أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - الفيزازي والاحتيال السياسي














المزيد.....

الفيزازي والاحتيال السياسي


زكرياء الفاضل

الحوار المتمدن-العدد: 3449 - 2011 / 8 / 6 - 02:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


كنت أنوي نشر مقالة عن احتجاجات الجماهير الشعبية في يوم تقديم الولاء، لكني قررت تأجيلها ونشر مقالة أخرى حول ما نشره الفيزازي،بهسبريس، في محاكمة مبارك والثورات العربية لما تميزت مقالته هذه من نفاق واحتيال سياسيين ولما تحمله من سموم قاتلة في طياتها الجهادية.
يقول الفيزازي في مقاله المسموم: "كان هدير الثورة (الشعب يريد إسقاط النظام) كأحلى مقطع غنائي سمعته في حياتي. وكانت ترديدات الجماهير الحاشدة في ساحة التحرير وشوارع القاهرة والإسكندرية وباقي المدن المصرية (ارحل) (مش عاوزينك) (اطلع بارة)... أعذب معزوفة تشنف سمعي". لكن الفيزازي "الثوري" في مصر نجده غير ذلك بالمغرب وليس معاديا لحركة 20 فبراير وحسب بل حليفا للنظام المخزني ومدافعا عنه وعن دستوره الممنوح. لقد كان أول تصريح تفوه به هذا ..، الحقيقة لا أدري أين أصنفه لأنه حتى السلفيون تبرؤوا منه، كان تهجما على حركة 20 فبراير المناضلة حيث نعتها بالإلحاد والإفطار في رمضان، الشيء الذي دفع معتقلي السلفية، وهم من وراء قضبان السجون، إلى تبرئة ذمتهم من تصريحاته وإعلان تضامنهم اللامشروط مع الحركة. وللتذكير فقط، فإن حركة 20 فبراير هي التي يرجع لها الفضل في إطلاق سراح هذا الفيزازي من السجن باعترافه هو نفسه. ولم يكتف هذا "الشيخ" بنكران الجميل الشفوي بل صمم على دعمه بالفعل، حيث خرج في مظاهرة مضادة، لتظاهرة 20 فبراير المعارضة للدستور الجديد، تدعم موقف النظام ودستوره الممنوح بمدينة طنجة وذلك بتاريخ 23 يوليوز-حزيران 2011. يظهر أن هدير الثورة المصرية يطرب أذن الفيزازي بينما هدير الثورة المغربية يزعجه. ونجد الفيزازي بمصر قبلي العقلية يطلب القصاص العين بالعين والسن بالسن، حيث يقول في مقاله الذي عنونه ب" سبحان الذي أخرجني من السجن وأدخل إليه (مبارك)!":"سمعت بعضهم يطالب بالصفح والعفو والرحمة. عجبا ! أين كانت هذه الرحمة مدفونة كل هذه العقود من الظلم والمحسوبية واغتصاب لقمة العيش للفقير المغلوب على أمره؟ وانتهاك حرمة العفيفات في المخافر وفي غيرها؟ أين كانت هذه الرحمة وهو يقصي أهم تيار إسلامي في العالم الإسلامي على الإطلاق من حقه في ممارسة حياته السياسية والاجتماعية وفق قناعته واجتهاداته؟ أين كانت هذه الرحمة وهو يلزم الأمة في العيش تحت سيف قانون الطوارئ لعقود من الزمن؟ الآن ظهرت لكم الرحمة؟ وكما يقول المصريون أنفسهم: (بعد إيه؟)
بعد قتل 850 متظاهرا عن عمد وسبق إصرار؟ وجرح الآلاف من العزل من أبناء الشعب؟ وتخريب عشرات المؤسسات والمباني؟ والتسبب في إفلاس عدد من التجار والحرفيين والصناع والشركات... ؟ بعد تهريب أموال الشعب واحتكار كل موارد الأمة من صناعة وزراعة وعقار وغيره...؟
