أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكرياء الفاضل - السلفية في خدمة الجمهوريين














المزيد.....

السلفية في خدمة الجمهوريين


زكرياء الفاضل

الحوار المتمدن-العدد: 3859 - 2012 / 9 / 23 - 00:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا زال العالم متأثرا برد فعل العرب والمسلمين على فيلم "براءة المسلمين"، الذي أسال الكثير من المداد منه ما صدقت عاطفته، ومنه ما طبع بالمنطق والعقل، لكن منه أيضا ما كان في خدمة التحريض والفتنة. وما يثير انتباهنا هنا ليس الفيلم في حد ذاته ولا الردود الانفعالية الشديدة عليه، بل الظرف الزمني والتاريخي لظهوره ونشر لقطات منه على الشبكة العنكبوتية. فالظرف التاريخي والزمني للفيلم قد اختير بدقة وعناية كبيرتين بشكل لا يترك المجال للشك في كون الحدث ليس عفويا ولا انتقاميا ولا حتى عدائيا للإسلام كما يروج له السلفيون وحلفائهم من التيارات الأصولية وتردده معهم الأبواق المأجورة لتشويه الحقائق وتمويه الوقائع. فالمؤشر الزمني يسير بنا نحو طرح يقول بأن الردود العنيفة على الفيلم استراتيجيتها ليس الدفاع عن إساءة لرسول أو نبي، فهذا تكتيك، بل تمييل كفة ميزان القوى في الانتخابات الرئاسية الأمريكية تجاه الحزب الجمهوري أي لصالح المحافظون الجدد. وهو تكتيك سبق واستُخدم منذ ثلاثين سنة لإسقاط الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر (1977 – 1981) وهو أيضا من الحزب الديمقراطي، حيث لم يتمكن من الحصول على فترة ثانية لحكمه، وخسر الانتخابات أمام منافسه الجمهوري رونالد ريغان. فقد بنى الجمهوريون حملتهم الدعائية، في تلك الانتخابات، على اتهامهم لكارتر بأن حكمه أضعف الدولة الأمريكية وأقدها هيبتها في العالم الشيء الذي جعلها تخسر إيران أمام هجوم الخيمني وأتباعه وأسر رهائن أمريكيين من قبل الثائرين على الشاه. لذلك نرى أن ما يحصل اليوم في بلدان الربيع العربي أو الأمريكي، الحقيقة لم نعد نميز بين الصفتين، والردود العنيفة على الفيلم وقتل السفير الأمريكي وثلاثة ديبلوماسيين ببنغازي ليس إلا إعادة لنفس السيناريو بهدف طرد أوبام الديمقراطي من البيت الأبيض ورجوع المحافظون الجدد إليه بسياستهم المتطرفة. ويدعم طرحنا هذا ما بات اعتياديا من تشبيه أوباما بجيمي كارتر ونعته بالشخصية الضعيفة تماما كما كانوا يصفون زميله في الحزب من قبل.
ورغم أن الإحصائيات تقول أن الرئيس الحالي متفوق على منافسه الجمهوري بثلاث نقاط، إلا أن الواقع يُظهر أن أوباما في موقع دفاعي ضعيف وأن زمام ديناميكية الحملة الانتخابية بيد الجمهوري رومني، الذي أحرجه بإعلانه تأييد إسرائيل بخصوص أحقيتها في القدس الشرقية وإعلانها عاصمة لها. فاضطر، مع هذه الخطوة الجمهورية، الديمقراطيون لإقحام في جدول أعمال مؤتمرهم نقطة تدعم نفس طرح منافسيهم الجمهوريين. وهذا يبيّن أن رومني يهاجم بشراسة ودقة بينما أوباما لا يفلح دائما في الدفاع، خصوصا وأنه كان قبل هذا يغازل العرب والمسلمين بخصوص القدس الشرقية بتلميحه إلى أن هذا موضوع قابل للنقاش.
لكل هذه الاعتبارات نرى أن الفيلم والردود عليه ليس إلا تكتيك لرجوع المحافظون الجدد من حزب الجمهوريين الأمريكي للبيت الأبيض ونهج سياستهم المتطرفة. ولن نستغرب إن نجح مرشحهم رومني في الانتخابات، ثم فجأة هدأ العالم لفترة تماما كما حصل منذ ثلاثين سنة عندما انتصر الجمهوري ريغان على كارتر الديمقراطي، ثم تمت تسوية الرهائن الأمريكان بعد خمسة دقائق فقط من تأديته القسم. فهل هذا كان صدفة أم خطة محكمة لوصوله للبيت الأبيض؟



#زكرياء_الفاضل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أخبار الحزب الحاكم ذو المرجعية الإسلامية وحلفائه السلفيين
- -براءة المسلمين-؟!
- أسباب فتور الحراك الشعبي بالمغرب
- الذئاب المخزنية تنهش لحم بعضها في الصراع على كعكة الشعب
- عن شبح التغيرات والحلف الأطلسي والإسلام السياسي 3
- عن شبح التغيرات والحلف الأطلسي والإسلام السياسي 2
- عن شبح التغيرات والحلف الأطلسي والإسلام السياسي 1
- الأبناك الإسلامية والتحايل على الجماهير الشعبية
- استخدام الدين لأهداف سياسية أو لماذا أعدم الحلاج؟
- مرة أخرى عن الشعبوية البنكيرانية
- التغيير في منظور عبد السلام ياسين
- محاكم التفتيش في ظل الربيع الإسلامي
- تازة تكشف عن عورة حكومة بنكيران
- نستمرّ أو لا نستمرّ؟ هذا هو السؤال
- المديونية ووعود حكومة العدالة والتنمية
- بنكيران وإخفاقات سياسته الشعبوية
- عربون دار بنكيران من تشكيلتها
- البابا نويل المغربي مرآة للوضعية الاقتصادية الحقيقية ببلادنا
- أيها الرفاق دولتنا تعوض المعطلين بمليار سنتيم
- كواليس قرار انسحاب العدل والإحسان من حركة 20 فبراير


المزيد.....




- قصة -الصندوق الأسود- لعصر حسني مبارك
- قواعد أميركية جديدة تدفع سائقي الشاحنات المكسيكيين لتعلم الإ ...
- عاجل | مصادر في مستشفى ناصر: 5 شهداء وعشرات المصابين بنيران ...
- طالب بـ10 مليارات دولار..ترامب يقاضي وول ستريت جورنال ومردوخ ...
- إعلام سوري.. تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء
- -فاجعة الكوت-.. العراق يعلن نتائج التحقيق الأولية بالحريق
- قاض أمريكي يرفض دعوى ترامب ضد الصحفي بوب ودورد مفجر فضيحة -و ...
- المبعوث الأمريكي يعلن -اتفاق سوريا وإسرائيل على وقف إطلاق ال ...
- السويداء.. بين المطرقة الإسرائيلية والدعم الأميركي للشرع
- إيران تعيد ترتيب أوراقها.. مؤشرات العودة إلى المواجهة


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكرياء الفاضل - السلفية في خدمة الجمهوريين