|
حوار مع المبدع العراقي وجدان عبد العزيز
عزيزة رحموني
الحوار المتمدن-العدد: 3713 - 2012 / 4 / 30 - 18:01
المحور:
مقابلات و حوارات
حوار بين عبد العزيز وجدان و عزيزة رحموني وجدان عبدالعزيزمبدع من - الشطرة /ذي قار/العراق .عضو اتحاد الأدباء والكتاب العرب . وعضو اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين . له ثلاث مجاميع قصصية وديوان شعر . حصل على العديد من الجوائز ، آخرها جائزة الشارقة للمعاقين المبدعين وبالمركز الأول في القصة على مستوى الوطن العربي لسنة 2001 م.كان لنا معه الحوار التالي: وجدان عبد العزيز كيف يجترح القصيد بحثا عن معنى للكينونة؟ ج : بدءا الكينونة لا تكون إلا لمن أراد أن يكون وارتباط الإرادة بنظرية معرفية واعية تعطيها مسوغات البحث عن ماهية الإنسان في الحياة ..
كيف للوجع الشعري أن يكون تمسكا بالحياة و هل يصنع الوجع تألقا شعريا ؟ ج: الحياة وجع ولذة تصاحب هذا الوجع وهذه اللذة اكتشاف للحقيقة المنقوصة التي تبقى هاجسا لمحاولة إكمال النقص وهذا الهاجس هو هوس الإنسان في سعيه المستمر لان يكون شيئا مذكورا. حينها تتفتق ذهنيته في مواهب عدة ، قد يجد ضالته في إحداها والشعر مساحة للبحث لذا يكون مصحوبا بوجع التجربة والاكتشاف ..
قد تكون الكتابة لعبة للتخفي أو ملاذات لتعرية القبح. كيف نَقْرنُها بلذة العيش او برماد السنين ؟ ج:الكتابة تَخَف في تَخَف وهذا التخفي يصنع أسرار الجمال داخل ذات الكاتب المبدع وهذه الصناعة تخلق أوجاعا عديدة ، لذا تكون سلاحا قويا في صناعة الملاذات الجمالية الكفيلة في تعرية ما هو قبح في كل مسارات الحياة .. فهناك جماليات مرئية وأخرى لا مرئية تقابلها صور القبح بنفس الحالات ..
متى تكون الكتابة تهجدات ضائعة ؟ ج: الكتابة خليط من الوعي واللاوعي أي هناك لحظات لاوعي تنبثق منها القدحة الإبداعية في الكتابة ثم تأتي مراحل الوعي والتوجيه وحضور المعرفة والتجربة هذا الإطار يظهر بلا ادني شك أن الكتابة تهجدات تترك بصمتها على وجه الحياة وعكسها تكون الكتابة محض ضياع بدون هدف محدد .. أجد الكاتب فيها لا يعي ما يقول !!! و متى تكون ترميما للذات؟ او نافذة مفتوحة؟ او وهما؟
ج: الحقيقة صراع الذاتية والموضوعية صراع ازلي. وذات الشاعر او الكاتب تعيش حالة التجلي والإشراق ، وتحصيل حاصل تكون الكتابة ترميما للذات لإخضاعها في جدل مستمر مع الواقع الذي يمثل الموضوعية وبهذا تكون الكتابة نافذة مشرعة لتهذيب الذائقة الفردية والجمعية وتبتعد عن الوهم.رغم أني لا ابعد الكتابة عن كونها متداخلة مع الوهم ..
كيف تُشعِلُ الحروف حرائقا للصمت ؟ ج: دوما صراع الحرف في التكوين يخلق حالات قلق مستمرة أي أن الحروف أصوات .. إذن هي ضد حالة الصمت ..
قد يكون الذهول كوميديا او مخاضا لحيرة تنسكب إبداعا و قد يكون أشياء اخرى. ما رأيك ؟ ج: الكتابة برمتها ذهول و دهشه وصراع ، وهي مخاضا أكيد للحيرة وولادتها هي حالة الإبداع ، هذا رأيي وأتبناه كثيرا !!
كيف يمكن تقييم التوازن الجمالي في الكتابة ؟ ج: الأشياء بأضدادها .. الله سبحانه وتعالى يقول : (ومن كل شئ خلقنا زوجين اثنين ) ، وهذا يعني أن الكون قد تركب على سالب وموجب كي يكون التوازن الجمالي فيه منسق،وهذا مسار الكتابات الأدبية أيضا !!
كيف يحاكم وجدان عبد العزيز "الشعر النسوي" ؟ ج: النص ليس معزولا عن علاقات إنتاجه (التاريخية)، ولا عن نسقه التأثيري (مضمرات الخطاب): فهو فعل إنساني تاريخي متأثر بالمجتمع، ومؤثر فيه. الأمر الذي يتيح لنا القول بأن علاقة النص ـ في النقد الثقافي ـ بالمجتمع، هي علاقة ديالكتيكية منتِجة ومنتَجة في آن: فالنص يشارك في إنتاجه المجتمع، ويشارك هو في إعادة إنتاج المجتمع (القيم والسلوكيات).من هذه المنطلقات أتعامل مع نصوص المرأة ولا افرق بينها وبين الرجل مادام الإنتاج الأدبي إنتاجا إنسانيا ..
