أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد الجوراني - سعادة العراقيين...سعادة صالح جبر














المزيد.....

سعادة العراقيين...سعادة صالح جبر


احمد الجوراني

الحوار المتمدن-العدد: 3830 - 2012 / 8 / 25 - 21:55
المحور: كتابات ساخرة
    


السعادة شعور ناتج عن عمل يحبه الأنسان واحساس بالمتعة والأنبساط فيها تطمئن القلوب وتنشرح الصدور ويرتاح البال كما انها شعور بالبهجة والأستمتاع منصهرين معاً , وهي امر لايقاس بمقياس ولايشترى بالدنانير , وقد اختلف الناس في تفسيرها ولم يتفقوا عليها , فكلُ يراها من زاوية ماحُرِمَ منه , فهي عند الفقراء الحصول على الثروة,وعند المرضى التماثل للشفاء,وعندالغرباء العودة الى الوطن,وعند السجناءالحرية,وعندالمظلومين العدل والأنصاف .
هذه المفردة طواها النسيان في ذاكرتي ولكني تنبهت اليها بعد ان تلقيت تهاني العيد التي تتمنى لي السعادة,مما دفعني للبحث عنها في سجل حياتي الذي هو مطابق لسجل حياة اغلب العراقيين لعلي اعثر عليها,رغم علمي المسبق بعدم وجودها ولكنها محاولات.
قد يتهمني البعض بالتشاؤم والنظرة السوداوية للحياة,على العكس من ذلك انا متفائل واحب الحياة,لكن واقع الحال وما مررنا به من احداث يفرض علي ذلك,فنحن شعب مربظروف صعبة بدءً من وطأة الدكتاتورية ومارافقها من اكذوبة التقشف في سبعينيات القرن الماضي الى الحروب العبثية ومهزلة الحصارانتهاءً بالأحتلال الأمريكي وتداعيات مابعده من ازمات سياسية,وامنية,وخدمية,ومعاشية,فمن اين يأتي التفاؤل وكل هذه الظروف خلقت مبررات للحاكم لأجبارنا على الصبر والتنازل عن ابسط حقوقنا طيلة مراحل حياتنا واقناعنا بان الأيام القادمة افضل من التي سبقتها,وكنا ولانزال نصبر مرغمين حتى جزع الصبر من صبرنا.
هناك طرفة يتداولها الناس حول السعادة تذكر بأن المرحوم صالح جبراحد رؤساء الوزارة في العهد الملكي ذهب في وفد رسمي الى المملكة المتحدة وبعد انتهاء اللقاءات الرسمية نظمت له جولة ترفيهية في العاصمة لندن وضواحيها,واثناء تجواله دفعه الفضول للدخول الى مقبرة جميلة الأبنية والحدائق,ولكنه استغرب عندما قرأ مامكتوب على شواهد القبور,فأغلب مامكتوب عليها ان من دفن فيها قد عاشوا حياة تتراوح بين ستة اشهر وخمس سنين,فظن ان هذه مقبرة اطفال,وعند الأستفسارمن مرافقه المضيف عن هذه الحالة,اجابه بأن هذه الفترات الزمنية المكتوبة على شواهد قبور المتوفين ليست اعمارهم الحقيقية وانما هي مدد ماعاشوه من سعادة في حياتهم,وهنا التفت المرحوم الى احد اعضاء الوفد العراقي وقال له مازحاً (اذا انا مت اكتب على شاهد قبري: هنا يرقد صالح جبر,من بطن امه للقبر),رحم الله صالح جبر كنت اتمنى ان يمد الله بعمره الى الآن ليرى بنفسه ان كل عراقي هو صالح جبر.



#احمد_الجوراني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواطن العراقي..5+1=صفر
- ماألغاية من رسالة اربيل؟
- منح الثقة ... حجب الثقة
- لايعوفني ولايجي وياي
- انها البشرى ولد دكتاتور
- حرب الملفات القذرة
- القتل بالمعروف
- الحسقيلي
- ولادة امة
- من يستهدف من؟
- خرق امني ... تبريرات ساذجة
- الرموز الوطنيه .. سلطة القانون
- المنتخب الكروي العراقي ... المنتخب السياسي العراقي
- شدوا الجرذان
- الكوده
- السياسي العراقي بين الوطنيه....الكعكه
- العمامه المفخخه
- كرسي المالكي المهزوز
- التظاهر بين المشروعيه ..... التسييس
- مخالفه دستوريه من الماضي


المزيد.....




- جينيفر لوبيز وجوليا روبرتس وكيانو ريفز.. أبطال أفلام منتظرة ...
- قراءة في ليالٍ حبلى بالأرقام
- -الموارنة والشيعة في لبنان: التلاقي والتصادم-
- -حادث بسيط- لجعفر بناهي في صالات السينما الفرنسية
- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...


المزيد.....

- رسائل سياسية على قياس قبقاب ستي خدوج / د. خالد زغريت
- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد الجوراني - سعادة العراقيين...سعادة صالح جبر