب، فإن السلطات المعنية لم تكلف نفسها عناء توضيح خلفيات هذا المنع، وكل ما هنالك تخمينات مرجَّحة، أبرزها أنني ناشط جمعوي وحقوقي بالمدينة وهذا لا يعجب السلطات طبعا، ثانيا: أنني كنت من أوائل الشباب الذين أسسوا حركة 20 فبراير بمدينتي، وأظن أن الجهات الحامية للفساد والمفسدين تصرِّف انتقامها بطرق ملتوية كهذا المنع.. وهناك طرح ثالث يُلِحّ عليه بعض الأصدقاء وهو المتعلِّق بمحتوى الرواية وملامستها لأحزان المغاربة ومواجع المهمّشين..
س3: اتّفق النقّاد على أن حمّان هو عبد القادر و أحزانه هي أحزان جيله، هل تتّفق مع هذا الطّرح ؟
ج: ذلك هو مكر السرد، أولا لا يتعلّق الأمر بسيرة ذاتية إطلاقا، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، أجد نفسي في كل شخصياتي تقريبا وإن بنسب متفاوتة، والذي عايشني عن قرب ربما يدرك هذه الحقيقة، فكل شخصية في الرواية، رغم أنها متخيَّلة، إلا أنها تمتح الكثير من ملامحها أو أفكارها أو أشواقها أو معاناتها أو شغبها من حياتي أو مما عايشته، إذا فالأمر يتعلَّق برواية تلبس لبوس السيرة التخييلية وتحاول أن تخلق الانطباع لدى المتلقي بأن الأمر يتعلَّق بسيرة ذاتية بحكم انتمائها إلى ما يسمى ب"الواقعية الجارحة" كما أكد ذلك الناقد محمد يوب، أما كون أحزان حمان هي أحزان هذا الجيل المغربي أو كما سمّاها القاص والناقد مصطفى الكليتي "أحزان جيل الخيبة"، فأعتقد أن هذا شرف تطمح إليه الرواية، وإن كانت قد حققت نسبة كبيرة منه فبفضل انشغالها بقضايا الاختلاف والحرية والكرامة وسؤال الهوية وأسس بناء المجتمع والدولة... لذلك أعتبر "أحزان حمان" بمثابة وثيقة اجتماعية- سياسية لرصد هموم الشبيبة المغربية في علاقتها بالسياسة والسلطة، وفي بحثها ومطالبتها بالخبز والكرامة، وفي استعدادها لتقبّل الآخر والتعايش معه والتضحية لبناء وطن العدالة والديمقراطية.. إنها إذن غوص في الإرهاصات الثقافية والفكرية والاقتصادية والمجتمعية التي أنتجت الحراك الشعبي المغربي.
س4: يرى الناقد محمد يوب أن روايتك لم تفجر الصّمت و لم تلمس الطابوهات بجرأة كافية، ما ردّ السارد؟
ج: مهمة الروائي هي السرد، ومهمة النقاد أن يتناولوا ذلك السرد بالنقد والمتابعة و"الافتحاص"، كلٌّ بعتاده وأدواته المنهجية وخلفياته الفكرية والإيديولوجية، ولهم أن يختلفوا أو يتفقوا فيما بينهم في تقييم عمل أدبي معيّن، ويبقى سرّ نجاح أي عمل رهين بمدى إثارته للنقاش وقابليته لتعدد القراءات والمقاربات، وانفتاحه على أفضية رحبة من التفكير والتأويل، ولذلك ذهب البعض إلى اعتبار النص النقدي إبداع على إبداع، أي إنتاج نص مواز ومجاوز للنص "المنقود".. أما بخصوص القول بأن الرواية لم تستطع لمس الطابوهات، فإنني ومع فائق تقديري واحترامي للناقد المتميّز الأستاذ محمد يوب، أعتبر أن مفهوم الطابوهات هو نفسه مفهوم متحرك يتطور وينزاح دلاليا من مجتمع لآخر ومن زمن لآخر، وبالتالي فما يعتبر طابوها البارحة قد لا يكون طابوها اليوم، وهكذا فإن الطابو الآن ليس هو السرد الإيروتيكي ولا الانقضاض على بعض عيوب المجتمع، فهذا في المغرب رائج وممكن ولا يشكل حرجا، وإنما الطابو الآن هو أن تثير في عملك الأدبي الأدوات غير الديمقراطية التي يشتغل بها المخزن في القرن الواحد والعشرين، وتسائل البنية العتيقة لسلطة ترفض تحديث نفسها، الطابو الآن هو أن تتحدث عمّا وراء الواجهة الانتخابية، الطابو الآن هو أن تتحدث عن مسألة الفصل بين السلطة والثروة، الطابو الآن هو أن تخالف توجهات الإمبريالية العالمية وتتحدث بنوع من الموضوعية عن الحركات الإسلامية مثلا، عوض الخطاب الاستعدائي السائد، الطابو الآن هو أن تمجّد قيم الأسرة المغربية الأصيلة وتقف ضد الهجمات الشرسة التي تتعرض لها، سواء باسم حداثة قشرية أو باسم تديّن مزيف وسطحي لا يخدم سوى الاستبداد .. وهذا ما حاولت رواية "أحزان حمان" أن تتعرض له حين نبشت في أحداث الدار البيضاء 1981، وحين ساءلت ما سمي ب"الإنصاف والمصالحة" و "طي صفة الماضي"، وحاولت أن تفضح ما حدث من انتكاسة في حقوق الإنسان وحرية التعبير والرأي خاصة، حين أثارت مسألة التعذيب الممنهج في العهد الجديد، وهذه أمور لا ينبغي للمثقف أن يتهيّب من غشيانها. إلى جانب ذلك حاولت "أحزان حمان" أن تنبش الخلفيات الإيديولوجية للعنف في الجامعة المغربية، وأثارت موضوع فساد جزء كبير من الإعلام، وكذا موضوع دعارة القاصرات والتجارة الدولية في المخدرات... وبالتالي فإنه يصعب القول بأن الرواية لم تلمس الطابوهات، ويصعب هذا القول أكثر إذا كانت هذه الرواية تتعرض للمنع ويتعرّض صاحبها للتضييق.. وأتساءل في الأخير: لماذا نستسهل الخوض في الطابوهات التي تخصّ المجتمع، في حين نتجنّب "الطابوهات" التي ترعاها الأنظمة الشمولية وأجهزتها ولوبياتها؟؟؟
س5: عبد القادر الإنسان هل يحس أن مغرب الدستور الجديد لا يحترم حرية الإبداع و ما زال يضيّقُ على المثقف سماءه ؟
ج: أعتقد أنه بغض النظر عن موقفي الشخصي، فإنه يكفي الإنصات لما يرشح من شهادات أو أحداث لنأخذ صورة حقيقية عن الوضع، فتصريحات الطوزي الأخيرة حول الدستور وكونه نسخة أخرى غير تلك التي صاغتها اللجنة المعيَّنة، وغير تلك التي طُرِحت للتصويت، وغير تلك التي نشرت بالجريدة الرسمية، لأمر يكفي لنعرف حجم التلاعب بهذا الشعب وبإرادته، هذه واحدة فقط، ولو غضضنا الطرف قليلا وسلّمنا بوجود تغيير في الإرادة السياسية للدولة في التعامل مع المعارضين والمثقفين والفنانين، فإن هناك العديد من الأحداث التي تخيِّب ظننا وتسفِّه رأينا، فلا زال هناك عدد كبير من المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي، ولا زال هناك مثقفون وفنّانون محاصرون أو قيد الاعتقال، ولا زال "المثقف العضوي" المنخرط في قضايا أمته والحامل لهموم وطنه يعاني من التهميش والتضييق، ولا زال السؤال الثقافي عموما لا يؤرق الجهات الحاكمة، ولا يظفر إلا بنزر بخس من الاهتمام والدعم والوقت والجهد، وانظري معي لطبيعة السياسة الثقافية وتوجهاتها، وانظري مثلا لحجم دعم الكتاب والنشر بوزارة الثقافة، وانظري معي إلى حجم الاهتمام الإعلامي بالثقافة... أتمنى أن يتم تدارك هذا الأمر والنظر إلى المسألة الثقافية بعين استراتيجية بعيدا عن منطق الريع والمقاربة الأمنية والحسابات السياسوية الضيقة.
