أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زاهر الزبيدي - هل يقود الأنتحار الى الجنة ؟














المزيد.....

هل يقود الأنتحار الى الجنة ؟


زاهر الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3855 - 2012 / 9 / 19 - 12:53
المحور: المجتمع المدني
    


يحكى أن رئيس إحدى البلديات لأحد المدن اليابانية كان قد أنتحر! .. وليس بغريب على اليابانيين ثقافة الأنتحار تلك ، فهم أول من أوجدوا تلك الثقافة التي تمثلت بدافع الشرف وكوسيلة اعتذار وتكفير واستعادة الاحترام فرغم ان هزيمة اليابان باتت مؤكدة فى نهاية الحرب العالمية الثانية إلا إن هجمات الطيارين الانتحاريين " الكاميكازى " لم تتوقف على السفن الامريكية ..ليس على أمل تغيير مجرى الحرب بل تكفيراً عن فشلهم فى صد الهجوم و تقديم واجب الاعتذار لشعبهم .. فمن أغرب قصص تلك المرحلة والمؤثره جداً أن أحد الطيارين كان متزوج وكان التطوع يشترط ان يكون الطيار أعزب وصغير السن فذهب يبكى حزناً فقامت زوجته بإغراق نفسها مع بناته الثلاثه حتى لا تعوق رغبته فى الفداء !!
ونعود على ما بدأنا به من قصة ذاك الرجل ، فبعد كارثة زلزال مدينة كوبي اليابانية ( فناء المدينة ، عام 1995 ، خلال 20 ثانية ، 7.3 درجة / ريختير، 6400 قتيل ، بخسائر قُدرة بـ 100 مليار دولار ) ، وُجد رئيس بلدية المدينة منتحراً وهو معلق في إحدى الأشجار وقد ترك رسالة يقول فيها ( المسؤول الذي يعجز عن إيصال خدمة مياه الشرب لأبناء مدينته إثناء كارثة وطنية كهذه لا يستحق الحياة ) !!
لقد لاحظ زملائه أن الرجل وخلال تقديمه للخدمات للعوائل الناجية والمنكوبة انه كان شديد البكاء وكان يعمل بجد ليل ونهار طيل فترة الكارثة ولم يعرف احد سبب البكاء لكنة شوهد بعد ان قام بواجبة الوظيفي في ذلك اليوم بإجراء مراسم تقليدية بسيطة لدفن زوجته التي تأخر البحث عنها بسبب الأوليات لأنه قدم المساعدة للآخرين وبعدها اهتم بعائلته .. ولكنه فشل في أيصال المعونات المادية لأسر من المدينة .
لقد كان الأنتحار لغرض تقديم الأعتذار لتلك الأسر التي فشل في إيصال المعونات لهم .. قبل أكثر من ربع قرن على تلك القصة ولكنها كباقي الدروس اليابانية الذي قدمت للأنسانية معان جمة عن مدى تعلق المسؤولين بمسؤلياتهم وكم هم أمناء عليها .. وليس بآخره إنتحار وزير المالية الياباني .. ليس لكونه سرق .. ولكن لوجود مشكلة عائلية قرر على أثرها أن ينهي حياته منتحراً مع إعتذاره لعائلته ولحكومته .
أكثر من ربع قرن وما قبل ذلك .. نقف مذهولين ، احياناً ، مما يحدث في اليابان وكأن هناك نوع آخر من البشر .. مختلفين كنا كثيراً ، وفي كل شيء ، في المعاملات اليومية بينهم في أخلاقهم العامة في احترامهم للأخرين في ايثارهم وطنهم على انفسهم ، في قصص جمة ، نرى مدرسة للأخلاق .. لسنا بغريبين عنها إذا ما أحسنا إسلامنا ولكننا ما إن غفلنا عنه حتى تردى حالنا .. وساءت مقادير الحياة لدينا .
ففي العراق اليوم .. كم مدينة أو قرية ، ونحن لسنا في كارثة والحمد لله ، لا تصلها الخدمات .. وكم منطقة قاطعتها الكهرباء ومن زمن طويل .. وكم عدد العاطلين وكم عدد الأرامل .. وكم وكم وكم ... ولا أحد ينتحر ولا أحد يستقيل حتى .. نموت يومياً .. أو حتى يقترب الموت منا أقرب من أوردتنا .. ولا أحد يُسقط دمعة .. نساء واطفال تأكلهم عفاريت الأرهاب .. ولا أحد يستقيل .. ولا أحد ينتحر .. تصيبنا الفاقة ويغرق سبعة ملايين منا في الفقر ولا أحد يقدم إعتذاره .
فماذا لو أصابتنا كارثة ، لا سامح الله ، أعتقد أن من سيموتون من نقص الخدمات وعدم وصول المعونات أكثر ممن سيموتون بسبب الكارثة .. لكون الفساد سيكون شاخصاً في التوزيع .. وستفضل طائفة عن طائفة .. وقد يقتل بعضنا البعض من أجل لتر من الماء .. وسوف لن يكون رجل كرئيس بلدية كوبي يوزع المعونات .. فكلهم ، رؤساء البلديات والمسؤولين ، سيكونون هناك في أعالي البحار وفي دول الجوار يتمتعون بالغنيمة التي غنموها من جلودنا .. ولكنهم قد يشاهدون شاشات الفضائيات ، ليعرفوا كيف تركونا في خضم كوارثنا .. نعاني معهم .. وبدونهم.
انا لا أعرف رئيس بلدية كوبي ، ولا أسمه حتى ، ولكن هل سيذهب الى الجنة؟ .. أعتقد ان الله سيخلق لهم جنة خاصة بهم ، إولئك الذين لم يسلموا .. لأنهم يعرفون الله ..أكثر حتى مما نعرفه نحن ، فهم يعبدون الله بأفعالهم ونحن عبدناه بأقوالنا .. فالويل لنا .



#زاهر_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء ومليارات !
- مناسبة لتوزيع الجوائز .. أم سوق هرج
- .. هموم مدرسية في حقائب اطفالنا
- الفيلم المسيء .. ومجزرة صبرا وشاتيلا
- ذوي الأحتاجات الخاصة أمانة في أعناقنا
- خارطة طريق لأنقاذ الصناعة العراقية
- أطفال في علب معدنية
- ماذا جرى ل -بنين- ملاك البصرة
- هل من سبيل لتحرير أرواحنا من التعاسة
- أرض الرافدين .. أرض الألغام
- دعوة لإحياء ذكرى الضمير
- شعب يتمدد ووطن يضيق .. عراقي كل 40 ثانية
- للكواتم ضجيج يسمعه الموتى
- مأساة عراقية اسمها.. الشورجة
- ناقة في شارع فلسطين
- وجبات الجشع السياحي
- المشكلة ليست في السافرات
- كيف يتسلق العراقيون -هرم ماسلو- لتحقيق ذاتهم
- المفوضية العليا الطائفية للأنتخابات


المزيد.....




- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...
- خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا: انتقادات حقوقية ولندن تصر
- حملة -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تزيل مخيما لمهاجرين و ...
- الأمم المتحدة تطلب فتح تحقيق دولي في المقابر الجماعية في مست ...
- أرقام صادمة.. اليونيسيف تحذر من مخاطر -الأسلحة المتفجرة- على ...
- أهالي الأسرى الإسرائيليين يحتجون في تل أبيب لإطلاق أبنائهم
- بدء أعمال لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان بمقر الجامعة الع ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زاهر الزبيدي - هل يقود الأنتحار الى الجنة ؟