أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - على هامش طلب القنصل الأمريكي














المزيد.....

على هامش طلب القنصل الأمريكي


زكرياء الفاضل

الحوار المتمدن-العدد: 3243 - 2011 / 1 / 11 - 15:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


على هامش طلب القنصل الأمريكي
لقاء مع النهج الديمقراطي

تلقت قيادة النهج الديمقراطي المغربي مكالمة من القنصل الأمريكي، المكلف بالقضايا السياسية والاجتماعية للقنصلية الأمريكية بالدار البيضاء، طلب فيها عقد لقاء مع قادة الحزب الذين رفضوا المقابلة لعدة اعتبارات أوضحوها في بيان للحزب صدر في 1 – 1 – 2011 ونشر بموقعه الإلكتروني. هذا الحدث في حد ذاته يستوجب الوقوف عنده ووضعه تحت المجهر نظرا لكون ممثل السلطات الأمريكية يتصل بتنظيم سياسي ذو توجه ماركسي واضح لم يخف في يوم من الأيام موقفه العدائي للإمبريالية العالمية وزعيمتها أمريكا، كما يستوجب دراسته بعناية ودقة إذ ليست هذه هي المرة الأولى التي تطلب فيها الديبلوماسية الأمريكية المعتمدة بالمغرب لقاءا مع جهات سياسية مغربية معارضة. فقد سبق وطلبت السفارة الأمريكية لقاءا مع جماعة العدل والإحسان وتم لها ما أرادت. فما هو سر اهتمام أمريكا بالمعارضة الجذرية في المغرب؟
قد يبقى الأمر لغزا إلى حين إن تناولناه في إطاره القطري الضيق، لكن إن نظرنا له من زاويته الإقليمية فربما قد نتوصل إلى بعض التكهنات الأقرب إلى المنطق السليم. فمن منظور الفضاء الإقليمي تظهر صورة غير واضحة الملامح حاليا منبّئة بحصول هزّات سياسية، بمنطقة شمال إفريقيا، متفاوتة العنف حسب كل قطر وظروفه خلال هذه السنة الجديدة التي استهلها البيت الأبيض بتقسيم السودان، رغم أنّي لا أنفي مسئولية النظام السوداني فيما حصل نتيجة سياسته الشوفينية، وكل اعتقادي أنّ البيت الأبيض سيستمر في ترجمة خططه تجاه المنطقة في المستقبل القريب جدا، والأرجح أنّ أصابعه ستلتف، هذه المرة، حول عنق الجارة الشمالية للسودان وأعني مصر. فهذا البلد مقبل هذه السنة على الانتخابات الرئاسية التي أثارت وتثير اهتمام العوام والخواص على الصعيدين الوطني والدولي. وكل المؤشرات تدل على أنّ أمريكا لم تعد ترغب في القيادة الحالية وتسعى لتغييرها بالدكتور محمد البرادعي وتقدمه كمصلح ديمقراطي لمصر والواقع أنها تخاف من صعود جهات ماردة إلى الحكم فتخسر بلدا له مكانته في منطقة الشرق الأوسط خصوصا في قضية إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. من هنا تكون النزعة العقائدية الدامية بمصر مجرد أكسيسوار للزيادة في إضعاف النظام المصري الحالي. فهي لا تريد مصر كدولة مستقلة في قرارها السياسي بل ترغب فيها كجمهورية موز خانعة تابعة لتعليماتها ومحافظة على مصالحها الاقتصادية والسياسية بالمنطقة، وما دام أنّ النظام الحالي فقد شعبيته فالأحسن أن تغيره هي قبل أن يغيّره الشعب المصري، وفي هذه الحالة من سيكون خير سامع مطيع لها أحسن من البرادعي؟!
هذه الأطماع الأمريكية لن تتوقف عند السودان ومصر بالإقليم بل هي ستشمل كل دول المنطقة من ليبيا (والعجينة هناك تختمر، إلى حين، تحت قناعين: أ- الصراع بين المحافظين الممثلين في قيادة جيل الثورة الليبية والمجددين الذين يقودهم نجل القذافي سيف الإسلام، ب- القضية الأمازيغية والتي تستغل بشكل كبير في الجزائر والمغرب وبدأت تظهر، ولو بفتور، بطرابلس) وتونس والجزائر والمغرب. فأمريكا تعي ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية في هذه البلدان وتحق غليان البركان الشعبي الذي ظهرت مؤشارات اقترابه من الانفجار بالشارع التونسي والجزائري وقبليهما المغربي (سيدي إيفني على سبيل المثال)، وبات واضحا لواشنطن أنّ هذه الأنظمة وشيكة الدخول في مواجهة مع شعوبها لا يمكنها التنبؤ بنتائجها. لذلك أخذت تعمل بمدأ: إن كنت عاجزا على إيقاف الموج، فاركبه ووجهه في الاتجاه المطلوب.
إنّ التكتيك الأمريكي المعتمد على المعارضة لقلب الأنظمة غير المرغوب فيها ليس سياسة جديدة في البيت الأبيض، فقد سبق ولجأ إليه في قلب النظام بجورجيا وقرغيزيا وحاولت، ولاتزال تحاول، استغلاله لقلب النظام في بيلاروس، كما استخدمته في قلب النظام بالعراق وتقسيم السودان إلى جنوب وشمال في انتظار فصل دارفور عن الخرطوم وبفضله ركبت المعارضة المصرية عبر حصان الثرودة المتمثل في البرادعي وها هي اليوم تحاول مع المعارضة المغربية.
إذا لقاء السفارة الأمريكية بجماعة العدل والإحسان، وطلب القنصل الأمريكي لقاء النهج الديمقراطي ليس بريئا بل يكتنف كثيرا من الغموض ويوحي بأسئلة عدة يمكن طرح أهمها وهو: أي سيناريو تحضّر واشنطن للنظام الملكي بالمغرب؟