س6: سبق أن تعرض عبدالقادر الدحمني للتوقيف و التحقيق و الاعتقال، ما هي الخلفيات الفكرية و السياسية وراء ذلك ؟
ج: سبق وأشرت في بداية الحوار إلى الخلفيات الفكرية والسياسية التي تجعلني عرضة للتضييق والمتابعة، وعموما يمكن اعتبار ذلك بمثابة الضريبة التي يؤديها المثقف حين يقف في الصف الأول ضد التسلّط والاستبداد، وحين يغادر برجه ويقف في صف الكادحين والمستضعفين والمهمّشين والحالمين والمظلومين، معبرا عن تطلعاتهم ومنوِّرا لخطاهم ، طليعيّ الفهم والموقف والحركة، وهذا ما أحاول الانحياز له ما أمكنني ذلك، رغم ما يصيبني من أذى ويجرّه عليّ من متابعات تصل أحيانا حدّ السجن كما حدث سنة 2006 حين أمضيت شهرين نافذين بدعوى إهانة السلطات العمومية وعصيانها.
س7: ورّطتك الحروف في مراودة الشعر، لكنّك أعلنت الانتماء للسّرْد دون سواه كلما تعَلّق الأمر بالإصدار، لماذا ؟
ج: ابتداء، لا يمكن لأديب أن يدّعي "الأدبيّة" دون أن يكون متذوقا للشعر، إذ في الشعر تزهو اللغة في حللها المترهيئة القشيبة، وفي الشعر تتفجّر ينابيع الصور ويبرز سحر البيان، و"إن من البيان لسحرا"، ولذلك غالبا ما تكون بداية الأدباء شعرية قبل أن يتبلور لديهم الخيار لتبني جنس أدبي معين كشكل للتعبير، وأحسَبُ أن عملية تغيير الأجناس الأدبية بالنسبة للكاتب ليست ترفا بقدر ما هي ضرورة تمليها خيارات فلسفية وفنية ووعي ذاتي معيّن، بالإضافة إلى طول المراودة والاهتمام، وهكذا أصبح رائجا اليوم ترحال العديد من الشعراء إلى الرواية، ولنذكر هنا بعض المغاربة منهم على وجه التمثيل فقط: فتيحة مرشيد، حسن نجمي، محمد الأشعري، زليخا الموساوي الأخضري...، وهذا لا يعني تخلّيهم عن كتابة الشعر، بل إن كتاباتهم غالبا ما يميزها طابع الشعرية بخصوصياتها المتعددة كما تحدث عنها تزفيطان تودوروف وغيره.. ومع ذلك فإنني شخصيا أعتبر أن الرواية بما هي جنس أدبي هجين منفتح على باقي الأجناس الأدبية والضروب الفنية، ويتميّز بالمرونة الشكلية والقابلية الهائلة للتجدّد، يعطيه مؤهلات الريادة على مستوى الاختيار والانتشار، فإذا أضفنا إلى ذلك ارتباطه بالسينما تبيّن لنا سرّ هذه "النجومية" والتميّز.. وفي الأخير تحضرني عبارات عميقة للراحل محمود درويش وهو يخاطب صديقَه الشاعر سميح القاسم في إحدى الرسائل بينهما قائلا: "لا أظن أن النثر هو استراحة الشاعر، أو فضيحته كما يقولون، فقد تتحقق الشاعرية في النثر أكثر من تحققها في القصيدة المشروطة بشكل قد يكبح جماح الجنون، هناك دائما فائض شعري ينبجس من مكان آخر... إياك عزيزي، إياك أن تغربل النثر لتفصل ما يصلح منه للقصيدة القادمة، فالشعر لا يسقط في النثر بل يولد معه".
