أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - زكرياء الفاضل - فاتح مايو














المزيد.....

فاتح مايو


زكرياء الفاضل

الحوار المتمدن-العدد: 2994 - 2010 / 5 / 3 - 11:43
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


جاء تفكك جمهوريات الاتحاد السوفياتي كنتيجة وصول أعداء الثورة الشعبية لسنة 1917 وحلفائهم من الانتهازيين والوصوليين إلى سدة الحكم، حيث رفعوا شعار "إعادة البناء" الذي كان في حقيقة أمره مؤامرة ضد أول محاولة لبناء دولة سلطة الشعب. وتم لهم ما أرادوه واعتقدوا أنهم قد قضوا على الفكر الاشتراكي، بل استأصلوه من المجتمع. وحاولوا إلغاء الاحتفال بفاتح مايو كما جرت العادة في عهد السلطة السوفياتية، حيث كان يعتبر عيدا وطنيا. إلاّ أنّ الطبقة المسحوقة، بطليعتها العمالية، استطاعت فرض حقها بالاحتفاظ بهذا اليوم الذي تحول في ظل النظام الرأسمالي إلى يوم نضال من أجل ما كان حقا مشروعا لها في العهد السوفياتي.
إنّ الاحتفاظ بهذا اليوم المجيد في حد ذاته ليس دليلا قاطعا على انتشار الفكر الإشتراكي في المجتمع الروسي. فالبرهان، الذي ما بعده برهان، هو ذاك الخطاب الذي اعتمدته الأحزاب البرجوازية في هذا اليوم، من بينها حزب السلطة "روسيا المتحدة"، إذ تحدثت عن الاوليغارشية وتسريح العمال غير الشرعي واستعملت عبارة "الطبقة العاملة" وكأنك تستمع لخطاب الكاتب العام للحزب الشيوعي الروسي. فاستعارة البرجوازية، الحاكمة اليوم في روسيا، لخطاب القوى العمالية التحررية يوضّح الصورة الحقيقية لميزان القوى السياسي بروسيا الاتحادية. كما يظهر في أي اتجاه يهب المزاج الشعبي بهذه البلاد والوضع الحقيقي للوضعية الإقتصادية للجماهير الشعبية. فتقليد السلطة وأحزابها المفبركة لخطاب الحزب الشيوعي مرآة تعكس تخوفها من فقدان سلطتها وسيطرتها في المجتمع كنتيجة لسياستها اللاشعبية. إنها تحاول التملص من مسئوليتها عما يجري في البلاد بتبني خطاب تقدمي الشكل وتوجيه أصابع الاتهام نحو سراب وهمي. إنّ السلطة الروسية رهينة البرجوازية ولا يمكنها الاستمرارية إلاّ بخدمة مصالحها وتشريع قوانين تخولها امتيازات أوسع. أما تلك الحرب التي أعلنتها على من سمتهم بالأوليغارشية فهي، في حقيقة الأمر، انتصار لفريق على فريق آخر من ذوي الأرصدة البنكية المشفرة. ودليلنا في ذلك كون موسكو حاربت بيريزوفسكي وغوسينسكي وخودوركوفسكي لتقوي مركز تشوبايس وأبراموفيتش وغيرهما في موقع القرار السياسي من وراء الكواليس.
هذا النفاق السياسي ليس غريب على البرجوازية بل هو منهجها المتبع في كل زمان ومكان. وكمثال على ذلك نذكر الطوائف الأصولية المغربية المتفرعة عن تنظيم الإخوان المسلمين بالمغرب حيث عملت بعضها على تقليد الخطاب اليساري لدرجة أنّ القارئ لجرائدها في الثمانينيات كان ينتابه شعور غريب بأنّ بين يديه جريدة يسارية. ونجحت خدعتها واستقطبت عددا مهما من الجماهير الذين استغلتهم كسلم أوصلها للسلطة، ثم أعلنت أنها ملكية حتى النخاع. هكذا وبدون خجل أصبحت تدافع عن الملكية أكثر من الملك نفسه. وحتى لا تقع في مأزق التناقض مع ما كانت تنادي به من قبل، أعلنت أنها حزب سياسي ذو مرجعية إسلامية.
