أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زكرياء الفاضل - التغيير في منظور عبد السلام ياسين














المزيد.....

التغيير في منظور عبد السلام ياسين


زكرياء الفاضل

الحوار المتمدن-العدد: 3644 - 2012 / 2 / 20 - 23:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نشر موقع جماعة العدل والإحسان مقتطفا من كتاب شيخها ياسين يتعلق بمفهومهم للتغيير في بنيان المجتمع وإعادة هيكلة الدولة. وإذا كنا لا نختلف معهم في ما يخص التغيير وإعادة بناء الدولة المغربية، فإننا لا نشاطرهم الآفاق المتوخاة لمجتمعنا من خلال استراتيجيتهم الرامية إلى إخراج الجماهير المناضلة من جور وظلمة النظام المخزني للإيقاع بها في ظلامية الدغمائية العقائدية ومكائد محاكم التفتيش. ذلك لبينونة فهمنا للدولة والمجتمع الديمقراطي عن ما تدعي له الجماعة على لسان مرشدها. فنهجنا التغيير السلمي، ما لم يفرض علينا النظام المخزني أسلوبا آخرا، وبناء المجتمع المدني ودولة القانون، حيث تسود حقوق الإنسان والمواطن، ويشيع مبدأ تعددية الفكر واحترام الاختلاف في الرأي.
يقول الأستاذ عبد السلام ياسين مرشد الجماعة: "ليست طموحاتنا محدودة بموعد انتخابي أو تناوب على السلطة، لأننا نعلم أنّ تغيير حكومة أو دستور معيّن لا يكفل إلاّ بحل أزمة عرضية إن كفل وهيهات! ولا يستطيع إلا تهوية الجو السياسي ريثما يدفع تآكل النظام فرقة أو حزبا معيّنا إلى الانسحاب في مستراح المعارضة الحزبية ليلمّع صورته."
قد لا نختلف مع الأستاذ مرشد الجماعة فيما ذهب إليه من كون تغيير حكومة أو دستور لا يؤدي إلى تحقيق طموحات الجماهير المناضلة، وقد نتفق معه في كون بعض الأحزاب اختارت منتزه المعارضة طمعا في إحياء ماض لن يعود، لكن ما لا نتقاسمه مع الشيخ هو ما أخفته الكلمات وكشفته المعاني المشفرة بين السطور. فعندما يقول أنّ طموح الجماعة ليس محدودا بالتناوب على السلطة، فإنه يقصي كليا النظام الديمقراطي من حياة المجتمع ليستبدله بنظام شمولي دغمائي لا مكان فيه للاختلاف واحترام الرأي الآخر. وهذا يظهر جليا حينما يضيف:"إن تغيير وجهة المجتمع الذي ننشده لا يمكن أن يقتصر على سياسة موسمية هدفها التناوب على السلطة أو إصلاحات قصيرة المدى ينفذها تنواب ديمقراطي حقيقي أو توافقي مزيف.."
ليس من الضروري أن تكون عالم نفس مختصا لتكتشف إصراره على رفضه لمبدأ التناوب على السلطة الديمقراطي، الذي يلغي احتكار السلطة من طرف طبقة أو طائفة أو جماعة أو حزب دون باقي مكونات المجموعة البشرية. فالأستاذ عبد السلام ياسين ينشد غير ذاك، لكنه لا يجرأ على الإفصاح عن حلمه الحقيقي، الذي لا يتحقق إلاّ من خلال سلطة شمولية دغمائية مبنية على تكفير المعارضة وإقصاء فكر الآخر. لكن رغم هروب الأستاذ مريد الجماعة من الإفصاح عن فكره وهدفه بصراحة، فإنّ نواياه الحقيقية تخترق من وقت لآخر عتمة أسلوبه وضبابية مفرداته كما سيتضح من خلال تعبيره الآتي:"أفقنا التغيير العميق.." وسيتضح قصده بعمق التغيير من خلال ما يلي:"إن نظرتنا غير محدودة بنطاق الدولة القومية..، لأنّ غايتنا .. هي توحيد الشعوب الإسلامية في كيان واحد".
إذا شيخ جماعة العدل والإحسان لا يهمه التغيير الديمقراطي، ولا تحقيق مجتمع العدالة الاجتماعية، ولا حرية التعبير، بل إحياء الخلافة من الخليج إلى المحيط أي دولة الفقهاء وديكتاتورية رجال الدين، التي لا تختلف عن محاكم التفتيش في شيء. فهذا الكيان التاريخي عرف بإقصاء الرأي المخالف واحتكار السلطة والتشريع والفتوى وهيمنة الفرد على المجتمع.
إن الدولة التي يطمح لها شيخ جماعة العدل والإحسان لا تختلف ف بنيانها عن النظام المخزني إلآ في مخيلة أصحابها، لأنها هرمية الشكل تماما كبنية الجماعة الداخلية، حيث يقف على رأس هرمها الشيخ فحاشيته .. وهكذا إلى أن نصل لقاعدة الجماعة. بينما نحن نسعى لبناء دولة تنبذ الشكل الهرمي للسلطة، ونحلم بمجتمع خال من صراع الطبقات ويسوده التعاون الاقتصادي والثقافي بين المدينة والقرية، ويصوغ سياسته الفلاح والعامل والمثقف والموظف وكل فئات الشعب دون استثناء. لأننا لا نؤمن بالفكر البرجوازي لمفهوم الدولة الذي يجعلها جهازا وكيانا فوق المجتمع ، والإسلاميون هم برجوازيو الفكر والطموحات والانتماء خاصة القيادات (برجوازية صغيرة ومتوسطة). نحن نؤمن بكون الدولة نتاج المجتمع الطبقي كصراع بين مكوناته على وسائل الإنتاج والثروات، لذلك هي قائمة ما قام في المجتمع صراع الطبقات، وزائلة بزوال هذا الصراع. وهذا يدفعنا لاعتبار دولة الشعب مرحلة تمهيدية للانتقال إلى مجتمع يغيب فيه الصراع الطبقي.
في الوقت الذي يركز الفكر الأصولي على تآخي الطبقات، مثله مثل الفكر الاشتراكي الإصلاحي، وذلك من خلال الرحمة والشفقة والصدقة ومحبة فعل الخير أي من خلال عواطف مرتبطة بدرجة إيمان الفرد ومدا حسن تربيته، نسعى نحن إلى تقنين حقوق المواطن في العيش الكريم عبر دستور يحتوي على مواد وبنود تنص على إجبارية التعليم (إلى غاية الثانوية العامة-البكالوريا) والعمل والتطبيب وحرية التعبير والتجمع وتوزيع الثروات بالعدل..، مما سيوفّر العيش بكرامة لكل مواطن ولن يجعله يحتاج إلى صدقة أي كان.
إن فصل "التغيير" من كتاب "الإسلام والحداثة" لمرشد الجماعة عبد السلام ياسين يظهر التوافق مع التنظيمات الأصولية المتطرفة من حيث الاستراتيجية، ونتمنى أن تكون جماعة ياسين على خلاف معها من حيث التكتيك، الرامية إلى إحياء دولة الخلافة. وهذا خيار يقصي بوضوح باقي القوميات لصالح القومية العربية تحت قناع الدين. ربما أعضاء الجماعة يجهلون حركة الشعوبية، التي ثارت في وجه الخلافة مطالبة بحقوقها الثقافية والقومية عموما.

