أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - المسايرة والانتماء ..الوحدة الجدلية بين الفردية والجماعية















المزيد.....

المسايرة والانتماء ..الوحدة الجدلية بين الفردية والجماعية


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 3833 - 2012 / 8 / 28 - 10:10
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


نحن معشر البشر نساير لكي نقلل مخاوفنا ، نزيد انتماؤنا للاخرين حتى نشعر بالمؤانسة معهم لأن الحياة هي أنُسْ وُمؤانسة ، وتؤكد لنا الادبيات النفسية بأن المسايرة هي الحاجة للانتماء فالاشخاص ذوي الحاجات الشخصية القوية للانتماء معرضون بالذات للمسايرة هذا ماعبر عنه "ووكر وهينز" . تضيف لنا موسوعة علم النفس والتحليل النفسي بقولها ان الانتماء هو انتساب الفرد الى جماعة معينة او حزب معين او ناد معين او عمل معين بمعنى كونه عضوا فيه او واحداً منه ، له ما لافراده من حقوق وعليه ما عليهم من واجبات .
رغم ان المسايرة هي مصادرة لبعض خصوصياتنا إلا انها كما اسلفنا تعطينا الانتماء ويقول البعض منا ان المسايرة هي طريقة للسلوك تساعد الشخص على ان يحظى بالقبول والحب من الاخرين وهي ميزة كثيرا ما يفتقدها من تحوم في نفسه هواجس القلق ، او ينتابه القلق الهائم بين حين وآخر او ربما تمزقه لحظات الوحدة او يشقى جسديا ويصل به الاحتقان في بعض اقسام الجسم لحد لا يحتمل ، فلا عجب ان نلاحظ البعض منا يشعر بتنميل في بعض اعضاء جسده الخارجي او اطرافه وهذا الاخر من ضغط في البلعوم او فم المعدة اواو حرقة فيها او ذلك من دق في الجبهة الى آخر هذه الاحساسات الغريبة ويندر ألا تكون هذه الاحساسات مصحوبة بقلق عصبي صريح..ولو تمعنا اكثر في ذلك لتبين لنا وجود كمية من القلق الهائم تطوف بنفس اي منا في لحظة نفقد السيطرة على انفسنا ، انه ينبؤنا بحدوث شئ ينتظر هذا الهائم ويترقب الاحداث حتى يعلق بأول فكرة مناسبة يتشبث بها لكي يخلق حالة تتميز بعدم التوازن .. انها الوحدة وفقدان الانتماء الناجمة عن تمزقه بين حقيقة "ماهو عليه" وبين ما "يعتقد أنه مع ذاته" إنه ممزق وتتعمق الحالة وفجوتها بين ميوله العميقة وبين سلوكه الخارجي .. أليس المسايرة حلا يمكن ان تخلق ولو جزءا من التخفيف!! ويكون الانتماء ولو بمصادرة جزء من الخصوصية حلا وان كان اعرجا او مبتسراً ..
أن انساننا في العصر الحديث ..العصر الاحدث هو إنسان عصر الاليكترونيات والتواصل الافتراضي ومشكلات البيئة والمعيشة والصعوبات والهزات الاقتصادية والاجتماعية والتحولات السريعة التي ترافقها الصدمات والازمات لايحرضه عقله ولا فكرته الواعية ، بل انفعاليته وربما .. المرضية ..ألا يحتاج الى الانتماء ..والانتماء يقود للمسايرة حتماً.
ينبغي ان نبحث عن توازن وتكيف ، علينا ان نجد حلولا حقيقية لا نكذب بها على انفسنا ، لاننا استهلكنا التحايل على انفسنا بقبول الحال كما هو عليه لكنه في النهاية يقودنا الى المرض شيئا فشيئا .. ورجائي للقراء ان لا يتشبثوا بالطب كوسيلة للعلاج ، لأن الطب يعرف عن المرض أكثر مما يعرف عن الصحة ، ونحن لسنا مرضى ولكن نبحث في انفسنا على الاستقرار النفسي فلا الطب يعيننا ولا الدواء يريحنا .. علينا ان نبحث عن اساليب جديدة نساير بها ما تبحث عنه انفسنا للراحة ، فكل ما لدينا وسائل واساليب باتت قديمة وبالية.. فكما تتطور موديلات السيارات وتتجدد ، وكما تتبدل الملابس وموضاتها وتتغير تحتاج النفس لأن تبدل اساليبها وإلا لسقطنا صراعى من داخل انفسنا ونهشت بنا الامراض المتربصة بنا وما اكثرها ومنها السرطانات بانواعها والامراض الجاهزة والمتهيئة المتربصة بنا دائما مثل السكري او الارتفاع المفاجئ في ضغط الدم او قرح المعدة بانواعها او مشكلات القولون العصبي والقائمة تطول .. نحن نبحث في المسايرة لكي نخفف مما يجول في دواخلنا .. ونستسلم للانتماء لكي نبعد العزلة وهي كارثة الوجود الانساني في عالمنا المعاصر رغم التواصل الاجتماعي البديل في العالم الافتراضي عن عالمنا الذي فقد التواصل الاجتماعي الواقعي لكثرة الهموم الشخصية وانعكاسها على تعاملنا وسلوكنا اليومي حتى بات الفرد منا ينفعل لابسط مواجهة ويحسب حساب التوقع وما ستكون عليه الاموراليوم او غدا ..انها ازمة قلق الوجود ..لافائدة ان يشكو الانسان من الحياة بل من المفيد لنا جميعا ان نستخدم اساليب افضل فليس للحياة عينان لترى ولا اذنان لتسمع ولكن الانسان يصطدم بالظروف ومشاكل الحياة وازماتها وبدلا من ان يكسرخشمها"يحطم انفها" تكسر الظروف خشمه"تحطم انفه"إذا كان تقريبا أعمى بسبب ضيق آفقه وعدم وضوح رؤيته للامور او مواجتها ..يعتقد العقلاء منا ان لا فائدة من صب اللعنات على الحياة وما آلت اليه من الامور بل علي ان ارى الخصم حتى اصارعه وإلا فإنني خسران ومهزوم ومغلوب لا محالة .. اذن انني اصارع مشاكل الحياة حينما تعكس وتدبر وفي الحقيقة ان هذا الخصم هو انا بالذات .. ضعفي هو هزيمتي ، ومواجهتي هي فوزي وانتصاري!!
رغم ان محاولاتنا في التوازن النفسي والتكيف مع الجديد هي محاولات جديدة وبها اخفاقات محتملة ايضا جديدة .
المسايرة كما تقول(ليندا دافيدوف) انها تغيير في السلوك والاتجاهات ينتج عن ضغط الجماعة الحقيقي او المتخيل . ونحن بصدد هذه السطور لا نقصد بالمسايرة "الاذعان"وانما نقصد بها القبول بدون اذعان .
اننا نساير الناس والاقرباء والاصدقاء لكي نشعر بالارتياح ونلتقي معهم بافكارنا وطروحاتنا نحتاج لحضورهم معنا ، وتواجدنا في حضرتهم ، لأن الفرد مرآة الجماعة والجماعة هي المجال الذي يتحقق أو لا يتحقق وإنما يتخلق من خلاله الفردية ، ليس لاحدهما وجود مستقل بذاته دون الآخر ،هذا هو شأن الفرد في جماعته كما عبر عنه "د.فرج احمد فرج"رحمه الله وهو الانتماء للجماعة بعد ان سايرهم فهذا العصر بكل تطوراته التكنولوجية هو عصر الجماعة ،وعصر الحضور معهم فالانسان بطبيعته كائن يأنس للاخرين ويأنس الاخرون اليه فوجوده بالكون يعتمد على وجود الاخرين واذا غاب هذا الوجود إنهار وجوده هو ذاته .
حينما نتحدث عن السواء واللاسواء نذكر اولى محكاتها وهي التقارب او التباعد الاجتماعي من المجموع ، هل نساير المجموع ام نختلف عنهم ؟ يرى (د.فرج احمد فرج) على الفرد ان يتوافق مع الجماعة اي يتحرك على وفق ايقاع حركة الجماعة ، يتأقلم معها يجاريها ينصاع لها اي في نهاية الامر يصطنع قيمها هذا هو التوافق أو التكيف أو التأقلم هذا هو السواء وهذا هو الانتماء وهو بنفس الوقت يستوجب المسايرة وهو عكس الوحدة والعزلة والموت الفعلي او النفسي – المعنوي.



