أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - الشعبوية














المزيد.....

الشعبوية


زكرياء الفاضل

الحوار المتمدن-العدد: 3410 - 2011 / 6 / 28 - 01:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


الشعبوية غير الشعبية حيث أن هذه الأخيرة منبعها اعتناق الشعب لمذهب معين وتأييده له لما فيه من تجاوب مع عقلية الجماهير وتناسب ومطامحها الاقتصادية والسياسية وتطلعاتها المستقبلية، بينما الأولى لا تملك أرضية فكرية ترسو عليها مبادئها لانعدام هذه الأخيرة. فالشعبوي لا يؤمن إلا بمصالحه الشخصية، فردا كان أو تنظيما، ولا تعرف نفسه سبيلا إلى الإيثار والتضحية إذ انبنى تكوينه السيكولوجي على النرجيسية والأنانية، لذلك تراه لا يؤمن بالوطن والوطنية في حين تجد إيمانه عميق بالوصولية والانتهازية وشعاره الأبدي: الغاية تبرر الوسيلة.
ليس سهلا أن تميز الشعبوي من الوطني أحيانا كثيرة، ذلك أنّ خطابهما غالبا يكون متقاربا شكلا وأحيانا مضمونا. وبالرغم من هذا التشابه في الخطاب يبقى هناك فرق شاسع بين الأول والثاني من حيث الممارسة وصدق النية. فالشعبوي يركب أفكار الجماهير ويتبناها في خطاباته وكتاباته ليكسب شعبية ولا يخاطب هذه الجماهير إلا بما تحبّ سماعه فيأتي كلامه عذبا مطربا جذابا للعواطف، بينما الواقع يبقى بعيدا عن محتوى خطابه المعسول.
إذا كان الشعبوي يردد كالببغاء ما يسود الشارع من أفكار وآراء، سواء كانت صائبة أم خاطئة، ويركب موجة الجماهير كمطية لتحقيق أهدافه، فإنه في المقابل يوجد السياسي الوطني الذي لا يروّج لما يشيع بين الجماهير ولا يركب على ظهر الشعب، لأنه يؤمن بدور المثقف والتنظيم السياسي في التأثير وتأطير الجماهير. لذلك يسير أحيانا عكس تيار الشارع، إن تبيّن له شذوذ في الطرح السياسي للجماهير، كمحاولة منه لتقويم الفكر وتوجيه النفوس وإن تعذر ذلك فإنه يلزم الصمت متتبعا الأحداث حتى يصل الشارع نفسه إلى قناعة بعدم صحة نهجه. فالجماهير، خاصة الشرقية، كثيرا ما تتعامل مع الأحداث بالعاطفة لا بالتحليل العلمي والمنطق السليم.
هناك فرق آخر مهم وجوهري بين الشعبوي والوطني يكمن في نظرة كل منهما للوطن والشعب، حيث الأول لا يرى وطنا بل عقارا وأراضي تنبث أرصدة في الأبناك المحلية والأجنبية، والشعب لا يمثل له إلا قوة عمل منتجة لأرباحه مما يجعل الفرق بين أقواله وأفعاله شاسع بشساعة المسافة بين الأرض وما يسمى بالسماء. أما الوطني فمبتلي بحب الوطن كابتلاء الحلاج بالحق وحبه للشعب كثيرا ما يؤدي به إلى تضحيات جسام يكون ثمنها إبعاده عن محبوبه أو حريته أو حياته، ولا يبتغي مرضاة السلطة بسخط الشعب على عكس الشعبوي الذي لا يهمه إرضاء أحد إلا بالقدر الذي يحقق له هدفه.
من هذا المنطلق تظهر شعبوية كثير من الساسة المغاربة، وعلى رأسهم رؤساء الأحزاب خاصة الممثلة في البرلمان، حيث يتبنون، شكلا ويرفضون مضمونا، عددا من قضايا الساعة المطروحة على الساحة الوطنية كمسألة تغيير نمط تسيير البلاد في اتجاه ملكية برلمانية حيث كل الأحزاب أو أغلبها نادت ببرلمانية الملكية المغربية تحت ضغط الشارع وتأثير حركة 20 فبراير فيه، لكن ما إن أعلن عاهل المغرب عن مشروع الدستور الجديد حتى هللت له خطابات من كانوا ليلة البارحة يؤيدون نظام الملكية البرلمانية بالمغرب. وهم اليوم من أكبر الدعاة لتكريس الحكم الفردي ببلادنا ولا يذخرون جهدا في الدعاية للدستور الجديد بالرغم من أنه لم يستجب لمطالب الشارع المراهنة على بناء ملكية برلمانية وكرس نظام الحكم الفردي بالمغرب. فالسلطات كلها بقيت بيد الملك الذي وسّع صلاحيات الوزير الأول في إطار ضيق، في حين الجماهير طالبت بوزير أول ينتخب عبر اقتراع مباشر وليس يعينه الملك من الحزب الفائز في الانتخابات.
إنّ شعبوية الساسة المغاربة لا تعرف حدودا ومثال على ذلك ما صرح به أحد القادة السياسيين الداعين للتصويت على الدستور حيث قال، عندما أحرجته الجماهير الرافضة لمشروع الدستور الجديد، أنه مستعد للدفاع عن موقف الرافضين لهذا المشروع. وكأن الاحزاب والنقابات والحركات والمواطنين عموما المعارضين للمشروع التشريعي الجديد قاصرين ويحتاجون إلى من يدافع عن آرائهم ومواقفهم. صحيح أن السياسي الشعباوي لا يهتم إلا بالوصول إلى غايته الذاتية حتى ولو كان ذلك على حساب المبادئ، إن هي وجدت في خانة فكره أصلا.
إننا قد نفهم موقف القصر، وإن لم نتفق معه، من المطالب الشعبية إذ له رؤية خاصة به في مجال تسيير البلاد تنظر للأمور من زاوية معينة، لكن موقف الساسة الشعبويين يبقى موضوع استغراب وحيرة في أمره.
أخيرا أترك وصية لشبابنا وهي كالتالي:
الساسة أنواع:
أ‌) سياسي قوله مناف لفعله، إنه منافق فصدوا عنه
ب‌) سياسي قوله مطابق لفعله، إنه شريف فشدوا على يده وحافظوا عليه إنه الذرة المفقودة
ت‌) سياسي لا يتفوه إلا بما يعجبكم، إنه شعباوي فلا تأمنوا له



#زكرياء_الفاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شفق أم غروب؟
- عادة حليمة إلى عادتها القديمة
- اتحاد الملوك ضد الشعوب
- حرية الصحافة بين الكر والفر والبلطجية تنشد ثورية القصر
- قتل بن لادن
- الكلمة المتقاطعة أركان
- الزيارات الليبية للمغرب والسر الدفين
- العفو الملكي
- المغرب: خطوة إلى الأمام وخطوتان إلى الخلف
- أساند أو لا أساند؟
- لمن لم يفهم ما نريده
- النظام يريد إسقاط 20 مارس
- 13 مارس ذاك الخطاب الموجه للشعب المغربي
- مرة أخرى حول الخطاب الملكي
- لماذا نعارض خطاب عاهل المغرب
- الملك ما فهمناش
- أريده عيدا لها
- يس و.. حركة 20 فبراير
- هل ثورات الشعوب العربية من وحي سيناريو أجنبي؟
- كل شيء في أوانه


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - الشعبوية