نداء إلى كافة القوى التقدمية

زكرياء الفاضل

الحوار المتمدن-العدد: 3253 - 2011 / 1 / 21 - 15:55
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    

نداء إلى كافة القوى التقدمية
في هذه الأثناء التي تحاول فيها الرجعية المحلية والإمبريالية العالمية الاستحواذ على الثورة الشعبية التونسية وإلباسها ثوب انتفاضة بورجوازية تسعى لتغيير الوجوه والإبقاء على النظام، لابد من العمل على دعم هذه الثورة وإخراجها من برزخها. لهذا أوجه ندائي للرفاق على مختلف فصائلهم ولكل التقدميين وشرفاء مجتمعاتنا كي نوحد الجهود في سبيل تحقيق الهدف المنشود لشعوبنا من خلال الدفاع عن مكتسبات الشعب التونسي المناضل. وذلك بالخروج من الترف الفكري بالفضاء الفرضي إلى ساحة الواقع عبر:
1. إنشاء صندوق دعم أسر الشهداء ماديا، وعلى رأسهم شهيد الظلم والاستبداد محمد البوعزيزي.
2. تنظيم مهرجان غنائي ملتزم تذهب مداخيله إلى هذه الأسر.
3. تأسيس حركة تضامن مع الانتفاضة التونسية تقوم بإلقاء محاضرات في كل البلاد العربية تشرح فيها أوجه التشابه الظرفية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية في مجتمعاتنا، كما تعمل على توعية الجماهير بخداع الأنظمة المستبدة من خلال بعض الإصلاحات الترميمية للتخفيف من حدة الأوضاع وإعطاء متنفس للغضب الشعبي حتى لا يتحول إلى انفجار.
4. عقد مؤتمر للقوى التقدمية الحية، على غرار مؤتمر شرم الشيخ الأخير، لتدارس مستجدات الساحة والتصدي لطبخة الأنظمة المعفنة الجديدة بهذا المؤتمر.
5. إنشاء لجنة تسهر على تصالح التيارات اليسارية التونسية فيما بينها ومساعدتها على العمل، في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها الجماهير والبلاد، ضمن إطار جبهة موحدة تقف في وجه محاولات اغتصاب الانتفاضة الشعبية التونسية. فبدون توحيد الصفوف لا يتحقق النصر.
إنّ الجماهير ناضجة للتغيرات في بلداننا، لكن يعوزها المحرك الذي تمثله الفئة المثقفة، اليسارية على الخصوص. كفانا ترفا فكريا وسباحة في النظريات والفكر التجريدي، فإنه لا قيمة لفكرة أو نظرية من دون تجسيدها على أرض الواقع. لقد طغت، للأسف، على مثقفي يسارنا نزعة بطلات بلزاك اللواتي يجتمعن في الصالونات للثرثرة في مواضيع الساعة قصد عرض عضلاتهن اللغوية والفكرية لا لشيء إلا لإظهار أنهنّ عصريات ويواكبن تطورات الموضة.
من كان يريد التغيير فإنّ التغيير يأتي بالنضال والعمل والتضحيات لا بالمقالات والثرثرة. إنّ التغيير يأتي بتجسيد الأفكار على أرض الواقع لا بعرضها على المواقع التي باتت بمثابة صالونات النساء البورجوازيات. لقد آن الأوان لليسار أن يستعيد مكانته الريادية في المجتمع، فما باله ذاب في النظري وغاب عن التطبيق؟ ها هي الجماهير تناديكم والبلاد تنتظركم فهبوا ريحا عاصفة تقصف بالطغاة والرجعية إلى مزبلة التاريخ. هلموا جميعا لرفع راية التحرر والكرامة لشعوبنا المقهورة والمستبد بها وتحقيق هدفها المنشود والمتمثل في مجتمع العدالة الاجتماعية ودولة القانون.
وأخيرا أقول إن الظرواف مواتية للعمل، وأن الحياة لا تعطي الفرصة مرتين.

#زكرياء_الفاضل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل