أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الجوراني - مخالفه دستوريه من الماضي














المزيد.....

مخالفه دستوريه من الماضي


احمد الجوراني

الحوار المتمدن-العدد: 3475 - 2011 / 9 / 2 - 17:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعرف الدستور من قبل فقهاء القانون الدستوري بانه عقد اجتماعي بين الحاكم ( الطبقه السياسيه ) والمحكوم ( الشعب ) , فهو يكتب من قبل النخب السياسيه ويوافق عليه الشعب من خلال الاستفتاء عليه , وغالباً ما تتم مخالفته والتجاوز عليه من قبل السياسي الحاكم وهذا التجاوز او المخالفه هو دليل على عدم احترام السياسي لنفسه اولاً لانه من كتبه وللشعب ثانياً لانه من وافق عليه.
بعد الحرب العالميه الاولى وفي مؤتمر لوزان للصلح سنة 1923 ترتب على الدوله العراقيه الفتيه مبلغ عشرة ملايين جنيه تسديداً عن د يون بذمة الامبراطوريه العثمانيه كون العراق احد الولايات المنسلخه عن الامبراطوريه وبذلك يتحمل جزء من هذه الديون وفي وزارة جعفر العسكري التي تأ لفت في 21 ت2 سنة1926 كان السيد ياسين الهاشمي (رحمه الله) وزيراً للماليه الذي سنحت له فرصة شراء اسهم وسندات مطروحه للبيع باثمان بخسه تعادل 15% من قيمتها الحقيقيه فاخذ على عاتقه مسؤلية استغلال المبالغ المخصصه في الميزانيه العامه لشراء هذه الاسهم من اجل تسديد الدين العراقي دون ان يستشير مجلس الوزراء او الحصول على موافقة مجلس النواب خشية افتضاح الامر في الاسواق الماليه الذي يؤدي الى ارتفاع اسعار الاسهم وانتفاء الغايه من الاقدام على هذه العمليه , فاستطاع شراء تسعة ملايين ونصف المليون من الجنيهات – بشكل اسهم وكوبونات – بمبلغ لايتجاوز مليون ومئتان وثلاثون الف جنيه تخلص بها العراق من اعباء دين طويل .*
لقد ارتكب هذا الوزير مخالفه دستوريه صريحه بعدم رجوعه الى مجلس الوزراء او الحصول على موافقة مجلس النواب ولكنها مخالفه تصب في مصلحة البلد , وليت كل مخالفات اليوم تكون مثلها , ان هذه الحادثه لها دلالات عديده منها ان السيد ياسين الهاشمي(رحمه الله)كوزير يتمتع بكفائه مهنيه عاليه ونزاهه , فهو حافظ على المال العام وساعد على اطفاء الدين العراقي عكس وزراء العراق اليوم وسلطته التنفيذيه الذين يبعثرون اموال البلد ذات اليمين وذات الشمال من خلال الصفقات الوهميه الفاسده والعمولات المشبوهه.
اما كسياسي فهوخالف الدستور من اجل مصلحة الوطن وعرض نفسه وبطلب منه على لجنة تحقيق برلمانيه وهذا نابع من احترامه لنفسه وللدستور والشعب , في حين اغلب سياسيي الوقت الحاضر في العراق يخالفون الدستور يومياً من اجل مصالحهم الحزبيه والفئويه متجاهلين ارادة الشعب الذي اوصلهم الى مراكز صنع القرار.
على المستوى الشخصي ان السيد الهاشمي تعامل مع هذا الملف بكل ثقه بالنفس وشجاعه مجازفاً بتعرضه الى المسائله القانونيه في الوقت الذي اغلب السياسين غير الفاسدين يتخوفون من التعامل مع المال العام لمنفعة الشعب خشية الوقوع في شرك الفساد وتعاد الاموال المخصصه للمشاريع والخدمات الى الخزينه نهاية العام دون المساس بها حيث ان خزينة العراق تبدأ بعجز وتنتهي بفائض وهم يعلمون او لايعلمون ان ذلك من مظاهر الفساد ودليل على عدم الثقه بالنفس والشجاعه في اتخاذ القرار.
نأمل من سياسينا ان يقرؤا التاريخ ويستنبطوا منه الدروس والعبر , فالتاريخ كما كتب عن من سبقوهم بمساؤهم ومحاسنهم سوف يكتب عنهم.
*تاريخ الوزارات العراقيه ج2 ص182



#احمد_الجوراني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصنع الازمات العراقي
- المسالمون والمسلحون ازدواجية التعامل
- استغلال المنصب
- حمورابي لو ابو نؤاس
- المالكي ومهلة المئة يوم
- التوافق , الشراكه , التهميش
- حماة الوطن بحاجه الى حمايه
- استجداء العروبه
- الشعب سلعه
- فساد على مستوى عالي
- وزارة مصارحه لامصالحه
- ثلاث حواجز
- مشتركات الشعوب والحكام
- الحزب الشيوعي العراقي شباب متجدد
- استعلاء المسؤل على المواطن في العالم العربي
- اتهامات الشعوب الجاهزه


المزيد.....




- فيديو لدخان يتصاعد من طائرة ركاب أمريكية بعد إقلاعها من لاس ...
- ترامب من قمة الناتو: قد نتحدث مع إيران الأسبوع المقبل وبوتين ...
- بلغاريا: الفهد الأسود لا يزال طليقًا بعد ستة أيام من البحث ا ...
- إسرائيل وإيران تحتفيان بـ-النصر-.. فمن هو الخاسر إذن؟
- -يوم صعب وحزين- لإسرائيل ـ مقتل سبعة جنود بعبوة ناسفة في غزة ...
- من الانقلاب إلى العقوبات.. محطات العداء بين طهران وواشنطن
- ماذا نعرف عن مصير اليورانيوم المخصب لدى إيران بعد الضربات ال ...
- مخزية ودنيئة.. إيران ترد على إشادة أمين عام الناتو بالضربات ...
- خسائر الاحتلال بغزة تزيد الضغوط على نتنياهو لوقف الحرب
- هل انتهت حرب الـ12 يوما بين إسرائيل وإيران؟ وما مكاسب كل طرف ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الجوراني - مخالفه دستوريه من الماضي