أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد البدري - الشريعة الاسلامية في خدمة اسرائيل والفساد















المزيد.....

الشريعة الاسلامية في خدمة اسرائيل والفساد


محمد البدري

الحوار المتمدن-العدد: 3419 - 2011 / 7 / 7 - 07:52
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


كانت نبوءة السادات، او فلنقل وعده، بان حرب 1973 هي آخر الحروب صحيحة وصادقة فلم تقم حربا منذ ذلك الحين مع اسرائيل الا من بعض الدمامل العربية المؤسسة علي قواعد من الغرغرينا الدينية بنوعيها السني او الشيعي. فحزب الله ومنظمة حماس ظلا يفتحان النار عشوائيا ويتلقيان الضربات الموجعة بشكل متقطع لا يرقي الي حد الانجراف الي الحرب بمعناها الشامل.
وقامت الثورات في المنطقة، بسبب اليأس من قدرة النظم، التي ادعت الانتصار او وقفت منتظرة في طابور الصمود والتصدي، من القيام بواجباتها للمجتمعات التي ضحت ودفعت الغالي والرخيص لاصلاح تهور ورعونة وعدم مسؤولية من اتوا بالهزيمة والاحتلال، بنهاية الحروب اصبحت استحقاقات السلام واجبة. فالتنمية والبناء لن يتما الا في حالة السلم والتي تحققت بعد آخر الحروب. فرغم التباين الشديد والجذري بين طبيعة مجتمعات المنطقة الا انهم جميعا تحركوا لانهم بشر يرون ويسمعون كيف ان شعوب العالم، خارج الشرق الاوسط الموبوء بالعروبة، تتمتع بحريات ومدنيات علي المستوي الاجتماعي والسياسي والقانوني لا ترقي اليها احوالهم في المنطقة. فالفساد باعلي معدلاته والقوانين في ادني تطبيقاتها كانت من نصيب من قال بالعروبة، والعكس بالعكس، وزاد الطين بلة ان هناك من يطبق الشريعة او من يسعي لتطبيقها حتي لا تفلت الامور ويطالب الناس بحقوقهم الطبيعية التي اختذلت الي حد الصفر منذ تبني العرب اله اليهود يهوه وأمموه لصالحهم واتخذوه الها لهم. فكان طبيعيا إذن أن تنتقل شرارة الثورة كقطع الدومينو وان تصبح الثورة مرشحة للانتشار في زمن فصل الدين عن الدولة وقيام الدولة الحقوقية.

وقفت الدول صاحبة الاسلام، والتي روجته في الماضي وترعاه حاليا باموالها، في مواجه التقدم والحرية والحقوق الانسانية منذ ان انتهت آخر الحروب ربما لادراكها، او ربما اوحت لها اسرائيل، بان اي ديموقراطية لن تتم الا في ظروف السلم، اما الرسالة السرية او فيما بين السطور ان الفساد لن يترعرع الا في ظل التطبيق للشريعة واسكات اي صوت باسم يهوه الذي تغير اسمه بتغيير القبائل. فبدأت النظم العربية في محاولات مستميته لاجهاض الثورات او علي الاقل في الحفاظ علي النظم الفاسدة التي لم تقم باستحقاقات نهاية الحروب. فالمستفيد من تخلف المنطقة هو اليمين الاسرائيلي خاصة ودولة اسرائيل عامة، والاسر الخليجية ونظم القومية العربية والاسلام السياسي. وبالتالي اصبح اصحاب الشريعة والمدافعين عن تطبيقاتها والنظم الراعية لها يدعمون اليمين الاسرائيلي الحاكم. وبكلمات اخري هناك وحدة بشكل ما بين هذه النظم وبين دولة اسرائيل بغض النظر عمن يحكمها من الليكود او حزب العمل. بهذا نكتشف ان تكاليف حروب الدمامل من اموال وبشر لم تكن سوي زكاة دفعها المخدوعون بالدين نيابة عن النظم التي ترعي الفساد وتحتمي باسرائيل وتحميها اسرائيل بالتبادل.

يقول البعض أن منطقة الخليج العربى عصية علي الثورة ومحصّنة منها، وأن قطعة الدومينو الاولي في الخليج اصلب من ان تهزها الثورات الشبابية بسبب التركيبة القبلية لمجتمعاتها، وبسبب الوفرة المالية من موارد النفط، بما يؤهلها لشراء الذمم علي شكل واسع وربما وضع احاديث وانزال وحي إذا لزم الامر مضافا ان الكثافة السكانية الضئيلة تدعم صلابة الدومنية الخليجي. فرغم أن الأسر الحاكمة في منطقة الخليج تنتشر بشكل سرطاني داخل التجمعات السكانية الخليجية فهي ستكون عاجزة عن وقف اي حراك اجتماعي تمردي لان سكانها اكثر تماسا مع الحداثة الاجنبية الوافدة او المشاهدة او التي يتم الاحتكاك بها في الخارج ضمن الزيارات او الوفود التعليمية، فالافكار يستحيل صدها او وقف انتشارها.

