أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - عربون دار بنكيران من تشكيلتها














المزيد.....

عربون دار بنكيران من تشكيلتها


زكرياء الفاضل

الحوار المتمدن-العدد: 3598 - 2012 / 1 / 5 - 23:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


بعد انتظار طويل، حافل بالتخمينات والتكهنات حول تشكيلتها، عين القصر أخيرا الحكومة الإسلامية رسميا. وتميز هذا المولود الجديد بعدة ظواهر منها ما أكّد صحة بعض التخمينات، ومنها ما لم يأت بجديد أي أظهر أنها حكومة مخزنية كسابقاتها، وهي كالتالي:
أ - عدد حقائبها فاق الثلاثين حقيبة، وقد وعد رئيسها السيد بنكيران بتقليص عدد الوزراء إلى 15 وزير. وهو نقض صريح لوعده، سيما وأن هناك حقائب أوجدت خصيصا لإرضاء رغبات وطموحات بعض الأصدقاء كعبد الله بها، الذي عيّن وزيرا بدون حقيبة بعد فشل في خلق له منصب نائب رئيس الحكومة.
ب – تقليص عدد الحقائب الوزارية المسندة للنساء إلى واحدة وحصرها في شؤون الأسرة وجعلها في الصفوف الخلفية للصورة الجماعية التذكارية لحكومته، وقد وعد بنكيران بدعم دور المرأة في الحياة السياسية. هذا الحدث يمكن قراءته كرسالة مشفرة للنساء وأنصارهم من التقدميين والعلمانيين بأن دور المرأة، في سياسة الإسلاميين، سينحصر في تربيتها للأولاد وتدبير شؤون البيت، أما السياسة والاقتصاد فمن شأن الرجال القوّامون على النساء حسب الشريعة.
ت – إسناد وزارة الشؤون الداخلية لامحند العنصر المعروف بضعف شخصيته حتى داخل حزب "الحركة الشعبية" الذي يترأسه، وبخروقاته للقانون ووضع أفراد أسرته فوقه. ففي سنة 2005، عندما كان وزيرا للفلاحة، تدخل للإفراج عن ابنه المعتقل لدى السلطات بسبب مداهمته بسيارته، في حالة سكر، أحد عمال نظافة المدينة بأحد شوارع العاصمة الرباط وأرداه قتيلا، ثم فرّ من مسرح الجريمة. ولم يقض ابنه سوى أياما معدودة بالحجز المؤقت، ثم أفرج عنه تحت ضغوطات والده الوزير.
لم تقف مشاكل أبناء العنصر مع القانون عند هذا الحد، فقد ارتكب ابنه الثاني نفس الحادثة، وفي نفس حالة السكر. هذه المرة سيقضي ابنه الثاني بضعة شهور بالسجن لكون القتيلتان اللتان داسهما بسيارته كانتا قريبتا شخصية نافذة، لكن في آخر المطاف، وتحت ضغوطات الوالد الذي كان يشغل منصبا حكوميا، أطلق سراحه.
إذا كانت شخصية وزير الداخلية الجديد بهذه الأوصاف، فكيف سيكون شأن هذه الوزارة في عهده؟
د – إضافة وزارة الفلاحة والصيد البحري إلى قائمة وزارات السيادة، وبذلك تكون قد رفعت الحكومة الملتحية عدد هذه الوزارات إلى ست حقائب في عهد بنكيران؛ في الوقت الذي صرح رئيسها في أكثر من مناسبة بأنه لن تكون سوى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في هذا الإطار (وزارات السيادة هي تلك التي يتحكم فها القصر مباشرة ويختار لها وزيرا من رجاله التابعين له مباشرة). فقد تم إسناد هذه الوزارة إلى عزيز أخنوش، الذي قفز، في سابقة هي الأولى، من حزبه (التجمع الوطني للأحرار، وهو حزب مخزني أسسه القصر أيام الملك الراحل)، الذي اختار المعارضة بعد هزيمته في الانتخابات، ليحافظ على حقيبته الوزارية بنفس المؤسسة.
