أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكرياء الفاضل - عن شبح التغيرات والحلف الأطلسي والإسلام السياسي 3














المزيد.....

عن شبح التغيرات والحلف الأطلسي والإسلام السياسي 3


زكرياء الفاضل

الحوار المتمدن-العدد: 3751 - 2012 / 6 / 7 - 23:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الإسلام السياسي:
لا أريد، في هذا الجزء، اتهام أحد بالتواطئ مع مخططات الحلف الأطلسي، رغم الحلف التاريخي لهذا التيار مع الغرب بأفغانستان ضد السلطة الشعبية، لكن ما هو مؤكد أنّ تيار الإسلام السياسي إذا ما وقع بين خيارين أحلاهما مر بالنسبة له: التحالف مع اليسار الوطني أم مع الغرب؟ فالمرجّح أنه سيختار الغرب على اليسار، وذلك لاعتباره اليسار الوطني أشد كفر من الغرب. والمسألة هنا غير متعلّقة بالإيمان والعقيدة، وإن كان هذا الغطاء الديماغوجي الخارجي، بل هي قضية توجه اقتصادي-سياسي. فعداء تيار الإسلام السياسي لليسار الحقيقي ينبع من عداء طبقي مبني على الصراع من أجل البقاء. فالكل يعلم أن قاعدة هذا التيار تتكون أساسا من الطبقة البرجوازية الصغرى أو المتوسطة (تجار، حرفيين، أساتذة، أطباء، محامون..) أي من أولائك الذين لهم طموحات برجوازية شخصية صرفة، وتقودهم البرجوازية الكبرى التي تملك ما قد تفقده في حالة قيام سلطة شعبية تبني اقتصادها على دور المؤسسات العمومية. أما الدين فهو الدرع الواقي أو لنقل، بصراحة، الديماغوجية التي يستحوذون بها على مشاعر الناس قبل عقولهم. وممتلكات الإخوان المسلمين في مصر، مثلا، خير شهيد على هذا الطرح. فالإخوان المسلمون في مصر يمتلكون شركات ومدارس ومستشفيات وعقارات، وكلها ليست لله في سبيل الله، بل هي سلاح (تستقطب به المحتاجين والمعوزين على نهج المرشحين البرجوازيين في الحملات الانتخابية) خاضت به معاركها ضدّ السلطة المصرية بداية بجمال عبد الناصر، فأنور السادات، ثم حسني مبارك. وقد نستثني الأول لما حاول نهجه من اشتراكية، وإن كان فيها نظر، لكن بالنسبة للسادات ومبارك فإنه لا يمكن القول بأن الجماعة كانت تصارع النظام، بل كانت تتصارع مع منافسيها على السلطة داخل النظام، إذ هي لم تأتي بجديد، كعبد الناصر مثلا، بل تحاول تزيين النظام الرأسمالي بجبة الحلال. وقد بيّنت في مقال سابق، متواضع جدا، تحايل الأبناك الإسلامية على المواطنين مستغلة في ذلك قناع الدين. واختياري لهذه الأبناك لم يكن من باب العبث أو الصدفة وإنما جاء عن وعي وقناعة بأنها الوجه الذي يظهر حقيقة الرأسمالية من جهة،ويبيّن ماهية هذه المؤسسة المالية الطفيلية وغير المنتجة من جهة أخرى، وتكشف عن التوجه الجديد للمونوبول الرأسمالي العالمي نحو سوق الأوراق المالية أي الابتعاد عن الإنتاج.
بالطبع لست هنا موضع تشريح البنية الاجتماعية للتيار الأوصولي، ولا بصدد دراسة اقتصاده االإسلامي المزعوم، فهذه أمور باتت واضحة للكثيرين. بيت القصيد في هذا المقال المتواضع كشف الستار عن المسكوت عنه في الانتفاضات العربية ودور تيار الإسلام السياسي في مخططات الحلف الأطلسي.
لقد شهدت ميادين الربيع العربي في كل من تونس ومصر وسوريا و..المغرب (على خصوصيته واستثنائه) تواجد القوى اليسارية والعلمانية بقوة، كما تميّز الربيع بعدم مشاركة الإسلام السياسي فيه إلا بعد اشتعال ناره واشتداد لهيبه، وقد تكون ليبيا واليمن الاستثناءان الوحيدان لحد الساعة من هذه القاعدة. وهذا يعني أن الغرب بات أمامه ثلاث قوات أساسية على مسرح أحداث بلدان الربيع:
أ – اليسار وهو منبوذ أساسا من قبل الغرب وجهازه القمعي (الحلف الأطلسي) لتناقض الأسس الاقتصادية للنظامين وتضارب المصالح بينهما.
ب – العلمانية وهي شقّان: اليسار وتحدثت عنه؛ الليبراليون وهم وإن كانوا يعتنقون نفس الرؤية الرأسمالية الغربية لنمو المجتمع إلا أن توجّههم هذا سيشكّل عقبة صعبة المنال لتحقيق أهداف الحلف الأطلسي، إذ لن تكون له ذريعة يحتج بها كي يعطي مشروعية لاحتلال البلاد، ثم تقسيمها حسب مصالحه. لذلك فالليبرالية هي العائق في طريق وصول الليبراليين للحكم ببلدان الربيع العربي.
ج – الإسلام السياسي وهو لا يتناقض من حيث المذهب الاقتصادي الرأسمالي مع الغرب، لكنه يمتلك طموحات لإحياء إمبراطورية الخلافة وهذا يتناقض ومصالح الغرب الاقتصادية. لهذا وقع الاختيار عليه، حيث أنه سيعطي مشروعية لعدوان الحلف الأطلسي على هذه البلدان تحت ذريعة إنقاذ الديمقراطية والحرية، ثم افتعال تقسيم البلدان التي يرى أنه من صالحه فكّ وحدة ترابها الوطني. ولنتذكر تقسيم السودان في ظل حكومة العقيد البشير وهو ذو توجه أصولي، وكذلك العراق، ولو تحت سيناريو الإثنية، عمليا شماله (إقليم كردستان) منفصل عن باقي الدولة. ولننتبه لما بدأت بوادره تظهر باليمن، حيث أخذ بعض النشطاء يتحركون في اتجاه نزع بعض الأراضي السعودية الجنوبية، والحقيقة أنهم لعبة في يد الحلف الأطلسي الذي يطمح منذ عقود إلى تفكيك السعودية إلى ثلاث دويلات (بالشمال والوسط والجنوب وقد كتبت مقالا بهذا الخصوص منذ بضع سنوات نشر بهسبريس المغربية). لست هنا بصدد الدفاع عن السعودية الدولة التيوقراطية، فتوجهاتي السياسية معروفة لقراء الحوار المتمدن ولم تتغير بانهيار الاتحاد السوفياتي، كما هو الشأن للعديد ممن كانوا يدّعون الرفاقية، ولن تتغير ما حييت. كل ما في الأمر أنني أحاول التنبيه، قدر المستطاع، لمكائد المونوبول الرأسمالي العالمي وتحفيز اليسار الحقيقي على تحمل مسؤوليته التاريخية أمام الوطن. فنحن نرى كيف استطاع الغرب أن يحقق أهدافه الاستراتيجية في مصر بإفراز مرشحين، من نفس النظام، للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية حتى يفوز ممثل الإخوان المسلمين، لأنه من الواضح أن المصريين، في غالبيتهم الساحقة، لن يقبلوا بالفريق أحمد شفيق رئيسا لهم لارتباطه الوثيق بسلطة حسني مبارك. فهل فعلا للشعب المصري حرية الختيار؟ وحتى تتبدد شكوك البعض أذكرهم بالحرب على غزة. فوصول حماس للسلطة لم يكن صدفة، بل نتاج مخطط جهنمي نفّذ بعبقرية يحسد أصحابها عليها للحيلولة دون الاعتراف بالدولة الفلسطينية رسميا. ونحن اليوم نتيجة لهذا المخطط أمام فلسطينان: الضفة الغربية وقطاع غزة. فلمن نعترف؟ وهذه هي النتيجة المطلوبة لأصحاب تفكيك الوحدة الفلسطينية.
إذن وصول تيار الإسلام السياسي للسلطة مخطط إمبريالي يستهدف استقلالية شعوبنا وسيادتها.



