أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ماجد الشمري - الصعاليك...شعراء ومتمردون!














المزيد.....

الصعاليك...شعراء ومتمردون!


ماجد الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 3832 - 2012 / 8 / 27 - 17:45
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الصعلكة:لغة تعني الفقر.وبالمعجم:الصعلوك*الفقيرالذي لامال له.تصعلك الرجل اي افتقر.اما الدلالة الاصطلاحية في التاريخ الادبي،فتعني المخالفين العرب،والخارجون عن طاعة شيوخ قبائلهم.المتمردون.وقد تطور المعنى الدلالي الى طائفة او جماعة من الشعراء الفقراء،يمتهنون الغزو والسلب والنهب،وهم(الصعاليك).وهي ظاهرة
اجتماعية انتشرت في الجزيرة العربية وخاصة في نجد.وبرزت على هامش الحياة القبلية،كردود افعال وافعال على بعض العادات والاعراف القبلية ،من نبذ وطرد وخلع
لافراد همش قسم منهم اكراها ويطلق عليهم(اغربة العرب)،وهم الزنوج السود، ابناء الاماء الحبشيات.وكانوا ولا ينسبون لآبائهم،والقسم الآخر(الخلعاء) الذين يخرجون
على المألوف والسائد من العادات والتقاليد القبلية،ويتم خلعهم وطردهم خارج محمية ومضارب القبيلة.ويصبح الخليعبدون انتماء اوسند او عون من عشيرته او اهله
وهناك الصعاليك(المحترفون) للصعلكة وهم من يخرج عن قبيلته طوعا وبأرادته.كموقف تمرد ورفض للسائد والجاري من علاقات متداولة ومتفق عليها وشديدة الرسوخ في المجموعات القبلية..والصعاليك هم مزيج من فئات فيهم:الفقير المسكين،والشرس،وفيهم الأبي الذي لايرضى بمس كرامته،يجوع ولا يقبل بالمهانة والهوان!
والفقير الشهم الذي يشفق على رفاقه الفقراء فيسلب وينهب ويعطيهم(عروة ابن الورد).وفيهم الوغدالنذل الذي يتطلع لمصلحته فقط ولا شأن له بالاخرين.ومنهم الفاتك الذي لايرحم ولا يجد ما يمنعهمن القتل للوصول الى مبتغاه من اسلاب(الشنفرى)..فقراء بلا مورد لايجدون سوى الاغارة والسلب والنهب اسلوبا للحياة،ومن اجل استمرارهم في البقاء..الثورة والتمرد على المجتمع،الشجاعة والاقدام،الايثار والكرم،ونبل النفس،وقول الشعر.كل هذه الشمائل هي محور وجودهم،يعطفون على الفقراء والمساكين.وهدفهم من الاغارة والغزو توزيع ما يحصلون عليه فيما بينهم وعلى ذوي الحاجات من فقرائهم العاجزين والمرضى دون استئثار او خمس او محاباة
اوغيرها كما جرى في الاسلام!..تلبسهم الحقد والاحساس بالحيف والبؤس والكره لاغنياء قبائلهم البخلاء.بعد ان فقدوا ادنى اسباب العيش،وغيابادنى درجات العدالة الاجتماعية بين اغنيائهم وفقرائهم،وتفشي الظلم والقسوة والتفاوت في النفوذ والثروة..تميزوا ايضا بقوة الجسم وسرعة العدو،وكانوا لا يملكون الاسيوفهم وحياتهم
بها يخضعون لاقتصاد الحرب والجوع!وبها يكسبون معيشتهم.وظاهرة الصعاليك منتشرة وواسعة في تلك الفترة شملت قبائل عديدة منها:غطفان،وهذيل،وتميم،ومزينة،
وغيرها من قبائل.وهي نتاج النبذ والخلع والاحتراف،وبيئة صحراوية جرداء وشحيحة بالموارد ومجتمع كفاف وجدب وندرة.لازراعة او حرف او اي نوع من الانتاج..
مجتمع رعوي يعتمد على الغزو والاغارة على بعضهم،يسلبون وينهبون(وهذه الظروف كانت العامل الرئيسي لنجاح فتح البلدان وبمباركة الدين فيما بعدفي الاسلام)..
والصعلكة جذرا لوعي طبقي جنيني وبدائي وغائم !يتلمس بمباشرة فطرية الفوارق والتفاوت الاجتماعي(ولا نقول الطبقي) داخل القبيلة.وللصعلكة امتدادات في الاسلام
(ابو ذر الغفاري)نموذجا لصعلوك ضبطه الدين نسبيا ولكنه لم يستطع قطع لسانه!والذي كان يصرخ بأعلى صوته:طالبا العدالة وتوزيع مال المسلمين على المسلمين وليس لنخبة الحكم وبطانة الخليفةّ واغنياء المسلمين!!..ومن ابرز صعاليك ماقبل الاسلام:تأبطشرا،والسليك ابن السلكة،،والشنفرى،ومالك ابن الريب،ويتربع على هاماتهم
الشاعر الصعلوك(روبن هود العرب)عروة ابن الورد:ابو الصعاليك..ابو المساكين..عروة الصعاليك(الوثقى)والذي تميز بشغفه وحسه العميق للعدل الاجتماعي وحب الفقراء ونزعته الانسانية السامية والنادرة ونبله الاخلاقي،وهو القائل في احدى قصائده الخالدة:
اني امروءعافي انائي شركة وانت امروءعافي اناءك واحد
اتهزأمني ان سمنت وان ترى بجسمي شحوب الحق والحق جاهد
أقسم جسمي في جسوم كثيرة واحسو قراح الماء والماء بارد
هل هناك اوضح من هذه الابيات وابلغ في الدلالةعلى الاندفاع والتعلق بالاشتراك والاشتراكية،والتوق العارملتحقيق العدل الاجتماعي،وانصاف الفقراء،وان بصورتها اللاواعية!وكأرهاصطوباوي ماقبل علمي!..والصعلكةفي المجتمع ماقبل الاسلام(الجاهلي) شبه مغيبة ومسكوت عنها تاريخيا-الا في النادر والقليل- فهي نشوز اجتماعي
يجب التعتيمع عليه ،فهو يثير القلق ويخلخل الراكد،وهو ثورة وتمرد على الثابت المتحجر!وهذا ما ترفضه البنيات المعيارية والقيمية للمجتمعات التقليدية والساكنة..
وفي مجتمعنا العراقي الماصر كان هناك الكثير من الشعراء الصعاليك في فترة الستينات من القرن المنصرم :كحسين مردان وعبد الامير الحصيري وغيرهم...
والصعلكة برغم انها ذات بعد طبقي يناصر الفقراء .الا ان الطابع الوجودي الفردي واضح في شعر وسلوك وتوجه الصعاليك والتمركز الذاتي ونبذ الجماعات من مظاهر الصعلكة الملموسة..
شتان مابين الصعاليك بالامس ،ومماليكنا الجدد!!!
صعاليك فقراء يسلبون الاغنياء البخلاء ويوزعون الغنائم على الفقراء!!!
وحديثو النعمة اغنياء اليوم يسرقون الشعب الفقير ويستنزفونه ويكنزون ما يسرقون!!!..............عجبي!!!!!!!!!!!!!!!......................