ذ – تطويق وزارتي الشؤون الداخلية والخارجية بوزيرين منتدبين كي لا يفلتا من سيادة القصر وهما حسب التسلسل:
• الشرقي الضريس وزير منتدب بالداخلية وهو رجل أمن بامتياز، حيث تقلب في عدة مناصب بوزارة الداخلية قبل منصبه الأخير هذا. فقد كان عاملا بمدينة العيون، ثم عيّن خلفا للجنرال حميدو لعنيكري على رأس المديرية العامة للأمن الوطني، وعموما بدأ مساره بدار القمع المغربي منذ سنة 1977. وهذا يشير إلى أن الوزير الحقيقي لهذه المؤسسة القمعية سيكون وراء الكواليس.
• يوسف لعمراني وزير منتدب بالخارجية، وقد شغل منصب كاتب عام بها في الحكومة السابقة. وهذا يعني أن الوزير الحالي لن يكون على راحته في اتخاذ القرارات بوزارته.
إن المثير في كل ما ذكر هي الخروقات التي قامت بها الحكومة الجديدة قبل استلام مهامها، إذ الدستور المغربي الجديد ليس به مادة واحدة تنص على ما يسمى بوزارات السيادة ولا ما يعرف بوزير بدون حقيبة ونحوه؛ فهذه كلها أعراف القصر غير منصوص عليها قانونيا. فعن أي تفعيل للدستور الجديد يسير الحديث من طرف السيد بنكيران؟ يظهر أن الحكم العرفي أقرب لعقلية رئيس الحكومة الجديد من القوانين والتشريعات المدنية.
بالإضافة إلى كل هذه الخروقات لوعود قطعها السيد بنكيران على نفسه بمحض إرادته ولم يجبره أحد عليها، فقد نقضا عهد آخرا يتعلق بالشفافية، حيث أسدل ستارا ثقيلا على مفاوضاته حول تشكيل حكومته وهو الذي وعد بأنه لن يخفي شيئا عن الشعب. ولا داعي للحديث عن تدخل القصر في تشكيل حكومته وهو خرق صارخ للدستور الجديد، وتفاوضه مع مستشاري الملك عوض رأس الدولة كما ادّعى في البداية.
كل هذه الأمور تجعلنا نقف وجها لوجه مع حكومة بالشكل المخزني المعتاد أريد لها حلة جديدة من ثوب قديم.
ولن نفرط في نقد حكومة بنكيران، وسنترك للأيام المقبلة الكشف عن حقائق هذه التشكيلة العجيبة لمسيّري الشأن العام بالدولة.



#زكرياء_الفاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البابا نويل المغربي مرآة للوضعية الاقتصادية الحقيقية ببلادنا
- أيها الرفاق دولتنا تعوض المعطلين بمليار سنتيم
- كواليس قرار انسحاب العدل والإحسان من حركة 20 فبراير
- سرّ فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المغربية
- ربيع الحياة الجديدة
- اليسار وتحديات الربيع العربي
- انتصار العدالة والتنمية واستراتيجية السلطة المخزنية
- الديمقراطية في خدمة الإمبريالية لنكن حذرين
- المهاجر
- ليبيا ودلالات شذوذ التوجه
- الربيع العربي والآفاق الغامضة
- الربيع العربي في معادلة الشواذ
- الشعب يطالب بالكرامة لا بصدقة
- انتصار الشعب الليبي سيعطي انطلاقة جديدة للربيع العربي
- حرب إعلامية فاشلة
- شعب أمس غير شعب اليوم
- Madamme Font Du Picard
- من ذكرياتي مع الاتحاد السوفياتي
- الفيزازي من السلفية إلى الاشتراكية أو ما دمت في المغرب فلا ت ...
- الدولة ليست فكرة مجردة ولا جهازا فوق المجتمع


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - عربون دار بنكيران من تشكيلتها