أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - انتصار الشعب الليبي سيعطي انطلاقة جديدة للربيع العربي














المزيد.....

انتصار الشعب الليبي سيعطي انطلاقة جديدة للربيع العربي


زكرياء الفاضل

الحوار المتمدن-العدد: 3465 - 2011 / 8 / 23 - 22:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


بعد معارك ضارية وصل أخيرا الثوار الليبيون إلى العاصمة طرابلس ودخلوها. هذا الحدث يعني أن عهد استبداد الطاغية الليبي وصل مرحلته النهائية وأن نظاما ديكتاتوريا آخرا قد سقط في شمال إفريقيا ومنطقة المغرب الكبير، ولم يبق بالمنطقة إلا الجزائر والمغرب وهما سيلحقان بشعوب تونس ومصر وليبيا، المسألة مسألة وقت فقط.
انتصار الثوار له قيمة استراتيجية بحيث أن تلك الأنظمة الالاستبدادية، التي كانت تراهن على نهاية الربيع العربي بهزيمة الثوار بليبيا، ستضطر للخضوع إلى المطالب الشعبية. فالمارد الثوري أظهر قوة عزيمته على تحقيق الكرامة للمواطن وسحق الأنظمة اللاشعبية الكاتمة على أنفاس شعوبنا منذ عقود.
أعتقد أن هذا النصر سيلهم عزيمة الشعوب الثائرة على أنظمتها الفاسدة خاصة الشعب السوري الذي يخوض معركة غير متكافئة مع نظام شركة الأسد وأبنائه، وأيضا سيعطي نفسا جديدا للثائرين باليمن على علي عبد الله صالح. والأهم من هذا وذاك أن الحركات الاحتجاجية بوطننا المغرب ستعرف تطورا كيفيا مهما قد يكون من شأنه إرغام النظام الوراثي على الرضوخ لإرادة الشعب والاستجابة لطموحات الجماهير الشعبية المناضلة من أجل الكرامة، سيما وأن الجماهير الشعبية المغربية خرجت مساندة للجالية الليبية المقيمة بالمغرب ورفعت شعارات من ضمنها "المغاربة والليبيين شعب واحد مش شعبين". وهذه رسالة أخرى للنظام المتعنت في غيه وتجاهله للشعب، إذ الشعار يتضمن رسالة ديبلوماسية مفادها أن ما جرى بليبيا سيحصل بالمغرب. وإلا فما معنى أن الليبيون والمغاربة شعب واحد؟ وهو شعار قوي وجسور ومعبر في آن واحد عن عزوم جماهيرنا الشعبية تحقيق مساعيها حتى ولو يحذو النظام المخزني حذو القذافي ويشهر سيفه، المسلول من نجاده، في وجهها.
لقد أرادوا لمعركة الكرامة الليبية أن تكون نقطة نهاية الربيع العربي، لكن عزيمة الشعب أبت إلا أن تحولها إلى نقطة انطلاقة جديدة خاصة بمنطقة المغرب الكبير التي، حسبما يظهر، ستصبح قلعة الثورات العربية في المستقبل. فقد عملت بعض دول الجوار على دعم بونابارت الليبي بالمرتزقة أملا منها الحد من الربيع الثوري في تآمر صامت من دول مجاورة وغير مجاورة على هذه الجريمة في حق الشعب الليبي الشقيق، لكن النتيجة كانت عكسية لأن إرادة الشعب لا تقهر ولا تقاوم. إنه صاحب الجلالة ملك الملوك الذي لا يقهر.
سعت شعوب المنطقة، منذ عقود، إلى جمع شملها الذي شتته الاحتلال، لكن مساعيها بقيت مجرد أحلام بسبب الأنظمة الرجعية ونرجسية حكامها. واليوم، في ظل الربيع العربي المبارك، ابتدأ شعاع الوحدة التاريخية لشعوب المغرب الكبير يشق طريقه، عبر حقول الأنظمة الاستبدادية الملغمة ، خطوة خطوة بكل توأدة مع سابق الإصرار. ومن يدري قد تظهر، مستقبلا، على الخريطة السياسية للعالم دولة فدرالية تحت اسم "الفدرالية المغاربية". وحظوظ هذه الدولة في النجاح عظيمة، إذ لها كل مقومات ذلك من تاريخ وعرقية ولغة ومنطقة جغرافية لايفصل بينها حاجز طبيعي والموقع الجغرافي الاستراتيجي وامتلاكها للثروات الطبيعية والإمكانيات البشرية (أطر وأيادي عاملة ذات كفاءة عالية). لكن تحقيق وحدة شعوب المغرب الكبير لن تتم إلا بالقضاء على بقايا الأنظمة الفاسدة وانتقال السلطة إلى الدائرة الشعبية، وهذا يقتضي متابعة النضال إلى أن تستلم شعوب المنطقة زمام الأمر وتتخلص من انتهازيي الأنظمة السابقة التي فرت من السفينة الغارقة، كالجرذان، واستولت على القيادة وأبت تسليم السلطة بحيث نجحت، إلى حد الآن، في تغيير الأشخاص والحفاظ على الأنظمة.