قد يتساءل القارئ ما الهدف من هذه المقارنة؟ وله الحق في ذلك. حقيقة يبدو للوهلة الأولى أنه لا مجال للمقارنة، لكن إذا انطلقنا من المنهاج الاشتراكي العلمي الذي يقسم المجتمع البشري إلى طبقات فإننا سنجد أنه لا فرق بين البرجوازية في روسيا وزميلتها بالمغرب أو في أي بلد آخر. فهي تتلوّن، كالحرباء، بألوان مختلفة وتظهر في أشكال متباينة، ظاهريا، حسب ظروف وتاريخ وتقاليد كل شعب، لكنها هي هي أينما حلّت واستقرت. فغايتها جمع المال على حساب المنتجين الحقيقيين وهي تستخدم كل ما لديها من وسائل من أجل غايتها اللاشعبية وعلى رأسها السلطة. لذلك ترى البرجوازية تعتبر أحزاب الكادحين عدوا لها تحاول القضاء عليه تارة بالقمع والبطش وأخرى بالاحتيال والمكر. ولا يظهر وجهها الحقيقي والبشع إلا من خلال سياستها اللاشعبية، حيث تكثر البطالة وتتوسع الهوة الاجتماعية بين الفقراء والأغنياء، على سبيل المثال في روسيا خلال السنة الماضية ارتفع عدد الميليارديريين بالثلثين، في حين توسعت رقعة الفقراء بنسبة الثلث. كما تتميز السياسة البرجوازية اللاشعبية بانهيار القوة الشرائية لدى المواطن بسبب ارتفاع الأسعار الممنهج. نقول أنه كذلك لأنّ البرجوازية تحاول من خلاله سد ثغرات فشل سياستها الإقتصادية على حساب أوسع شرائح المجتمع لتحافظ هي على مستوى عيشها. ومن سماتها العالمية أيضا محاولة تخدير الجماهير الشعبية عبر وسائل الإعلام والترفيه بوضع يدها عليها وإخضاعها لسلطتها كما حصل مع قناة NTV الروسية التي كانت تنتقد قيادة الكريملين، أيام مديرها العام كيسيليوف، فما كان من سلطة البلاد إلا أن طردته ومن كان من أتباعه وحولتها إلى بوق حكومي يمدح ويمجد المنجزات الحكومية الوهمية. هذه القناة كانت تحتل نفس المكانة بروسيا الاتحادية التي تحتلها اليوم قناة الجزيرة بالعالم العربي. لذلك فإنه ليس من الغريب أن تحاربها موسكو وتقضي عليها كما تحاول كثير من الحكومات العربية القضاء على الجزيرة حيث أقفلت مكاتبها بالعديد منها. هنا لا بد من توضيح مهم حتى لا نفهم بالخطأ، إذ أننا لا نعتبر NTV ولا الجزيرة قنواة تقدمية أو بالأحرى يسارية. كل ما هنالك نحاول توضيح موقف البرجوازية من وسائل الإعلام التي قد تختلف مع رأيها. لكننا في نفس الوقت لا نرفض أنه حتى وسط الصحفيين ذوي الفكر البرجوازي يوجد مهنيّون شرفاء يؤدّون عملهم الإعلامي بنزاهة.
خلاصة القول فاتح مايو،بموسكو، أظهر أنّ الفكر الإشتراكي لا زال مسيطرا في المجتمع الروسي، رغم المضايقات التي يتعرض لها أصحابه ورغم السموم الإعلامية التي يدسها الكريملين في المجتمع. ولو تجرى انتخابات نزيهة وشريفة فإن الحزب الشيوعي لروسيا الاتحادية سيفوز بكرسي الرئاسة بنسبة لن تفسح المجال لجولة ثانية.



#زكرياء_الفاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين وطموحات الجماهير
- قرغيزيا: ثورة شعبية أم مؤامرة خارجية؟
- الدرة المفقودة
- حوار مع الرفاق السلفيين
- أصرخ أين شهامتكم..؟
- أهل القرية وابن الشهيد
- هو وهي
- Tyrannosaurus
- أسباب فشل اليسار المغربي كما أراها
- واعتصموا..
- زيرو دولة المغرب
- المنصب
- حول موضوع روسيا البيضاء بموقع الجزيرة
- مغرب العهد الجديد
- الحسناء والمفتي المتقي
- الطائفية: جماعات دينية أم تنظيمات سياسية
- الاتحاد السوفياتي لا زال قائما
- وحدتنا الترابية: قضية انفصاليين أم قضية غياب الديمقراطية؟
- حرية التعبير في المغرب المخزني: إلى أين؟
- فطرتنا الحقيقية: سياسة المعيارين


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - زكرياء الفاضل - فاتح مايو