أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زكرياء الفاضل - أريده عيدا لها














المزيد.....

أريده عيدا لها


زكرياء الفاضل

الحوار المتمدن-العدد: 3299 - 2011 / 3 / 8 - 00:56
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أريده عيدا لها
تعودت، وأنا بأرض الوطن، أنّ 8 مارس يوم نضال المرأة من أجل حقوقها تساندها في ذلك كل القوى التقدمية والديمقراطية. فمنذ أن وعيت بنفسي ويوم المرأة بالمغرب يوم نضال، لذلك عند وصولي إلى الاتحاد السوفياتي ومع اقتراب 8 مارس انتابتني حيرة شديدة لم تخرجني منها إلا دهشتي مع حلول ذاك اليوم المنتظر إذ اكتشفت أنه يوم عيد للمرأة السوفياتية حيث لا مظاهرات ولا احتجاجات ولا اعتقالات والمرأة فيه مشغولة بتسريح شعرها واختيار الفستان الذي سترتديه. أما الرجال فتراهم مثل المجانين يهرولون ويركضون في طوابير شبيهة بقرية النمل، فهذا يسارع الوقت باتجاه محل الزهور يشتري منه باقة يقدمها لزوجته، وذاك محتار في اختيار الهدية لحبيبته يستعطف البائعة بنظرات الترجي أن تهديه إلى ما يريح باله وثالث ينظر إلى الساعة بعصبية في اليد التي تحمل الكعكة بينما اليمنى محملة بما لذّ وطاب.
تذكرت هذا اليوم وكيف تقضيه المرأة المغربية، التي في عمومها لا تعلم بوجوده، حيث يمر اليوم وهي تنسج أرباحا للمستغلين في المعمل والمصنع والشركات أو خاضعة لسيطرة زوج سلطوي ولا تنتبه إلى هذه الذكرى إلا الجمعيات النسوية وبعض الأحزاب فتنظم ندوات أو تظاهرات تقليدية كي تنفخ في رصيدها السياسي استعدادا لموعد الانتخابات، أما النساء، وهن قليلات العدد، اللواتي يحاولن الدفاع عن حقوق المرأة ومكانتها في المجتمع فمصيرهن معروف حيث يتأرجح بين سخط الرجعية وقمع السلطات. والمشكلة تكمن في كون الكثير من النساء في مجتمعاتنا الشرقية بما فيهن حاملات الشهادات الجامعية يؤيّدن نظام المجتمع الذكوري ويشجعن سلطة الرجل على المرأة ويعتبرن أنفسهن أقل حقوقا منه لا لشيء إلا لأنه يمتلك عضوا تناسليا مختلفا وشنبا. إنك تراهنّ يتجنبن الرجال ولا يرفعن أعينهن فيهم وبعضهن يضعن النقاب تزكية لرؤية الرجل المكبوت الشهوانية لهن حيث يرضين بوضعهن كأنثى موجودة لتلبية الرغبات الجنسية في المجتمع ولا شيء أكثر أي أن المرأة كإنسان بمشاعره وفكره وإنسانيته وطموحاته وكعماد للمجتمع إلى جانب الرجل لا وجود لها على الإطلاق.
هذه المقارنة بين 8 مارس عندنا وعندهم جعلتني أطمح لرؤية مجتمعاتنا تحترم المرأة وتعتبرها إنسانة تشكل نصف المجتمع ليس لها حقوقها بل تمتلك نفس حقوق الرجل لأنها باتت تخدم المجتمع وتساهم في اقتصاده وعلمه وفنه ورياضته بل والدفاع عن حرمته وسيادته بنفس قدر الرجل وأحيانا تفوقه لأنها في الغالب إلى مسئوليتها الاجتماعية خارج البيت تتحمل تسيير البيت والأسرة في الوقت الذي يكون الرجل، بعد يوم عمل، مشغولا بالحديث مع أصدقائه بالمقهى أو لعب الورق وكأنها هي لم تتعب بعملها مثله.
إننا لن نخطو خطوة واحدة نحو المجتمع المدني والديمقراطي ما دام الرجل المناضل ضد الأنظمة الديكتاتورية يحافظ على شخصية ديكتاتورية بداخله تجاه المرأة. فمن كان يطمح لمجتمع العدالة فليبدأ بنفسه وأسرته وليحقق الديمقراطية داخل مجتمعه الصغير أولا. إن أفضل دعاية للفكر التقدمي هي ممارسة هذا الفكر في حياتنا اليومية مع من يحيط بنا.
ختاما أتمنى أن أعيش إلى ذاك اليوم الذي أرى فيه 8 مارس عيدا وطنيا يشارك فيه الرجل المرأة فرحتها بيومها العالمي.



#زكرياء_الفاضل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يس و.. حركة 20 فبراير
- هل ثورات الشعوب العربية من وحي سيناريو أجنبي؟
- كل شيء في أوانه
- أضعف الإيمان
- ملك الملوك مرتجفا يدعو لإحراق ليبيا وسيف الإعدام يهدد بالقتل
- الحكم للقارئ
- مطالب الشعب وردود النظام
- تحية للأمير الوطني
- 20 فببراير يوم امتحان عسير لمغرب العهد الجديد
- هو الشعب..
- مؤامرة على الثورة الشعبية بمصر
- يا مصر لا تنتفضي..
- العرش أعزّ من الشعب
- هل سيكون المغرب حالة استثنائية مما يجري من تحولات في المنطقة ...
- تحيى مصر
- بعد تونس مصر
- نداء إلى كافة القوى التقدمية
- قائد الثورة التونسية
- ماذا حصل في تونس؟
- على هامش طلب القنصل الأمريكي


المزيد.....




- اليونان: مقتل امرأة بانفجار عبوة ناسفة يُعتقد أنها كانت تحمل ...
- بنغلاديش.. مظاهرة حاشدة رفضا لتقرير حكومي يمنح المرأة حقوقا ...
- يسرى صيداني: القوّة تُؤخذ لا تُعطى
- جوزفين زغيب: الإعلام شريك في إبعاد النساء عن مراكز صنع القرا ...
- بين الغارات الإسرائيلية والاقتتال الداخلي: مشهد معقد في الجن ...
- انفجرت بيدها.. مقتل امرأة كانت تحاول تفجير بنك على ما يبدو ف ...
- مسلسل -لام شمسية- يثير جدلا كبيرا في مصر حول قضية العنف الجن ...
- اليونان.. مقتل امرأة بانفجار عبوة ناسفة (صور)
- خرم سلطان: من هي -أقوى- امرأة في التاريخ العثماني؟
- أبرزها الزواج من 20 سنه!.. قانون الزواج الجديد في الجزائر 20 ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زكرياء الفاضل - أريده عيدا لها