#زكرياء_الفاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن شبح التغيرات والحلف الأطلسي والإسلام السياسي 2
- عن شبح التغيرات والحلف الأطلسي والإسلام السياسي 1
- الأبناك الإسلامية والتحايل على الجماهير الشعبية
- استخدام الدين لأهداف سياسية أو لماذا أعدم الحلاج؟
- مرة أخرى عن الشعبوية البنكيرانية
- التغيير في منظور عبد السلام ياسين
- محاكم التفتيش في ظل الربيع الإسلامي
- تازة تكشف عن عورة حكومة بنكيران
- نستمرّ أو لا نستمرّ؟ هذا هو السؤال
- المديونية ووعود حكومة العدالة والتنمية
- بنكيران وإخفاقات سياسته الشعبوية
- عربون دار بنكيران من تشكيلتها
- البابا نويل المغربي مرآة للوضعية الاقتصادية الحقيقية ببلادنا
- أيها الرفاق دولتنا تعوض المعطلين بمليار سنتيم
- كواليس قرار انسحاب العدل والإحسان من حركة 20 فبراير
- سرّ فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المغربية
- ربيع الحياة الجديدة
- اليسار وتحديات الربيع العربي
- انتصار العدالة والتنمية واستراتيجية السلطة المخزنية
- الديمقراطية في خدمة الإمبريالية لنكن حذرين


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكرياء الفاضل - عن شبح التغيرات والحلف الأطلسي والإسلام السياسي 3