أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حربي - الصدر (يشكر) المالكي (يرحب) .. والتيار يتذبذب!















المزيد.....

الصدر (يشكر) المالكي (يرحب) .. والتيار يتذبذب!


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 3485 - 2011 / 9 / 13 - 10:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلمات
-393-
طارق حربي
الصدر (يشكر) المالكي (يرحب) .. والتيار يتذبذب!
وضع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يوم الاثنين الماضي، ثلاثة شروط مضحكة لتأجيل التظاهرات، وكان مؤملا اندلاعها بوجه حكومة المحاصصة والفساد وزعماء الطوائف، في يوم الجمعة الماضية، والشروط بحسب بيان لمكتب الصدر :
1- اعطاء حصة من النفط العراقي لكل مواطن!
2- تشغيل ما لا يقل عن 50 ألف عاطل عن العمل في جميع المحافظات!
3- توزيع الوقود على المولدات في جميع المحافظات مجانا!
***
الشرط الأول لم يُعمل به في كل دول العالم المصدرة للنفط، سواء في أوبك أو خارجها!، وتوزيع الثروة بهذا الطريقة، دون تشريعات برلمانية وتوافقات انبنت عليها العملية السياسية، تعد ضربا من العبث، لكن تدغدغ مشاعر الفقراء والمسحوقين في الشعب العراقي، ممن أهملتهم الحكومة وسرق منهم المسؤولون الفاسدون، حصتهم من ثروات البلد بما فيها النفط.

ولعل الشرط الأول يحمل رسالة إلى المسؤولين الفاسدين، بضرورة التقليل من فسادهم وسرقة للمال العام، والالتفات إلى تحسين حياة الفقراء بأسرع طريقة مضحكة!، لكسب الشارع العراقي لصالح الزخم الصدري لاحقا!، لكن حتى هذه النقطة - توزيع عائدات النفط - أحبط بها الصدر المحكوم بمرجعية الحائري المقيم في إيران، لتنفيذ أوامر الولي الفقيه، بما يتلاءم ومصالح طهران لامصالح الشعب العراقي، وفي مقدمتها تقديم كل انواع الدعم والاسناد لحكومة المالكي الكرتونية، ليظل ملف العراق مفتوحا على طاولة أي صفقات أو احتمالات أو مفاوضات بين واشنطن وطهران، وبدلا من وضع الشروط الهزيلة، كان على الصدر وتياره الضال، المشاركة الواسعة في تظاهرات جمعة البقاء 9/9 ، والضغط على الحكومة للاستجابة إلى مطاليب الشعب العراقي العادلة، في مقدمتها استتباب الأمن وتحسين ظروف الحياة المعيشية وتوفير الخدمات الضرورية للمواطنين، والكف عن اطلاق القطعان لقتل المعارضين بكواتم الصوت الرهيبة!

ويبدو الشرط الثاني أكثر اضحاكا، فنسبة الـ 50 الف عاطلا لاتتناسب مع ملايين العاطلين العراقيين ومعاناتهم، بمن فيهم خريجو الجامعات والمعاهد خلال السنوات الماضية، ذلك أن الأحزاب الطائفية والقومية المشاركة في نهب العراق وإفقار مواطنيه، لافي إعماره والعمل على رفاهية شعبه، تكاد تكون معدومة الحس الوطني إلا ماندر في هذه الشخصية أو تلك، ولم تكلف نفسها عناء وضع برامج وطنية، لتشغيل العاطلين ضمن خطط خمسية أو عشرية أو طويلة الأمد، ولم تبدي حماسا أو مسؤولية لتدوير عجلتي الزراعة والصناعة، عماد أي تقدم وازدهار في البلدان، فيما بقيت الوظائف رهنا بنظام المحاصصة الحزبية، والمحسوبية والمنسوبية، وصلت إلى حد استيلاء المسؤولين، على نسب منها لتوظيف الأقرباء والأصدقاء وغيرهم!

