أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - حوار مع الرفاق السلفيين














المزيد.....

حوار مع الرفاق السلفيين


زكرياء الفاضل

الحوار المتمدن-العدد: 2977 - 2010 / 4 / 16 - 19:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



"الكثير من الفكر اليساري
نوع من أنواع اللعب بالنار
من قبل أناس لا يعرفون أن
النار حارقة"
جورج أورويل

في الوقت الذي تعاني فيه جماهيرنا الكادحة من البطالة والفقر والاستغلال وتتعرض للاستبداد والقمع، وفي الوقت الذي عرف فيه المغرب تراجعا خطيرا في مجال حقوق الإنسان وحرية الاعتقاد والتعبير، لا يزال فقهاء السلفية الماركسية يحاجّون بعضهم بعض عن أيهم الأخلص للمبادئ تماما كما يجري بين فقهاء السنة والشيعة، حيث كل طائفة تكفر الأخرى. لقد استغوى الرفاق السلفيين الترف الفكري فظلوا طريقهم وغهبوا عن هدفهم وتاهوا في غياهب النقاش العقيم فضهلت قوّتهم وتراجع نفوذهم وساروا في الأرض غنما قاصية تفترس منها ذئاب الإقطاعية ما تشاء.
إنّ الرفاق السلفيين ما زالوا يلغطون حول أية اشتراكية أصلح وأيها الأنجع: الاشتراكية السوفياتية أم الصينية أم الكوبية أم.. حتى وهنت قلعتهم واخترق الشقاق صفهم. ولكأني بهم اعتنقوا الفكر الماركسي لذاته لا لآليته. لقد جعل هؤلاء السلفيون الماديون من ماركس رسولا ومن لينين وستالين وماو تسي تونغ وغيفارا وغيرهم أصحابه الراشدين وما فاتهم إلا أن يتفوّهوا: قال ماركس (ص).. وقال لينين أو ستالين أو ماو تسي تونغ أو غيفارا أو.. رضي الله عنه. ونسوا أنّ كل هؤلاء بشر ليسوا معصومين من الخطأ، لهم فكرهم ونظرتهم للأمور حسب أزمنتهم ومعطيات مجتمعاتهم التي قد لا تتناسب ومجتمعنا الزراعي بالأساس ومرحلة نموه التاريخي.
فالرفاق السلفيون يشتهون استنساخ الماركسية كمذهب قُدسي، لا أخذها كأسلوب نضالي للمنهاج التحرري من الإقطاعية حسب عاداتنا وتقاليدنا وتاريخنا ومعتقداتنا. فكأنهم يجهلون أنّ الماركسية هي نتاج لمعطيات تاريخية سابقة في ملف النضالات الشعبية من أجل التحرر والانعتاق، وبالتالي يجب نقل منهجية الفكرة وصقلها لا استنساخها كالشاة. فالهدف المنشود لدى كل قوى التحرر في العالم هو تحرير الشعوب من أغلال المستغلين وإعطائها فرصة تحديد طريق نموها بنفسها لا بإملاء من فوق. وهذا يعني أن الاشتراكية الحقة والوحيدة هي تلك التي توفّر العيش الكريم للمواطن وتضمن له حق المشاركة في القرار السياسي، وغير ذاك فترف فكري وتراهة.
من الأمور التي غفلها الرفاق السلفيون أيضا كونهم لا يملكون تلك الشعبية، إن امتلكوها فعلا يوما ما، داخل الأوساط المستضعفة ليهيمنوا على الساحة النضالية ويقودوا الكادحين في نضالهم ضد الاستغلال والظلم الاجتماعي. علاوة على أنهم يتحدثون لغة غير لغة شعبهم، فكيف يريدون الوصول إلى دور الطليعة في نضال الكادحين؟ أ برفع شعار "كل السلطة للسوفييتات"؟ أم بشعر "المصانع للعمال والأرض للفلاحين"؟
إنّ اختيار الشعار المناسب في الوقت المناسب مهم وضروري، ولن أتطرق لموقف لينين من الموضوع لأني على يقين أنهم يحقونه. فالشعارات التي يجب تعبئة الجماهير بها لا بد لها أن تكون منهم وإليهم وبلغتهم أي شعارات يفهمونها ويهضمونها بدون ماء معدني أو أقراص خاصة. فمن الممكن جدا رفع شعار "المغرب: دولة للفقراء"، على سبيل المثال، ويفعمونه بمفاهيم أقرب للعقلية المغربية كاستعمال مصطلح التعاونية بالنسبة للمؤسسات الإقتصادية ومصطلح "التويزة" بالنسبة للأرض. ألا يكون هذا أحسن من استغلال تعابير ومصطلحات غامضة بالنسبة لغالبية المجتمع المغربي؟ ألا يكون من الأفضل الاستشهاد بعلي ومقولاته في الفقر أفضل من الاستشهاد بمفكرين وفلاسفة غير معروفين لدى جمهور الكادحين، وإن اشتهروا عندهم فبصورة سلبية تحت تأثير الفكر الأصولي المنتشر في المجتمع؟ ألا يكون من الصواب ربط الفكر الاشتراكي، من حيث كونه بناء إقتصادي، بعيدا عن الروحانيات، بعقيدة المجتمع عوض الدخول في صراع معها؟ إنّ المغاربة أصحاب عقيدة إسلامية وكل محاولة لتجاهل هذه الحقيقة لن تؤدي إلا للفشل بأصحابها. وهذا ما حصل لليسار المغربي في الماضي والحاضر، حيث حتى في أوج انتشار الفكر الاشتراكي بمجتمعنا لم يتمكن من الحصول على أغلبية البلاشفة في روسيا لكون غالبية المغاربة فلاحين. ومن المسلّمات في الفضاء السياسي أنّ الذي يشكل الأجواء السياسية هو الريف والمحافظات أو الأقاليم البعيدة وليست العواصم والمدن الكبيرة. فمتى سنتعلم من التاريخ بدل قراءته؟ متى سنستغل تجارب الآخرين في نشر أفكارنا أم أنّ المصطلحات باتت لدينا أهم من الأهداف؟
إنّ الرفاق السلفيين أشد تعصبا من الأصوليين الذين عرفوا كيف يستحوذوا على عقول الجماهير ونشر فكرهم. إنهم برهنوا عن حنكتهم السياسية باستخدام الأسلوب البلشفي في التنظيم والدعوة ورفع الشعارات المناسبة في الوقت المناسب وهم الجحودون بالفكر الماركسي، فكفرهم به لم يمنعهم من استخدام منهجيته في نضالهم. بينما وقف الرفاق السلفيون، كشعراء العرب، يبكون على أطلال كثير منها وحي خيال. فإلى متى سيبقى السلفيون الماركسيون يعيشون في فضائهم الخاص بعيدا عمن يتبجّحون بالدفاع عنهم؟ ألم يحن الوقت لمراجعة التكتيك؟ أم أنّ الشكل عندهم أهم من المضمون؟ ألا يعلمون أنّ هدف الماركسية هو الفرد أي أنها جعلت نفسها وسيلة لا غاية في حد ذاتها؟ أم أنّ المفاهيم قد انقلبت عند الماركسيين السلفيين المغاربة؟