كيف ترى "شيطنة الجسد" في الادب العربي ؟ ج: لاشك أن لغة الجسد هي إحدى موضوعات علم التنمية البشرية وتطوير الذات ، وهذا العلم يدرس إيماءات الجسم وحركاته الإرادية واللاإرادية التي يقوم بها في مشاركة الكلام اللفظي ، حتى أن خبراء الاتصال عدّوا 10% من اتصالاتنا البشرية يمثلها الكلام فقط و30% تمثله الأصوات إما 60% فتمثلها لغة الجسد ، وكانت الآداب الغربية ، قد قطعت شوطا في استثمار معطيات الجسد ، لاغتناء الفكر والذوق ، وعدّ الباحثون الكثير من إشارات تدخل ضمن لغة الجسد ممكن استثمارها في الأدب بأقصر الكلمات ، والأدب العربي يشكل انعكاسا للكبت الاجتماعي والتابوهات المقدسة التي حرمت الكثير من ذِكْر أجزاء الجسم وخاصة جسم المرأة بل اعتبروا جسم المرأة مسوغا لحضور الشيطان ..
هل الشعر قيلولة للحزن؟ ام اسئلة متوالدة ؟ ام غيمة قزحية؟ ج: الشعر عالم زاخر من القيلوات سواء الحزينة أو السعيدة .. وهو أسئلة مستمرة بالتوالد وبحث دائم عن الحقيقة وأحيانا يعكس ربيعا ومناظرا من القوس قزح المبهرة .. متى تهمس ارتحالاتك؟ ج: قد أجيبك عن هذا بمقطوعة شعرية كانت آخر رسالة لي لحبيبتي البعيدة عني. اسم القصيدة (مكوث) امكث في قفص المسافات مازلت سنوات في البعد أنسج من فمك همسات مساءاتي وصباحاتي أحسسك نثيث مطر كلانا معا في خيمته يكتنفنا نحن الاثنين الحب لنقول للرب : يارب نحبك فاجمعنا من اجل الحب.
................
وأنا في قفص المسافات أخاطبك أيتها الثمرة الناضجة المتكئة على جدائل الفراغ احبك حمامة تمازح الصباح وتلك هي شجرة النبق شاهدي الأكثر براءة من فراغات تافهة يحملها الحمقى
......................
أنت من فتيات الغيم الماطرة ذكراك يزرع عبق الحدائق فأنتشي برذاذ بسماتك كما هي ينابيع غادقة من الغزل البريء لك لفمك المصنوع من الأماني وروحك النابضة كحلمة ثدي تستلذ بالحب ................. احبك .. صباحات مبتسمة نافورة لأحاسيس العصافير ولخيالات الشعر المبهجة ........................... مملكتي أنت ، قمر وأشجار وليل ، انتظرك فجرا .. شواطئا حالمة بالعشق والشعر .. ................ للمطر أيتها الحبيبة أغصان لامعة نافذتي ... تشهد تلك تضاء بخصلات شعرك الحاذقة عيناك عمق بحر يتهادى موجه .. يكتنفه كنز من الجمال .. هل تؤثر الصور الشعرية في تماسك النص؟ ج: لاشك أن الصورة الشعرية هي روح القصيدة وتكون على أنواع منها الصورة الحسية والصورة الثابتة والمتحركة كلية والتشكيلية وأحيل إلى كتاب الأستاذ الدكتور محمد صابر عبيد (عضوية الأداة الشعرية) الفصل الثالث .. هل يمكن ان يتضمن النص فراغات تتوالد بين ثنائية الوعي و اللاوعي أو بين النفي و الإثبات ؟ ج: أكيد الكثير من النصوص احتوت على فراغات ، لأنها من ضمن فراغ الورقة ولابد من الانتباه لها واستثمارها في استرداد المعنى كما هي صراعات الوعي واللاوعي والنفي والإثبات .. هل يستطيع المبدع تدريب الذائقة الأدبية في عالم اختلطت معالمه ؟ ج: كل النصوص الإبداعية الرصينة لا تخلو من حالات اجتراح ذائقة جميلة وتدريبها على التذوق ولا أجد هناك اختلاطا في معالم الكون فهناك الجميل يقابله القبيح ولكن يحتاج لمهارة وفطنة ومثاقفة .. هل هناك مناطق محرمة في الكتابة داخل العالم العربي؟ ج: نعم وهناك الكثير والذي أدى إلى تأخر الكتابة النسوية في عالمنا العربي وكان السبب الرئيسي هو القمع الاجتماعي والتحريم المستمر الذي لا طائل منه ، ما دام الإنسان ينجذب إلى ما منع منها .. """"""""""""""""""""""""""""""" مع تحيات عزيزة رحموني من المغرب.
#عزيزة_رحموني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وزير الخارجية الروسي في مالطا في أول زيارة لدولة عضو بالاتحا
...
-
-مرحلة جديدة-.. أردوغان يُعلق على التصعيد العسكري في سوريا
-
تحركات مصرية مكثفة لوقف -التصعيد- في سوريا
-
لافروف: الولايات المتحدة هاجمت روسيا بأيدٍ أوكرانيا
-
-حماس- تختتم لقاءاتها في مصر عقب حوار معمق مع -فتح- حول تشكي
...
-
قوات المعارضة السورية تدخل مدينة حماة
-
عملية هروب 8 مساجين على الطريقة الهوليودية من مركز احتجاز بم
...
-
القوات الفرنسية في إفريقيا.. هل ينفرط عقدها فتصبح من دون قوا
...
-
الرفيق محمد بنموسى ضيف برنامج “بوليميك”
-
رئيس اللجنة الأولمبية الدولية يحبط آمال ألمانيا الأولمبية
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|