أما الشرط الثالث فيبدو أنه شراء سكوت المواطنين، على عدم قدرة الحكومة الفاسدة على بناء محطات كهربائية، مثل الحكومات التي استعادت بناء المحطات بعد اشهر على انتهاء الحرب أو الغزو، كلبنان والكويت!

إن حكومة المالكي التي أقنعت الصدر، بعدم خروج تياره بتظاهرة جمعة البقاء بتأريخ 9/9، وكانت تخشى عواقبها على حكمها المهزوز وتحسب لها الف حساب، انتهت بقتل البطل الأسطورة العراقية هادي المهدي، بكاتم صوت قبل أقل من يوم واحد، لانطلاق تظاهرة عارمة أسماها الشهيد "جمعة البقاء" ، وأسماها العراقيون جمعة هادي المهدي!
ماذا نقرأ في هذه الحادثة !؟، نقرأ تمهيد الطريق أمام التيار الصدري لتسيد الشارع المغلق أصلا، لأجندات الأحزاب الايرانية الفاعلة في المشهد السياسي، وكأني بالصدر يقدم شكره إلى المالكي عرفانا لمقتل المهدي لاأكثر ولاأقل! وإزاحته من المشهد العاصف، تعقبه تظاهرة شكر مشبوهة سرعان مارحب بها المالكي!، وتجيير أي تظاهرة مطلبية لاحقة لصالح التيار الصدري، ولاتخرج إلا من جبته!، على الطريقة الايرانية في قمع التظاهرات المطلبية الشعبية، والسماح لتظاهرات المؤسسة الدينية لاغير!، في اتفاق ضمني بين دولة القانون والتيار الصدري بمباركة ايرانية، على عدم منح الشرعية والفرصة لتظاهرة الشباب العراقي، التي مثلها المهدي أصدق تمثيل بكل عنفوان العراقي، وقادها بشجاعة منذ 25 شباط الماضي، وأطالب بإدراج ماأعلنه الشهيد من مواقف صادقة وشجاعة ضد حكومة الفساد والمحاصصة، على طريق الحرية والديمقراطية الوليدة وحقوق الإنسان، في المناهج الدراسية وتدريسها للاجيال العراقية القادمة.

وهكذا هو التيار بلا رأي راجح لانعدام وجود منظرين في زعامته أو عقلاء، وهو تيار عائم في البلاد العائمة ذات الدهاليز المظلمة الطويلة!، فهنالك تراكم من الأخطاء في التعاطي الواقعي مع القضية العراقية، عبر مسيرة التيار التي لم يصبح فيها مقتدى صدرا ثالثا!، فمرة يقف ضد ترشيح المالكي للوزارة ويضع عليه خطوطا حمرا، بحسب تصريحات نارية لبهاء الأعرجي أحد زعماء التيار، ممن ابتلى بهم عراق مابعد صدام حسين، وأخرى يؤيده!، وثالثة يقول بأن عادل عبد المهدي هو من يمثله، ورابعة يرى بأن جعفر الصدر الأقرب إلى فكره، وخامسة يقول بأن الجعفري هو الأقرب إلى خطه السياسي .. وغير ذلك كثير!

ولانريد العودة إلى أبعد من ذلك أي إلى تحالفات التيار المشبوهة مع هيئة علماء السنة بعد سنة 2003، المتهمة أصلا بالتعاون مع المخابرات الصدامية والارهابي الزرقاوي، أو المطالبة بتشكيل حكومة ظل!، أو دعوة الصدر في شهر شباط الماضي إلى اجراء استفتاء عام يشمل حتى كردستان!، وطرح أسئلة على المواطنين حول الخدمات المقدمة إليهم، ثم امهال الحكومة فترة ستة أشهر لتحسين أدائها، وقد انتهت المهلة، ثم اعطاء وعود بتظاهرة مليونية إن لم تنفذ الحكومة مطاليب التيار الصدري!