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحصر النفسي ..الشئ ونقيضه؟؟
- تربية الحروب والازمات ونتائجها
- مقدمة في علم نفس المرأة للدكتور ريكان ابراهيم - عرض كتاب
- بيان صادر من تيار الطموح والتغيير
- أمن الدولة ازاح أمن المواطن
- عرض كتاب مقدمة في علم نفس العرب للدكتور ريكان ابراهيم
- الخطو نحو ..الطموح والتغيير
- شئ من سيكولوجية الألم !!
- انهم يعودون من جديد!! .. تيار الطموح والتغيير
- تيار الطموح والتغيير والتيار المستقل الديمقراطي من هم ؟
- المرأة في موقف دفاع ..لماذا؟
- طفولة الانسان جدل مستمر
- ثوار انتفاضة العراق 1991 من هم ْ؟
- الشخصية المغتربة
- لاتجعل طفلك بين الحيرة والتشتت!!
- أبناؤنا في تطرفهم واعتدالهم
- الانسان والحرية والطريق الشاق لهما
- العقل والهذيان !!
- تعليم بلا فشل او رسوب دراسي!!
- العراقيون .. والبناء النفسي


المزيد.....




- هل تنجح إدارة بايدن في تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل ...
- -ديلي تلغراف-: ترامب وضع خطة لتسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا ...
- صحيفة أمريكية: المسؤولون الإسرائيليون يدرسون تقاسم السلطة في ...
- رسالة هامة من الداخلية المصرية للأجانب الموجودين بالبلاد
- صحيفة: الولايات المتحدة دعت قطر لطرد -حماس- إن رفضت الصفقة م ...
- حسين هريدي: نتنياهو يراهن على عودة ترامب إلى البيت الأبيض
- ميرفت التلاوي: مبارك كان يضع العراقيل أمام تنمية سيناء (فيدي ...
- النيابة المصرية تكشف تفاصيل صادمة عن جريمة قتل -صغير شبرا-
- لماذا تراجعت الولايات المتحدة في مؤشر حرية الصحافة؟
- اليوم العالمي لحرية الصحافة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - المسايرة والانتماء ..الوحدة الجدلية بين الفردية والجماعية