أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - ملك الملوك مرتجفا يدعو لإحراق ليبيا وسيف الإعدام يهدد بالقتل














المزيد.....

ملك الملوك مرتجفا يدعو لإحراق ليبيا وسيف الإعدام يهدد بالقتل


زكرياء الفاضل

الحوار المتمدن-العدد: 3286 - 2011 / 2 / 23 - 22:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


ملك الملوك مرتجفا يدعو لإحراق ليبيا
وسيف الإعدام يهدد بالقتل
المتتبع للأحداث بليبيا شاهد الطريقة المافيوزية التي وجه بها نجل الديكتاتور الليبي سيف الإسلام، أو كما يسميه الليبيون سيف الإعدام، كما شاهد الديكتاتور المختبئ ببيته القديم، الذي تعرض لقصف أمريكي في الثمانينيات، وهو يرتجف ويتلعتم في كلماته المتقاطعة. كلا منهما خاطب الشعب الليبي من منطلق السيد الآمر الناهي الذي لا تعلو فوق كلمته إرادة الشعب، مما يعني أن النظام الجماهيري، كما يدعي أصحابه، ما هو في حقيقة أمره سوى ملكية مطلقة تعمل من وراء الكواليس. والغريب في الأمر أن نابوليون بونابارت الليبي تذكر فجأة القانون وهدد بمواده الشعب المنتفض، وذكر على وجه الخصوص المواد المتعلقة بالدعوة للتفرقة وإشعال الفتنة والتي تحكم في مثل هذه الحالات بالإعدام على أصحابها، ثم يدعو أنصاره لحمل السلاح والخروج إلى الشارع لمواجهة الشعب المنتفض أي أن القانون الذي ذكّر به شعبه لا ينطبق عليه و ولي عهده سيف الإعدام. وهناك أمر آخر يدعو للاستغراب هو اتهامه للشباب بعدم وجودهم أيام الاستعمار ومقاومته، بمعنى كان يجب عليهم أن يولدوا ويقاومون الاستعمار ثم يعودون لأرحام أمهاتهم، اللواتي لم يكن ولدن أيضا أيامها، إلى أن يحين وقت ولادتهم. حقيقة الرجل يستحق الشفقة والعلاج الطبي السريع، "اللي شاف شي حاجة يقول الله يستر" كما نقول نحن المغاربة في مثل هذه الحالات. فهذا الرجل غير طبيعي ويعاني من مرض مزمن عضال لا أعتقد أن الأخصائيين يملكون له علاجا، فهو حالة جديدة تثير اهتمام علماء النفس وتشكل لأبحاثهم العلمية إشكالية في غاية التعقيد.
لقد أوهم بونابارت الليبي شعبه، طيلة ما يقرب من نصف قرن، بنظام عالمي جديد أعطاه إسما، من قلة علمه، يتكون من صفات دون موصوف، تمعنوا معي في هذا الإسم الغريب "الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى":
1. الجماهيرية صفة مشتقة من إسم جماهير
2. العربية صفة مشتقة من إسم عرب
3. الليبية صفة مشتقة من إسم ليبيا
4. الشعبية صفة مشتقة من إسم شعب
5. الاشتراكية صفة مشتقة من فعل اشترك
6. العظمى صفة مشتقة من إسم عظمة
أين هو الموصوف إذا؟ علمه عند بونابات الليبي.
إن ليبيا الدولة الوحيدة التي، حسب علمي، في العالم العربي لا تملك دستورا حيث عوضه صاحبنا بكتابه الأخضر( الحقيقة أن من ألفه هو الدكتور رجب بو دبوس خريج جامعة السوربون قسم الفلسفة) وهو مليئ بالخزعبلات والسفسطة والطرائف نسرد إحداها كمثال: الفرق بين الرجل والمرأة هو أن المرأة تحيض والرجل لا يحيض. والكتاب عبارة عن خليط بين الفكر السوفياتي والناصرية والإسلام (قد أعود إلى الموضوع بدراسة مفصلة إن كان هناك من داع). كما يعتبر الكتاب ملخص إديولوجية النظام حيث يعطي تصورا لمفهم الدولة لديه. وحاول النظام المتسلط على الشعب الليبي توهيم المواطنين بأنهم يحكمون نفسهم بنفسهم عبر اللجان الشعبية وأن دولتهم غير هرمية الشكل كما هو الأمر بالنسبة لباقي دول العالم. فهل هذا صحيح؟