*المفهوم الشعبي الشائع والمتداول لكلمة(صعلوك) هو نعت ونوع
من اهانة وتحقير للاخر المتدني في المكانة الاجتماعيةمن المهمشين وحثالة البروليتاريا
ولكنها في نفس الان دقيقة في الدلالة على الاستعلاء الطبقي واتمايز الاجتماعي
وتعبيرا عن القيم والمعاير السائدة كثقافة في المجتمعات الطبقية...


مصادر/
المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام/جواد علي
العصر الجاهلي/شوقي ضيف
الاغاني/ الاصفهاني



#ماجد_الشمري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصعلوك الاخير
- غراب بابل!
- بين التأليه والتسفيه لاعزاء للعقل النزيه!
- ردعلى مقال/العلم والدين هل يمكن ان يتوافقا:الاستاذ مجدي زكري ...
- قارعة ام حلب!!!
- الطاقة وما ادراك ما الطاقة؟!
- اوديسا الكهرباء العراقية!!
- المتقاعد المحترف!!
- الى امام الغرباء...ابو حيان التوحيدي
- سفر الجامعة...اشارات ناصعة ومنارات ساطعة
- ضربة الجزاء الاخيرة
- تخريف الحلزون العجوز!!
- نمور تموز
- قدرة العاجز..أسف!!
- سرير(بروكست)المعاصر
- العصاب الجيني
- السلحفاة الهرمة الكسيحة...........
- نهلستية الاجنة!
- ميدوزا الحنون...انظري الى عيون القرش!!!
- براكين محنطة!!...


المزيد.....




- زيلينسكي يصف اتفاق المعادن مع واشنطن بالعادل.. ما رأي الأوكر ...
- طبيب أمريكي عمل بمستشفيات غزة بأكثر من زيارة: الأمر يزداد سو ...
- أسطول الحرية: السفينة المتوجهة إلى غزة تتعرض لقصف بمسيرة وما ...
- إسرائيل تشن غارة على محيط القصر الرئاسي في دمشق في -رسالة لل ...
- إسرائيل تعلن شنها ضربات بمنطقة مجاورة للقصر الرئاسي السوري
- هل يوافق ترامب على ضرب إيران بـ-أم القنابل-؟
- -أسطول الحرية- يؤكد خطورة إصابة إحدى سفنه ويدعو مالطا للتحرك ...
- تقرير: الاستخبارات الهندية تشير إلى ارتباط باكستان بمنظمي هج ...
- حادث مروحية مروع في أستراليا.. والشرطة تفتح تحقيقا عاجلا
- بروفيسور بريطاني: ترامب يرى فرصا أكبر للبزنس مع موسكو لذلك ي ...


المزيد.....

- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ماجد الشمري - الصعاليك...شعراء ومتمردون!