أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زاهر الزبيدي - أطفال في علب معدنية














المزيد.....

أطفال في علب معدنية


زاهر الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3846 - 2012 / 9 / 10 - 09:35
المحور: المجتمع المدني
    


لا أخالني اتصور أن لأولئك الأطفال الذين يجوبون "المزابل" ومناطق تجمع النفايات الكثيرة منذ الصباح الباكر .. أحلاماً بمستقبل أكبر من حجم العلبة المدنية التي يبحثون عنها بجد وكد وعذاب وقد يشتبكون بالأيدي واللآلات الجارحة "الكترات" من اجل موقع نفايات أو حتى من أجل علبه معدنية واحدة .
اطفال العراق لم يكن أحد يتوقع ان يصل به الحال الى ما هو عليه الأن من بؤس ومرض .. لقد كنا نأمل في ان يكونوا هم في أولويات جدول إهتمامات الحكومة والمنظمات غير الحكومية جميعها فحجم المأساة أكبر من الطاقات التي يمكن ان توفرها الحكومة بخططها التي تستهدف مستقبلهم بالتخطيط السليم .. لقد فتك بأجسادهم الغضة المرض قبل الفقر .. والفقر أهون بالطبع .. ولكن المرض هو مشكلتنا التي لازلنا غير قادرين على توفير الوقاية اللازمة لهم من تلك الأمراض.
الفقر والمرض ماهما إلا وليدا اليُتم الذي يتوشح به ملايين من أطفال العراق والكل يعلم أهمية وجود الأب في الأسرة لبناء التكوين الأجتماعي والأخلاقي له وليكون الدرع الحصين أمام العوادي القاهرة التي لا يتحملها في بداية حياته .. فـ "مصطفى" لم يبلغ السادسة من عمرة ويعمل مع مجموعة شباب في ورشة لصيانة العجلات ويقوم بأعمال شاقة جداً لا يتحملها جسده الغض ومن تلك الأعمال أعمال خطرة على حياته إلا أنها السبيل الوحيد ليساهم في دخل عائلته .. وهؤلاء مجموعة من الصغار مع عربة يجرها حمار بائس مثلهم يجوبون المنطقة للبحث في النفايات عسى أن يجدوا شيئاً مفيداً يغنون به نهارهم المتعب .
ناهيك عن الظواهر الجديدة في مجتمعنا والتي تمثلت بييع الأطفال وكأننا في سوق للنخاسة في بغداد ، وعشرات الأطفال تزهق ارواحهم شهرياً بفعل العمليات الأرهابية التي تطال اجسادهم البريئة ومثلهم يعاقون بأعاقات على درجة عالية مما يجعلهم رقماً صعباً في التخطيط الحكومي المتواضع إزاء ذوي الأحتياجات الخاصة بالقطر.
لا زالت منظمة اليونسيف تؤكد على التزامها بحماية حقوق اطفال العراق حيث أعلنت اعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) انها تؤكد من جديد التزامها بحماية وتعزيز حقوق 16 مليون طفل و يافع في العراق ولازالت ترصد الكثير من الحالات التي تتنافى والتطلعات التي يجب رسمها لمستقبل الطفل العراقي.
وليس بأخرها ما حصل للطفلة "بنين" من مدينة البصرة من جريمة شنعاء يندى لها جبين الأنسانية . فالأطفال لا زالوا جزءاً مهماً من جرئم الأعتداء الجنسي والأستغلال البشع مستغلين خوفهم من إخبار ذويهم بالحقيقية .
كثيرٌ من أطفال العراق عندما يسألون عن ما يرغبون في أن يكونوا عليه في المستقبل ، عندما يكبروا ، فترى أحلامهم تعكس الواقع الذي يعيشوا فيه فمنهم من يريد أن يكون طبيباً أو مهندساً أو طياراً .. ومنهم من يريد أن يصبح مدرساً ولكن الحلم الجديد الذي دخل الى مخيلة أطفالنا اليوم لا يتجاوز حجمه حجم العلبة المعدنية وهو أن يجمع اكبر كمية ممكنة من العلب المعنية كي يؤمن قوت يومه .. دعونا لا نفرط في الأمل بأن هذا الحلم سينتهي في يوم قريب فأيتامنا كثر وامراضنا تتنوع وليس لدينا قانون للطفل يساهم في الخلاص الأكيد من معوقات نموه نحن بحاجة لقانون مدعم برؤية واضحة لمستقبل الطفل يفترض بشكل جدي بان الطفل سيكبر يوماً ليصبح يافعاً فكيف ستكون علاقته بالمجتمع ؟ وحينما يصبح رجلاً كيف سيربي أطفاله على حب الوطن ؟ الذي بخل عليه بعلاج أو حتى بلقمة يسد بها رمقه أو بالرأفة التي تخفف عنه ثقل تلك الأيام الصعبة وتخفف عليه مصيبة يُتمِه .



#زاهر_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا جرى ل -بنين- ملاك البصرة
- هل من سبيل لتحرير أرواحنا من التعاسة
- أرض الرافدين .. أرض الألغام
- دعوة لإحياء ذكرى الضمير
- شعب يتمدد ووطن يضيق .. عراقي كل 40 ثانية
- للكواتم ضجيج يسمعه الموتى
- مأساة عراقية اسمها.. الشورجة
- ناقة في شارع فلسطين
- وجبات الجشع السياحي
- المشكلة ليست في السافرات
- كيف يتسلق العراقيون -هرم ماسلو- لتحقيق ذاتهم
- المفوضية العليا الطائفية للأنتخابات


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زاهر الزبيدي - أطفال في علب معدنية