في حين نرى الفيزازي بالمغرب يتغاضى الطرف عن قمع النظام للمعارضة الشريفة والتصدي العنيف لحركة 20 فبراير بل يتهجم على من يطالب بمحاربة الفساد والتصدي لسارقي المال العام. فهل الفيزازي يعاني من داء انفصام الشخصية؟ بالطبع لا وألف لا. إن الفيزازي بلطجي مخزني يحاول استغلال مشاعر الناس المتضامنة مع الشعب المصري لاستدراجهم إلى قصده الدنيء، وهو ما يظهر من خلال خاتمة مقاله المسموم التي تعتبر بيت القصيد ولب المقال. وهو أسلوب خبيث يعتمده الكثيرون من أديال النظام من ضعفاء النفوس، حيث يبدأ بالتظاهر بالثورية والتقدمية إلى أن يستميل القارئ، ثم يعرج به نحو الخضوع للاستبداد والخنوع له. وهذا ما حاول استخدامه الفيزازي فيما كتبه حين يقول في آخر مقاله الشاذ:" كلمة أخيرة لباقي البلدان العربية
لعل باقي الدول العربية حكاما ومحكومين يعرفون ما لهم وما عليهم الآن أكثر من أي وقت مضى، ولعل الحكام يستيقنون أن مستقبلهم مع شعوبهم وليس ضدا عليها. وأن من يراهن على الغرب في خضم التسونامي البشري الثائر إنما يراهن على فرس أعرج ومتعثر.
بلدي المغرب ليس في منأى عن هذا الحراك الشعبي العربي. وأكذوبة الاستثناء باتت بالية لا يصدقها أحد. لأن أمراضنا هي أمراض الأمة من محيطها إلى محيطها على تفاوت، وأظن أنه إن كان هناك من استثناء فهو في استعداد ملك المغرب على النهوض بعملية الإصلاح الفعلي. وأرى أن نعطيه الوقت والفرصة الكافيتين لهذا الإصلاح الشمولي، بل أرى أن نساعده بصدق وإخلاص على هذه المهمة التي بدأها بالفعل وهي مهمة ليست بالسهلة بعد عقود من الفساد المستشري وجحافل من المفسدين في كل مكان.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
إن احتيال الفيزازي خبيث وقد ينطلي على بعض الأميين السياسيين، لكنه سيصطدم بسد منيع مع المناضل السياسي. فدعوته، التي جاءت بعد الكلام الثوري، إلى إعطاء الفرصة والوقت الكافي لعاهل المغرب بل ومساعدته ليست إلا محاولة فاشلة لاستقطاب الجماهير الشعبية المناضلة وجعلها ذيلا للنظام المخزني، فهيهات أن ينال مسعاه ما دام بالمغرب مناضلون شرفاء فطنون لمثل هؤلاء البلطجية الخبثاء.



#زكرياء_الفاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيعة في المغرب المعاصر تزوير لإرادة الشعب
- ليس العيب في أن نخطأ بل العيب في أن نتمادى في خطئنا
- إنما المنتصر من يفوز بالحرب لا من يربح معركة
- النادل
- لماذا نقاطع الاستفتاء أو يوم الجمعة يوم حاسم أم يوم انطلاقة ...
- الشعبوية
- شفق أم غروب؟
- عادة حليمة إلى عادتها القديمة
- اتحاد الملوك ضد الشعوب
- حرية الصحافة بين الكر والفر والبلطجية تنشد ثورية القصر
- قتل بن لادن
- الكلمة المتقاطعة أركان
- الزيارات الليبية للمغرب والسر الدفين
- العفو الملكي
- المغرب: خطوة إلى الأمام وخطوتان إلى الخلف
- أساند أو لا أساند؟
- لمن لم يفهم ما نريده
- النظام يريد إسقاط 20 مارس
- 13 مارس ذاك الخطاب الموجه للشعب المغربي
- مرة أخرى حول الخطاب الملكي


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - الفيزازي والاحتيال السياسي