مامعنى تذبذب التيار مؤخرا من التصريحات النارية ضد حكومة المالكي، وتهديدها بتظاهرات مليونية، إلى التخاطب بنعومة معها وتسيير تظاهرة شكر وامتنان لمواقفها!؟

لم افهم من موقف الشكر الصدري بموافقة الحكومة على مطالبه!، وتسيير تظاهرة شكر يوم الجمعة القادمة، إلا من باب ضحك الحكومة على الصدر، وضحك الحكومة والصدر معا على الشعب العراقي!، حيث لامطاليب حققتها الحكومة للصدر بهذه السرعة القياسية!، وهذا هو عضو الائتلاف سعد المطلبي الذي وصف مواقف التيار الصدري بـ "الوطنية" يقول " ان معظم المطالب التي تقدم بها التيار الصدري تحتاج إلى وقت كي تتحقق"

وتصريح القائمة العراقية "إن أي من المطالب التي تقدم بها التيار الصدري لم تتحقق لغاية الآن وبعضها غير ممكنة التحقيق"

وتصريح آخر للناطق باسم حركة الوفاق الوطني عادي الظالمي "إن المطالب التي تقدم بها التيار الصدري صعبة التطبيق ولم يتحقق منها أي شيء لغاية الآن"، و... أن "بعضها لا يمكن تحقيقه".
***
تيار متذبذب بلاعقيدة عراقية، وحكومة لاأمل في اصلاحها بدأت تقتل معارضيها بكل قسوة، لأنهم طالبوا بالكهرباء والماء الصالح للشرب والوظائف والأمان، وهدنة جديدة تشبه هدنة المئة يوم المالكية، وهذا هو العراق يغلي نظرا لما يعانيه من انتشار الفساد على نطاق واسع، وتصفية المعارضين بكواتم الصوت، وارتفاع نسب البطالة والركود الاقتصادي وتدهور الأحوال الخدمية والمعيشية، وعلى شباب العراق أمله ورجاؤه عدم التعويل على مشاركة التيار الصدري في التظاهرات المطلبية القادمة، وهو المشارك في السلطتين التشريعية والتنفيذية، والموجه من الخارج بأجندات إيرانية، عليهم التصدي لحكومة المالكي الفاسدة المستبدة بكل الوسائل السلمية المتاحة، لتصحيح المسيرة الديمقراطية التي دفع العراقيون من أجلها ثمنا غاليا.



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزير كهرباء بمليارين!
- صوتك أرعبهم زلزل عروشهم الخاوية فقتلوك يامنارة عراقية هادية!
- ميناء مبارك والشارب العراقي!
- الشلاه وتدريس نظريتي الشيعة والسنة في العراق!
- من أقوال وزير الدفاع وكالة !
- رسالة مفتوحة إلى السيد مقتدى الصدر حول (ربط الفاسقين بالناصر ...
- كلمات -386- لو كان وزير الكهرباء من دولة القانون..هل يقيله ا ...
- عزل رئيس المفوضية أم صراع على السلطة والمال النفوذ!؟
- الفضلاء والكهرباء والناصرية !
- إعاقة تظاهرة شعب الناصرية .. باطل !
- كلمات -382- استعراض طائفي بامتياز ويهدد الأمن القومي العراقي ...
- هل كان التحالف الكردستاني شريكا في (كذبة) الشراكة الوطنية!؟
- السيد رئيس وأعضاء مجلس النواب العراقي..الله يلعن وجوهكم !!
- الحل في أربيل..ولكن !؟
- وزير عراقي فاشل ينظّر لثورة الشعب السوري العظيم !
- تصريحات الأعرجي مطلوبة أميركيا !
- ال هيب هوب والراب في البصرة..كل شيء جميل يأتي من ثغر العراق ...
- بلاوي امام جمعة الناصرية!
- المالكي والدباغ : واحد يجر بالطول واحد يجر بالعرض!
- ماذا وراء زيارة عمار الحكيم إلى مدينة الناصرية..!؟


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حربي - الصدر (يشكر) المالكي (يرحب) .. والتيار يتذبذب!