أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد البدري - ليست دولة لكنها اسلامية















المزيد.....

ليست دولة لكنها اسلامية


محمد البدري

الحوار المتمدن-العدد: 3830 - 2012 / 8 / 25 - 01:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كتب الاستاذ جعفر المظفر، مشكورا، مقالا بعنوان " هل كانت الدول الإسلامية .. إسلامية" عرض فيه، برؤية علمية كونه طبيبا يحمل شهادات عليا اهلته لسبر غور السياسة والاجتماع، كيف تم خداع كل من حمل صفة مسلم بان هناك ما يسمي بدولة اسلامية. منظرو الاصولية اعتمدوا هذا الاصطلاح في محاولة منهم لاعادة التاريخ الي الوراء وهو ما تمكن منه السيد الفاضل كاتب المقال في تفنيد كذب هذا الادعاء في الفقرة الاخيرة بقوله: وإذا كان الدين لم يقدر على بناء دولة, ليس بسبب عجز ذاتي وإنما لأنه ليس مصمما لهذا الغرض, وإذا كان ذلك حدث حينما كانت فاعلية الدعوة الإسلامية على أشدها, فكيف بنا الآن والعالم قد تغير وتطور, وخرج منه من خرج ودخل إليه من دخل.

فالدين في اساسه وحسب ما تلقيناه من كتبه المقدسة او من سلوك الاباء توراتيين وانجيليين او اسلاميين فيما يسمي السلف، لم يكن مصمما علي قواعد ثابتة انما تشكلت اسسه طبقا لكل مستجد اعاق هدف من ادعوا انهم اصحابه من رسل وانبياء. وظلت المستجدات في سيولة هادرة تضاف بغزارة علي مدي مئات الاعوام بعد ان هلك الانبياء والرسل واصبح هناك ورثة للثروة التي حاذها التابعين والصحابة، وعندها اصبح لزاما لصاحب السلطة ان يجد ما يبرر له التحكم فيمن تستجلب منهم الثروات لضمان اخضاعهم. حتي الشريعة فلم يعرف لها من اساس الا بقايا القواعد العقابية التي اعتمدت في زمن ما قبل الانبياء وورثها هؤلاء السلف. فلم ياتي ذكر كلمة القانون نصا في كل تلك الازمنة القديمة.

يتسم اي مجتمع اسلامي بصفة لا يعرفها العالم شرقا وغربا وهي الهدر السياسي عن طريق احالة كل شئ الي محرك خارجي بينما كل ما في الكون يتحرك مفصليا فيما بين اجزائه بناءا علي قوانين ثابتة داخلية. لهذا غابت العقلانية عن اي مجتمع اسلامي (لن اصفه بالدولة، لان للدولة مواصفات لم تتحقق تاريخا في الاسلام) مقابل عقلانية اخذت اطوارا متعددة عبر تطورها من غيبيات الدين الي حقائق الدولة الحديثة. فالخطاب المصري زمن مصر الناصرية كان ممكنا قراءته وكأنه خطاب اسلامي تارة وكانه خطاب قومي يمد مصر الي ما هو ابعد من حدودها تارة أخري.

كان الامتداد النظري هذا يصب في اللاوعي الجمعي وكانه اسلاميا ايضا ذلك لان ما قيل زورا بانه دولة اسلامية نشأت في يثرب علي انقاض القبلية بزعامة قريش في مكة ليس سوي كيان طفيلي يمتص كل موارده ومصادر ثروته من المحيط الخارجي وليس من الانتاج الداخلي. وهذا هو اسبب الرئيسي لغياب قوانين الجدل طوال دولة الخلفاء الاربعة الاول وعلي مدي دولة الامويين الي ان توقفت حركات الغزو والنهب من الخارج واستقرت الامور علي ما بالداخل محددة مسؤولية اصحابها في ادارة شؤون انفسهم. وهنا بدأ الصراع الاجتماعي والطبقي والسياسي دون اي نظرية تحدد العلاقة بين الحاكم للمحكوم سوي حق الحاكم كوريث لاقوال الوحي في التحكم في مصير منتجي الثروة. ولانه قانون غير جدلي يحاول اصحابه تطبيقة علي ارض بات الجدل هو محركها الرئيسي فقد سقطت تلك الدولة تحت سنابك خيول غزاة جدد كالصليبيين والتتار والاتراك دون ان تحق شيئا.

فكل من تغني بماضي ذهبي ويسعي حاليا لاعدة بعثه إنما يفعلون ذلك علي قواعد من الدين وفقط دون ان يعرفوا معني الدولة لان الدولة بمؤساساتها لم تكن حاضرة في ذلك الزمن المسمي زورا بالذهبي. ويعتقدون ان الفقهاء بعد ان اضافوا اليهم ابن تيمية تمشيا مع الجديد في ارض نجد ونفطها الحديث نسوا انهم بهذا يناقضون اكتمال رسالة الاسلام بوفاة صاحبه قديما. بمعني انهم يغفلون الجديد ويعتمون عليه لصالح فكرة الماضي الذهبي المحصور في القرآن والسنة. فإذا كانت المتغيرات الكبيرة والعميقة التي طرأت على جميع المستويات وتشعبت علي اساسها المذاهب والافكار وبالتالي نظم الحكم، عدا فكرة النهب داخليا او خارجيا، اليس هذا بكاف لنفي فكرة ان هناك صفة اسلامي ذهبي لاي مجتمع يصلي ويصوم ويحج اصحابه؟

