أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - البابا نويل المغربي مرآة للوضعية الاقتصادية الحقيقية ببلادنا














المزيد.....

البابا نويل المغربي مرآة للوضعية الاقتصادية الحقيقية ببلادنا


زكرياء الفاضل

الحوار المتمدن-العدد: 3595 - 2012 / 1 / 2 - 02:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


كتبت بعض الصحف الإلكترونية المغربية عن ليلة رأس السنة بالمغرب، وأسردت واصفة كثيرا من الظواهر المرافقة لمثل هذه المناسبة ببلادنا، منها الجميل والقبيح والحزين. وقد أثار انتباهي وضعية البابا نويل المغربي وما آلت إليه أحواله، حيث قالت هذه المصادر بأنه قضى ليلته، على عكس زملائه بباقي دول العالم التي تحتفل بهذه المناسبة، يشحذ الصدقات من المحسنين عوض أن يقدم الهدايا للأطفال. هنا تذكرت طفولتي وكيف كان والدي يأخذني بالسيارة إلى شارع محمد الخامس بالعاصمة الرباط ليلتقط لي صورة تذكارية مع هذه الشخصية الأسطورية المستوردة من بلاد الضفة الشمالية للمتوسط. وكانت العملية لا تكلف والدي غير ثمن الصورة، أما الشخص المتقمص لشخصية البابا نويل فلم يكن يأخذ مليما واحدا، إذ كان هذا عمله الموسمي مع المصورين المحترفين، الذين ينتهزون المناسبة لجلب دخل إضافي.
فكيف سارت هذه الشخصية الأسطورية ببلاد المغرب تشحذ، وهي المعروفة في الاساطير الأوروبية بقوتها السحرية وطيبوبتها وسخائها مع الأطفال؟ صحيح كما نقول نحن المغاربة: ما دمت في المغرب فلا تستغرب.
بالطبع الحديث هنا ليس عن الأسطورة بل عن وضعية المواطن الأقتصادية المزرية، الذي يضطر لتقمص أية شخصية واستغلال كل مناسبة للحصول على لقمة العيش دون اللجوء إلى عالم الجريمة. فما طرأ من تغيير سلبي على الوضعية الاقتصادية ل"البابا نويل" المغربي يعكس الحالة المادية المهينة التي يعيشها غالبية الشعب المغربي ببلادنا. فمنذ سنة 1975، حيث كان المغاربة يعرفون وضعية اقتصادية أفضل نسبيا، والمغرب يتدحرج نحو هاوية الفقر والبؤس ليصل إلى ما وصل إليه اليوم من أزمة خانقة لا يمكن للترميمات الاقتصادية المخزنية أن تحلّها، ولترقيع النظام السياسي أن يخرجنا منها. ورغم تغني النظام المخزني بتقدم المغرب اقتصاديا، إلا أن الواقع المعاش لجماهير شعبنا يبيّن حقيقة مخالفة ألوانها قاتمة.
إن الأسعار في ارتفاع مستمر لم يعد المواطن، ذو الدخل المحدود، قادرا على تحمّلها، الشيء الذي جعل رقعة الطبقة المسحوقة التي تعيش تحت خط الفقر تتسع بشكل ملحوظ، رغم تغطية النظام لمدن القصدير بأسوار عالية واعتقال المتسولين والشحاذين بمناسبة أو من دونها. ولا أدري على من يحاول الضحك النظام الطبقي المغربي عندما يتحدث عن التقدم الملموس للاقتصاد، ونحن نرى أن البطالة في تزايد واضح للعين المجردة وباعتراف المسؤولين نفسهم؟ كما يتابع كل العالم التظاهرات التي تنظمها حركة 20 فبراير، وآخرها كانت يوم فاتح يناير/كانون الثاني 2012. فهل كان لأي كان تعبئة الجماهير للخروج في احتجاجات لو لا أنّ الشفرة وصلت العظمة؟ الكل يعلم أن الشعوب لا تخرج حين تكون تجد ما تقتات به، ولا تعرض نفسها للبطش والقمع عندما يكون لها ما تسدّ به رمقها. لذلك فخروج الشعب المغربي إنما هو لما أنزل به من ظلم اجتماعي من دون حق، ونتيجة لما ألقي على عاتقه مما لا يستطيع تحمّله.
فالمغرب بات علامة تجارية للفقر في العالم العربي مع أعراض اجتماعية واضحة متمثلة في ازدهار السياحة الجنسية وانتشار الجريمة وتفشي الفساد داخل المؤسسات واستحواذ التطرف الديني على فكر الكثير من الشباب وتغلغل موجة الاحتجاجات داخل القرى والبلدات في الوقت الذي كانت فيما مضى تقتصر على العاصمة وبعض المدن الكبرى كالدار البيضاء.
إن اللوحة التشكيلية الروسية "بورلاكي نا فولغي" (ساحبوا المركبة على نهر الفلغا) لم تعد ثقافة روسية أجنبية بالنسبة لنا كمجتمع مغربي، بل واقعنا المعاش ويحق لنا أن نغيّر اسمها ب"ساحبي المركبة على نهر أبي رقراق". وكذلك الأمر لقصة "آنا كرنينا" و"الإخوة كرمازوف" دون الحديث عن "الجريمة والعقاب" وغيرها، مما يبين أن مغرب القرن الحادي والعشرين يعيش في ظروف روسيا القيصرية مع أواخر القرن التاسع عشر بداية القرن العشرين. فأين هو مغرب "العهد الجديد" إذا؟
عندما كتب الكاتب الكبير الراحل نجيب محفوظ "زقاق المدق" و"الشحاذ" و"بين القصرين" فإنه كان يصف مدينته ومجتمعه، ولم يخطر بباله أنه يكتب عن واقع المغرب، وأنه بوصفه للقاهرة وأحيائها وناسها الطيب منهم والخبيث، إنما كان يصف المدن المغربية وأحيائها وناسها. والفرق بين البلدين والمجتمعين أن نجيب محفوظ كان يصف واقعا في عهد الالانجليز والخواجة، بينما نحن أصبحنا نعيشه اليوم في مغرب "العهد الجديد".
فهل المغرب في تقدم، كما يدعي النظام المخزني؟



#زكرياء_الفاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها الرفاق دولتنا تعوض المعطلين بمليار سنتيم
- كواليس قرار انسحاب العدل والإحسان من حركة 20 فبراير
- سرّ فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المغربية
- ربيع الحياة الجديدة
- اليسار وتحديات الربيع العربي
- انتصار العدالة والتنمية واستراتيجية السلطة المخزنية
- الديمقراطية في خدمة الإمبريالية لنكن حذرين
- المهاجر
- ليبيا ودلالات شذوذ التوجه
- الربيع العربي والآفاق الغامضة
- الربيع العربي في معادلة الشواذ
- الشعب يطالب بالكرامة لا بصدقة
- انتصار الشعب الليبي سيعطي انطلاقة جديدة للربيع العربي
- حرب إعلامية فاشلة
- شعب أمس غير شعب اليوم
- Madamme Font Du Picard
- من ذكرياتي مع الاتحاد السوفياتي
- الفيزازي من السلفية إلى الاشتراكية أو ما دمت في المغرب فلا ت ...
- الدولة ليست فكرة مجردة ولا جهازا فوق المجتمع
- رسالة عاشق


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - البابا نويل المغربي مرآة للوضعية الاقتصادية الحقيقية ببلادنا