إن نظام الدولة منذ ظهورها إلى عصرنا هذا هرمي الشكل يسود فيه المستغلون ويحتكرون ثروات البلاد بينما يعيش غالبية الشعب في فقر وبؤس. وإذا كان شكل الدولة التقليدية هرمي واضح فإن نظام دولة بونابارت الليبي هرمي بشكل أخطبوطي حيث يوحي للمواطن أنه يسيّر أمور بلاده بنفسه، لكن واقع الأمر مناف لتوهمات هذا المواطن ومخالف لمزاعم السلطة الليبية إذ القرارات تأتي من فوق واللجن الشعبية هي أذرع الأخطبوط المتسربة في جسم الشعب للسيطرة عليه وضبط تحركاته. فالهرم والأخطبوط شكل هندسي واحد مع فارق أن للأخطبوط قدرة على التمويه والتلوّن بلون البيئة المحيطة به ولا يظهر إلا للسطو على فريسته الضحية وهذا ما حصل في ليبيا حيث كشّر الديكتاتوري المجنون على أنيابه بعدما كان يخادع بقيادته لثورة شعبية، فلما جاءت الثورة تنكر لها.
إنّ بونابارت الليبي بالأمس، في مسرحيته الفردية، كان واضحا عليه الخوف والارتجاف في كلمته غير المترابطة حيث كان ينط من بن لادن إلى الزرقاوي إلى عمر المختار إلى أجداده إلى انقلابه العسكري إلى قصف بيته في أواسط الثمانينيات ثم يرفع كتاب "القانون" فيعجز عن قراءة ما به ويغير نظاراته أكثر من مرة ويلتحف بعباءته وهي لا تطاوعه (هي الأخرى أرادت تقديم استقالتها منه)، ثم يحاول إغراء شيوخ القبائل باقتسام الثروة النفطية معهم ويرسل مبعوثيه إليهم في محاولة يائسة لعلهم ينضمون له. وقد نسي في هستيريته استخدام الطيران الحربي ضد شعبه، بينما لم يستخدمه في الحروب مع إسرائيل. لذلك ليس من الصعب الوصول إلى استنتاج مفاده أن نظامه كان يشتري الأسلحة ليحارب بها الشعب الليبي ليس لصد عدوان خارجي.
إذا كان بن علي وجد مأوى بالسعودية ومبارك ملجأ في شرم الشيخ، فإن بونابارت الليبي لن يجد من يأويه ولا من يوفر له ملجأ لكون الأنظمة العربية في وضعية لا تحسد عليها واستقبالها له يعني استفزاز شعوبها وتحفيزها على الثورة، كما أن الدول الأوروبية لن تستطيع استقباله بعد استخدامه الطيران الحربي ضد شعبه خوفا من شعوبها أيضا. إذا تبقى الدول الإفريقية، لكنه احتمال ضعيف لأن هذه الدول ضعيفة وخاضعة لإرادة الغرب الذي قد يطالب به لمحاكمته لتمييع حقيقة علاقته به وتزييفها، ولن تقوى الدول الإفريقية على رفض طلبه. لذلك فإن بونابارت الليبي حقيقة لن يستسلم لأنه لا حل أمامه، لكنه لن يكون شهيدا كما يتوهم.
حاليا عزلته تزداد ساعة بعد ساعة ولا أعتقد أنه سيصمد طويلا.





#زكرياء_الفاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكم للقارئ
- مطالب الشعب وردود النظام
- تحية للأمير الوطني
- 20 فببراير يوم امتحان عسير لمغرب العهد الجديد
- هو الشعب..
- مؤامرة على الثورة الشعبية بمصر
- يا مصر لا تنتفضي..
- العرش أعزّ من الشعب
- هل سيكون المغرب حالة استثنائية مما يجري من تحولات في المنطقة ...
- تحيى مصر
- بعد تونس مصر
- نداء إلى كافة القوى التقدمية
- قائد الثورة التونسية
- ماذا حصل في تونس؟
- على هامش طلب القنصل الأمريكي
- تمويل القناة الفضائية
- ضرورة إنشاء قناة تنويرية
- شهداء أم ضحايا؟
- تحليل اشتراكي علمي لأحداث العيون.. والحكم للتاريخ
- من المنتصر حقا؟


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - ملك الملوك مرتجفا يدعو لإحراق ليبيا وسيف الإعدام يهدد بالقتل