#زكرياء_الفاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمويل القناة الفضائية
- ضرورة إنشاء قناة تنويرية
- شهداء أم ضحايا؟
- تحليل اشتراكي علمي لأحداث العيون.. والحكم للتاريخ
- من المنتصر حقا؟
- جائزة ابن رشد انتصار للفكر العلمي
- الخطابات الرسمية والمجتمعات السريالية
- هسبريس تلك الكواليس..
- الإصلاح ترميم أم تغيير؟
- فقه رجل امي في فريضة صوم رمضان
- حاتم الطائي
- هل المغرب دولة سيادة القانون؟
- المغرب دولة القانون؟
- الشباب المغامر تنفيذا للتعليمات السامية
- فاتح مايو
- الدين وطموحات الجماهير
- قرغيزيا: ثورة شعبية أم مؤامرة خارجية؟
- الدرة المفقودة
- حوار مع الرفاق السلفيين
- أصرخ أين شهامتكم..؟


المزيد.....




- كتائب القسام تقصف مدينة بئر السبع برشقة صاروخية
- باستخدام العصي..الشرطة الهولندية تفض اعتصام جامعة أمستردام ...
- حريق في منطقة سكنية بخاركيف إثر غارة روسية على أوكرانيا
- ألمانيا تعد بالتغلب على ظاهرة التشرد بحلول 2030.. هل هذا ممك ...
- في ألمانيا الغنية.. نحو نصف مليون مُشّرد بعضهم يفترش الشارع! ...
- -الدوما- الروسي يقبل إعادة تنصيب ميخائيل ميشوستين رئيسا للوز ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 4 جنود إضافيين في صفوفه
- مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي يقرر توسيع هجوم الجيش على رفح
- امنحوا الحرب فرصة في السودان
- فورين أفيرز: الرهان على تشظي المجتمع الروسي غير مُجدٍ


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - على هامش طلب القنصل الأمريكي