#زكرياء_الفاضل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصرخ أين شهامتكم..؟
- أهل القرية وابن الشهيد
- هو وهي
- Tyrannosaurus
- أسباب فشل اليسار المغربي كما أراها
- واعتصموا..
- زيرو دولة المغرب
- المنصب
- حول موضوع روسيا البيضاء بموقع الجزيرة
- مغرب العهد الجديد
- الحسناء والمفتي المتقي
- الطائفية: جماعات دينية أم تنظيمات سياسية
- الاتحاد السوفياتي لا زال قائما
- وحدتنا الترابية: قضية انفصاليين أم قضية غياب الديمقراطية؟
- حرية التعبير في المغرب المخزني: إلى أين؟
- فطرتنا الحقيقية: سياسة المعيارين
- عيد مبارك سعيد و كل عام و أنتم ديمقراطيون
- عندما يصبح الإنسان بضاعة
- نضال الجماهير الشعبية في متاهات الصراعات الإديولوجية
- ابن الشهيد و الحاج عمر


المزيد.....




- رئيس إيران لمحمد بن سلمان: نرحب بـ-أي مساعدة- من الأصدقاء لح ...
- مقتل ما لا يقل عن 49 فلسطينيًا بالقرب من مواقع توزيع المساعد ...
- نتنياهو لشعبه: حققنا -نصرا تاريخيا- وأزلنا تهديد إيران الوجو ...
- هل تستطيع إيران إعادة بناء قدراتها النووية؟ جنرال أمريكي ساب ...
- إسرائيل وإيران تحتفيان بـ-النصر-.. فهل أنتهى الصراع فعلا؟
- لازاريني: آلية المساعدات في غزة فخ قاتل
- الأزهر يتضامن مع قطر ويطالب باحترام سيادتها
- اتهام ضباط شرطة كينيين بقتل المدون ألبرت أوجوانغ
- الحرس الثوري الإيراني يعلن توقيف 3 أوروبيين بتهمة التجسس
- 11 قتيلا بأوكرانيا في هجوم روسي وزيلينسكي يطالب الناتو بمزيد ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - حوار مع الرفاق السلفيين