أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - زيرو دولة المغرب














المزيد.....

زيرو دولة المغرب


زكرياء الفاضل

الحوار المتمدن-العدد: 2955 - 2010 / 3 / 25 - 18:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



لا زلت أتذكر أحد الشعارات التي، ونحن طلبة، كنا نرفعها في وجه أيدي المخزن الفتاكة وأقصد ذاك الشعار المقتبس من نشيد الدولة مع تغيير طفيف في المعنى وهو: زيرو (أي صفر بالعامية المغربية) دولة المغرب. وتمر الأيام وتركض السنون في دوامة مستنقع زمن ركود المجتمع المغربي ليأتي عهد المغرب الجديد فيثبت، مرة أخرى، صحة الشعار. فمغرب أمس هو نفسه اليوم: بطالة وفقر وتعاسة وطبقية و قمع وطغيان السلطان و غياب حقوق المواطن..إلخ. وقد يتعجب المرء من هذا الوضع، القديم الجديد، رغم ما يحصل من تغيير على قشرة جدع الدولة المغربية أي شكلا ومضمونا.
إن المغرب الذي يظهر بمظهر حضاري بعمرانه ومؤسساته لا يغدو أن يكون وهما نظريا كذاك السراب الذي يتلاوح في الأفق للتائه في الصحراء. إذ أن بنية المغرب دولة ومجتمعا لم تتغير في جوهرها منذ عصور. فالملكية فيه، على دستوريتها، تبقى مطلقة وبالتالي سلطتها شمولية تتركز في يد واحدة. إنها السلطة التشريعية الوحيدة والفعلية في البلاد. أما مجلس النواب، عمليا، فهو سلطة تنفيذية للتعليمات السامية لا يستلمها إلا من أسلم لها.
وهنا يتجلى المفهوم الإقطاعي للدولة حيث تعتبر غالبية الشعب رعية أي خدم للحاكم، حقهم الواحد والوحيد التفاني في خدمته وخدمة حاشيته. لذلك لا عجب في أن يطلق النار صهر الملك على شرطي ولا يعاقب حسب القانون، ولا غرابة في أن تعتدي خالة الملك على مواطنة دون ملاقاة حساب على فعلها، وأن يشهر مدير ثانوية، أي مؤسسة تربوية، عضوه التناسلي على الأساتذة المناضلين، داخل إطار نقابي قانوني، من أجل تلبية مطالبهم. فهذا المدير، في الحقيقة، لم يشهر عضوه التناسلي بل شهر عضو الدولة التناسلي على الشعب.. والقائمة طويلة. هذا في الوقت الذي يتعرض المواطنون للبطش والفتك بهم من طرف قوات القمع النظامية لمجرد مطالبتهم بحق مشروع في كل القوانين الوطنية والدولية ووثيقة حقوق الإنسان والمقصود حق العمل الشريف.
هذه الحقائق والوقائع تشهد بأن المغرب بلد إقطاعي نظامه شمولي ودولته بوليسية منذ عهد الاستقلال إلى يومنا هذا. بل إن الدولة المغربية غرقت في الاستبداد بالبلاد والعباد إلى حد الحكم بالمؤبد على دستورها المعوّق بالولادة. فقد وضعت له ثالوث قدسي يجعل النيابة الشعبية صورية والسلطة الملكية فعلية. وحوله النظام المغربي إلى كتاب منزل، وهنا لا يسعنى إلا أن نتفق مع النظام، نزيه عن كل تعديل أو تغيير. وكل من يحاول المطالبة بتعديل دستوري يتذوق طعم القمع والاستبداد تحت تهمة "المساس بالمقدسات".
لكل هذه الاعتبارات فإننا نعتبر أن مغرب اليوم ما هو بعهد جديد وإنما شبّه لهم. فمغرب القرن الواحد والعشرين هو نفسه الذي كان منذ بضعة قرون، لذلك طموحات نظامه وتطلعات مواطنيه بما فيهم المثقفين غير متوازية.. فإلى أين تسير سفينة بلدي؟؟؟



#زكرياء_الفاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنصب
- حول موضوع روسيا البيضاء بموقع الجزيرة
- مغرب العهد الجديد
- الحسناء والمفتي المتقي
- الطائفية: جماعات دينية أم تنظيمات سياسية
- الاتحاد السوفياتي لا زال قائما
- وحدتنا الترابية: قضية انفصاليين أم قضية غياب الديمقراطية؟
- حرية التعبير في المغرب المخزني: إلى أين؟
- فطرتنا الحقيقية: سياسة المعيارين
- عيد مبارك سعيد و كل عام و أنتم ديمقراطيون
- عندما يصبح الإنسان بضاعة
- نضال الجماهير الشعبية في متاهات الصراعات الإديولوجية
- ابن الشهيد و الحاج عمر
- الألفية و الألفية
- فران الحومة أو نادي المهمشين
- الغرب 2009


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - زيرو دولة المغرب