الربيع العربي ظاهرة خارقة ليس لها سابقة في تاريخ شعوب العالم المنتفضة ضد الاستبداد والاستغلال. فهذا الربيع سيقلب الموازين والمفاهيم في العالم، لذلك تحاول الإمبريالية الركوب عليه وتوجيهه نحو استراتيجيتها. لكن هذه القوة الاستبدادية لا تدري أن نهايتها قد اقتربت وأن الربيع العربي سيتحول إلى ربيع أوروبي، وأن انتصارها في الحرب الباردة لم يمدد عمرها إلا لبضع عقود دخلت في مرحلتها النهائية. فهي لا تدري، أو لا تريد إدراك، أن النظام الرأسمالي فاشل ومآله للغروب في مستقبل غير بعيد، لأن العيب فيه هو لا في الشعوب المنتفضة.
إن النظام الرأسمالي نظام طفيلي يعيش أصحابه على جسم غيرهم، وما الرفاهية التي تنعم بها الدول الغنية إلا بناء هش سينهار مع انتقال عدوى الربيع العربي إلى مناطق أخرى بالعالم. فهم يعيشون في رخاء على حساب فقرنا وعنائنا اليومي، وهذه الوضعية لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية لأنه وكما يقول المثل الشعبي المغربي:"المكسي بديال الناس عريان" أي الذي يستر جسمه بلباس غيره هو عار، لأنه سيأتي يوم ويطالبه الغير بملابسه. وهذا ما بدأ يحصل اليوم في العالم العربي، حيث تطالب الشعوب العربية بخيراتها واستقلاليتها السياسية والاقتصادية، خصوصا وإن تلك الأدمغة والأيادي العربية التي تبني رفاهية الغرب بقوتها الفكرية والعضلية هي مساندة اليوم، في غالبيتها الساحقة، للربيع العربي. وهذا جرس إنذار آخر لهذه الدول، إذ قد تعود هذه الأدمغة والأيدي العاملة إلى بلدانها الأصلية بعد نجاح الربيع العربي مكتسبة تجربة هائلة في كل المجالات الحيوية للاقتصاد، مما سيؤدي إلى خلق ثغرة مهمة في الكوادر بالدول الغربية.
كل هذا سيتحقق شريطة انتصار الثورات الشعبية لا الانتفاضات الجماهيرية. فحتى الآن ما نراه هو انتصار الانتفاضات، بينما الثورات لا تزال في معركة مع من يطمح للاستلاء على السلطة وسرقتها من الشعب. ليس المهم هو فقط طرد المستبد بل الأهم هو استيلام السلطة والمحافظة عليها لبناء مجتمعات ديمقراطية شعبية. وحتى يتسنى لجماهيرنا الشعبية الثائرة لابد لها من انتزاع السلطة من رواسب الأنظمة المستبدة خاصة الجيش الذي يجب أن يعود إلى مهامه المباشرة وهي الدفاع عن حوزة الوطن من خطر خارجي. ما لم تتحقق المهمة فإن الانتفاضات العربية ستبقى انتفاضات جماهيرية ولن ترقى إلى مستوى الثورات الشعبية.



#زكرياء_الفاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب إعلامية فاشلة
- شعب أمس غير شعب اليوم
- Madamme Font Du Picard
- من ذكرياتي مع الاتحاد السوفياتي
- الفيزازي من السلفية إلى الاشتراكية أو ما دمت في المغرب فلا ت ...
- الدولة ليست فكرة مجردة ولا جهازا فوق المجتمع
- رسالة عاشق
- رسالة الشعب للقصر في يوم احتفاله
- الفيزازي والاحتيال السياسي
- البيعة في المغرب المعاصر تزوير لإرادة الشعب
- ليس العيب في أن نخطأ بل العيب في أن نتمادى في خطئنا
- إنما المنتصر من يفوز بالحرب لا من يربح معركة
- النادل
- لماذا نقاطع الاستفتاء أو يوم الجمعة يوم حاسم أم يوم انطلاقة ...
- الشعبوية
- شفق أم غروب؟
- عادة حليمة إلى عادتها القديمة
- اتحاد الملوك ضد الشعوب
- حرية الصحافة بين الكر والفر والبلطجية تنشد ثورية القصر
- قتل بن لادن


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - انتصار الشعب الليبي سيعطي انطلاقة جديدة للربيع العربي