أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد البدري - سبيلبرج .. وسينما الخليج















المزيد.....

سبيلبرج .. وسينما الخليج


محمد البدري

الحوار المتمدن-العدد: 3725 - 2012 / 5 / 12 - 20:31
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


في ظرف عدة ساعات سيعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض اجتماعاً تحضيريا يسبق قمة الخليج التشاورية بحثا في التصور الذي وصلت إليه الهيئة المكلفة لدراسة مشروع الاتحاد الخليجي و ستكون حساسية الموضوع علي جميع اطرافها اعلي من اي قمة خليجية او عربية علي الاطلاق. فمنذ قامت ثورات الشباب وامتدت لتطال البحرين اصغر دولة خليجية واكثرها انحرافا عن عادات العرب القبلية وتمكن الديموقراطية من ان تتغلغل في عقول مواطني الدولة بسبب التعددية المذهبية والدينية والطائفية والعرقية ايضا إضافة الي تملكها قوي عمل انتاجية ذات طبيعة يتنكر لها باقي دول الخليج فان ما يخاف منه النظام السعودي الذي لا يؤمن ولا يعتقد بجدوي الديموقراطية ولا يذكر لفظها في ايا من ادبيات كتابها حكوميين كانوا أم وهابيين أو موالين للعائلة المالكة، فان هذا النظام خرج بمبادرة سيسعي لتنفيذها في المؤتمر القادم بجدية واهتمام وربما بتهديد ووعيد بعكس الخداع والتمويه عندما خرجت منه مبادرة في منتصف العقد الفائت تحت اسم مبادرة الملك عبد الله باقامة علاقات طبيعية مع اسرائيل والتي كانت في درج الملك حسب ما يقوله توماس فريدمان بانها كانت من عندياته هو.


ماتت المبادرة القديمة لا لسبب الا لان النظام السعودي ليس في حاجة ملحة لها لجلب رضا اسرائيل أو اقامة علاقات معها عنه، فالاخيرة راضية رضي الام الرؤوم علي ابنائها الصغار حتي ولو كانوا ديناصورات خليجية ولن تكسب السعودية شيئا لو جرت اتفاقات بينهما لان كل شئ يجري بكفاءة ونعومة وسلاسة ونجاح وضمانات باكثر مما يجري بين اي دولتين في تناغم دبلوماسي وسياسي وتوافق مصلحي وحقوقي. لكن المبادرة الجديدة الخاصة بوضع الخليج هي الاهم لانها ستحدد مصائر باتت مهددة ومستقبليات ليست مضمونة في ظل عواصف ايران وثورات الشباب.

كان اسم مجلس التعاون الخليجي متجانسا مع الوضع القبلي لكل دولة، فالقبيلة لا تقبل الاختفاء بل تدافع عن وجودها لانه مرتبط بالشرف. وبقراءة رشيدة لتاريخ القبائل العربية وكيف تتشكل علاقاتها حربا وسلما نجد شعر العرب القديم يعبر عن الوجود وكانه شرف في حد ذاته. وهذا هو السبب الرئيسي الذي لولا السيف والعنف لما تفككت قبائل العرب وانخرطت في الاسلام كقبيلة اكبر التهمت ما عداها الي حد ان قيل "لا يجتمع في جزيرة العرب دينان". فالدين وقتها اصبح كقبيلة تلتهم ما عداها علي طريقة العرب من غزو وسلب ونهب.

ومنذ ان اصبحت منطقة الخليج تعوم علي ثروة هائلة من الاموال فان الثورة لم تعد بعيدة عن آمال المهمشين طبقيا. بل ولان الدين كان عاملا مهيمنا خاصة في شكله السني الاصولي فان التهميش طال ايضا باقي الطوائف والمذاهب كالشيعة والاباضية واقليات اخري من ضمنها ديانات يرفض الاسلام السني الاصولي الاعتراف بها علي ارضه. لكن اخطر ما في كل هؤلاء هو النمر الايراني القابع علي طول الخليج شرقا وتحتل دول العرب السنية غربه. وكانت زيارة أحمدي نجاد للجزر الاماراتية الثلاث واعلان مشروعه لجعلها محافظة تضاف للمحافظات الايرانية وعاصمتها جزيرة ابو موسي سببا كافيا لان تقترح السعودية – الديناصور الاكبر ضمن دول الخليج – بتحول التعاون الخليجي الي وحده خليجية. وهنا يصبح السؤال الاتي شرعيا ومبررا، هل مخاوف السعودية من ثورات الشباب أم مخاوفها من التمدد الشيعي سببا لاقتراح الاتحاد الذي هو ابتلاع في حقيقته درءا للثورة وللتشيع واستثمارا للارث القبلي في حالة الخطر علي الاخ الاكبر الذي دائما ما يقتل الاصغر حفاظا علي الامن العام وتماسكها القبلي وحتي لا يكون التعدد الذي هو اساس الديموقراطية سببا في انهيار مؤسسات الدكتاتوريات الاسرية والدينية والقبلية.