س8: هل تعتقد أن الكتابة رديف للواقع و أنّ الهامش منبت للمبدعين ؟
ج: ليست الكتابة رديفا للواقع ولا محاكاة مباشرة له، وإن كان الواقع أُسّ الكتابة وموْئلها الأخير حسب رأيي، وإنما الكتابة مقاربة محتملة - واقعا أو تخيّلا- لمسارات هذا الواقع، فالكتابة تحمل قدرا من التعالي دائما مهما ادعت انتماءها للواقعية، إنها تجريد وخروج مفترض من الواقع من أجل العودة إليه أو الهروب منه، لكن الكتابة لا ينبغي أن تصاب بداء النرجسية فتغوص في ذاتها وتنسى معادها، فأنا ضد نظرية الأدب من أجل الأدب، وإنما على الكتابة أن تعبّر عن إنسانيتنا وترّسخ قيمنا الجميلة، وتنقِّب عن مقدرات أفكارنا وعواطفنا وهواجسنا للإفادة منها وجعل الحياة الإنسانية فوق هذا الكوكب أرقى وأجمل وذات معنى.. أما بالنسبة لكون الهامش منبت للمبدعين فإنني أظن أنه قد سقط مفهوم المركز والهامش وتصّدعت مقولاته بسبب تطور وسائط الاتصال وظهور الإعلام الرقمي.. بحيث صارت المعلومة في إمكان الجميع، وصار إنتاجها وترويجها من حق الجميع، ولذلك نرى أن الأنشطة الثقافية الجاذبة غالبا ما سارت تتموقع خارج "المركز" بمفهومه القديم..
س9: هل تؤمن بالملتقيات الأدبية كخلفية لصقل الموهبة و زرع الأسئلة الجمالية؟
ج: أجل، فما توفره الملتقيات الأدبية من فرص للتواصل والتعارف والإنصات والتلاقح يجعلها تشكل بحق أفضية لصقل التجارب وتطوير الممارسة الإبداعية واكتشاف عوالم جديدة... وهذا ما كانت تقوم به الصالونات والمقاهي الأدبية الشهيرة عبر التاريخ، ذلك منطق الأكورا وسنّة عكاظ العربي التي لا ينبغي التفريط فيها، فمن جهة، تخلق الملتقيات الأدبية حراكا ثقافيا ملحوظا، ومن جهة ثانية، تفتح نقاشات وسجالات أدبية تُطَوِّر الفعل الإبداعي وتعيد طرح سؤال الإبداع في أبعاده المختلفة. ولكي تؤدي هذه الملتقيات دورها المطلوب لا بد وأن تطوِّر رؤاها وأشكالها التنظيمية، وتخرج عن إيقاع التكرار والطابع "الفلكلوري" مع احترامنا للفلكلور، بل عليها أن تنطلق من استراتيجيا ثقافية واضحة تربط بين الثقافة والتنمية وتركز على الإنسان.
س10: لماذا لا تقوم الخزانة البلدية بالمدن بدور المقهى الثقافي ؟
ج: السؤال هو سؤال الإرادة السياسية التي ينبغي أن تولي الشأن الثقافي الأهمية المناسبة، ثم هو أيضا سؤال المجتمع المدني ومدى ضغطه في هذا الاتجاه.