إن اختلافنا مع الأستاذ عبد السلام ياسين لا ينحصر فقط في مفهوم التغيير، بل يتعداه إلى مفاهيم أخرى كالديمقراطية والبديل الذي يطرحه لها ونعني الشورى، لكن هذا موضوع آخر سنرجع له في وقت لاحق مستقبلا.



#زكرياء_الفاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاكم التفتيش في ظل الربيع الإسلامي
- تازة تكشف عن عورة حكومة بنكيران
- نستمرّ أو لا نستمرّ؟ هذا هو السؤال
- المديونية ووعود حكومة العدالة والتنمية
- بنكيران وإخفاقات سياسته الشعبوية
- عربون دار بنكيران من تشكيلتها
- البابا نويل المغربي مرآة للوضعية الاقتصادية الحقيقية ببلادنا
- أيها الرفاق دولتنا تعوض المعطلين بمليار سنتيم
- كواليس قرار انسحاب العدل والإحسان من حركة 20 فبراير
- سرّ فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المغربية
- ربيع الحياة الجديدة
- اليسار وتحديات الربيع العربي
- انتصار العدالة والتنمية واستراتيجية السلطة المخزنية
- الديمقراطية في خدمة الإمبريالية لنكن حذرين
- المهاجر
- ليبيا ودلالات شذوذ التوجه
- الربيع العربي والآفاق الغامضة
- الربيع العربي في معادلة الشواذ
- الشعب يطالب بالكرامة لا بصدقة
- انتصار الشعب الليبي سيعطي انطلاقة جديدة للربيع العربي


المزيد.....




- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زكرياء الفاضل - التغيير في منظور عبد السلام ياسين