أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - من المنتصر حقا؟














المزيد.....

من المنتصر حقا؟


زكرياء الفاضل

الحوار المتمدن-العدد: 3159 - 2010 / 10 / 19 - 13:59
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



تميّز المجتمع المغربي في العقد الأخير برحى صراع قوي، إن لم نقل عنيف، بين دعاة التجديد والحداثة والمحافظين الجدد الداعين إلى إرصاء الثقافة الفلكلورية وتثبيت الفكر الأسطوري في نفسية وعقلية الإنسان المغربي تحت راية المحافظة على الهوية المغربية. وقد أدت هذا الصراع إلى إصابات لصالح أنصار السلطة المخزنية من يمين وأقصى اليمين، حيث اضطهد العديد من أقلام الصحافة الحداثية وأغلقت منابر تنويرية كانت مجلة نيشان آخرها حتى ساعة كتابة هذه الأسطر.
إنّ الصراع القائم في المجتمع المغربي حاليا له إنما يدلّ على أنّ المغاربة وصلوا إلى نقطة حاسمة في نموهم التاريخي حيث روحهم ثاقت إلى كل ما هو جديد وحديث وكبرياؤهم أبى إلا أن يساير العصر، لكن روابط وقيود المجتمع الإقطاعي، رغم تقادمها وشيخوختها، لا تزال تمتلك قوة، بالدرجة الأولى مخزنية صرفة، استطاعت أن تقف في وجه رياح التجديد وتحقق بعض الانتصارات أو هكذا بدا لها الأمر. لكن هل فعلا انتصر المحافظون الجدد على دعاة الحداثة والتجديد؟

تقول الحكمة: القوة سلاح الضعفاء.

إنّ لجوء المحافظين الجدد إلى استخدام نفوذهم المخزني لمحاربة الإعلام التنويري والحداثي لدليل على هشاشة فكرهم وضعف تأثيرهم في المجتمع ووهانة عظمة بنيانهم. فإعلام هؤلاء المحافظين الجدد لم يستطع تحقيق ما حققته مجلة "نيشان". فإعلامهم كان ولا يزال منحصرا في دائرة الانتماء السياسي وما تخطاها منذ أكثر من ثلاثة عقود، بينما نرى أنّ الإعلام الحداثي والتنويري استطاع أن يرتقي فوق كل المعايير من سياسية وعقائدية وعرقية وطائفية وطبقية ليصبح شعلة نور لقاعة شاسعة تضم كل فئات الشعب بما فيها المحافظون الجدد. وأكبر دليل على هذا هو النجاح المالي الذي حققته مجلة نيشان وغيرها، في ظرف وجيز، قبل أن تعلن الحرب على الحداثة والتجديد بطرق أقل ما يقال عنها أنها غير شريفة ولا تتمتع بالروح الرياضية. فاستخدام نفوذ السلطة المخزنية لمنع رجال الأعمال والمؤسسات التجارية الكبرى من نشر إعلاناتها بمجلة "نيشان أو غيرها من منابر الحداثة دليل على أنّ المحافظين الجدد قد تهم فكرهم ولم يعد له تأثير في النفوس فقرروا إعدام المنابر الحرة ما دامت لم تسجد لهم خانعة.
لكن هل انتصر المحافظون الجدد فعلا؟ هل انهزم الإعلام الحداثي والتجديدي حقيقة؟ إنّ الصارع الفكري كالحرب يتكون من أشواط عديدة وما حققه المحافظون الجدد لا يعدو أن يكون انتصارا في معركة واحدة بينما النصر في هذا الصراع سيكون حليفا للحداثة والتجديد بكل تأكيد ولا تزال أمامنا أشواط أخرى. لكن على فريق الحداثة والمعاصرة أن يأخذ فترة نقاهة لإعادة مراجعة برنامجه وترتيب تكتيكه والأهم من هذا وذاك تحديد استراتيجيته، فالظرف الزمني لصالحه سياسيا وفكريا ويجب استغلاله بذكاء وحكمة.

الحرب لا تزال قائمة.