فعجز البحرين في مقاومة الثورة وترقيعها المستمر، دون جدوي، لدستورها ادي الي التدخل السعودي بقوات ملكية تحت إمرة الاسرة السعودية في حقيقتها تحت مسمي قوات درع الجزيرة وهدم ميدان باكمله والغاء اسمه حتي لا يكون رمزا كحال ميادين الثورة في تونس ومصر، هذا العجز والتدخل لن يعطي البحرين سيادة علي نفسها بقدر ما كانت الديموقراطية والحقوق المدنية والاجتماعية والدينية التي طالب بها الثوار كفيلة بان تحمي البحرين وتجعلها تنضم الي عالم الحداثة الانساني، فلا تكفي حداثة المعمار والتكنولوجيا في بناء دولة عصرية يمكنها حماية نفسها بقدر ما يمكن ان تفعله الديموقراطية السياسية والاجتماعية من معجزات. لكن ما العمل وعالم العرب المنتمي الي ما قبل التاريخ لن يقبل الا باداوات ما قبل التاريخ؟

فيما بين التدخل السعودي في العام الماضي وقمع الثوار وقتل بعضهم وبين الاقتراح بالتحول من التعاون الي الوحده تبدو فكرة الابتلاع السياسي للمنطقة جغرافيا ممكنة ولن نستغرب إذا ما تم تعيين احد الامراء السعوديين كولي عهد في البحرين بديلا عن حاكم ضعيف ادي لان تطال الثورة منطقة الخليج برمتها.
الابتلاع والهضم سهل عند دول هي قبائل في اساسها خاصة وان المُبتلِع والمُبتلَع هما اكبر دول الخليج واصغرها وان العالم الاوسع والاكبر ربما لن يقف معارضا إنما مماطلا كما في الحالة السورية طالما وفرت عملية الابتلاع بيئة سخية تسمح بالبيع والشراء للسلاح وخبراء الامن وحتي لو كانت الدولة الفريسة والدولة المفترسة عضوين في الامم المتحدة ومجلس الامن.

فشل اهل السنة الخليجين في ابتلاع العراق عبر كل انواع الارهاب فيما اسموه المقاومة بعد ان كانوا هم اول معبر للامريكيين لدخول الكويت بعد اجتياح صدام العروبي لها ومرة اخري اثناء غزو العراق عام 2003. فبقدر فشلهم بقدر ما علت موجات الكراهية ضدهم بسبب عمليات الارهاب والتفجيرات والقتل دون أي اعتبار خاصة للشيعة باعتبارهم الاعداء الحقيقين لاهل السنة. وكانت الرسالة التي وصلت من الجيران الشماليين لجزيرة العرب بعقد اتفاق اشبه بنوع من الوحدة بين ايران والعراق تامينا لهما كاراضي قديمة لها ثقافة اعمق من العرب واسلامهم امويا كان أو عباسيا. فكما هناك تخوف علي البحرين هناك تخوف علي العراق المنهك جراء سنوات طويلة من الحروب المتتالية والغزو المتبادل له من القوي الدولية. هكذا تبدو منطقة الخليج كبانوراما يمكن للمخرج العبقري "سبيلبيرج" ان يخرج فيلما جديدا تلعب بطولته ديناصورات اسلامية بمذهبيهما الرئيسيين شيعة وسنة في الخليج الذي اصبح حديقة للديناصورات العقائدية.


لكن هل صحيح ان الاتحاد ممكنا بين دول الخليج ذات الطابع القبلي؟ انه سؤال له اجابة في شكل دولة الامارات العربية المتحدة والتي لن تكون في منأي عن اطماع السعودية لاحقا. فدولة الامارات احتفظت بالنمط القبلي لكل امارة علي حده الي حدودها القصوي بعكس ما جري مثلا في المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة الامريكية لسبب واضح وجلي وهو ان الديموقراطية هي سر تماسك كلا من الدولتين إما بنوع من الفيدرالية او الاندماج التام وكذلك سويسرا ذات المقاطعات بلغاتها الاربع ...!! فغياب الديموقراطية التي هي روح العصر الحديث واساس التماسك السياسي والاجتماعي لن يحل مشكلة الجينات الديناصورية من عدوان وابتلاع وضم وغزو حفاظا علي اشكال اصبحت خارج التاريخ وتلفظها جغرافية العالم الحديث.



#محمد_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معركة الدستور - مصر بين الدولة والدين
- اول انجازاتهم خسائر
- المرأة بين سنادين السلطة ومطارق الدين
- لوما لماليزيا ودفاعا عن الموطن السعودي
- التضليل بين العلمانية والاسلام
- عودة لحضارة السلب والنهب
- بين التاريخ والعقل
- محاولة للفهم
- المعرفة هي خلاص الانسان
- آه ... لوكان هناك استك
- علياء وحاجة المشايخ لمصحات عقلية
- اليسار والثورة بين النمطية والتدجين
- اليسار بين العلمية وارتهانه للتاريخ
- النظام والاسلام السياسي بين الخسة والنذالة
- ثقافات وثورات
- دستور مصر الجديد المحترم
- الهروب الابستمولوجي
- اليسار بين الوحده والتشتت
- السلفيون والعفو عن قتلة الشهداء
- الشريعة الاسلامية في خدمة اسرائيل والفساد


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد البدري - سبيلبرج .. وسينما الخليج