س11: أنت عضو في جمعية المدونين المغاربة، ما الذي تضيفونه للمشهد الثقافي و الإعلامي المغربي؟
ج: صحيح، أشغل عضوا بالمجلس الوطني لجمعية المدونين المغاربة التي كانت أول مبادرة عربية من نوعها لجمع المدونين في فضاء جمعوي قانوني وميداني، وقد قامت منذ انطلاقتها بمبادرات إعلامية وثقافية ناجحة، خصوصا في اتجاه الدفاع عن حرية التدوين والصحافة وكذا فضح الخروقات الانتخابية... إن التدوين - باعتباره صار يمثل ما أصبح يعرف ب"صحافة المواطن"- لم يعد معه من الممكن الحديث بتاتا عن المنع واحتكار المعلومة، ذلك أن كل مواطن يحمل هاتفا يستطيع أن يلتقط صورة أو فيديو أو ينشر تعليقا على حدث معين، فيصنع حدثا إعلاميا بل إنه غالبا ما يحقق سبقا صحفيا، ومن الناحية الثقافية أتاح التدوين فرص النشر على أوسع نطاق دون انتظار إذن من أحد، ولكنه في نفس الآن كرّس استسهال العديد من الشباب الخوض في المجال الإبداعي دون امتلاك الأدوات اللازمة، غير أن جهود مجموعة من الكتاب والأدباء العرب في تأسيس منتديات ومواقع ثقافية وازنة قد بدأ يسهم في صقل هذه التجارب واحتضانها وتطوير إمكانياتها. س9: كلمة أخيرة ؟
ج: كلمتي الأخيرة هي أن هناك نزيف في الطاقات الإبداعية المغربية التي تتكسّر على صخرة المعيش اليومي، أو تحاصرها الأشواك والأسوار العالية للنشر والتوزيع، أو تطحنها بلا هوادة طاحونة المحسوبية السياسية متحالفة مع سياسة تهميش المثقف والثقافي وتحييده عن الشأن العام. وشكرا أختي عزيزة على منحي فرصة التعبير عن بعض ما يروج في البال. « « « « « « « « « « اجرتِ الحوار: عزيزة رحموني من المغرب.
#عزيزة_رحموني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
o حوار مع ادريس الجرماطي
-
حوار مع الاديبة نسرين موسى
-
حوار مع الشاعر الفيلسوف عبد الحميد شوقي
-
حوار مع الاديب فلاح اشبندر
-
حوار مع القاص حسن برطال
-
حوار مع الدكتور سعدي عبد الكريم
-
حوار مع محمد الصالح الغريسي
-
حوار مع سليم عثمان أحمد خيري
-
حوار مع منار القيسي
-
حوار مع جمال الشقصي
-
حوار مع الشاعرة جولييت انطونيوس
-
حوار مع الشاعرة ريحانة بشير
-
حوار مع المبدع العراقي وجدان عبد العزيز
المزيد.....
-
استمتع بأجمل وامتع الأفلام والبرامج الوثائقية على قناة ناشيو
...
-
مش هتقدر تغمض عنيك .. تردد روتانا سينما نايل سات وعرب سات 20
...
-
قصة ميشيكو.. كيف نجت فتاة يابانية من القنبلة النووية؟
-
-ذاكرة أمّ فلسطينية-.. أدب يكسر قيود الأيديولوجيا
-
فيديوهات مخلة.. فنان مصري شهير يتعرض لعملية ابتزاز
-
بعد سقوط نظام الأسد.. الفنان دريد لحام يوجه رسالة إلى السوري
...
-
اكتشاف كنز من التسجيلات غير المنشورة لمايكل جاكسون
-
تعرضوا للخسارة أو شاركوا في القتال.. 5 فنانين تأثروا بالحروب
...
-
ورشات الأطلس في مراكش.. نوافذ للمخرجين السينمائيين الشباب عل
...
-
الثقافة أولاً .. تردد قناة بابل 2025 الجديد على النايل سات و
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|