كراكوز عيواظ

غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 3856 - 2012 / 9 / 20 - 20:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كــراكــوز ـ عــيــواظ أو
جريدة Charlie Hebdo الفرنسية وأخبار ســـوريــا

بعد ضجة إعلامية مسبقة, نشرت جريدة شارلي هيبدو الفكاهية الانتقادية المتطرفة صورا كاريكاتورية عن نبي الإسـلام, أنذر مـسـبـقـا بعدم نشرها من السلطات الفرنسية ومن غالب السياسيين من اليمين والوسط واليسار, ومن مختلف الناطقين المسؤولين عن الديانات التي تمارس في فرنسا... ومع هذا نشرت الجريدة الصور الكاريكاتورية الممنوعة.. وقامت الدنيا ولم تقعد حتى هذه الساعة. وباعت الجريدة مائة ألف عددا نفذت قبل الساعة التاسعة من صباح البارحة الأربعاء...وسوف تعيد طبع وبث مائتي ألف عدد صباح الغد الجمعة 21 من أيلول 2011. وقد دعت بعض الجمعيات الإسلامية التي يبرز فيها السلفيون إلى التظاهر في العديد من المدن الرئيسية الفرنسية, ضد جريدة Charlie Hebdoورساميها الكاريكاتوريين.
وزارة الداخلية الفرنسية, حرصا ضد انتشار الفوضى والتجاوزات منعت هذه المظاهرة, علما أن احصائيات الراي العام أعطت لهم 54% بحق التظاهر. بينما صرح الناطق باسم الحكومة الفرنسية, بأن كل مواطن أو مؤسسة دينية تسيء إليها هذه الرسوم يمكنه رفع دعوى قضائية ضد الجريدة.................
هذا الحدث, بعد الفيلم القصير الأمريكي التافه الهزيل, تصويرا وإنتاجا وإخراجا, والذي يحاول بغباء كامل إعطاء صورة كاريكاتورية عن حياة نبي الإسىلام, والذي أثار العالم الإسلامي وأدى لاختراق وحرق العديد من السفارات الأمريكية, والتعدي على أربعة مسؤولين أمريكيين وقتلهم بفظاعة كاملة.منهم المسؤول الأول في السفارة, والذي يعرف أنه كان من أشد المشجعين والممولين والمسلحين للثوار الليبيين... رسوم شارلي هبدو والفيلم الأمريكي شغلا كليا جميع وسائل الإعلام الغربي من إذاعة وتلفزيون وصحف ومواقع أنترنيت...ولا شيء.. لا شــيء عن ســـوريــا. عــجــبــا..عـجـبـا.. عجبا!!!... صمت إعلامي كامل. مما يدفعني للتساؤل من يحرك كل هذه الخيوط الكاراكوزية.. ومن هم كراكوز ومن هو عيواظ؟؟؟!!!...
منابع إعلام وحيدة مسيطرة تـحـرك العالم وتحرك مصائرنا, حسب توجيهاتها وحسب مصالحها. حتى هيئة الدفاع عن حقوق الإنسان السورية الموجودة في دكان سمانة في لندن والتي يديرها من هذا الدكان ثلاثة أو أربعة أشخاص من الأخوان المسلمين اللاجئين إلى لندن. هذه الهيئة التي تزود غالب وسائل الإعلام العربية والغربية, بالإحصائيات الإنسانية والبشرية وعدد القتلى والأموات والأحياء وعدد مئات آلاف المتظاهرين والمعترضين.. لم نسمع لها صوتا في هذا الصمت الضبابي العجيب..أو هل يا ترى سوف تتحفنا بموسوعة أو مانيفست كامل عن المصير السوري, قبل آخـر هذا الشهر.. عندما تهدأ قصة رسوم شارلي هبدو والفيلم الأمريكي عن نبي الإسلام؟؟؟!!!....
*********
شـاهدت الفيلم وشاهدت قسما من الرسوم على الأنترنيت...والإثنان يتباريان بالتفاهة والغباء. وكم كنت أتمنى أن يقابلا بالهزء وعدم الاهتمام والإزدراء. وحتى برفع دعوى قضائية لمن يــشــاء... بدلا من كل هذه الحرائق والتهديدات والصراخ... مما دفع بعض المدافعين عن حرية الرأي الراديكاليين, إلى الدفاع عن الفيلم والجريدة, باسم حـرية التعبير المطلقة, واستنكار التهديدات والفتاوي بالقتل والسحل والحرق وقطع الأعناق التي يتلقونها. حتى أن موقع أنترنيت شارلي هبدو قد تعطل حوالي 36 ساعة, بدخولات هاكرية اختصاصية مجهولة. لذلك آمـل أن تــمــر مظاهرات السبت القادم بكل سلمية واحترام للقوانين المحلية, حتى لا يثار المزيد من الدعايات المغرضة من الأحزاب اليمينية المتطرفة ـ كــالــعــادة ـ ضد العرب والإسلام, وخلط جميع الأوراق ببعضها البعض... حتى نجهل دائما من يحرك من؟؟؟... ونعود لقصة كــراكــوز ـ عــيــواظ!!!..................
بالانــتــظــار.................
للقارئات والقراء كل مودتي واحترامي.. وأصدق تحية مهذبة.. حــزيــنــة.
غـسـان صــابــور ـ ليون فــرنــســا

#غسان_صابور (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل