أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق حربي - غدا يوم جديد (دموع امرأة عراقية)














المزيد.....

غدا يوم جديد (دموع امرأة عراقية)


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 3696 - 2012 / 4 / 12 - 20:24
المحور: الادب والفن
    


راحت تنشج وتنشج وتهطل دموعها مدرارا !
انهارت مشاعرها في لحظة صدق مع نفسها ومحدثها، تخلت عن هدوئها وخرجت عن وقارها، الذي ميزها منذ أول حوار افتراضي بينهما، ومن عمر الزمن فاجأتها لحظة هاربة، كانت تعالج فيها وحدتها واضطراب عواطفها، يأسها وخذلانها، خيبتها في الزواج وسنوات عزلتها، وكم ندبت حظها العاثر الذي رماها بين يدي رجل لايستحقها!؟، تركها نهبا للضياع وكلام الناس : ملامة أو شفقة وسلمي أمرك بيد الله!

طغيان حروب حصار احتلال ثم عهد ديمقراطي فاسد بكل ماللكلمة من معنى، كلها أكلت من جرف المرأة العراقية، وقبلها كان النظر إليها بدونية وربما أحيانا ضربها بوحشية، المعاملة القاسية من الاب والاخ والزوج في ظل انعدام التشريعات القانونية اللازمة، التي تحميها قبل الزواج وبعده، كانت تصغي فيما هو يستعرض ذلك كله وأكثر خلل دموعها !

كم حاول - في كل مرة يلتقيان فيها - أن يعيد سبك ماتحطم في داخلها، مماحطمته الاقدار - منذ مئات السنين - في دواخل الكثير من العراقيات، أن يعيد إليها الثقة بنفسها، وتوازن كيانها الانساني، وضبط ايقاع حنانها ورقتها وأنوثتها، على نغمات أن الزمن كفيل بتطييب أعمق الجروح والفات مات!

كم كان يحبها ..!؟
سعى دوما إلى شراء سعادتها بفكرة ضحكة قفشة قصيدة خاطرة دارمي بيت شعر قديم تعليق نقد ساخر وغيرها كثير، ليعيش معها نعيم الحب المفقود، لكن ثمن سعادتها كان باهظا بعد مرِّ التجربة وقساوة قلب الرجل ولامبالاته، كان يرفع من معنوياتها بتذكيرها أن المطلقة في المجتمع الذكوري، هي إنسانة أيضا، مرت بزواج تقليدي فاشل، لكن هذا ليس نهاية المطاف!، وكما أن على المرأة أن لاتنتكس نفسيتها بعد طلاقها، عليها أيضا أن لاتبتئس في حال فشل زواجها الاول، كان يسرد أمام دموعها المتساقطة بغزارة على خد المجروحة بكبريائها، تواريخ وتجارب نساء من شعوب مختلفة، نهضن من الرماد وحافة اليأس إلى النجاح والسعادة!

لكنها كسرت القاعدة هذه الليلة حينما أخذ نشيجها يتصاعد في وحدتها البعيدة بين أربعة جدران، فيما دموع حرى تغسل وجنتيها الناعمتين اللتين يحبهما كثيرا ويمني النفس بتقبيلهما يوما ما!، وترسم خرائط ألم وندم على الوجه الطفولي البرىء.

أخذتها رغبة عميقة في البكاء بين ذراعيه الممدودتين إليها في الآفاق وبين جوانحها !

قال لها وصعقة ألم مردت قلبه في المنفى البعيد مردا، مخففا من تباريح آلامها واستمرار بكائها، آه كم أحبك ياامرأة ؟، قالت : أنت احتويتني ومددتَ يدك إلى بئر الحرمان وأنقذتني فشكرا لك، قال أحبك كثيرا وأبذل المزيد من أجل سعادتك، وفيما كانت عيونه تتوسل القرب منها، كانت عيونها - مثل لبوة مجروحة - تلمع في ظلام العراق البهيم!

لكنه لم يرتبك في حياته - كما يتذكر - مثلما ارتبك هذه الليلة أمام سيل دموعها المنحدر، شاعرا برغبة عميقة في احتضانها وكفكفة الدموع بمنديل أبيض، فيما هي ترفع خصلة من شعرها الاسود الفاحم عن شباب دائم، ونضارة فتاة كانت مدللة قبل الزواج !

تمنى عليها أن تترك الحديث عن الماضي نهائيا، وتشعر بطعم الانتصار عليه بعد أن تطلّقه بقوة حاضرها، وحضورها الشخصي وجمالها وسحرها، وترى إلى المستقبل بعين الانفتاح والامل، هي عاهدته على ذلك وأخذ يكفكف دموعها بالكلام الجميل والحب ويقرأ لها أشعارا، قبل أن تنبلج خيوط الفجر الاولى، وتصدح بلابل العراق معلنة يوما جديدا.

11/5/2012
[email protected]



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يكذب الشهرستاني على العراقيين بخصوص الكهرباء !؟
- لماذا يطالب الدباغ بقمة اسلامية في العراق!؟
- هل ينام الرئيس الطالباني في القمة العربية ببغداد !؟
- بانتظار -حجي- بايدن !
- لماذا تطاول سليماني على العراق!؟
- شهرودي لاأهلا ولامرحبا بك في العراق!
- السنيد وبيع الوزارات العراقية!!
- الناصرية : تركوا حرامية المليارات وركضوا على الشرطي أبو الوا ...
- رئيس مجلس لملوم ذي قار وحقوقه التقاعدية!
- حملة ايمانية طلفاحية لإمام جمعة الناصرية!
- العراق .. إبادة جماعية وحكومة وبرلمان فاشلان!
- حكاية مع الشاهرودي مرجع حزب الدعوة الجديد !
- نشالة الناصرية وبيع الوزارات العراقية!
- .....
- الطالباني نهب المليوني دولار وتنكر للعراق في الأمم المتحدة!
- تحريم الموسيقى والغناء في الناصرية!
- الناصرية بين حيتين!
- الصدر (يشكر) المالكي (يرحب) .. والتيار يتذبذب!
- وزير كهرباء بمليارين!
- صوتك أرعبهم زلزل عروشهم الخاوية فقتلوك يامنارة عراقية هادية!


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق حربي - غدا يوم جديد (دموع امرأة عراقية)