أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حربي - غزوة جرافات أمانة العاصمة القندهارية لشارع المتنبي ببغداد!














المزيد.....

غزوة جرافات أمانة العاصمة القندهارية لشارع المتنبي ببغداد!


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 3854 - 2012 / 9 / 18 - 21:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلمات
-421-
طارق حربي
غزوة جرافات أمانة العاصمة القندهارية لشارع المتنبي ببغداد!
بدون سابق إنذار قامت جرافات وبلدوزرات أمانة العاصمة القندهارية أمس الاول، رفقة رجال الامن، بتحطيم بسطات باعة الكتب ومظلاتهم في شارع الثقافة العراقية شارع المتنبي التراثي ببغداد، مؤسسات حكومية بائسة بمباركة الاسلام السياسي حاكم البلد، إما أنها تهجم على النوادي الاجتماعية أو تحظر لمناقشة تحريم الخمور في البرلمان قريبا وتصدر قانونا، أو تهجم على سوق الكتب في شارع المتنبي وتضرب فئة من العراقيين في مصدر رزقهم، وكان عليها حل مشكلة البسطيات بطريقة حضارية كما في الدول التي تحترم مواطنيها، فتخصص لهم اكشاك بيع الكتب والقرطاسية بإيجار شهري دون هذا الاعتداء، حكومة إسلام سياسي على عراق تتقوض أركانه وتنهب ثرواته، لم تتفق على قانون النفط والغاز ولاالبنى التحتية، وكلما اشتدت الازمة وأعلن عن عدم الاتفاق، هجموا على مصالح العراقيين ومصدر رزقهم وثقافتهم وهويتهم الوطنية، الثقافة العراقية أصلا تشكو القحط بعد تسع سنوات على التغيير وتسع ميزانيات انفجارية تقدر بأكثر من 800 مليار دولار، لم تحظى منها الثقافة بما يعيد مجدها في الستينيات والسبعينيات ماقبل الفاشية البعثية، لكن تجهيل الناس وتبكيت ضميرهم ومسيرات اللطم المليونية هي من تدعمها حكومة المالكي خيمة الفاسدين، كل الموجودين في المشهد السياسي العراقي الذين جاؤوا من المعارضة أو من سوق مريدي إلى حكم العراق لاعلاقة لهم بالثقافة لامن قريب ولا من بعيد، وزوال شارع المتنبي في نظرهم حاجة متطلبة لإكمال دورة التجهيل بعد اكتمال دورات العنف والفساد والمحاصصة وغيرها.
إن تهشيم بسطيات باعة الكتب بالجرافات، تحيل إلى جرافات البعثيين والمقابر الجماعية لافرق، إلى دفن الشيوعيين أحياء سنة 1963 وكتبت ذات مرة عن العلاقة الحميمة بين حزب البعث والشفلات، وفاتني أن اكتب عن علاقة الشفلات بحزب الدعوة حتى انتشر خبر غزوة شارع المتنبي!
شارع الثقافة (المغلق منذ العملية الارهابية التي طالته سنة 2007) يعتبر المتنفس الوحيد الباقي ببغداد للثقافة ورموزها، وملتقى الادباء والمثقفين وإدارة الندوات التي تعنى بالفكر والثقافة والاحتفاء بالمبدعين من داخل العراق وخارجه، تطاله جرافات أمانة العاصمة بموافقة الحكومة بعد انسداد آفاق العملية السياسية، ولامفر إلا بضجة اعلامية تعقب هجوما سيء السمعة على فقراء العراق ومثقفيه، فبغداد وأربيل في خصام دائم على توزيع الثروات وقل نهبها، وقوانين تهم حياة المواطنين مثل النفط والغاز والبنى التحتية وغيرها لم تتفق عليها الكتل البرلمانية، فوجدوا في الثقافة العراقية (حايط نصيص) لإشغال الشارع العراقي، في إطار أسلمة الدولة والقضاء على كل مسعى تنويري يبدد سجف الظلام العراقي!
رجال أمن وجرافات وبلدوزرات تقتحم شارع المتنبي ياللهول؟!، وكان البغداديون يمنون النفس لو أن غزوة المتنبي تكون في شوراعهم لا في شارع الثقافة!، في حملات تنظيف لاتكسير بسطيات، وتعبيد الشوارع ورفع النفايات عن شارع الرشيد مثلا، وهو علامة فارقة في العاصمة، وتتنشر الزهور وتعيد بغداد نظيفة زاهية لا ملحاء متشحة بسواد لافتات المناسبات الدينية!
شارع الثقافة العراقية الذي رفد الثقافة العراقية منذ عشرات السنين وساهم بطباعة نسخ رخيصة لكتب مهمة ومحظورة في عهد النظام الساقط ، يعتبر مصدرا مهما وكرنفالا ثقافيا تتصاعد حدته في يوم الجمعة، يهجم عليه بالجرافات والبلدوزرات في غزوة اسلامية مدفوعة من الحكومة أو بموافقتها، مثل عار تكليف الصغيرات في المدارس العراقية، واضح أن الحكومة تريد أن تجهز على ماتبقى من نشاط ثقافي وفكري لآن الشارع يهدد وجودها وفسادها، والمثقف العراقي الذي يرتاد الشارع شأن أي مثقف عضوي ملتحم مع قضايا شعبه يضع علامات استفهام ويحرض الناس على الانتصار لحياتهم من الحكم الفاسد الظلامي، فمن الطبيعي أن تقوم جرافات أمانة العاصمة القندهارية بسحق شارع المتنبي، وفي المستقبل القريب إذا ماصمتت النخب الثقافية العراقية ومنظمات المجتمع المدني أمام هذا الفعل الاجرامي ولاتصدر بيانات إدانة، فسوف تورق حكومة المالكي كتاب البعث كيف وماذا فعل سابقا في الثقافة والمثقفين وتتبع أثره : قتلا ونفيا وسجنا وملاحقة وتشريدا .. والايام بيننا.
18/9/2012
[email protected]



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملصق عن الحجاب في جامعة بابل وعار حفلات التكليف في العراق
- ردا على علي الدباغ وطارق حرب : آووا السوريين مثلما آووا العر ...
- سميسم والمالكي : -لقاء حبايب- انهى ازمة سحب الثقة ؟!
- قصر نظر المالكي في علاقات العراق الدولية!
- استطلاع رأي.. البرلماني العراقي في مواجهة التحديات / أجراه ع ...
- الناصرية : افتتاح معرض الفساد الدائم!
- استنساخ المالكي : شطحة أم تخدير !؟
- عمليات بغداد: لماذا لم تعتبر تفجيرات اليوم خرقا نوعيا !؟
- حكومة المالكي تجيز استخدام السلاح لقتل الشعب العراقي!
- إيران والكويت والعلم العراقي !
- الف مبروك ..المحاصصة الحزبية تضع توأما في بلدية الناصرية!
- مكرمة رئيس الوزراء لاهالي الناصرية والديوانية !
- حصتي من النفط
- غدا يوم جديد (دموع امرأة عراقية)
- لماذا يكذب الشهرستاني على العراقيين بخصوص الكهرباء !؟
- لماذا يطالب الدباغ بقمة اسلامية في العراق!؟
- هل ينام الرئيس الطالباني في القمة العربية ببغداد !؟
- بانتظار -حجي- بايدن !
- لماذا تطاول سليماني على العراق!؟
- شهرودي لاأهلا ولامرحبا بك في العراق!


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حربي - غزوة جرافات أمانة العاصمة القندهارية لشارع المتنبي ببغداد!