كثيرون اعتبروا ان الحج ليس سوي عملية نهب داخلي لصالح المجتمع النواة الذي ظهر فيه الاسلام اول مرة حفاظا علي صورته القديمة التي لازالت تشع بامكانية اعادة انتاج كل هذا التخلف العربي والاسلامي لاكثر من الف عام. فالحفاظ عليه وخدمته أمر لم يعد ضروريا وفقط للاسرة القبيلة الحاكمة في المملكة السعودية انما اصبحت مصدرا للثروة لامم ودول لك يكن في حسبان النبي وصحابته والتابعين ان يتصوروها يوما ما.
تولت الولايات المتحدة الامريكية رعاية البيت واهل البيت ومن حول البيت وجيران البيت. فالعلاقات الجدلية بين من يملك ويحكم وبين من يعمل وينتج ينبغي ان تظل في اضيق الحدود ويكفي اصحاب رؤوس الاموال والاحتكارات الرأسمالية والصناعية الكبري من خسائر اضطرت بسبب الوعي السياسي والاجتماعي لمواطني دولها الي تضييق الفجوة في كثير من دولها وخاصة العريقة منها في اوربا بين طبقاتها ورفع مستوي شعوبها وتحقيق نوعا من الرفاهية لم يكن يحلم بها عمال المناجم أو ما قبلها اثر الثورة الصناعية الكبري في القرن الثامن عشر.

فانضمام اكثر من مليار مسلم الي اتون عملية الانتاج وحق الاستهلاك وتحسين العوائد والبحث عن الفوائض لن يكون هدما لاسس المجتمع الاسلامي وفقط انما لنشوء الدولة مجددا كما نشات زمن محمد علي في مصر وبعد دخول الاستعمار الحديث الي المنطقة. فالاستعمار رغم كل شروره يحمل جدله معه اينما حل ويحمل نقيضه في ادواته اينما استعمر, فقوانينه قائمة علي علاقات مادية ولا يحكم باسم الله او سنة رسوله، لتمويه عمليات النهب وهذا هو السبب في ان التخلص منه كان سريعا وممكنا وبسهولة ايضا بعكس النهب الديني الذي لا علاقة له باي قوانين صحيحة او عقل ناضج فظل كامنا وبقوم بدوره واصبح هو البيضة الذهبية للراسمالية العالمية والطفيلية الدينية المحلية.
فمن السذاجة إذن ان نعتقد بامكانية بناء دولة حديثة راسمالية كانت أم اشتراكية دون التخلي من الفيروس الداخلي الذي اعاق المنطقة من دخول التاريخ بل هو سبب خروجها منه طويلا حتي عاد الينا بونابرت رضي الله عنه. وإذا كان التراث – كوعي – من مفردات وبديهيات الوجود الاجتماعي أو كنتاج ثقافي لمرحلة اجتماعية يلعب الغيب والجهل سويا دورا رئيسيا فيها، فانه بات كتراث عاجزا عن الفاعلية في ظل تواصل يومي عبر كل اجهزة التاصال مع باقي دول العالم التي تحكمها قوانين حقيقية تغير دائما الي الافضل.

فهل هذا كاف لتفسير قيام جماعة الاخوان المسلمين بمصر بدعم من الانجليز وتقوم حاليا جماعات اسلامية كحماس وحزب التحرير وحزب الله الي آخر المسميات الدينية بمحاولة تحويل ما اصبح له كيان الدولة لاعادتها للحظيرة الاسلامية ليعود المواطن مرة اخري ليكون فردا في قطيع يجري حلبه كما في زرائب التدين لصالح الطفيليين في اشهر معلومات او لضمان غيابه عن الانضمام الي من اصبح مسلحا بمعرفة ادرك انه كانسان له حقوق تفوق وتتعالي وتتجاوز وترتقي علي العبودية لله في الاسلام وتناطح من لهم ملك الثروات الراسمالية ويقومون بدور الله علي الارض.



#محمد_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في فلسفة التعهر والكذب والنفاق
- حماس صهيونية المنشأ والهدف
- الثورة علي الدين والفساد
- وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَنْتخِبُونِ
- الانتخابات المصرية بين الوحي والوعي
- سبيلبرج .. وسينما الخليج
- معركة الدستور - مصر بين الدولة والدين
- اول انجازاتهم خسائر
- المرأة بين سنادين السلطة ومطارق الدين
- لوما لماليزيا ودفاعا عن الموطن السعودي
- التضليل بين العلمانية والاسلام
- عودة لحضارة السلب والنهب
- بين التاريخ والعقل
- محاولة للفهم
- المعرفة هي خلاص الانسان
- آه ... لوكان هناك استك
- علياء وحاجة المشايخ لمصحات عقلية
- اليسار والثورة بين النمطية والتدجين
- اليسار بين العلمية وارتهانه للتاريخ
- النظام والاسلام السياسي بين الخسة والنذالة


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد البدري - ليست دولة لكنها اسلامية