كما ذُكر أعلاه فقد حقق الإعلام الحداثي نجاحا ما سبقه إليه في مجتمعنا أحد على طول حقبة استقلال المغرب. وهذا يعني أنّ المغاربة وجدوا فيه ما لم يجدوه في غيره أي الفكر العلمي الذي لا يعترف بالطابوهات أو المقدسات المخترعة فبات متنفسهم ومنبرهم الذي من خلاله يعبرون عن رفضهم لنمط العيش القديم وطموحهم إلى التجديد ومواكبة قافلة التمدن والمعاصرة لأنّ المغرب جزء من الكل وليس العكس كما يحاول المحافظون الجدد توهيمنا. هذه القاعدة الشاسعة على صمتها هي حاضرة ومتربصة بالفرصة للإعلان عن طموحاتها. لذلك عملية كتم أفواه المنابر الحداثية خطوة ليست في صالح أصحابها ويجب التركيز عليها واستغلالها سياسيا وإعلاميا على الصعيدين الوطني والدولي لربح المعركة القادمة. إنه لا خيار للحداثة والمعاصرة غير النصر والنجاح لأنّ القضية قضية خيار مصيري لشعب كامل لا يمكن المجازفة به. فإما أن ننعتق ونتحرر من قيود الجهل والتخلف ونسير نحو الرقي والازدهار الفعليين، وإما سنغرق في ظلمات القرون الوسطى بما عرفته من محاكم التفتيش. إذا هو النصر ولا شيء سواه.

نقطة ضعف الحداثة والمعاصرة.

إنّ فريق الحداثة والمعاصرة لا بد له من التحام صفوفه وتوحيد مجهوداته وطرح الخلافات الفرعية جانبا لأنّ اساس البنيان واحد أوحد. لذلك وجب عليه التفكير في مؤسساتيته والعمل على بناء بديل منظومي ومنظماتي لخوض معركة حاسمة مع المحافظين الجدد. فهم رغم دعم السلطة المخزنية لهم، عملوا على تنظيم مؤسسات تخدم مصالحهم الأنانية وتحقق أهدافهم اللاشعبية. فماذا ينقصنا حتى ننظم أنفسنا ونقويّ ساعدنا؟ لا شيء سوى الارتقاء بفكرنا إلى مرحلة أعلى وإيجاد العزيمة الذاتية والسياسية.
إنّ المؤسساتية ضرورة لا مناص عنها في كل مراحل الصراع كيفما كانت طبيعته، خصوصا وأنّ الظرف يسمح لغزو الهيآت الاستشارية واستغلالها للإفصاح عن طموحات المجتمع المغربي حتى لا يبقى المحافظون الجدد وحدهم في الساحة. إنذ العالم يتتبع عن كتب ما يحصل في المغرب ويجب الكشف له عما يحدث للحداثة والمعاصرة ببلادنا لإحراج أولئك "البلابل" المتغنين بمحافظة العقلية المغربية.
ختاما أقول إنّ النصر دوما كان حليف التجديد رغم شدة وبطش معاركه وأنّ المغرب يختلف عن غيره لذلك المعارك الطاحنة بين الحداثة والمعاصرة من جهة والفلكلورية والجهل من جهة أخرى لن تطول كما طالت في بعض الأقطار، وأنّ النصر فيها مجبول على محالفة الحداثة لأنّ فطرته المعاصرة.



#زكرياء_الفاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جائزة ابن رشد انتصار للفكر العلمي
- الخطابات الرسمية والمجتمعات السريالية
- هسبريس تلك الكواليس..
- الإصلاح ترميم أم تغيير؟
- فقه رجل امي في فريضة صوم رمضان
- حاتم الطائي
- هل المغرب دولة سيادة القانون؟
- المغرب دولة القانون؟
- الشباب المغامر تنفيذا للتعليمات السامية
- فاتح مايو
- الدين وطموحات الجماهير
- قرغيزيا: ثورة شعبية أم مؤامرة خارجية؟
- الدرة المفقودة
- حوار مع الرفاق السلفيين
- أصرخ أين شهامتكم..؟
- أهل القرية وابن الشهيد
- هو وهي
- Tyrannosaurus
- أسباب فشل اليسار المغربي كما أراها
- واعتصموا..


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - من المنتصر حقا؟