فالثورة في مصر لم تكن بسبب الفقر رغم انتشاره الواسع بقدر ما كانت بسبب الاحساس بان المصريين لا يحسون بان الوطن وطنهم بل كان في حوزة جماعة من اللصوص تصدر الدين للمواطنين وتنهب هي ثروات الوطن علي غرار الهكسوس قديما وعلي طريقة عمرو ابن العاص (رضي الله عنه). وكان الشباب الثائر اكثر قدرة علي امتصاص الافكار الجديدة عبر تكنولوجيا التواصل باكثر مما كانت المسام العقلية للاجيال الناصرية والساداتية مسدودة ولا تحمل اي قدر من النفاذية بها. أسقطت الثورة الشعار اليساري التقليدي بان الجوع والفقر هو المحرك للثورات وانتصر بدلا منه القول الاكثر شهرة "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان". ردد اليسار العربي (لانه عربي) كثيرا قول ماري انطوانيت عندما غاب الخبز فقالت "ياكلوا جاتو". كان قول انطوانيت متفقا والذهنية العربية بل والاسلامية ايضا فكلاهما لا يؤمنان لا بالمساواه والحرية والاخاء التي نادت بها الثورة الفرنسية ونسياها عامدين متعمدين ليس جهلا بل تآمرا. لكن هذا لا يمنع ان تكون هناك ثورات اخري من اجل الخبز لان الاحساس بالقدرة علي الحركة بحرية وكرامة كفيل بالتعبير عن اي حق آخر سيكون حاضرا لو ان الحرية والاخاء والمساواه لم تنقل الناس نقلة نوعية من اجل بناء مستقبل قابل للنمو والحياه.
فدول الخليج رغم وجود فقر كثير بها الا ان الحريات والكرامة الانسانية تقع دون خط الصفر بهذا تصبح اول قطع الدومانو هي اهش من ان تصمد طبقا لقوانين الثورات المحترمة.

تدفقت اموال كثيرة لتصب في قنوات الرشوة من داخل المملكة السعودية مع عوده خادم الحرمين من رحلة علاجه ومرة أخري بعد نجاح الثورة في مصر وكذلك في الكويت والامارات لكن هؤلاء الحكام لم يدركوا ان المال لا يشتري الكرامة والحرية والاخاء والمساواه، فهو قادر فقط علي اشباع البطون فعمليات الهضم ثم انجاب اجيال اخري تحتاج الي مزيد من الرشوة، ويظل الغائب دوما في دول الخليج هو ثلاثية شعار الثورة الفرنسية.

قنوات الرشوة امتدت الي منابع الثورات فقد ذكرت صحيفة المصري اليوم علي لسان احد السياسيين أن ما يقرب من ربع مليار دولار تم ضخها في الشرايين المصرية، وهي بلا جدال اموال نفطية خليجية برعاية اسرائيلية، هدفها معروف حماية الاسر الحاكمة والنظم النفطية من عدوي سقوط الدومانو وضمان غياب الكرامة والحرية مع بقاء المعدة ممتلئة ومواسير الصرف الصحي متسعة بما فيه الكفاية. شئ غريب ان الكرامة والحرية ليستا ضمن مفردات اللغة عند مشايخ الاسلام لكن الحاضر دوما في خطابهم هو انفاق الاموال واحترام اولي الامر. فلم نسمع اطلاقا عن رأي الشريعة عندما تصبح الاموال موظفة للانفاق في الرشوة وما العمل لو ان الحاكم فاسدا؟ أنا لا اسعي الي اجابة من مشايخ الاسلام بل ساذهب بحثا عنها في اصل الاشياء عند حاخامات اليهود وما قاله يهوه في هذا الامر، طالما ان نتنياهو مصمم علي ان اسرائيل دولة يهودية؟



#محمد_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلفية والوهابية واسرائيل
- حتي لا تتكرر كارثة يوليو
- أضغاث احلام بالخلافة القديمة
- دستور آل سعود المطبق عمليا على بلاد نجد والحجاز
- رسالة الي المصريين
- الوصايا العشر للسلطة الفاسدة
- حديث الذكريات المبكر
- إحذروا هؤلاء
- الوكر
- وسقطت الابوه السياسية
- عندما يصاب المفتي بالهلع
- جلد الحية... وقبل ان يرحل الدكتاتور
- تونس وخرائط النوايا والاولويات
- الفتنة الطائفية صناعة محلية
- علي ماذا اقسم البشير؟
- العمرانية ونهاية عصر الشهداء
- كيف نفهم الجرائم الاصولية الاخيرة
- اغلاق مؤقت باذن الله وباذن السلطة
- تحالف الاصولية الاسلامية مع الصهيونية اليهودية
- السلف وسذاجة الفكر


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد البدري - الشريعة الاسلامية في خدمة اسرائيل والفساد